منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 07 - 07 - 2012, 08:53 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,782

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية

المحبة يلزم أن تكون عملية
فى هذا يعلمنا أيضاً مار فليكسينوس قائلاً : " أن سيدنا لم يعلمنا أن نحفظ جميع الوصايا بالكلام فقط بل أرانا ذلك بأفعاله أيضاً لأنه مكتوب أنه أبتدأ يعمل ويعلم ويكمل جميع الوصايا واحدة واحدة .. وهذه جميعها أكملها بالفعل ، فلا يمكن للإنسان أن يكون محباً إلا بحفظ الوصايا عملياً وإن لم يحفظها فإنه لا يرث الحياة "
وهذا معناه أنه يجب أن تكون المحبة محبة عملية " من قال أنه فى النور وهو يبغض أخاه فهو إلى الآن فى الظلمة ، من يحب أخاه يثبت فى النور وليس فيه عثرة ، وأما من يبغض أخاه فهو فى الظلمة ، وفى الظلمة يسلك ولا يعلم إلى أين يمضى لأن الظلمة أعمت عينيه " (1يو2: 9 – 11)
كل من يحب فقد ولد من الله ومن لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة
(1يو4: 7-8 ) وهكذا نجد أن المسيحية تعتبر الثبوت فى المحبة ثبوتاً فى الله وثبوتاً فى النور وولادة من الله ومعرفة حقيقية للحق.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2012, 08:54 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,782

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية

الأخوة النائمين فى داخل الكنيسة
بعض الآباء الرهبان ذهبوا إلى أبيهم الروحى القديس الأنبا بيمن وكان فى قلبهم غيظ وكمد وبكل حماس يعوزه البصيره والشفقة إبتدأوا يشكون حال زميلهم الذى لاحظوا عليه نومه الدائم فى الكنيسة وذلك فى أثناء تأدية الخدمات ، لقد وجدنا أخاً لنا نائماً فى الكنيسة أثناء الصلاة وحيث تحين ساعة الجهاد ، فماذا تفعل إذاء هذا الوضع يا أبانا ..؟ وكان رد القديس المملوء من الروح القدس روح الحكمة ، بعد أن رأى ولاحظ عليهم فقدان المحبة المتأنية المترفقة قال لهم : أن وجدت أخى نائماً فى الكنيسة كما تقولون فإنى أفسح له . وأضع رأسه على ركبتى ليستريح . ولما سمعوا كلامه هذا تذمر الأخوة وظن واحداً منهم أن معلمهم جانب الصواب فى رده فسأل متجاسراً ، وما الجواب الذى تعطيه للسيد المسيح ، إزاء هذا العمل ، يوم الدين ..؟ هنا أطرق القديس إلى الأرض وتكلم فى عذوبة وثقة وقال معلماً إياهم ، سأقول لربى.. لقد قلت لى إلهى ، أخرج الخشبة من عينيك أولاً – حتى تبصر جيداً أن تخرج القذى من عين أخيك . وكان درساً نافعاً لهم وبعده خرج الأخوة منتفعين منصرفين ... ولكنهم قبل أن ينصرفوا
ألا نتعلم نحن الدرس ، فلا ينفذ صبرنا سريعاً ونسرع فى
الحكم على الآخرين ، ندين تراخيهم وكسلهم فى الوقت الذى تمتلأ فيه حياتنا هواناً . وخشباً كثيراً
يملأ عيوننا فلا نلتفت إلا إلى خطايا الآخرين .
بينما تتزاحم خطايانا فينا ، خطايانا الكثير
التى تدعونا إلى الخزى والعار .
- ولا ننسى هذا الدرس والذى كان صاحبه هو الأنبا موسى الأسود عندما دعوه إلى المجمع لمحاكمة أحد الأخوة وعندما ألحوا عليه فى الحضور جاء إليهم وكان حاملاً وراء ظهره شبه شيكارة مملوءة رمال ولكنها مثقوبة فكانت الرمال تخرج منها وعندما سألوه عن فعله هذا أجابهم .. خطاياى وراء ظهرى ولم أنظرها واليوم جئت لأدين أخى " حقاً لا تدينوا لكى لا تدانوا " وحقاً أن المحبة تتأنى وترفق ... ولسان العطر معلمنا القديس بولس الرسول يقول لأهل كولوسى فى الإصحاح الثالث ومن العدد الثانى عشر إلى العدد الخامس عشر " فألبسوا كمختارى الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات ، ولطفاً ، وتواضعاً ، ووداعة ، وطول أناة ، محتملين بعضكم بعضاً ، ومسامحين بعضكم بعضاً إن كان لأحد على أحد شكوى كما غفر لكم المسيح

