أطفال الشوارع..القنبلة التي تجاهلها الرئيس مرسي

[Mary Naeem]

أطفال الشوارع..القنبلة التي تجاهلها الرئيس

أطفال الشوارع

كتبت - نشوة الشربيني: منذ 1 ساعة 26 دقيقة
سيادة الرئيس.. الأطفال أحباب الله.. ولكن في مصر الأطفال رفقاء صناديق القمامة والمناديل الورقية وتنظيف السيارات.
عصافير الجنة في كل الدنيا لا يعملون لأنهم أطفال خلقهم الله كي يأكلوا ويشربوا ويتعلموا ويناموا ويحلموا ويلعبوا ولا يحاسبوا حتي يبلغوا، ولكن في أم الدنيا نجدهم يبحثون عن لقمة العيش بأنفسهم «صنايعية» في ورش وسائقين علي «التكاتك»، وغيرها من الأعمال التي تنتهك براءة الطفولة فلا قانون يحميهم ولا مسئول يسأل فيهم.. حتي ذووهم رحلوا وغابوا بفعل الزمن والمؤسسات المعنية بهم لن تجد لها همسا ولا تعتني إلا بأطفال المدارس الأجنبية ولا تعرف عنهم شيئا إلا قليلا غير الأرقام والإحصائيات بدليل أن الأعداد تتفاقم يوما بعد يوم فطبقا لأحدث دراسة أعدها المركز القومي للطفولة والأمومة بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء وصل عدد الأطفال المنخرطين في أسواق العمل الي ثلاثة ملايين طفل عامل بينما وصل عدد أطفال الشوارع الي 4 ملايين طفل متشرد طبقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية.
وفي ذات الوقت يعيش ملايين الرضع في مصر ظروفا أشد قسوة لأنهم لا يجدون الألبان المدعمة مصدر غذائهم الوحيد في تلك المرحلة العمرية ومع هذا فهو غير متوفر في مكاتب الصحة أو الصيدليات إلا بشق الأنفس أو بشروط قهرية وإلزامية.
قانون الطفل أصبح ذكري طي النسيان لا تطبيق ولا تفعيل ولا أثر إلا علي الورق فقط.
والأخطر والأكثر تشاؤما مما سبق أننا لم نقرأ حرفا واحدا في خطاب الرئيس أو في برنامجه الانتخابي عن أطفال مصر ولم يشر لهم من قريب أو بعيد فأين أحفادك يا رئيس مصر، المشردون في الأرض والعاملون عليها من يقضون الليل في الطرقات ويتعلقون بأبواب المترو وينامون تحت الكباري ويجلسون فوق أسطح القطارات، مشهد لا ينقطع حتي هذه اللحظة.
سؤال واحد طرحناه علي هؤلاء الأطفال المقهورين المعذبين في أرض الكنانة: عاوزين إيه من الرئيس الجديد؟ لننقل إجاباتهم كما قالوها للرئيس محمد مرسي:
محدش بيسأل فينا.. ولا يفكر في معاناتنا.. بهذه الكلمات البسيطة بدأ رامي الذي جاء من المنيا بحثا عن لقمة العيش حديثه قائلا: عاوز مكان نظيف أعيش فيه وأسترزق منه علشان أبطل أنام تحت الكباري وآكل وأشرب ومحدش يقول عليه طفل شارع أو متشرد.
عيسي لم يتجاوز الـ10 سنوات بائع مناديل قال: والدي مريض ويحتاج لعلاج شهري بمبلغ 700 جنيه ووالدتي ربة منزل لذا اضطررت لترك دراستي والعمل من أجل الانفاق علي مصاريف الاسرة وأحلم وأسرتي بمعيشة آدمية كريمة في عهد الرئيس الجديد.
طفل آخر يدعي أحمد يقوم بتنظيف السيارات: نفسي اشتري ملابس جديدة مثل بقية الأطفال الطبيعيين وأرغب في تغيير واقعي المؤلم.
وبالتحرك نحو الميادين العامة استوقفنا آلاف الأطفال ذوي الأعمار المتقاربة حاملين قطع الحلوي مستخدمين كلمات مؤثرة تدمع لها العيون قائلين: ربع جنيه بس علشان نشتري لاخواتنا ألبان لإطعامهم.. فنحن نحلم بحياة مستقرة وهادئة حتي لا نشعر بالإذلال والكراهية من أصحاب النفوذ والسلطان الذين يرغبون في مهانة الفقراء والمحتاجين.
أما هبة بائعة الورد، وتبلغ من العمر 14 عاما فتريد من الرئيس أن يكون لديها سرير تتمتع به لوحدها مثل غيرها من البنات.

الوفد -