14 - 05 - 2012, 07:49 PM | رقم المشاركة : ( 281 ) | ||||
† Admin Woman †
|
455 - كل بهجة ٍ هنا في الحياة ، كل رجاء ٍ هناك بعد الوفاة ، كل فرحة ٍ وقتية وابدية هي في المسيح . المسيح لذة ُ كل مؤمن ، المسيح سعادة كل انسان ، في المسيح كل متعة حاضرة ومستقبلة . كما تجري الانهار نازلة ً من الجبال مخترقة ً الوديان قاطعة ً المسافات لتصب كلها في البحر هكذا كل مباهج الحياة ، كل آمال الأبدية ، كل افراح الارض والسماء تصب في المسيح . ومضة عينيه أقوى من نور الشمس ، جمال طلعته اروع من كل زهور الحقل ، بهاء مجده ِ أغلى من كل كنوز الارض والبحر ، محبته ُ اعمق من المحيطات . هو المسيح الابرع جمالا ً من بني البشر ، هو المسيح حجر الزاوية المختار الكريم منذ الازل . كيف نصف جماله ونتحدث عن كماله . كل بلاغة البشر تتوارى عجزا ً ، كل اقلام الكتاب تتراجع خجلا ً . لا يمكن لانسان احتواء محبته ِ ولا يستطيع بشر ٌ ان يحسب ويصور قدر مكانته . الكلمات مهما أُحسن إختيارها لا تقدر ان تصف قيمة المسيح لشعبه الذي اختاره واصطفاه ، كل افكار العقل ونبض القلب كل خلجات النفس وانبثاق الروح لا يمكن ان تصل الى قدر المسيح للمؤمن . هل تشعر بالحزن وانت تحيا مع المسيح كل ابعاد الفرح والسعادة والراحة والاطمئنان والسلام ؟ هل تشعر بالاحتياج وانت تحيا مع المسيح كل غنى السماء والارض كل الشبع المذخّر في خزائن الله ؟ هل تعيش في الظلام وانت تحيا مع المسيح حتى ولو انطفأ نور الشمس وسقطت النجوم والاقمار ؟ ماذا يكون شكل العالم لو اخفى المسيح وجهه عنك ؟ كيف يبدو وماذا تكون ملامحه ؟ كيف يمكن ان تتصور العالم بدون المسيح ؟ هل ينبت نبات ؟ وهل تحمل الاشجار ثمارا ً ؟ هل يُزهر غصن ؟ هل يصدح طير ؟ هل يقفز حيوان ؟ هل تطلع شمس ؟ هل تسقط امطار ؟ والانسان من غير المسيح كيف يعيش ؟ هل يخفق قلبه بأمل ؟ هل يحيا بقلبه ٍ رجاء ؟ هل يكون له مستقبل ؟ هل ينتظر رحمة ً ومحبة ونعمة ً وغفرانا ً ؟ هل تنفرج له السماء ؟ ماذا يمكنك ان تفعل لو لم يكن المسيح ؟ هل تستطيع ان تواجه التجارب والصعوبات ؟ هل تقدر ان تقاوم الشيطان وهو يسدد اليك ضرباته ؟ هل تقوى ان تقف امام الضربات ؟ كيف توجه يومك في الصباح بدون المسيح ؟ هل تستطيع الصمود لتتابع الدقائق والساعات ؟ كيف تذهب الى فراشك في الليل هل تستريح ؟ هل هناك نصرة ؟ هل هناك عزة ٌ وكرامة هل هناك طعم ٌ لحياة لا يملئها المسيح ؟ هل هناك رجاء ٌ لأبدية لا يوفرها المسيح ؟ المسيح كل حياتك هنا ، والمسيح كل حياتك هناك .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:49 PM | رقم المشاركة : ( 282 ) | ||||
† Admin Woman †
|
456 - كان شاول الطرسوسي رجلا ً ذا شأن له مكانته ُ ومكانه ُ المتميز دينيا ً واجتماعيا ً وثقافيا ً . كان بالنسبة لمقاييس البشر متقدما ً عن الكل ، من جهة الختان مختون ٌ في اليوم الثامن . من جنس اسرائيل ، من سبط بنيامين ، عبراني ٌ من العبرانيين . من جهة الناموس فريسي . من جهة الغيرة مضطهد الكنيسة . من جهة البر الذي في الناموس بلا لوم . كل ما به يدعو للفخر . كان متعلما ً ، تلميذا لغَمَالاَئِيلُ ، وكان غنيا ً لديه ثروة ٌ كبيرة ، وكان صاحب نفوذ ٍ وقوة ٍ وسلطان . وفي الطريق الى دمشق ابرق حوله ُ نور ٌ من السماء وسقط ، سقط على الارض وسط التراب ، وتعامل الرب معه ُ ورفعه ُ من على الارض ليُصبح اعظم رسول ٍ مبعوث ٍ من الله الى الأمم . وبعد سنوات ٍ عظيمة ٍ من الخدمة ِ المتميزة ِ له ، بعد نجاح ٍ رائع ٍ لمهمته ، يكتب الرسول العظيم ويقول " لِي أَنَا أَصْغَرَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ ، أُعْطِيَتْ هذِهِ النِّعْمَةُ ، أَنْ أُبَشِّرَ بَيْنَ الأُمَمِ بِغِنَى الْمَسِيحِ الَّذِي لاَ يُسْتَقْصَى " ( افسس 3 : 8 ) أصغر جميع القديسين هكذا يقول بولس الرسول عن نفسه ، أصغر من الصيادين والبسطاء وعامة الناس . لم يكن بولس يفتخر في حياته بشيء ، لا غناه ولا سلطانه ولا ثقافته ولا علمه . كان دائما ً يقول : " حَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ " ( غلاطية 6 : 14 ) هذا فقط كان مصدر فخر الرسول ، يفتخر بانه اصغر جميع القديسين ، برغم ذلك اعطاه الله نعمة ً عظيمة وبركة ً كبيرة ، أعطاه الله أن يبشر بين الامم ، أن يحمل رسالة الله اليهم يبشرهم بغنى المسيح ، غنى المسيح الذي بلا حدود الذي جعله هو أصغر الرسل رسولا ً للأمم وللعالم . غنى المسيح الذي بلا حدود الذي جعله ُ يحمل رسالة الخلاص والغفران للامم البعيدين . لم يرى بولس الرسول في الخدمة ضعة بل فخر ، لم يجد في معاناته شكوى بل شكرا . وزاد نجاحه في خدمته اتضاعه ، الاتضاع الحقيقي هو ثمرة النجاح والنصرة . النهر الفائض بالماء لا يصعد الى اعلى بل يجري الى اسفل حاملا ً الماء والارتواء . الدفء ُ اسفل الجبل والصقيع ُ والبرد ُ أعلاه . الاتضاع ُ شيمة العظماء . المسيح " إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ . لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ . وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ . لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا ، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ " ( فيلبي 2 : 6 – 9 ) .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:49 PM | رقم المشاركة : ( 283 ) | ||||
† Admin Woman †
|
457 - نعم هناك آلام حولنا ، آلام تعتصر نفوسنا وتُدمي قلوبنا ، نعم هناك مشكلات تقلق مضاجعنا ، هناك تجارب وصعوبات تضغط علينا ، فكيف وسط ذلك كله نفرح ؟ كيف نبتسم ؟ كيف نغني أو نرنم ؟ الفرح بعيد المنال في عالم شقائنا ، الابتسام عملة ٌ نادرة ٌ في واقع حياتنا . أحيانا ً ندفن رؤوسنا في آلامنا فتتضخم ونغمس عيوننا في مشكلاتنا فتكبر . الله اعطانا القدرة على ان نتخطى الحاضر المؤلم بالرجاء بالمستقبل المبهر ، سلحنا الله بالامل والرجاء والتفاؤل . هذه القوة تُبهج حاضرنا وتُسعد مستقبلنا . هذا الرجاء وهذا التفاؤل هبة ٌ من الله تنقلنا من الواقع الحزين الى المستقبل الفرِح . يكتب بولس الرسول ويقول : " فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ ، صَابِرِينَ فِي الضِّيْقِ ، مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ " ( رومية 12 : 15 ) نور ٌ مبهج يدفع الحزن ويطرده ويِأتي بالسلام والراحة والاطمئنان . ويقول يعقوب الرسول : " اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ " ( يعقوب 1 : 2 – 4 ) . " اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ " ( 2 تيموثاوس 1 : 7 ) . هذه هي الصورة التي يريدنا الله ان نكون عليها ، اعطانا الله القدرة على التخيل