هكذا أنتم أيضاً "فكلمة المحبة كلمة جميلة لحنها شيق ونغمتها
سماوية ملائكية وفى الحقيقة أن المحبة لا يستطيع أن يتحلى بها سوى المتضعين ، يقول القديس مار أوغريس " الوديع ولو صنعوا به كل شر لا يتخلى عن المحبة " وأيضاً " الإنسان المتواضع لا يغضب من أحد ولا يغضب أحداً ، أصل الإدانة عدم المحبة لأن المحبة تغطى كل عيب " ، وهكذا دعانا معلمنا بولس الرسول أن تكون كل حياتنا هى فى نمط واحد المحبة " لتصر كل أموركم فى المحبة " . ( 1كو16: 14 ) وماذا أيضاً عن .. " المحبة التى تتأنى وترفق ..؟ .
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2012, 08:55 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,782

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية

وكسبت السماء الرجل
لقد ذهب الجندى مع كتيبته إلى إسنا لكى يمارس فيها جنديته حسب الأوامر وهناك رأى العجب " رأى المحبة العملية " إذ كيف يذهب إليكم ليضطهدهم ويقابل منهم بكل هذا الحب هناك وجد من يقدم له الطعام والشراب وعندما سأل لماذا يفعلون معنا كل هذا بينما نحن جئنا إليهم لنحتل مدينتهم وندب فيها الخراب ..؟ كان ردهم هو بأنهم مسيحيون من خاصة السيد المسيح ، والذى منه تعلموا المحبة العملية ، المحبة المحتملة ، المحبة الفاخرة ، وهنا تحول وهو منحنى بروح الإتضاع أمام أهل إسنا لقد غيرت فيه الذئب

وحولته إلى الحمل الوديع. هذا هو القديس الأنبا باخوميوس
أب الشركة ، الذى صار جندياً صالحاً للسيد المسيح وهو وأن تحول إلى محبة ووداعة الحمل الوديع لكن كان لا يزال على طبعه جاداً وحازماً رغم ما يغمر قلبه من محبة الله وكل الناس ، ففى مرة من المرات جاءه تلميذه ثيئودوسيوس ليخبره بأن واحداً من زملائك قرر ترك حياة الرهبنة ، ليعود إلى العالم ، هذا العالم الذى مات عنه من زمن لبسه زى الرهبنة ، وهنا تساءل الأنبا باخوميوس عن السبب وكان رد تلميذه فى محبة متجاسرة . من أجل معاملتك له القاسية . فلقد عاملته يا أبى بقسوة أكثر من مرة حتى شك فى محبتك له ، ولست أدرى ماذا سينتهى إليه حال زميلى ..؟ معذرة يا أبى فقد سلكت معه سلوكاً غريباً ، هكذا تصرفت لكى أؤخر إنصرافه فقد إستمعت إليه وهو يشكو . ثم بادلته الشعور ، بل تظاهرت أيضاً إننى أضيق ذرعاً بمعاملتك القاسية . رغم إننى على ثقة يا معلمى إنك تطيل آناتك علىّ ... وبحكمة الروح القدس الحال فيه طلب من تلميذه أن يجئ به إليه على شرط مصحوب بالرجاء " أرجوا يا إبنى أن تطيعنى فيما أوصيك به الآن ... هل تعد نى..؟ وكان رد تلميذه – سأكون مطيعاً لك يا أبى...

تعال معه ووبخنى أمامه بشدة لا تشفق علىّ من أجل السيد
المسيح . وبخ قساوة قلبى وسوء تدبيرى عساه يكشف ما لم يستطيع أن يكتشفه . وحاول تلميذه أن يعترض ولكن نظرة من عين القديس جعلته يذكر وعده هذا الذى تعلم دوماً أن يكون فى طاعة . وعادا سوياً التلميذ والراهب المزمع أن يترك مكانه ، وبدأ التلميذ حسب الوعد من معلمه يتحدث إلى القديس ، والقديس إليه سامعاً وبكل جسارة بدأ يوبخه على قساوته فى معاملة الرهبان ، بينما كان القديس فى وداعته يحتمل ويطيل آناته ولا يظهر عليه الغضب بل يشع من وجهه كل محبة ، الأمر الذى جعل الراهب الآخر يخجل بل ينتهر زميله على تجاسره ، وهنا حدثت المعجزة ، فقد صنع الراهب ميطانية لأبيه الروحى بعد أن أدرك محبة القديس ، صبره وطول آناته وترفقه وقال – ها أنا أعود يا أبى إلى سيرتى . محبتك وطول آناتك وترفقك يعيدانى إلى سيرتى . وإنصرفا بعد أن أعطاهما القديس باخوميوس الدرس العملى فى أن " المحبة تتأنى وترفق ...
ولنعود سوياً لكى يحكى لنا تاريخ عن تأثير المحبة العملية وعن المحبة العاملة بوصايا السيد المسيح ...

