قصة أول مصري صاحب ذهبية في الأولمبياد
«يا قاهر الغرب العتيد ملأته.. بثناء مصر على الشفاه جميلاً» كانت تلك الكلمات التي نظمها أمير الشعراء أحمد شوقي في أول بطل مصري يحصد ميدالية ذهبية في الأوليمبياد، أما جبران خليل جبران فكتب فيه: «يا فتى الفتيان أحسنت البلاء .. في المباراة وحققت الرجاء».
«سيد نصير» أول بطل أوليمبي في تاريخ مصر ولد في 31 أغسطس عام 1905 بقرية شوبر بطنطا بدأ عشق نصير لرفع الأثقال بعد ما شاهد لأول مرة في مولد "السيد البدوي" بمسقط رأسه بطنطا، ألعاب البطل القديم عبد الحليم المصري، وهو صاحب الفضل الأول في انتشار اللعبة في مصر.
اتجه «نصير» بعد ذلك لمدرسة عبد الحليم المصري وكون فريقًا لرفع الأثقال، وكان بالفعل متفوقًا على المستوى الرياضي في العديد من الألعاب وشارك «نصير» في بطولة القطر المصري عام 1925، وتوّج بلقبها في الوزنين الخفيف والثقيل، واحتفظ بلقب البطولة حتى عام 1928.
بداية توهج البطل المصري كانت في عام 1928، عندما شارك في دورة الألعاب الأوليمبية بأمستردام، تحت قيادة المدرب القدير محمد بسيوني، الذي سعى لضمه للنادي الأهلي لوفرة الإمكانيات والجماهيرية أيضًا.
ونجح «نصير» في كتابة التاريخ والتتويج بأول ميدالية ذهبية مصرية وعربية في أمستردام في وزن خفيف الثقيل بمجموع أوزان 355.5 كجم (ضغط 100 كجم – خطف 110 كجم – نطر 147.5 كجم)، محققًا بذلك إنجازًا غير مسبوق للرياضة المصرية والعربية والأفريقية.
وتفوق نصير في الأوليمبياد علي 17 رباعًا من أقوى رباعي العالم وخرجت الصحف العالمية تتغنى بما فعله البطل مرددة، لقد ارتفع العلم المصري في الاستاد الكبير، فاز سيد نصير المصري على أبطال العالم في حمل الأثقال فكان بطل العالم الأول بأرقام مدهشة.
وذاعت شهرة اللاعب بشكل كبير بعد عودته من أمستردام، كما انتشرت اللعبة بشكل أكبر في مصر نظرا لما حققه نصير من إنجازات كبيرة وعظيمة، وفي عامين متتاليين حقق البطل المصري بطولة العالم لرفع الأثقال، في مدينة ميونيخ الألمانية عام 1930، ثم في لوكسمبورج عام 1931.
ومن ضمن الإنجازات الكبيرة التي حققها نصير كانت الرقم القياسي في منافسات النطر باليدين بوزن 167 كجم، والذي ظل مسجلا باسمه لمدة 15 عامًا، قبل أن ينتزعه منه قريبه محمد جعيصة الذي سجل 170.5 كجم عام 1945.
حصل السيد نصير على العديد من الأوسمة الشرفية والميداليات على رأسها وسام النيل عام 1949 من الملك فاروق ووسام اللوتس عام 1956، كما تم مُنحه وسام الرياضة من الدرجة الأولى عام 1956 من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وتعيينه وكيلا لوزارة الشباب وكان مسئولا عن مجموعات الكشافة والمرشدات في تطهير مدينة بورسعيد قبل العدوان الثلاثي، كما تم منحه العديد من الميداليات واللوحات الشرفية من جميع الهيئات الحكومية والأهلية والأجنبية لتاريخه الرياضي المشرف.
وتوفي السيد نصير عام 1974 عن عمر يناهز 69 عامًا، وكان متزوجًا ولديه 3 أولاد وبقي البطل المصري خالدًا في الأذهان، وسطر اسمه في سجلات الأبطال بحروف من ذهب، وسميت بطولة دولية تقام في مدينة الإسكندرية باسمه تخليدا لذكراه ، بدأت منذ عام 1977، أي بعد وفاته بثلاثة أعوام.
1 / 1
قصة أول مصري صاحب ذهبية في الأولمبياد: كتب فيه جبران وأحمد شوقي قصائد شعر
قصة أول مصري صاحب ذهبية في الأولمبياد: كتب فيه جبران وأحمد شوقي قصائد شعر
معلومات