تفاصيل اللحظات الأخير لـ«ريا وسكينة» قبل الإعدام.... وهذا هو أخر طلب لهم قبل الإعدام.!
مع حلول فجر يوم الـ21 من سبتمبر لعام 1921، رفع سجن الخضرة بالإسكندرية رايته السوداء، إيذانًا بإعدام أول سيدة في تاريح السجون المصرية.
مرتدية بذلتها الحمراء، تتقدم بخطى ثابتة من غرفة الحجز إلى غرفة الإعدام، تمر اللحظات كالأيام، لكن ريّا علي همام تحافظ على هدوئها، أو هكذا بدت للمحيطين آنذاك، إلى أن وصلت لآخر غرفة دخلتها في حياتها، وهي غرفة الإعدام، حيث يقف محافظ الإسكندرية حينها ومعه مأمور السجن يتلو قرار حكم الإعدام.
يسألها المحافظ إن كانت تريد شيئًا قبل تنفيذ الحكم، فأجابت: "عايزة أشوف بديعة"، فأخبرها أنها زارتها قبل يومين، وأمر الجلاد بتنفيذ الحكم، وهنا اجتذبها الجلاد إلى داخل الغرفة الصغيرة، وأوقفها على منصة الإعدام، وبينما هو يلف حبل المشنقة حول عنقها قالت: "أودعتك الله يا بديعة"، ثم سُحبت عصا "الطبلية" فسقطت ريّا صاحبة الـ 45 عامًا، وظلت مُعلّقة لمدة نصف ساعة، بينما استمر نبض قلبها دقيقتين بعد السقوط، وفق ما ذكرته تقارير صادرة عن مصلحة السجون آنذاك.
دقت الساعة الثامنة من صباح اليوم ذاته، وحان ميعاد تنفيذ الحكم في سكينة علي همام، وتقدمت إلى غرفة الإعدام بجرأة لا تقل عن شقيقتها الراحلة، وبعد أنا تلا المأمور نص الحكم موضحًا قتلها لـ17 امرأة قالت: "هو أنا قتلتهم بإيدي.. أيوه قتلت واستغفلت قسم اللبان والحكومة كلها.. واتحكم عليا بالإعدام وأنا عارفة إني رايحة اتشنق وأنا جدعة"، وظلت توجه سبابًا لكل الموجودين وللدولة والقائمين عليها.
وحين ربط منفذ الحكم يدها من الخلف قالت له: "هو أنا راح أهرب.. براحة عليا أنا ولية جدعة وهاتشنق مكان الجدعان"، ثم توجهت للحضور قائلة: "سامحونا يمكن عيبنا فيكم"، ونطقت الشهادة ونفذ الحكم، وظلت كأختها مُعلقة نصف ساعة، فيما استمر النبض بعروقها لمدة 4 دقائق حسبما ذكرت تقارير السجن.
أما حسب الله زوج ريّا فكان متحمسًا ومقبلًا على غرفة الإعدام، وكأن شيئًا لم يكن، وبعد تلاوة قرار الحكم قال للمأمور: "تقولي قتلت 17 امرأة.. أنا أقولك بصراحة قتلت 15، ولو كنت عاوز أعدهم وأسميهملك، ولو بقيت طليقا سنة أخرى لكنت قتلت كل العاهرات ومنعت كل واحدة منهم تمشي في شوارع المدينة.. العاهرات دول بيخونوا أجوازهم وبيبيعوا أعراضهم بربع ريال"، بينما قال للجلاد وهو ينفذ فيه الحكم: "قوم بعملك كويس وشد واربط جامد"، وظل يصيح بصوت عال حتى وقع الإعدام.
أما عبد العال زوج سكينة فكان جريئًا، ولم تظهر عليه علامات الخوف، وبعد تلاوة الحكم عليه قال للمأمور: "أنا قتلت سبعة بس"، فيما قال لجلاده وهو يحضر لشنقه: "كتف وشد حيلك"، ثم نطق الشهادتين وسقط صريعًا.