معجزة الطوباوي اسطفان نعمه لا تشبه أي معجزة
ولد الأخ اسطفان نعمه في آذار العام 1887 ودعي في المعموديّة يوسف. نشأ في عائلة مؤمنة مغمورة بالمحبة المريمية وحب الله والإنسان.
كان يوسف نعمه، سلوى العائلة وبهجة البيت وملاكه الحارس، فكان يهرب من الضجيج ويرغب في الانفراد والخلوة. وعندما كان يود الصلاة، يبتعد عن البيت لألا يسمع ما يعكّر صفو تأملاته وصلاته.
تعلّم مبادئ القراءة والكتابة والتعليم المسيحي مع أولاد الضيعة تحت الأشجار الموجودة بالقرب من كنيسة مار اسطفان الجميلة.
وكان الأخ نعمه يصلي بخشوع وانتباه، وكان ينبّه عائلته في كل ليلة للصلاة، فيمتلئ البيت بالروحانية. لم يكن يحب الاختلاط بالناس ولا السهرات، حتى لدى أقربائه بل يلازم بيته ويصلي ويطيل وقت الصلاة، ثم يرقد وهو يردد: الله يراني، الله يراني، يا عذراء بين يديك أسلم روحي، يا يسوع ومريم ومار يوسف عينوني وساعدوني عند ساعة مماتي.
كان يرعى المواشي في حقل مارسابا الذي أخذه كصومعة يخلو بها للصلاة كأنه ناسك عظيم. هناك في هذا المعبد القديم كان يحلّق في أجواء التأملات التي جعلته ينفرد تاركا العالم إلى الرهبانية اللبنانية المارونية، منبت وحقل القديسين والقديسات.
ولما توفي الأخ نعمه، ذاعت عجائبه.
ومن المعجزات التي حدثت في أيامه نذكر بحسب مريم زوجة طنوس نعمه:
“عندما دخل الدير كنت أسمع عنه الأخبار الطيبة وأنه راهب صالح ومثالي في حب السلام ويكره الخصومة بين الناس.
وأذكر أنه كان ذات يوم راجعا إلى الدير وكانت الأمطار غزيرة، فاعترضه قسم من أقربائه، منهم طنوس الياس نعمه كي يبقى في الضيعة، فرغم الأمطار الغزيرة واصل سيره إلى الدير، لأنه ما اعتاد أن ينام في الضيعة. وقيل إن أحد الأقرباء أمسك به كي يدخله إلى البيت، فوجد أنّ ثوبه ناشفا تماماً مع غزارة الأمطار”.