رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما تعلّمته تنقله إلينا علّنا نتّعظ لم أتفاجأ بموت أخي عن عمر 38 عاماً. كنت أتوقع هذا النبأ السيء بسبب إدمانه على الكحول. كان لطيفاً ومسلياً وذكياً جداً. ووضعتني حياته ووفاته أمام تحدي البحث في حياتي وإيماني. رغم وفاة أخي قبل سنة واحدة فقط، إلا أنني بدأتُ أحزن على فقدانه قبل فترة طويلة لأن أعماله تبدلت عما كانت عليه في الطفولة. أتساءل كيف سأحاول ملأ الفراغ الذي تركه، كيف أكون أفضل أمّ وأربي أولادي ليكون خالهم فخوراً بهم، كيف أتخطى حزني وأنعم بالفرح بما أعطانا إياه في حياته. أتساءل أيضاً كيف أقدّم التعزية لوالديّ، سيما وأنه تركني بمفردي لأنجز هذه المهمة. جميع هذه الأفكار تدفعني إلى طرح الأسئلة عن تدبير الله لي ولعائلتي. أشار كاهن رعية أننا أحببنا جيم في الأيام التالية لموته أكثر مما فعلنا في حياته. وتحدث أيضاً عن تدبير الله لجيم الذي أجبر عائلته وأصدقاءه في حياته واضطراباته أن يحبوه. كان ينبغي علينا أن نبحث في أعماق قلوبنا لنحب جيم ونسامحه على أعماله وأقواله. أليس هذا ما يفعله الله لأجلنا يومياً ومن دون كلل؟ في المرة الأخيرة التي رأيتُ فيها جيم، قبل أسبوعين من وفاته، كان ثملاً. جاء مع والديّ للتعرّف إلى ابنة أخته التي كانت قد ولدت حديثاً. كان متحمساً لكنه كان ثملاً. بعد أيام، اتصل بي للاعتذار مني لأنه لم يرَ أولادي جيداً وبدا صادقاً للغاية. ووعدني بأن يبحث في احتمالات علاج للتغلب على إدمانه. تدبير الله لي هو أن أُكمل مسيرة الحب هذه وأتخلص من غضب الماضي. يجب أن أرى الطرق التي يمكنني من خلالها مساعدة المحتاجين إلى الحب الذين يعيشون على هامش المجتمع. لقد بكى يسوع مع مرتا ومريم بعد وفاة لعازر، مظهراً بذلك رأفة وإنسانية وتعاطفاً تجاه الأختين المحزونتين. ورغم علمه أنه كان سيقيم لعازر، فهم بوضوح حزن الأختين الفوري. إذاً، الحزن حتمي رغم إيماننا بأن الراحلين سيقومون في حياة جديدة في السماء. |
|