ذات يوماً وكان المعلم جرجس أخو المعلم إبراهيم الجوهرى
كان ماراً فى أحد الشوارع وفجأة يجد من أطال لسان الشر عليه وظل يقذفه بالألفاظ الشريرة ، مما جعله أى المعلم جرجس أن ذهب إلى أخيه غاضباً وصائحاً فيه ، بأن هذا الرجل لابد من تأديبه وعندما إستفهم أخيه منه عن السبب قال له مهدئاً سأقطع لك لسانه ، وكان يقصد قطع لسان الشر الحال بداخله . وكما قال الرسول
" فإن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فإسقيه . لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه ، لا يغلبنك الشر بل إغلب الشر بالخير :
( رو12: 20-21 ) ، ليتنا نتعلم كيف نغلب الشر وننتصر عليه بسلاح المحبة ..؟ فالمعلم إبراهيم كلف خادمه بأن يحمل لهذا الرجل الذى أساء إلي أخيه جرجس بأن يحمل له إلى منزله تلك الأشياء والتى كانت عبارة عن أقمشة ودقيق وأرز ... إلخ .. وهنا تم تحويل البغضة إلى محبة والجفاء إلى الترحيب والشر إلى الخير وهذا ما جعل المعلم جرجس يتساءل ماذا جرى لهذا الرجل الذى كان بالأمس يهاجمنى بلسان الشر أما الآن فيقابلنى بالترحيب وبكل الحفاوة..؟ لقد غيرته المحبة التى أظهرها المعلم إبراهيم الجوهرى من نحوه وأمتص بهذا كل كراهية وكل بغضة إلى محبة وإلى ترحاب

بمن أطال لسان الشر عليه فحقاً " غاية الوصية فهى
المحبة من قلب طاهر ... إلخ ".
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2012, 08:56 PM   رقم المشاركة : ( 24 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,782

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية

وأيضاً ماذا عن المحبة المترفقة المتأنية ..؟
فهى كثيرة وتعالي بنا نتعلم من المعلم الصالح كيف خدم فهو القائل بفمه الطاهر " ما جئت لأُخُدم بل لأخدِم وأبذل نفسى عن كثيرين " ففى حب كامل سار مسافة طويلة عند وقت الظهيرة لكى ما ينقذ المرأة السامرية المكروهة من عامة الناس ، بسبب
سوء سلوكها ، كيف ذهب إليها ليخلصها ..؟
وأيضاً بارك المرأة الخاطئة ولم يهتم
بالرجل العظيم الذى دعاه للحفل ،
وأعلن أن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة . ولم يهتم بالعدد والمظهر ، وفرح فرحاً عظيماً عندما وجد الدرهم المفقود والخروف الضال ، وعانق إبنه عندما رجع إليه ، هكذا يعلمنا رب المجد أننا إن أردنا حياة سعيدة تضمن لنا الملكوت ، إن أردنا صفقة رابحة فالنقيس هذا بمقياس الحب المقدس للسيد المسيح الذى " بين محبته لنا إذ ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا " .
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2012, 08:57 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,782

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية

علاقتنا نحن بالآخرين
سأل ناموسى السيد المسيح قائلاً : ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ..؟ فأجابه الرب معلماًُ " تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك . فقال بالصواب أجبت . إفعل هذا فتحيا . مــن هــــو قـــريبــى ..؟
أجاب الرب يسوع وذكر له قصة السامرى الصالح ، وكيف أن الشخص الغريب الجنس صنع معروفاً مع إنسان يهودى عدو له بينما لم يصنع معه أقرباءه ( الكاهن واللاوى ) هذا المعروف ، بل تركوه بين حى وميت . ثم قال له الرب يسوع إذهب أنت أيضاً وأفعل هذا .
لذلك ينبغى أن تقوم علاقتنا مع الآخرين على أساس المحبة ، حتى مع أعدائنا .. وكيف ذلك ؟ .. كيف نحب أعدائنا.. ؟ حقاً إنه بلا شك أمر صعب جداً .. كما أنه أيضاً سهل جداً .. صعب بالطبيعة البشرية .. وسهل بالطبيعة الإلهية .. لقد قتل قايين أخاه هابيل فى بدء العالم ، ولقد مات الإبن الوحيد الجنس من أجل الخطاه وهو لم يعمل أى خطية . وبينما تبدوا أمامنا وصية المحبة ثقيلة على الناس العالميين ، نجد أنها تصبح سهلة على المسيحيين الحقيقيين

