غدا سوف نبدأ الصيام الكبير المقدس لمدة ٥٥ يوم، وقبل ان تبدأ في الصيام ، آود ان تسأل نفسك لماذا سوف اصوم هذا الصيام؟ ولا يكن مثل كل صيام انني سوف اصوم لأن الكنيسة صائمة او لأن ماينفعش افطر في الصيام الكبير!! نحن نصوم أولاً كرد جميل من الابن للأب علي كل الحسنات التي يقدمها لي الاب ( 12ماذا ارد للرب من اجل كل حسناته لي. مز١١٦ )ونلاحظ في مردات الكنيسة في فترة الصيام ان الكنيسة تلفت نظرك بجملة ( چي بنيوت ابانا) لكي تغرس فيك مبدأ انه ان صُمت فأنك تصوم لأبوك، وليس غصباً او اضطراراً
ثانياً: نحن نصوم لكي نتفرغ في هذا الوقت من تجهيزات الاكل والشرب التي تشغلنا طول العام لكي نكرس هذا الوقت للتواصل مع الأب والحديث معه ( فلاتهتموا بما تأكلون وبما تشربون)
ثالثاً : نحن نصوم لكي تسمو الروح عن الجسد ويكون الجسد خاضعاً للروح، فالجسد عندما يتخم بالاكل يكون في حالة ركود وكسل ويأخذ معه الروح الي اسفل، اما اذا كان خفيفاً من الاكل والشرب يكون سهلاً لكي يحلق مع الروح في سماء الصيام والخلوة الروحية. فهذا هو معني ان ( اقمع جسدي واستعبده) وليس قهره وتعذيبه ، فالمسيحية ليست مبدأها السادية وتعذيب الجسد ولكن الجسد بالنسبة لنا إناء للكرامة نقتنيه كوزنة من الله ونقوته وننميه ولكن ندربه ونهذبه حتي يكون لنا نحن التحكم فيه وليس هو يتحكم فينا..
والان ، هل استطعت ان تفهم رؤية الكنيسة وهدفها من الصيام؟ فالامر الان متروك لك ، ان كنت سوف تصوم بأحد الاهداف التي ذكرناها ؟ فأتمني لك صياماً مباركاً في حضن الاب الحنون . ولكن ان كنت سوف تصوم كما لقومِ عادة او لأجل الشكل العام؟ فأنك سوف ترتكب غلطة مزدوجة في حق الله وفي حق نفسك!! اولأ في حق الله انك سوف تشعر داخليأً انك بتقدم خدمة جليلة في حق الله بأنك بتصوم لله وسوف تجعل الله مثقلاً بالجمايل التي سوف تُحَمله بها والتي سوف يحتار في كيفية ردها اليك!! والخطأ الاخر ، انك سوف تتعب جسدك وتنهكه هباءاً .. فنصيحة اخ لك، وفر هذا الصيام لنفسك، واذا كنت سوف تشعر بالذنب انه يوجد صيام في الكنيسة وانت فاطراً. ف الله يحاللك متصومش