بعد معجزة شفاء المولود أعمى، عانى هذا الرجل كثيراً من اليهود ومن عنادهم. وبعد دفاعه الشديد عن شخص يسوع الذي شفاه -وان لم يكن قد عرفه بعد – طردوه خارج المجمع. ولأن ربنا يسوع لا ينسى أبداً النفس التي تحبه وتهان من أجله، لذلك كرّم الرجل بلقاء شخصي وخصوصي جداً. لقاء بادر ربنا يسوع به كما قيل "فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجا، فوجده .." لقاء كشف فيه ربنا لهذا الرجل البسيط سراً خطيراً و هو حقيقة لاهوته لما سأله : "أتؤمن بابن الله ؟" ثم، مفاجأة الرجل سمع الحقيقة العظيمة: "قد رأيته، والذي يتكلم معك هو هو!" حقاً وصف القديسون أعظم رجل لاهوت بأنه ببساطة الرجل المصلي. لأن الله يحب أن يعلن أسراره للأطفال الصغار، للبسطاء، وللذين يجلسون في حضرته بتواضع وخشوع. وقطعاً أجمل معرفة عن الله ليست تلك التي نحاول استيعابها من كتاب عقيدة قرأناه أو عظة سمعناها بل هي تلك التي يخبرنا الله بها بنفسه في لقائنا به فنسمعه يهمس "قد رأيته!" .. "أنا هو ... هيا اعرفني".. وأول رد فعل تلقائي سيصدر منا حين نكتشف حضوره سيكون "أؤمن يا سيد" بسجود خاشع من عمق القلب.
تدريب: استخدم صلاة المزمور "اكشف عن عينيّ فأرى عجائب من شريعتك".