وتخيل الخير وتوقعه ، تخيل النجاح وتوقعه والتفاؤل ، وللمؤمن فوق هذه القدرة على التفاؤل نعمة الايمان وبركة الرجاء . يقول داود النبي : " الرَّبُّ نَصِيبُ قِسْمَتِي وَكَأْسِي . أَنْتَ قَابِضُ قُرْعَتِي حِبَالٌ وَقَعَتْ لِيفِي النُّعَمَاءِ ، فَالْمِيرَاثُ حَسَنٌ عِنْدِي. " ( مزمور 16 : 5 ، 6 ) إن كنت تبحث عن الفرح وتفتش عن السعادة وتسعى الى الابتهاج ، لن تجد ذلك في الثروة فالثروة تنضب وينضب معها كل فرح وسعادة . لن تجدها في القوة والسلطة ، القوة تزول والسلطة تنتهي وينتهي كل شيء معها . لن تعثر عليها في الصحة والعافية ، جرثومة صغيرة ترقدك في الفراش ، لن تجدها في متعة حسية ، كل المتع الحسية زائلة ، كلها لها وقت وتنتهي . الله يعطينا بركات حسية ظاهرة كثيرة لكن البركات تضيع وتضيع السعادة لكن الله يعطينا بركات ، صبرا ً وايمانا ً ورجاء وفضائل وقدرات بغنى للتمتع وهذه البركات ان فقدناها لن نفقد السعادة . تعلم كيف تداوي نفسك بالرجاء والايمان ، داوي نفسك بالابتسام . تعلم كيف تتكيف مع الواقع بالتفاؤل ، حلق في مباهج التفاؤل . اذا نظرت الى الاشياء حولك بابتسامة جميلة تُصبح الاشياء جميلة اما اذا نظرت الى من حولك وما حولك بعبوس ٍ وتشاؤم اصبحت قبيحة . الفرح الذي فيك ينبع فرح ٌ والرجاء الذي فيك يفيض سعادة .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:50 PM | رقم المشاركة : ( 284 ) | ||||
† Admin Woman †
|
458 - كان نبوخذ نصر الملك عظيما ً جدا ً ، كان قويا ً غنيا ً ناجحا ً في كل اعماله التي عملها في بابل ، وفي لحظة ثقة واعجاب ٍ بالنفس خرج يتمشى على قصر مملكة بابل ، القى بصره من فوق السور رأى مدينة ً قوية تحيطها اسوار ٌ عالية ، رأى حقولا ً خصبة وتجارة رابحة وسلاما ً سائدا ً ، رأى الشعب يرتفع في رفاه وهناء ، رأى الأمن مستتبا ً والناس سعداء مسرورين . تهلل قلبه وارتفع رأسه وقال مفتخرا ً : هذه بابل العظيمة التي بنيتها بقوة اقتداري ولجلال مجدي . وسط غروره وشموخه وكبريائه جائه صوت ٌ من السماء يقول :" إِنَّ الْمُلْكَ قَدْ زَالَ عَنْكَ " ( دانيال 4 : 31 ) . طُرد نبوخذ نصر العظيم من قصره ومملكته ، طُرد من أن يكون انسانا ً مثل باقي الناس . القي به في الخلاء وسط الحيوانات ، " وَأَكَلَ الْعُشْبَ كَالثِّيرَانِ، وَابْتَلَّ جِسْمُهُ بِنَدَى السَّمَاءِ حَتَّى طَالَ شَعْرُهُ مِثْلَ النُّسُورِ، وَأَظْفَارُهُ مِثْلَ الطُّيُورِ " الى ان رفع عينيه الى السماء فرجع اليه عقله . بارك الرب واعترف بسلطانه وقال : " أُسَبِّحُ وَأُعَظِّمُ وَأَحْمَدُ مَلِكَ السَّمَاءِ ، الَّذِي كُلُّ أَعْمَالِهِ حَقٌّ وَطُرُقِهِ عَدْلٌ ، وَمَنْ يَسْلُكُ بِالْكِبْرِيَاءِ فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُذِلَّهُ." . يقول سليمان الحكيم : " قَبْلَ الْكَسْرِ يَتَكَبَّرُ قَلْبُ الإِنْسَانِ ، وَقَبْلَ الْكَرَامَةِ التَّوَاضُعُ " ( امثال 18 : 12 ) . قبل ان تحل بنا الاحداث يسبقها ظل ٌ يُنبئ عنها . قبل ان تكسرنا الخطية يسبقها التكبر . الكبرياء تسبق الانهيار والهلاك والسقوط ، هكذا سقط ملاك الرب واصبح شيطانا ً مهلكا ً . " كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ ؟ " " قُلْتَ فِي قَلْبِكَ : أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ " " أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ لكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ، إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ " ( اشعياء 14 : 12 - 15 ) . سهام الله كلها موجهة الى القلوب المتجبرة المغرورة المتشامخة المتعالية . الغرور لا يهاجم القلوب الخاطئة فقط ، الغرور ايضا ً يغزو قلوب المؤمنين والقديسين . قد يسوقك الغرور لأن تقول : " إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ …… فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ. " ( رؤيا 3 : 17 - 19) . حتى في بيت الله وهيكل الله وانت في حضرة الله تصلي قد يسعى الى قلبك الغرور . كما وقف الفريسي في الهيكل يتشامخ ويفتخر بتقواه وبره وصلاحه . هل تفتخر بصلاحك ؟ حذاري ، الله لا يُسر بتكبر المتكبرين ، حذاري ، الشيطان يجر الابرار والقديسين الى خطية الكبرياء و " قَبْلَ الْكَسْرِ يَتَكَبَّرُ قَلْبُ الإِنْسَانِ ، وَقَبْلَ الْكَرَامَةِ التَّوَاضُعُ "
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:50 PM | رقم المشاركة : ( 285 ) | ||||
† Admin Woman †
|
459 - تكاتف الاعداء معا واتفقوا وتجمعوا ضد داود ، نظر حوله فاذا بهم يحيطون به ، يحيطون به من كل جانب ، حاصروه وبنوا متاريسهم واقاموا اسوارهم واخفوا الشمس عنه ، وجهوا سهامهم نحوه ، شرعوا سيوفهم ، رفعوا قسيّهم ورماحهم ، استعدوا للحرب . خاف داود وارتعب . ارتجف قلبه وهو يجد نفسه محاطا ً بتلك القوة ، اهتز ايمانه وضاع رجائه ، اقترب منه الاعداء ، سقطت ظلالهم عليه ، نفحت انفاسهم وجهه ، انكمش في خوف ٍ وشك ، وارتفعت صلاته ُ ضعيفة ً متخاذلة ً مرتجفة . خرجت من قلبه طلبة تصاعدت الى السماء في تردد : " خَاصِمْ يَا رَبُّ مُخَاصِمِيَّ . قَاتِلْ مُقَاتِلِيَّ .
أَمْسِكْ مِجَنًّا وَتُرْسًا وَانْهَضْ إِلَى مَعُونَتِي ، وَأَشْرِعْ رُمْحًا وَصُدَّ تِلْقَاءَ مُطَارِدِيَّ . قُلْ لِنَفْسِي : خَلاَصُكِ أَنَا " ( مزمور 25 : 1 – 3 ) . يا رب قل لنفسي خلاصك انا ، صلاة ٌ يلفها الشك ، طلبة ٌ مشحونة ٌ بعدم الثقة ، صلاة ٌ بائسة ، يائسة ، ضعيفة ، عاجزة . كلنا يمر في طريق الشك والضعف والعجز عندما يلتف حولنا الاعداء وتتكاثر حولنا الاعداء . نحن لسنا افضل من داود النبي ، لسنا اقوى من داود الملك ، لسنا اصلب من داود الشجاع ، داود الذي كان قلبه حسب فلب الله ، داود الذي انتصر في معارك كثيرة ، داود قاتل جُليات الجبار ، خاف وارتعب وارتجف وملأ قلبه شك . الشك يهاجم كل انسان مهما كان ايمانه . بطرس التلميذ المقرب من المسيح الذي عاين مجده على جبل التجلي ، الذي عايش قوته ومعجزاته ، بطرس وهو يرى الرب سائرا ً على الماء يخطو فوق الامواج ويتقدم رغم العاصفة العاتية الهوجاء ، وهو يقفز من السفينة الى الماء حسب أمر سيده وهو يحس بصلابة الماء تحت قدميه يحمله ، شك ، نظر حوله فهاجمه الشك وبدأ يغرق . ونحن لسنا افضل من داود وبطرس ، نحن عرضة ٌ للشك . لا تتصور الشك بعيدا ً عنك ، لا تصدق الشيطان وهو يضحك ساخرا ً من ايمانك . لم تفقد ايمانك . الايمان لا يضيع لشك . الايمان لا يُفقد وينتهي بهجمة عدم ثقة . كان داود قلقا ً تعسا ً لشكه . لم يسترح للحالة التي وصل اليها ، ادرك واسرع الى الله ، عرف اين يجد القوة ، اين يجد السند ، اين يجد التعضيد والتشجيع ، صلى الى الله ، ذهب الى مصدر القوة ، الى مركز الايمان ، ذهب اليه صارخا ً : " قُلْ لِنَفْسِي : خَلاَصُكِ أَنَا " كان يعرف ان خلاصه هو الله فصرخ الى الله والى نفسه ليؤكد ذلك ويُقر به ويُعلنه . حين ينزل الشك ساحة ايمانك لا تُغرق نفسك فيه ، إرمه ِ بعيدا ً ، أدر وجهك الى الله . |
