لقاء مع الرئيس

[kerstena]

في يوم زار رئيس الجمهورية إحدى مدن . فرح الجميع وخرجوا لأستقباله .
استقل الرئيس سيارته الخاصة ومن حوله كانت سيارات الحراسة .
لمح الرئيس رجلاً عجوز أعمى جالساً على جانب الطريق ، فأشار بيده فتوقف الموكب ونزل الرئيس بهدوء ، أشار للحرس بالأبتعاد بينما اقترب وحيداً ناحيه الرجل العجوز ...
الرئيس : صباح الخير
الرجل : أهلاً وسهلاً
الرئيس : أنت أسمك ايه ؟
الرجل : أنا اسمي إبراهيم . تعالى أشرب معايا شاي
وبالفعل جلس سيادة الريس بجوار عم إبراهيم ...
الرئيس مالك يا عم إبراهيم ... شكلك زعلان وتعبان .
إبراهيم أنا مريض وفقير .. مفيش معايا فلوس أشتري دواء لعيني .. خلاص مش قادر اشوف .
أشار الرئيس بيده ، وفي لمح البصر كان وزير الصحة ومساعدوه يسرعون إلى اقرب مستشفى ويحضرون كمية كبيرة من الدواء المطلوب .
الرئيس أولادك عاملين ايه ؟
إبراهيم : أبني الأكبر خلص جيش ومش لاقي شغل .
أشار الرئيس بيده وفي ثواني جاء وزير الصناعة مع كبار المسؤلين ، وكتبوا قرار تعين ابن عم إبراهيم في إحدى الشركات الكبرى .
الرئيس : عن أذنك يا عم إبراهيم وأي وقت تحتاج حاجة اتصل بي .
إبراهيم الف الف شكر....... وابقى تعالى .......أنت لطيف جداً أنا حبيتك وحبيت الكلام معاك .

وواصل الرئيس جولته في المدينة بينما التف الناس حول عم إبراهيم ....
- أنت محظوظ ..الرئيس بنفسه جالك ... نزل من سيارته ومن عظمته وتواضع وجلس معك وأتكلم معاك ... أحكيلنا عنه .. نحن لا نعرفه كما عرفته أنت .. أنت تعرفت عليه شخصياً أما نحن فلا نعرف أكتر من اسمه وصورته ومنظر الموكب والحرس من حوله .
أجاب عم إبراهيم انا لست أفضل منكن .... كل ما في الامر اني قبلته عندما جاء إلي .. تعرفت عليه وتحدثت معه وعرفته على حقيقته ... عرفت حبه وحنانه ورقته وتواضعه ... وكل هذا لم يغير كونه رئيس الجمهورية .
ولم تقل عظمته ومهابته ولكنه زاد عليها أن أصبح صديقي الشخصي .
وقد نشرت الصحف هذه القصة التي كشفت عن محبتة الريس لشعبه .
هذا مافعله الله ... لقد وجدنا نعيش ببؤس وعمى لا نستطيع أن نصعد إليه فنزل هو إلينا وعرفا على حقيقته .
الله أتخذ جسداً وعاش بيننا وكشف لنا عن نفسه ، فتأكد أنه إله متواضع ورقيق وحنان وهذا لم يقلل من مهابته وعظمته ، بل زاد من حبنا له ، وأصبحنا نتمتع بالعشرة الحلوة معه كل يوم وقد تبنانا وجعلنا اولاده الاحباء .
( كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون بأسمه ) [يو 1:12] .
هناك فرق شاسع بين أن نسمع عن شخص وبين أن نتعرف عليه ونتحاور معه ، ونتعامل معه شخصياً ... لا يستطيع أحد أن يشرح لنا جمال وحلاوة عسل النحل ، ولكن لا بد للأنسان أن يتذوقه بنفسه
( ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب ) [مز34:8] .

[Mary Naeem]

شكرا على المشاركة
ربنا يفرح قلبك

[kerstena]

شكرا لمرورك الجميل