فالذى لا يستطيع أن يحب الآخرين هو بالتأكيد لم يختبر الحب
الإلهى نحو الله . أما الذى أحب الله وأتحد به وأخذ منه ( إذ أنه ينبوع المحبة ) الله محبة وصار واحداً مع الله ، أى صار إنساناً مسيحياً فهو بالتأكيد يفيض قلبه حباً من نحو الآخرين ، إذ أنه قد صار متحداً بالإله المحبة ، فكيف لا يحب فيما بعد الآخرين ؟ .. ودائماً الصوت الإلهى يرن فى أذاننا معلماً " أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضاً ، لأن المحبة هى من الله ، وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله " ( 1يو4: 7 ) ، " الله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه " ( 1يو4: 16 ) " كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح فقد ولد من الله " فإن هذه هى محبة الله أن نحفظ وصاياه . ووصاياه ليست ثقيلة ، لأن كل من ولد من الله يغلب العالم ... " من هو الذى يغلب العالم إلا الذى يؤمن أن يسوع هو إبن الله " ( 1يو: 5 ) حقاً أن السيد المسيح هو وحده الذى سبق فغلب العالم " وهكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ( يو3: 16 ) ، لهذا عندما نعيش مع الله ونسلك حسب وصاياه ونتحد به ، نصير أولاداً لله على صورته وتصبح محبتنا للجميع أمراً فى منتهى السهولة ولا نبذل فيها مجهوداً ، بل تصبح من طبيعتنا ، إذ أن الله حال فينا

فنحب ويزداد حبنا بلا تعب وبلا مقابل ، فهو حب غير ناقص
لأنه ليس منا بل من الله الساكن فينا ... ولكن إن كنا نرى ثقلاً فى وصية الرب . أن نحب الجميع فعلينا أن نبحث أولاً فى علاقتنا بالله ومدى إتصالنا به وهل هو حقاً متحداً بنا أم لا ...؟
إبحث عزيزى أولاً لئلا تبتعد عن الطريق لأن من يبغض أخاه فهو قاتل نفس ، وعلينا أن نقف فى الطريق وقفة طويلة سائلين . لماذا لا يسمع الله صلواتنا ..؟ ولماذا لا يعطينا عندما نطلب ..؟ ولماذا لا يقبل أصوامنا ..؟ ولماذا ... ولماذا ... ولماذا ..؟ وكما قال الرسول يا إخوتى " إن كان لى كل الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لى محبة ، فلست شيئاً " فسنقف فى الطريق وستقف عبادتنا ، ونصبح لا شئ ، فإن لم يمتلئ القلب بالحب للآخرين . وعلى العكس سنسير بسرعة فائقة ، فى طريقنا إلى السيد المسيح . إذا إمتلأ القلب بالحب للسيد المسيح . وهكذا وصلت تلك المرأة الخاطئة بأقصر الطرق وأسرعها . وفى ذلك يقول معلمنا بولس الرسول " ولكن جدوا للمواهب الحسنى ، وأيضاً أريكم طريقاً أفضل " ( 1كو12: 13 ) وفى الحقيقة وبالحق وإن لم يتدرب القلب على إقتناء فضيلة المحبة فى العالم فكيف يعيش فى المحبة الدائمة فى الحياة الأبدية ..؟
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2012, 08:59 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,782

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية

أيضاً المحبة ماذا فعلت مع سئ السمعة
هكذا كان حال ذلك القديس الذى يدعى " أرخيلاوس " كان حقاً شيخاً وقوراً وممتلئاً من كل حكمة " حكمة الروح القدس " وكان قلبه كله محبة ، وكان يصنع الشباك ، جاءه أحد الأخوة يسأل أن يصنع له شبكة ، فإعتذر له ، وجاء آخر يسأله نفس السؤال . فكان نفس الرد ، الإعتذار . وجلسا هذين الراهبين يراقبان هذا القديس ، وهما على هذه الحالة ، نظرا راهباً ثالثاً داخلاً على القديس أرخيلاوس وكان هذا الراهب متقدم فى السن ورغم هذا فقد كان سئ السمعة ، ووقتها تكلم الراهب مع زميله قائلاً له : دعنا نرى ماذا يكون موقف القديس أرخيلاوس من هذا الشيخ سئ السمعة ، وهل يكون حظه مثلنا فى الرفض أم لا ؟ ولكن حكمة الشيوخ لها العمل الشافى . القديس أخيلاوس بحكمته رحب بالشيخ وأكرمه وأيضاً وعده أن ينتهى من عمل الشبكة فى وقت قريب . ثم ودعه بالإجلال وبكامل المحبة . هنا إغتاظ الإخوان اللذان كانا يراقبان الموقف عن قرب وذهب إلى القديس يسألانه لماذا رفضت طلبنا بينما قبلت أن تعمل للشيخ طلبه ..؟ ولكن فى وداعة وفى محبة أجاب عليهم وقال : لقد عملت له طلبه ووعدته بذلك

