معركتي مع التجربة
الإنسان بطبيعته يميل لكي يلقي اللوم على الغير في كل ما يصيبه من أزمات ومشاكل وصعوبات وتجارب في هذه الحياة، وأول من يطلق السهم عليه في هذه الظروف هو الله. "حتى متى يا ربّ
تختبىء كل الإختباء حتى متى يتقد كالنار غضبك" مزمور 89: 46
وكأن الخالق هو إله يتلذّذ في تعذيب خليقته، ونسيَ الإنسان أن الله خلقه على صورته الأخلاقية والأدبية لكي يحيا شاكرا وممتنّا على بركاته الرائعة في حياته. ولكي يحيا بفرح متمتعا بكل الصفات التي اعطانا إياها الله من لدنه ومن خصوصيته كالمحبة والحرية، وغيرها من الصفات الإلهية.
واذا بحثنا بعمق وموضوعية في كلمة الله سنجد أن الكتاب المقدس واضح جدا في الإضاءة على هذه المعادلة بأن التجربة مصدرها ليس سماوي بل هي من إبليس الذي يجرّب الناس ليوقعهم في شباكه، كما تواقح في الماضي وجرّب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح في بريّة الأردن "ثم أصعد يسوع إلى البريّة من الروح ليجرّب من إبليس" متى 4: 1، وقد علّمنا المسيح من هذه التجربة كيف نحاربها كرجال أمناء ونجابها بسلاحنا السماوي الجبار بكلمة الله التي تقف كسدّ منيع في وجه أعظم التجارب كما فعل يسوع حين قال "مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله". متى 4: 4
فمصدر التجربة ليس الله، لكنه يسمح بها في حياتنا لكي يمتحن إيماننا كما فعل مع رجاله في العهد القديم والجديد فإبراهيم إمتُحِن بابنه وكانت معركته قويّة وتحتاج إلى إيمان راسخ والمفرح أنه خرج منتصرا وقد حضّر له الله الكبش بدلاً عن إبنه إسحق. فالله يريدنا أن نرتفع في حياتنا الروحية إلى مراحل متقدمة ومرتفعة، والتجارب التي يسمح بها تزكي وتثبّت إيماننا به "الذي به تبتهجون مع أنكم الآن إن كان يجب تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة، لكي تكون تزكية إيمانكم وهي أثمن من الذهب الفاني مع أنه يُمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح". 1بطرس 1: 6 - 7
فمعركتي مع التجربة شرسة وغير سهلة، لكنها مدعومة من الروح القدس نفسه، ولن يتركنا الله تحت مخالب وفخاخ إبليس بل سيفتح لنا نافذة مضيئة نحو أمل جديد لكي نخرج منتصرين ومتأهبين لخدمة المسيح في قلوبنا وأذهاننا "لم تصبكم تجربة إلا بشرية. ولكن الله أمين الذي لا يدعكم تجرّبون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة أيضا المنفذ لتسطيعوا أن تحتملوا". 1كونثوس 10: 13
عزيزي القارىء: إذا كنت تشعر أن معركتك مع التجارب خاسرة وتجد نفسك شخصا مهزوما، فما عليك سوى أن تأتي إلى المسيح أولا لكي تنال الغفران الكامل وتصبح إبنا لله ومن ثم هو سيمنحك القوّة الحقيقية على تجارب الحياة ومأسيها.
"لماذا أنت منحنية يا نفسي ولماذا تئنين فيّ. ترجّي الله لأني بعد أحمده خلاص وجهي وإلهي". مزمور 42: 11