رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من يستطيع أن يشنق الحق ؟
في مقدورك أن تدفن الحقّ في قبر ، لكنّه لن يبقى هناك طويلاً . في مقدورك أن تُسمِّر الحق فوق صليب أو تعلّقه على الأعواد أو تشنقه في الساحات العامّة وتلفّه في أكفان ، وتختم عليه في قبر لكنّه سيقوم ثانيةً , غير مقهور . أمام بيلاطس الذي تسنده قوّات الإمبراطور الرّومانيّة يصح أن يقال عن يسوع أنّه وقف هناك ذليلاً حزيناً ولكن ما انقضى زمن حتى انهار عند قدميه كلّ قياصرة روما وجحافلها وجيوشها وعلى هذا الأساس نقدر أن نواجه أي شرّ في هذا العالم السّاقط ونقول له في يقين ( لا تستطيع أن تنتصر ) . الإنسان عاجزٌ عن أن يبلغ مراده في حياته على الأرض لأنّ الحق ممزوجٌ بالباطل والحبّ بالكراهية ، والحياة بالموت وعندما ينقلب الباطل على الحق ويعتلي الباطل على عرش من ذهب ويقف الحق موثّقاً بالأغلال يبقى للحق صولته . بيلاطس كان جباناً وخسيساً لأنّه حرص على مصلحته أكثر من حرصه على تحقيق العدالة القائم على تنفيذها ، والمدرّب عليها والموكل عنها ، وسيقف أمام التاريخ على أنّه قاتل ، وألعقوبة قاسيةٌ تافهة . ما أجمل أن نكون مجانين للحق كارهين لكلّ لونٍ من ألوان الباطل رافعين الأعناق أبداً نحو الأعلى المتطاول فوقنا ، ونموت دون أن نبلغه وسوف نرى في النّهاية أنّ لواء الحق والعدل هو الذي يخفق عالياً وينتشر فوق الرؤوس . إنّ كل الذين يعرفون الحقّ ولا يعلمون به هم كالذّئاب تستنفرهم رائحة الدّماء الحقّ انتصاره خالد لا يلبث أن يبعث حيّاً حين تستوفي العدالة مطالبها كاملةً . الحق هو النّور الإلهيّ الذي أرسله الله من عنده لنعرف حقيقة النّفس البشريّة ، وحقيقة الحياة ، وحقيقة النّور وحقيقة الله الذي هو أوّل علّةٍ للوجود وأقوى ححبةٍ للخلود . عظيمٌ هو الحق . وسلامٌ على الحق . وعلى باعثه وراعيه فطوبى للإنسان أن يجوع عقله فيفكر ويجوع قلبه فيحس ، وتظمأ نفسه فيجاهد في سبيل الله مع الحق . سقراط فيلسوف الإغريق تركَ الفصل في قضيّته للحق عندما كان يحاكم أمام شرذمة من مواطنيه ، وهي المحاكمة التي وقف فيها أنبل من أنجبتهم أثينا فحكموا عليه بالموت لكن يا سيدي ليس هو الموت الذي يموت فيه الأشرار بل هو موت الحياة . في أثناء محاكمة المسيح وقف يسوع وحيداً ملحاً على المدّعين عليه وعلى قضاته أن يفكّروا بالعدل والحق ، وهو اليوم يقف متحدّياً النّاسَ في كلّ العصور والأجيال أن يواجهوا الحقّ ويجيبوا على هذا السّؤال : ( ماذا أنتم فاعلون بيسوع الذي يدعى المسيح ) أين نيرون ومجده، بل أين روميه المسورة بأسوار المجد المفاخرة بشرائعها ونظامها ؟ سماء زرقاء وأرض حمراء، وتاريخ أسود لا تغسل أدرانه أمواج المياة كلها . لستُ أدري أين نكون أو ماذا نكون لو انتصر الباطل في معركته النّهائية مع الحق؟ فلنحكم على جرائمنا بالحق والصرامة وفي منتهى العدل , ولا نحاول تبرير جرائمنا , أو إيجاد الأعذار لها . (( لأنه لاخفي إلا سيعلن )) . الحــــق والعجـــز الإنسان البشري تواق أبداً إلى الحياة والحق ، والخير والجمال . وهو عاجز عن أن يبلغ ملئ مراده في حياته على الأرض . ذلك لأن الحياة هنا مختلطة بالموت والحق ممزوج بالباطل والحب بالكراهية. الإنسان يفكر في بعض المعاني مثل العدل ، والإيمان ، والثبات والمحبة لكنه عاجز عن العمل بمقتضاها والاستشهاد في سبيلها . وللتخلص من ظاهرة العجز هذه لابدَّ من التحلي بروح الشجاعة الأدبية لفهم الحق والعمل بمقتضاه . (وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل من يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية). أهم ما يحتاج إليه الناس الحكمة، والشجاعة، والعفة، والعدالة هذه الفضائل ترددها الألسن وينادي بها زعماء العالم ولكنها لا تزال في أول عهد الناس بها يعرفون اسمها فقط ولكنهم لايطبقونها على أعمالهم لأنها لم تتأصل فيهم بعد لكن إذا ما تأصلت في المجموع ولدت فيهم روحاً وطنية حقيقية لأن الأمين والمتسامح وطني حقيقي والشجاعة الأدبية وليدة الوطنية الحقة ولا يمتاز الإنسان عن الحيوان إلا بفضائله الحقيقية عجيب امرك ايها الانسان انت تعرف تماما الحق هو المسيح العدل هو المسيح الرحمة هى المسيح القوه والانتصار هى المسيح المحبه هى المسيح الابديه والراحة التامة هى المسيح وكل هذا ممنوح لك مجانى وبمحبه تامه فلماذا انت بعيد ؟؟ |
|