حتى لا يغتم ويهلك فى الحزن واليأس أردت ألا أكسر قلبه
فأظهر له محبتى ، لا بل محبة السيد المسيح المتأنية والمترفقة بكل الخطاه أردت له أن أكشف عن محبة السيد المسيح الفائقة التى فتشت وراء الضال وسعت وراء العشار والزانى ، هذه المحبة التى دعت كل الخطاة ، كل الزناه خارج السياجات ، ليدخلهم إلى فرحه . وإلى مجده ، ليصيروا ضيوفاً عليه . ويشبعهم من غناه ومن دسمه ومن حلاوته ... وهنا أدخل الراهبان فى دائرة المحبة تلك المحبة المترفقة المحتملة المحبة التى تتأنى وترفق ...
وماذا عن المحبة أيضاً فهى ثمرة من ثمار الروح القدس :
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2012, 09:00 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,782

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية

المحبة لا تحسد
لا نستطيع أن نقول أننا نحب ، ونحب كل الناس ، وفى داخل قلوبنا خطية الحسد ، كلمة صعبة الحسد ، كم هى بشعة تلك الكلمة فخطية الحسد بجانب إنها بشعة فهى تتسلل إلى النفس فتهدمها وتحطمها وتضيع تعبها وجهادها ويقول معلمنا يعقوب الرسول " من أين الحروب والخصومات بينكم ؟ أليست من هنا . من لذاتكم المحاربة فى أعضائكم تشتهون ولستم تمتلكون ، تقتلون وتحسدون ولستم تقدرون أن تنالوا . تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون لأنكم لا تطلبون
تطلبون ولستم تأخذون ، لأنكم تطلبون ردياً لكى تنفقوا فى ذاتكم "
( يع4: 1-3 ).
فى بداية الحياة لماذا قام قايين على أخيه هابيل وقتله ..؟ السبب بالطبع معروف لنا جميعاً بسبب الحسد كيف تُقبل ذبيحة أخيه وذبيحته لم تقبل ولهذا ناداه الله وقال له . " لماذا إغتظت ؟ لماذا تجهم وجهك ؟ لو أحسنت فى تصرفك ألا يشرق وجهك فرحاً ؟ وإن لم تحسن التصرف فعند الباب خطية تنتظرك " ( تك3: 6-7 )
فخطية الحسد كما هو معروف هى التى
جعلت اليهود يصلبون رب المجد ظلماً .
ولنتأمل فى كيف أسقطت طغمات سمائية ،
وحولتها إلى قوات شريرة . وماذا فعل أيضاً أسباط بنى إسرائيل بأخيهم يوسف حينما حسدوه وجرهم الحسد إلى أن ألقوه فى البئر قبل أن يبيعوه للأسماعيليين ، أليس هو الحسد أيضاً الذى ملأ قلب شاول الملك ، فبه أراد قتل من مد يده إليه وكان كطبيب خاص له ( داود ) مرنم إسرائيل الحلو ، هذا الذى أنقذه وأنقذ شعبه من تعييرات جليات ، الحسد الذى ملأ قلب هيرودس بالخوف ساعة ولادة الرب يسوع فقام وفتك بأبرياء بيت لحم وجعل

راحيل تبكى ، ولا تريد أن تتعزى ، لأن أولادها ليسوا
بموجودين .
+ يقول القديس كبريانوس : كل الشرور لها حدود ، الزانى تنتهى معصيته عند حد إرتكاب التعدى ، اللص تقف جريمته عند حد سرقته ، والمخادع يضع نهاية لغشة ، أما الحاسد ، فليس له حدود ، إنه شر يعمل على الدوام ، وخطية ليس لها نهاية .
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2012, 09:01 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,782

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية

قصة
الشاب ببنودة هذا الراهب المملوء من كل ثمار الروح القدس ، الذى بجهاده إستطاع أن يقتنى الفضائل الروحية ، ولهذا فاح شذاه وكان يقصده القريب والبعيد لكى يتزود منه زاداً روحياً ، ولكن بعد كل هذا هل تتركه الشياطين لقد كان يرقب جهاد القديس بفنودة شيخ حاسد وبدلاً من أن يسر به ويصلى من أجل نموه أكثر وأكثر ويمجد الله فى قديسه . الشاب التقي سمح للشيطان .. شيطان الحسد أن يتسلل ويدخل إلى قلبه . لقد فقد هذا الشيخ كل محبة لأن الحسد أعمى عينيه الروحية ، لم يستطع أن يحتمل بفنودة هذا الراهب المميز الناجح ، جائته فكرة بعد تفكير طويل ألا وهى بينما يغادر الرهبان أماكن سكناهم للذهاب إلى الكنيسة وحينما

