شريك الحياة المسيطر

[walaa farouk]

تصرفات خطيبك.. المادة الخام للتحكم والسيطرة

" خطيبي يصر علي طلب تغيير رقم هاتفي المحمول الشخصي.. وفتح حساب آخر للفيسبوك.. وأخبرني بأن له الحق في أن يطلع على هاتفي المحمول أو مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بي كالفيس والواتس من وقت لآخر بوجودي للاطمئنان علي من خلال معرفة نوعية الأشخاص الذين أتعامل معهم، وأن له إن لزم الأمر ورأى أن هناك ضررا يلحق بي من مواقع التواصل كالفيس أن يفرض علي إلغاؤه تماما.. وذلك بدافع الغيرة والحب والخوف.. كما قال، فهل هذا شكل من أشكال التحكم أم صورة من صور الحب والغيرة لدى الرجال؟ وهل له الحق في ذلك أم لا؟ وبماذا تنصحني تجاه هذه العلاقة؟؟"
.

عزيزتي.. ما تصفينه ليس تحكما فقط.. ما تصفينه هو المادة الخام للتحكم.. والمعدن الأصيل للسيطرة.. والمثال الصارخ للتشويه النفسي.. ما تصفينه هو (مرض نفسي علاقاتي)..

ليس من حق خطيبك أو (زوجك في ما بعد) أن يفرض عليك كل هذه الشروط، ولا أقل منها ولا أكثر.. هذا اختراق واضح لخصوصيتك، وتعد سافر على حدودك النفسية، واستباحة مريضة لأرضك وسمائك..

لا يحق لخطيبك أو لزوجك أن يتعامل معك على أنك ملكية خاصة به.. يفعل بك ما يشاء وقتما يشاء.. ولا يحق له اختيار نوعية أو عدد أصحابك أو أصدقائك.. ولا يحق له مراقبتك أو تتبعك.. وليس لهذا أي علاقة بالغيرة أو الحب بأي حال من الأحوال..

خطيبك يتعامل معك من منظور أب يتعامل مع طفلته الصغيرة.. وليس من منظور إنسان قرر أن يتشارك حياته مع إنسان آخر مثله.. له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات.. خطيبك يتعامل من مستوى فوقي سلطوي جائر.. متصورا أنه يعلم وأنت لا تعلمين.. يفهم وأنت لا تفهمين.. يقدر وأنت لا تقدرين..

خطيبك يملؤه من داخله الخوف.. والشك.. والريبة، ويسقط مخاوفه وشكوكه عليك وعلى تصرفاتك.. وينتظر منك إثبات الولاء عن طريق الطاعة العمياء، التي لو لم تتبعيها، فأنت في نظره خائنة.. أو منحرفة، أو قابلة للخيانة والانحراف، أو تحت خطر الخيانة والانحراف.. دائرة مريضة من الخوف والشك.. ستصبحين جزءا منها يوما بعد يوم..

عزيزتي.. هل يقبل خطيبك أو زوجك في ما بعد أن تجعليه يغير رقم تليفونه؟ هل يرضى بأن يعطيك كلمة سر حسابه على الفيسبوك والواتساب وغيرهما؟ هل يوافق على اختيارك لأصحابه أو قطع علاقته بأحدهم؟ مستحيل أن يقبل ذلك.. ولو فعل.. فلن يتحمله يوما واحدا..

لست أقل من خطيبك.. وزوج المستقبل ليس أفضل منك.. وشريك حياتك هو (شريك حياة) وليس (ربا) يعبد من دون الله.. وعلاقتكما لو خلت من المساواة والتكافؤ والندية فهي فاشلة قبل أن تبدأ..


عزيزتي.. الحرفية والموضوعية في الرد تجعلني أقول لك قفي معه وقفة تطلبين منه معاملتك كما يحب أن تعامليه أنت.. ويكف عن التحكم والسيطرة.. ولا يجور على حقوقك..
لكنني لن أكون موضوعيا الآن.. فنحن لسنا في معمل كيميائي نتعامل فيه مع أنابيب اختبار.. نحن أمام جريمة إنسانية مكتملة الأركان.. ولن أقبل عليك ما لا أقبله على أختي أو ابنتي لو كانت مكانك.. والتي لم أكن لأنصحها أن تستمر في هذه العلاقة دقيقة واحدة أخرى.. وكنت سأنصحها بقطعها هنا والآن.. وكنت سأطلب من هذا الخطيب التوجه فورا لأقرب طبيب نفسي للعلاج مما لديه من مشاكل نفسية عميقة.. وكنت سأقول لها بمنتهى القوة: استمرارك في هذه العلاقة هو المسمار الأول في نعش حريتك.. وحجر الأساس في مستشفى نفسي يحمل لافتة الزواج.. وكلمة النهاية التي كتبت قبل بداية الأحداث.. وبداية لسيناريو (الضحية والجاني) الذي ستكتبانه معا..

[Mary Naeem]

ربنا يباركك حببتي

[walaa farouk]

ميرسى على مرورك الغالى مرمر

[marit jesus]

ربنا يبارك خدمتك

[walaa farouk]

ميرسى على مرورك الغالى