||||
14 - 05 - 2012, 07:50 PM | رقم المشاركة : ( 286 ) | ||||
† Admin Woman †
|
460 - حين نواجه مشاكل او صعوبات في حياتنا ، والحياة مليئة ٌ بالمشاكل والصعوبات ، الى من نتوجه ؟ الى من ننظر نبحث عن العون ؟ الى من نلجأ سعيا ً للحل ؟ الى اصحاب القدرة على تقديم المساعدة والعون ، الى من لديهم الرغبة في تقديم الحل . نذهب الى هؤلاء بحثا ً عن العون ، واحيانا ً نجد واحيانا ً لا نجد عندهم العون ونعود خالي اليدين ، ذلك ان من نبحث لديه عن العون قد يكون هو يحتاج الى العون . جئتك يا عبد المعين تُعين فوجدتك يا عبد المعين تُعان . أليس هذا ما يحدث غالبا ً ؟ من نلجأ اليه لينجدنا لا يُنجِد فهو محتاج ٌ للنجدة . وقد نواجه احتياجا ً ، عُسرا ً ماديا ً ، احتياجا ً ماليا ً ، خزينة خاوية أو بيتا ً بلا طعام . ونمد ايدينا للناس ، نطلب ان يعطونا مما لديهم ، قد يقبلون العطاء وقد يُحجمون . الاعتماد على انسان الاعتماد ٌ على رمل ، قد يخور ُ البناء كله ُ ويسقط وينهار . اعتمادنا على البشر دون الله تقزيم ٌ لصورة الله وتحجيم ٌ لقدرته وتشويه ٌ لمحبته . يقول داود النبي : " مِنَ الضِّيقِ دَعَوْتُ الرَّبَّ فَأَجَابَنِي مِنَ الرُّحْبِ . الرَّبُّ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي الإِنْسَانُ ؟ الاحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى إِنْسَانٍ . الاحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى الرُّؤَسَاءِ. " ( مزمور 118 : 5 – 9 ) . هل يقلقك احتياج ٌ مادي ؟ هل يخيفك عدو ؟ هل تمر بك شدة ٌ وتجربة ومشكلة ؟ لماذا تلجأ الى الانسان ؟ الا يُجدي الالتجاء الى الله ؟ هل لا تثق ُ به ؟ الا تأتمنه على مشكلتك ؟ اذا كنت قد أئتمنته ُ على حياتك الروحية ألا تأتمنه على حياتك المادية ؟ في ايمان ٍ وثقة سلمته نفسك وقلبك وروحك الا تسلمه ُ في ايمان ٍ وثقة احتياجك ؟ " أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ. لاَ يَدَعُ الصِّدِّيقَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ " ( مزمور 55 : 22 ) ، أبدا ً " لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ ....... وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً ؟ ...... اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ . فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. " ( متى 5 ) . كيف لا يكون الله مقصدك حين تبحث عن عون ٍ أو تعضيد أو تقوية او نصح ٍ أو ارشاد أو احتياج ؟ الله كلي ّ الغِنى ، في مخازنه ما تحتاج اليه . الله كلي ّ القوة والقدرة ، ساعده يعضدك . الله كلي ّ الحكمة في جعبته التوجيه والارشاد . الله كلي ّ المحبة والرحمة يده ُ ترعاك . كل اهتمام الناس سراب . كل مجاملات البشر تراب . كل عمار العالم خراب . لا تبني بيتك وتحفر اساسه وتنصبه ُعلى الرمال ، ابني بيتك على صخر الدهور .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:50 PM | رقم المشاركة : ( 287 ) | ||||