يتأكد أن بفنودة ترك قلايته ، يسرع دون أن يراه لكى يخفى
إنجيله الغالى الثمين . بين سعف بفنودة وفى قلايته ، ويخرج مسرعاً دون أن يلحظه أحد ، ليدرك الرهبان قبل دخولهم الكنيسة . وحالما يقترب منهم يذيع النبأ الحزين ألا وهو " فقد سرق واحد إنجيله الغالى الثمين " . وأمام الأنبا إيسيذورس قسيس القلالى ردد فى حسد هذه الكلمات ، لا يجب ولا يصح ولا ينبغى أن يحدث مثل هذا فى مكان سكنى القديسين ، وهنا يقف الأنبا إيسيذورس موقفاً حازماً بأنه أمر أن تترك الصلاة إلى حين ، وتفتش كل القلالى ، عساهم أن يجدوا السارق ، فيأخذ عقابه جزاء ما فعل ، وما بسبب فى تكدير الرهبان ، وهنا جلس الشيخ الحاسد ينتظر لحظة الفضيحة. ينتظر هذه اللحظة ويتمتع بها حينما يظهر بفنودة الذى عرف بوداعته وفضائله أنه السارق ومتلبساً بالجريمة . وبعد التفتيش يظهر بفنودة أمام الكل أنه السارق وكيف ينكر وقد وجدوا الإنجيل فى قلايته وبين سعفه ، ولكن بسبب وداعته لم يشأ حتى أن يدافع عن نفسه متشبهاً بسيده الذى سيق للذبح ، أما هو فتذلل ولم يفتح فاه ، وقبل فى نفس راضية أن يقف على عتبة الكنيسة ، محروماً من دخولها ، ينحنى لكل داخل ، ويصنع له ميطانية

كعادة الرهبان ، يطلب المغفرة والصلاة من أجله ، بينما
تكسُو وجهه الدموع ، إغفرلى وسامحنى.. إغفرلى وسامحنى ، صلى من أجلى ... إلخ . ولكن الله لم ينسى جهاد بفنودة ولم ينسى له إتضاعه ومحبته ، لم ينسى صلاته وسهره فلا بد للحق أن يظهر ، ولو دُفن فى أعماق الرمال ... ففى يوم فوجئ الرهبان أن هذا الشيخ الذى بلغ عن سرقة إنجيله صار متأزماً ومتألماً يقوم من على الأرض ليقع ثانيةً متوجعاً ، نعم مسكين هذا الشيخ لقد دخله روح نجس وكان يصرعه ولا يشفق عليه ولا على شيخوخته ، وهنا أتوا به إلى معلمهم القديس إيسيذورس فهو له السلطان المعطى من الله فى سرعة إخراج الشياطين ... ولكنه فى هذه المرة لم يستطع أن يخرج هذا الروح الشرير . وهنا كان إستعجاب الرهبان ، فهل على مدى أربعين عاماً لا يعجز فى إخراج روح شرير فلما عجز تلك المرة ؟!. تعجب القديس إيسيذورس كثيراً من أمر هذا الشيخ وأخذ يسأله ، أى شر فعلت أيها الشيخ حتى صرت مسكناً للشيطان يعذبك ولا يريد الخروج منك أخبرنى من فضلك ؟ وهنا أحنى الشيخ رأسه إلى الأرض وفى مذلة قال هذا الشيخ الحاسد وقال بكل ندم مصحوب بدموع الذل وإبتدأ يعترف جهراً

أمام الرهبان بخطيئته ، حسده الذى تعاظم حتى أضر
بفنودة القديس ، ولكنه قبل أن يفتح فاه بالإعتراف قال له القديس إيسيذورس لن يخرج منك الشيطان أيها الشيخ الحاسد إلا بفنودة الذى إحتملك وإحتملنا كلنا ، وهنا ينحنى الشيخ المعذب أمام بفنودة ليصلى عليه ويعتقه من الشيطان الذى لم يكن له أن يدخله ، لولا أن سمح لشيطان آخر ، هو شيطان الحسد ، أن يدخله ويدمر حياته . إنحنى الشيخ فى مذلة يكسوه العار والخزى لأن الحسد لا يضر إلا صاحبه .
نعم الحاسد لا يمكن مغادرة خطيئته بل يصير كالخنزير المتمرغ فى الحمأة " الشيطان حاسد ، لكنه يحسد البشرية ، ولا يحسد شيطاناً آخر ... " يوحنا ذهبى الفم " "
أما أنت فإنسان وتحسد أخاك الإنسان ، وبالأخص الذين هم من عائلتك وعشيرتك الأمر الذى لا يصنعه الشيطان .
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2012, 09:02 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,782

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية

الحسد حولها إلى برصاء ...
نحن نشك ولا نصدق بمن يقول إننى أحب الله وأفعل كل ما يرضيه وعندما نرى أفعاله نجدها ضد أقواله ، فهو لا يحب سوى ذاته وتتمركز هذه الذات حول نفسها فقط .

