جسد القيامة
«إن نُقض بيت خيمتنا الأرضي، فلنا في السماوات بناء من الله» ( 2كورنثوس 5: 1 )
لا يوجد وصف كتابي عن الموت أكثر تعزية وسلوانًا للمؤمن مما تُظهره الكلمة المألوفة – ”رقاد أو نوم“ – إنها كلمة تُستخدم للجسد فقط، ولا تُستخدم للنفس. وقد قال ربنا لتلاميذه: «لعازر حبيبنا قد نام. لكني أذهب لأُوقظه. فقال له تلاميذه: يا سيد، إن كان قد نام فهو يُشفى. وكان يسوع يقول عن موته» ( يو 11: 11 - 13). وعن موت استفانوس نقرأ «وإذ قال هذا رقد» ( أع 7: 60 ). وقد قال بولس الرسول عن الخمسمئة أخ الذين رأوا المسيح حيًا بعد قيامته: «بعضهم قد رقدوا» ( 1كو 15: 6 ) وكلماته المُعزية للمؤمنين في تسالونيكي كانت «ثم لا أريد أن تجهلوا أيها الإخوة من جهةالراقدين، لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لارجاء لهم» ( 1تس 4: 13 ) والرسول بطرس يتكلَّم عن قديسي العهد القديم قائلاً: «رقد الآباء» ( 2بط 3: 4 ). وقديسو العهد القديم كانوا يتعزون بنفس هذه الحقيقة، فقد قيل أكثر من أربعين مرة في العهد القديم عمَّن ماتوا «رقد وانضم إلى آبائه». وقال الرب لموسى: «ها أنت ترقد مع آبائك» ( تث 31: 16 – وانظر 2صم7: 12). في هذه الآيات نرى وصفًا رائعًا للموت يؤكد أن الموت للمؤمن ما هو إلا رقاد وقتي للجسد، يتبعه استيقاظ مجيد عند سماع البوق الأخير.
الموت: انفصال وقتي للروح عن الجسد.
هذا التوقف المؤقت لنشاط الجسد لا يعني أن روح الإنسان نائمة، فالجسد ما هو إلا خيمة أو مكان سكَن للجزء الروحي في الإنسان. فعند موت الجسد، تنطلق روح المؤمن إلى الفردوس، وتنتهي أحاسيس الجسد حتى يوم قيامته، وفي اللحظة التي يرقد فيها المؤمن، ينطلق ويكون مع المسيح ( في 1: 23 ) «متوقعين التبني فداء أجسادنا» ( رو 8: 23 ).
يُقام ليكون مثل الرب يسوع.
فالمسيحي لا يخشى الموت، إذ سيحيا في جسد مُمجَّد مثل جسد المسيح تمامًا «لأننا من السماء ننتظر أيضًا مُخلِّصًا هو الرب يسوع المسيح، الذي سيُغيِّر شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده» ( في 3: 20 ، 21). فمجيء الرب لاختطافنا للسماء، سيجعل من الضروري حدوث تغيير في جسد الفساد هذا. فالجسد المُشترى هو مِلك للرب، كالنفس تمامًا.
كاتب غير معروف