رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
النّميمة: “مذياع الشّيطان” روما لا أعلم السّبب إلّا أنه هناك سعادة شريرة في النّميمة. – البابا فرنسيس. بينما كنت أحضر مؤتمرًا وجدت نفسي أتشارك المصعد مع شخص أعرفه فقط من خلال ما يُقال عنه وبعض الأحاديث اللّاذعة التي كنا قد تبادلناها عبر وسائل التّواصل الإجتماعي. في تلك اللّحظة تذكرّت إحدى كتابات دوروثي داي التي تقول فيها: من المضحك رؤية ما يحدث عند لقاء شخص بآخر كان قد اعتبره “ذلك الآخر” أي الشخص الذي كان موضوع ثرثرة مؤذية. في هذه الحالة قد يحاول الطّرفان تجاهل وجود بعضهما البعض كليًّا أو الابتعاد عن بعضهما البعض بأسرع وقت ممكن بعد تبادل السّلام الرّوتيني. وهناك من يحاول فعليًّا التّصرّف بإنسانية مع الطّرف الآخر. في حالتي داخل المصعد، حاولنا التّصرف بشكل إنساني مع بعضنا البعض. بعد تبادل السّلام بشكل أكثر من عادي وجدنا نفسينا نتفق على أنه لدى الله حس من الفكاهة. تصافحنا وتبادلنا أطراف الحديث بينما كنّا نتوجه إلى القاعة التي سيُعقد فيها المؤتمر. هذه الأحاديث البسيطة كانت كفيلة بتغيير الصورة الكاريكاتورية التي كان كلّ منّا قد رسمها في ذهنه عن الآخر. وفي التّفاصيل قال لي الشّخص الذي التقيته: ” لا يمكنني توجيه أي كلام لاذع لك، لقد إلتقيتك للتو وكل ما أعرفه عنك الآن هو أنك قصيرة القامة، “وبدينة أيضًا!” أجبته:”وبدوري كل ما أعرفه عنك هو أنك طويل القامة…. من المدهش كيف لا يمكنك معرفة أي شئ فعلي عن الشّخص قبل لقائه.” “إلّا أن التّعرف على الشّخص يفوّت على المرء فرصة النّميمة!!” قال الرّجل مازحًا. كلام الرّجل هذا كان صحيحًا جدًّا. فعقب لقاء شخصٍ ما تزول كل العداوات التي كان من السّهل خلقها وتذوب الرّغبة في النّميمة والثرثرة وبالتّالي نفقد تلك “السّعادة الشّريرة”. منذ فترة قصيرة لفتني إقدام عدد من الرّجال ممن يتغنون برجوليتهم ومسيحيتهم بالثّرثرة عليّ عبر إحدى وسائل التّواصل الإجتماعي، في البداية إستمتعت بقراءة تعليقاتهم إلّا أن حزنت لسخافة فحواها. تخيّلوا أن هؤلاء الرّجال أصحاب الشّؤون الرفيعة نزلوا إلى مستوايّ المتواضع وأفلتوا العنان للّثرثرة عن الرّحلات المجانية إلى روما….(كيف يمكنني الحصول على رحلة مجانية…. هل يمكنك تأمين رحلة لي…) أنا فعلًا لم أستنزف المايلات المجانية التي جمعتها للسفر الى روما (وأنا لا أقدّم تبريرًا هنا) ولكن من أعطاهم حق التّدخل بحياتي الخاصة؟ ولماذا يثرثرون؟ الإجابة واضحة فثرثرتهم تنبع من غيرتهم وكرههم. الغيرة تشكّل حملًا ثقيلّا على ظهر صاحبها لذلك لا أتمنى أن يحملها أحد. أما الكراهية فأمرٌ عادي من السّهل تحمله. التّساهل مع النّميمة مؤلم للرّوح حيث لم يخطئ جورج هاريسون عندما قال: ”النميمة تضلّل الرّوح … إنها مذياع الشّيطان.” لا تكمن المشكلة في كون النّميمة حاضنة للحسد والغضب فقط بل في الّسم الذي يصدر عنها. تأثير هذا السّم يضاعف عامل السّقوط في خطيئة أعمق. النّميمة تجرّد الأشخاص من إنسانيتهم من خلال مقايدة كرامتهم مقابل أحاديث سخيفة ورخيصة. في كتابي : ”الآلهة الغريبة” ذكرت أن الوثنية هي الخطيئة التي لا يتم الإفصاح عنها على كرسي الإعتراف وها أنا أتساءل اليوم عن ما إذا كانت النّميمة الخطيئة الثانية التي تغيب عن سرّ الإعتراف لاعتبارها أمرًا صائبًا. وفي الختام لا بد من القول إن النّميمة تفتقر لأدنى مستويات الشجاعة…. |
20 - 09 - 2017, 09:02 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: النّميمة: “مذياع الشّيطان”
إن النّميمة تفتقر لأدنى مستويات الشجاعة…. ميرسى على الموضوع الجميل ربنا يفرح قلبك |
||||
21 - 09 - 2017, 11:36 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: النّميمة: “مذياع الشّيطان”
وفي الختام لا بد من القول إن النّميمة تفتقر لأدنى مستويات الشجاعة
ربنا يبارك حياتك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سيجد له الشّيطان وظيفة أخرى |
صرخ الشّيطان مرّةً متوجّعًا من شفاعتك يا مريم |
الشّيطان عديم القوّة |
الكذب من الشّيطان لأنّ الشّيطان هو الكذّاب وأبو الكذّاب. |