وها الكتاب يحكى لنا عن ذاك الأخ الذى تزوج وهذه
الزوجة عندما جلست فى وسطهم شعرت أخته بكأن هذه الزوجة الجديدة ثقلاً عليها ، ستسلبها حريتها وتأخذ عنها دورها ، وتزاحمها فى مكانها . لقد وضعها أخيها فى مكان القيادة وهنا القمة لا تتسع لها للزوجة الجديدة ، وهنا فقط دبت الغيرة الرديئة فى داخل قلبها ، الغيرة الحاسدة وإشتعلت نفسها بالحسد تلك هى مريم النبية أخت النبى موسى وهارون الكاهن ذهبت بدون حرج إلى أخيها هارون تعبر له عن سخطها الناتج عن ضعفها وشر حسدها . وهنا تكلمت مريم وهارون على موسى بسبب المرأة الكوشية التى أتخذها ، نست مريم وضعها ومركزها الحقيقى وتخطت من خلال حسدها تخوم إتضاعها . ونست كل ما فعله موسى النبى من أجلها ولأجلها حتى قالت هى وهارون وهما يتناجيان كمداً وغيظاً : هل كلم الرب موسى وحده ؟ ألم يكلمنا نحن أيضاً ... هذه المره تدخل الله بذاته وأصدر إليهم الثلاثة موسى وهارون ومريم ، أن يخرجوا إلى خيمة الإجتماع ... هذا المكان الذى إرتضى فيه الله أن يجتمع مع شعبه ، وتوجه الثلاثة . ونزل الرب فى عمود السحاب ووقف فى باب الخيمة ، ودعا هارون ومريم فخرجا كلاهما وساعتها

بادرهما الرب بهذا العتاب ، رداً على ما كانا يتناجيان به
أو يتذمران ... إسمعا كلامى ، إن كان منكم نبى للرب فبالرؤيا أستعلن له فى الحلم أكلمه . أما عبدى موسى فليس هكذا ، بل هو أمين فى بيتى أتكلم معه . لماذا لا تخشيان أن تتكلما على عبدى موسى..؟ وحمى غضب الرب عليهم ومضى .. ومضى ... ليترك مريم برصاء كالثلج ينخر فى عظامها المرض بعد أن كان قد نخر فى قلبها الحسد . ومكثت مريم فى برصها فى مكانها تؤخر بخطيتها ارتحال شعبها وتعطل مسيرته ، لعلها وهي غارقة في أفكارها كانت تقول ... كيف وصل بي الحال لهذا الوضع ..؟ كيف تركت نفسي للحسد والخطية ، للغيرة الرديئة ..؟ كيف أنسي ما فعلته حباً بأخي موسى حينما كان رضيعاً بعد ..؟ كيف كنت اتبعه متسللة خلف الأشجار وهو مسجي في سفطه البردي حتي تلتقطه ابنة الملك . كيف وكيف وكيف ..؟ كيف انسي فضل أخي علىّ وأنا أقود المسيرة ، وجميع النساء ورائي بدفوف ينشدن ويرقصن ، لقد جعلني نبيه وشرفني . فكيف تأكلني نار الغيرة وكيف ينهشني المرض الآن ..؟ ويتحدث هرون إلي موسى الذي كان حليماً جداً أكثر من جميع الناس الذين علي وجه الأرض ، فيصرخ لله بكل محبة .. ( اللهم أشفها ) هكذا ظلت مريم الحاسدة ، تناجي

نفسها ، مطرودة خارج المحلة ، طريدة من ضميرها ، خائفة
من ربها ، متألمة من مرضها ، لأن الحسد لا يضر إلا صاحبه ، وظلت مريم كحسب أمر الرب سبعة أيام في بؤسها وشقائها وبعد تلك العقوبة يتم شفائها ، بعد أن أعطيت للأجيال من بعدها درساً علي مر الأيام .. نعم المحبة لا تحسد ، لابد أن نعلم بأن الحاسد هو اول الخاسرين فماذا كسبت مريم من حسدها لأخيها النبي موسى ..؟ سوي المرض والإندراء وأيضاً الخجل والفضيحة بين إخواتها وكل عشيرتها وبالأكثر غضب الله عليها ورفضها خارج المحلة سبعة أيام ..
نعم لقد كانت مريم في حسدها تدين أخيها موسى بسبب عدم محبتها ونسيت إن المحبة لا تحسد .
+ قيل إن ثلاثة رهبان شافوا راهباً خرج من قلايته بعيداً ، رآه الأول فقال يا له من راهب محب للمال خرج إلي العالم يقتني مالاً ، والثاني ظن فيه انه خرج بسبب شهوته ، أما الثالث فظن انه خرج بعيداً عن القلالي ليختلي مع إلهه بالصلاة ، فالواقعة واحدة لكن كل منهم رآه ، لا كما هي ، بل من خلال قلبه وحياته الداخلية ...
لهذا يقول الآباء ان الكمال – في المسيح يسوع – يحجب