† Admin Woman †
|
461 - كانت المرأة الكنعانية تعيش حياة ألم ٍ ومعاناة وهي ترى ابنتها مجنونة . كانت لا تحتمل رؤيتها وهي مثل الزهرة في جمالها لكنها مصابة بلوثة في عقلها . لم تكن تستطيع أن تتكلم معها وتعبر لها عن حبها لها فهي لا تفهم ولا تعي ، وكلما اقتربت منها تحاول ان تحتضنها تراها تصدها او تعتدي عليها أو تبكي . عذاب ٌ يومي تعيشه المرأة التعسة ، عذاب ٌ طويل ٌ مستمر لا يخف ولا ينتهي ، حتى سمعت عن المسيح وعن قدرته على شفاء كل الامراض مهما استعصت . اغلقت الباب على ابنتها واحكمت الرتاج حتى لا تخرج وربطتها في الفراش وخرجت . خرجت تبحث عن المسيح حتى وجدته . ما ان لمحته من بعيد حتى صرخت ، صرخت بكل لوعتها ، صرخت بكل صوتها : " ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا " ( متى 15 : 22 ) . ولم يجبها المسيح ، لم يلتفت اليها . عاودت الصراخ ، كررت الاستنجاد به ، زادت من علو صوتها وندائها واستغاثتها . ولم يجبها بكلمة . اقتربت منه ، اختلطت بتلاميذه ، استمرت تنادي وتصرخ : ابنتي مجنونة ٌ جدا ً . طلب التلاميذ منه أن يرحمها ويصرفها ، انها لن تكف عن الصراخ ، لن ترجع ، لن تتوقف . قال المسيح انه لم يأتي لها ، جاء " إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ "، هي ليست ضمن هؤلاء . ارتمت تحت قدميه ، سجدت له ، رفعت وجهها اليه ، نظرت اليه بكل عينيها . قالت له بعينيها : نعم انت ابن داود ، جئت لعشيرة داود ، جئت لخاصتك ، لكن ابنتي مجنونة ، مجنونة ٌ جدا ً ، اتعذب لها كل يوم ، انت السيد ، انت القادر ، انت الغني . وقال لها المسيح : " لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب " ( متى 15 : 26 ) ولم يثني ذلك الكلام عزمها ، لم يهز ايمانها . كانت له عندها صورة ٌ عظيمة . كان له في قلبها ايمان متسع كبير . قالت عيناها : مائدتك يا رب متسعة ، طعامك يا رب وفير ، خيرات رحمتك كثيرة . الخبز يغطي مائدة نعمتك ويعلو فوقها يكفي البنين ويكفي الكلاب الرابضة ، وقالت بكل قلبها وصوتها : " نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا! " نظر اليها بعد ان سمع كلامها فاعجبه منطقها والحاحها واصرارها وايمانها . رآها تطلب الفُتات ، مجرد الفُتات يكفيها ، يحل مشكلتها ، يشفي ابنتها ، يكفيها الفُتات . قال لها : " «يَا امْرَأَةُ ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ " . هل لديك هذا الايمان ؟ هل لديك هذا الاصرار ؟ هل لديك هذا التمسك بالرب ؟
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:51 PM | رقم المشاركة : ( 288 ) | ||||
† Admin Woman †
|
462 - قبل ميلاده بمئات السنين أعلن الوحي المقدس عن المسيح بلسان اشعياء النبي 9 : 6 قال: " لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا ، إِلهًا قَدِيرًا ، أَبًا أَبَدِيًّا ، رَئِيسَ السَّلاَمِ " عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيسا السلام وقبل مولده بشهور ٍ قليلة أرسل جبرائيل الملاك الى مريم العذراء وقال لها : " هَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ . هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى ، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ " ( لوقا 1 : 31 ، 32 ) عظيم ، ابن العلي ، ابن داود ، هكذا دعاه جبرائيل ملاك الله . وبعد مولده وقف ملاك الرب امام الرعاة واعلن ميلاد المخلّص ، المسيح الرب . مخلّص ٌ هو المسيح الرب . وتبع المجوس نجمه الذي اعلن مولد ملك اليهود . واثناء حياته على الارض كان كل من يسمعه ويرى اعماله ومعجزاته يصرخ ويعترف انه هو الآتي من الله ، وشهد بطرس انه هو المسيح ابن الله الحي . كل هذه اسماء والقاب المسيح ، عجيب ٌ ، مشير ٌ ، الهٌ قدير ٌ رئيس السلام ، ابن العلي ، عظيم ، ابن داود ، المخلّص ، المسيح الرب ، ابن الله الحي . لكن المسيح كان كثيرا ً ما يدعو نفسه ابن الانسان . كان يحب ان يعرف الناس انه ابن الانسان . في اتضاعه فضّل ان يدعو نفسه ابن الانسان . في محبته للانسانية اختار لقب ابن الانسان . كان من حقه ان يكون ابن الله ، ابن العلي ، الله ظهر في الجسد ، الله نفسه ، لكن في تواضع اختار ان يكون انسانا ً ، مجرد انسان ٍ بسيط ٍ عادي ، انسان . وفي محبة ، محبة ٍ للانسان ارتدى جسد انسان واتخذ ملامح انسان وعاش انسانا ً . أراد ان يكرّم الانسان وأن يضع على رأس الانسان مجدا ً وفخرا ً فاصبح انسانا ً . أحب ابن آدم الانسان وفي محبته تجسد انسانا ً مثل باقي اولاد آدم . بعد ان كان الانسان مكروها ً ، ملعونا ً ، مطرودا ً ، خاطئا ً منبوذا ً من الله ، جعله المسيح محبوبا ً ، مباركا ً ، بارا ً ، مفتقدا ً ، جعله ممجدا ً . الانسان ابن الانسان . ترك مجده في السماء ليأتي على الارض ويحل بمجده في الانسان . رفع قدر الانسان ، رفع رأس الانسان ، رفع قيمة الانسان . ايها الانسان ، المسيح ابن الانسان ضمك الى مجده وجعلك ابنا ً لله . ايها الانسان ، المسيح الله ابن الله اصبح ابن الانسان ليعيدك الى عائلة الله .
|
||||
15 - 05 - 2012, 06:40 PM | رقم المشاركة : ( 289 ) | ||||
† Admin Woman †
|
463 - طريق الحياة شاق ٌ طال أم قصُر . الارض ملعونة ٌ مليئة ٌ بالتعب والشوك والحسك . منذ وطأت أقدام آدم وحواء الأرض والتعب والألم والوجع والمعاناة تغطي الطريق كله . عاش الانسان منذ خرج من حضرة الله في جنته سلسلة ً من التعاسة والشقاء ، فقد بهجة رفقة الله ، اضاع جمال التواجد مع الله ، حُرَم من نور الشركة مع الله ، حتى جاء المسيح ، سار في طريق الحياة ، وطأت قدماه الاشواك التي تملأ الارض ، عاش حياة الانسان ، عاش معاناة الانسان ، عاش ضياع الانسان وحرمانه من الله . ومده يده الى تلاميذه ِ وتابعيه ، مد يده ُ الى الانسان ، الى كل انسان ، الى كل الناس وقال : " اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ ........ أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَان " ( يوحنا 15 : 4 ، 5 ) . اثبتوا في ، تمسكوا بي ، أنا اثبت فيكم ، أنا اتمسك بكم ، أنا احيا معكم ، أحيا فيكم . الكرمة تحيا في الاغصان ما دامت الاغصان ثابتة ً في الكرمة لا تبتعد ولا تنفصل . الثبات في المسيح ، الحياة في المسيح ، الالتصاق بالمسيح ، الشركة مع المسيح تغير شكل الحياة . الثبات في المسيح والحياة فيه والشركة معه تقوي من كل ضعف ، تشفي من كل مرض . الثبات فيه يطرد كل حزن ، يُبعد كل شك ، يمنع كل فشل ٍ ومرارة ٍ ويأس . اذا عشت في المسيح تحيا السعادة والفرح والبهجة سواء أكنت على قمة جبل المجد أو وادي الاتضاع ، سوف تغطيك اجنحة الحب ، سوف ترفعك الاذرع الابدية ، ستكون في رفقته . لا تدع شيئا ً يعكر صفو الرفقة معه . لا تسمح ان يفصلك عنه فاصل ٌ أو عائق . في رفقته ِ سلام ، في صحبته ٍ أمان ، مهما احاطت بك مخاطر الحياة وشرور العالم . إن عبرت الأتون ، إن سرت في النار ، إن خطوت فوق الجمر هو هناك ، يطفئ الأتون ، يبرّد النار ، يجعل الجمر بساطا ً تحت قدميك وتحت قدميه . في رفقته ِ سعادة ، في صحبته ِ فرحة ، حتى لو سرت في وادي ظل الموت وسط الاحزان يفزع الموت منه ومنك ويهرب ، تتراجع الاحزان منك ومنه وترحل ، تجف الدموع . رفقته ُ دائمة ، صحبته ُ مستمرة ، الثبات فيه كل يوم ، مسيرتك معه لا تنتهي . لا تُفلت يدك من يده ، لا تُرخي قبضتك ، تمسك به ، تمسك به دائما ً واثبت فيه وهو فيك . في حياتك هنا التصق به ، انت في حاجة ٍ اليه . في طريقك الى الابدية أمسك بيده ، أنت في حاجة ٍ اليه
|
||||
15 - 05 - 2012, 06:40 PM | رقم المشاركة : ( 290 ) | ||||
† Admin Woman †
|
464 - لكل شيء ٍ في الوجود أكثر من جانب . لا يوجد شيء ٌ مهما دق وصَغُر له وجه ٌ واحد ، ولا يمكن لنا أن نحكم على شيء ٍ من جانب ٍ واحد ، لا بد من ان ننظر الى كل جوانبه . وقد يكون هناك جانب أبيض وآخر أسود وجوانب اخرى مختلفة الالوان ، والتفكير على جانب واحد فقط سيلون مزاجك وحكمك على الحياة بلون ذلك الجانب . إذا نظرت الى الجانب الاسود المظلم أظلمت حياتك وتلونت باللون الاسود فقط أما اذا حولت نظرك الى الجانب الابيض النير أضائت حياتك وتلونت باللون الابيض ، وافضل الحكم هو الذي ينظر الى الجوانب جميعها ويحتوي الشيء كله ثم يحكم فيه . هناك من يختار الجانب المظلم ويصر عليه ولا يحول النظر عنه فيحيا تعيسا ً بائسا ً ، وهناك من يختار الجانب المنير ولا يحول وجهه عنه فيخدع نفسه ويعيش وهما ً مستمر . الحق له جوانب متعددة ومعرفته تحتاج الى الالتفاف حوله والبحث عنه والوصول اليه كله . والله لا يسمح بشيء ٍ كله أسود ، لا شيء كل جوانبه ٍ سوداء ولا شيء كل جوانبه بيضاء . اذا ما صدمك الجانب الاسود ، اذا ما لطمك الجانب المظلم حول نظرك الى جانب آخر مضيء ، هكذا تستمر الحياة وهكذا تستقيم ، بجانبها الابيض ، بجوار جانبها الاسود ، كل ٌ يخفف لون الآخر . حين أخذ يعقوب زوجتيه واولاده عائدا ً من بيت خاله لابان وهم بعد على الطريق ولدت راحيل وتعسرت ولادتها وماتت عند ولادة الطفل أما الطفل فلم يمت لكنها قبل ان تخرج نفسها دعت ولدها بَنْ أُونِي أي ابن الاحزان اما يعقوب فدعاه بَنْيَامِينَ ومع نسل بنيامين بن يدي اليمنى وشتان بين ابن الاحزان وابن قوتي كما دعاه ابوه . نظرت راحيل في وجه ابنها الالم والحزن والموت والنهاية ، اما يعقوب فرآه قوة ً وفرحا ً وبداية ، ورغم ان ولادة طفله صاحبت موت زوجته الحبيبة راحيل التي كان مهرها 14 عاما ً عملا ً شاملا ً الا انه وجد الجانب المنير فيه ، نظر الى اللون الابيض . كم ينير الايمان ويضيء وسط الظلام . مهما كانت حلكة الظلام نور الايمان يمزق سواده ، الايمان يعلو وينتصر فوق التجارب والاحزان . هل ترى البحر الهائج الصاخب وامواجه العالية العاتية ؟ الاسماك الكبيرة الشهية الغنية تسبح فيه .؟ هل ترى السحب السوداء والغيوم المتراكمة تحجب الشمس ؟ المطر والخير يتربع فوقها ليروي عطش الارض . تطلع الى الجانب الآخر ، الجانب المشرق ، الجانب المنير ، الجانب الآخر أكثر اشراقا ً .
|
||||
|