فسفور الغلابة

في بورسعيد على طاولة تتوسطها «صينية» كبيرة الحجم بداخلها «الشيكال»، الذى يعتبر أحد أنواع القشريات البحرية التى يقبل عليها شريحة عريضة من المواطنين بالمدن الساحلية، يلتف أبناء محافظة بورسعيد لتناوله بسعادة بالغة مع الخبز الساخن والطحينة، مما دفع البعض لإطلاق اسم «فسفور الغلابة» عليه نظرًا لانخفاض سعره ومذاقه الطيب خاصة «المبطرخ»، وبعد انتهاء موسمه تشهد أسواق الأسماك ببورسعيد شبه اختفاء لـ«الشيكال»، يصاحبه تضاعف فى سعره لدى تجار الأسماك الذى يتواجد لديهم. مصطفى متولي، بائع أسماك، بدأ حديثه عن «الشيكال» قائلًا: «الشيكال فسفور الغلابة يا بيه، وتقبل عليه فئة كبيرة فى بورسعيد فى الموسم الخاص به، خاصة طبقة الفقراء ومحدودى الدخل، لأن سعره أقل بكثير مقارنة بالجمبرى والإستاكوزا، وسعره فى مواسمه يتراوح ما بين ١٠ و٣٠ جنيها حسب جودته وإذا كان به بطروخ أم لا، أما تلك الفترة فهذا ليس موسمه وما يتواجد لدى بعض البائعين فمعظمه مجمد وسعره ما بين ٥٠ إلى ٦٠ جنيها للمبطرخ أما غير المبطرخ فسعره ما بين ١٠ و١٥ جنيها». الحاج مديح البنا، أحد أقدم الصيادين، يقول إنه قبل التهجير كانت شريحة عريضة من البورسعيدية يتجاهلون «الشيكال» ويرمونه على الشواطئ فأطلق عليه بعض الصيادين «دود البحر» حيث كان الجميع يشترى وقتها الجمبرى نظرًا لكثرته وانخفاض سعره فى هذا التوقيت، واستمر ذلك حتى أوائل الثمانينيات مع بدء توافد أبناء المحافظات الأخرى على بورسعيد وبدأ يحدث إقبال على شرائه، موضحًا أن ارتفاع سعره فى هذه الفترة أمر طبيعى نتيجة لأنه ليس الموسم الخاص به كذلك لأن بعض المطاعم تستخدمه فى صناعة كفتة الجمبرى وشوربة الفواكه، والبعض كذلك يقوم بتصديره إلى الخارج وغالبًا ما يكون إلى الصين. ومن جانبه، قال محمد السحراوى، نقيب الصيادين، إن ارتفاع الأسعار ليس فى الأسماك فقط، فجميع السلع ارتفعت أسعارها، ولكن معظم الأسماك يتم تصديرها وقد يكون هذا هو أحد أسباب ارتفاع أسعارها بشكل عام وليس «الشيكال» فقط، مرجعًا ارتفع سعر «الشيكال» المبطرخ ليتجاوز الـ٥٠ جنيها إلى إقبال عدد من السماسرة الصينيين على شرائه من الصيادين بميناء الصيد لتصديره إلى الخارج.