أعيننا عن معاينة عيوب اخواتنا فلا نري إلا ربنا ، ولا
نقدر أن ندين أحداً ..
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2012, 09:03 PM   رقم المشاركة : ( 30 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,782

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية

ماذا تفعل إدانتي ..؟
حدث أن دان اسحق القس التبايسي أخاً علي فعل ما ، وذلك بعد خروجه من الجماعة ليتوحد في البرية ، فجاءه ملاك يقول له .. الرب يقول لك .. أين تشاء أن تطرح نفسي ذلك الأخ المخطئ الذي تدينه ..؟ فلما أدرك خطأه قال " أخطأت . أغفر لي " أجابه الملاك " الله غفر لك ، ولكن ينبغي عليك ان تحفظ نفسك من الآن ولا تدين أحداً من الناس قبل أن يدينه الله ".

- قيل : أخطأ أخ في الأسقيط يوماً فأنعقد بسببه مجلس لإدانته وأرسلوا في طلب الأنبا موسى الأسود ليحضر ، فأبي وأمتنع عن الحضور ، فأتاه قس المنطقة وقال .. " ان الآباء كلهم ينتظرونك " فقام وأخذ كيساً مثقوباً وملأه رملاً وحمله وراء ظهره ، وجاء إلي المجلس ، فلما رأه الأباء هكذا قالوا له .." ما هذا أيها الأب ..؟ " فقال " هذه خطاياي وراء ظهري تجري دون أن أبصرها " وقد جئت اليوم لإدانة غيري عن خطاياه ، فلما سمعوا ذلك غفروا للأخ ولم يحزنوه في شئ ...
لهذا يجب علينا بكل محبة أن كل واحد منا أن يدين نفسه
وأن يعتني ويهتم في كل الأشياء ، آلا يدين حياة الآخرين وسلوكهم وذلك كوصية الرسول .." من أنت الذي تدين عبد غيرك ، هو لمولاه يثبت أو يسقط " وكما قيل .. " لا تدينوا لكي لا تدانوا ، لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون " ( مت7: 1 ، 2 ) .
- قال القديس أغسطينوس .. ( أحبب وأفعل ما تشئ )
أخ من الرهبان كان يسير بتوان كثير ، هذا وُجد علي فراش الموت وهو في النزاع الأخير بدون جزع من الموت بل كانت نفسه عند أنتقاله في فرح كامل وسرور شامل . وكانوا الأباء وقت ذلك جلوساً حوله ، لأنه كانت العادة في الدير أن يجتمع الرهبان كلهم أثناء موت أحدهم ليشاهدوه ، فقال أحد الشيوخ للأخ الذي يموت ( يا أخانا .. نحن نعلم أنك أجزت عمرك بكل تواني وتفريط ، فمن أين لك هذا الفرح والسرور وعدم الهم في هذه الساعة ..؟ فأننا بالحقيقة لا نعلم السر ، ولكن بقوة الله ربنا تقوا وأجلس وأخبرنا عن أمرك العجيب هذا ، ليعرف كل منا عظائم الله ) وللوقت تقوي وجلس وقال " نعم يا آبائي المكرمين ، فأني جزت عمري كله بالتواني والنوم إلا إنه حدث الآن في هذه الساعة

أنه أحضر لي الملائكة كتاب أعمالي التي عملتها منذ أن
ترهبنت ، وقالوا لي .. أتعرف هذا ..؟ قلت نعم هذا هو عملي ، وأنا أعرفه ، ولكن منذ صرت راهباً ما دنت أحداً من الناس فقط ولا نميت بأحد قط ، ولا رقدت وفي قلبي حقد علي أحد ، ولا غضبت البته ، وأنا أرجو أن يكمل في قول الرب يسوع المسيح القائل .. " لا تدينو لكي لا تدانو ، أتركوا يترك لكم ، فلما قلت هذا تمزق للوقت كتاب خطاياي بسبب إتمام هذه الوصية الصغيرة " وإذ فرغ من هذا الكلام أسلم الروح ، فأنتفع الأخوة بذلك وسبحوا الله ...
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أن المحبة هي جوهر الملكوت
قيامة المسيح جوهر الديانة المسيحية
جوهر العقيدة المسيحية
تابع جوهر الحياة المسيحية
موضوع متكامل عن جوهر الحياة المسيحية


الساعة الآن 08:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024