القديس أفدوكيموس الكبادوكي (القرن 9 م )
31 تموز شرقي (13 آب غربي)
عاش القديس أفدوكيموس الكبادوكي خلال حكم الأمبراطور البيزنطي ثنوفيلوس المحارب الايقونات. والداه باسيليوس وأفدوكيا كانا على رفعة في المقام من أصل كبادوكي . جمعا الى عراقة المحتد تمسكا لا يتزعزع بالايمان القويم وتقوى حارة بثاهما في ابنهما . تلقى أفدوكيموس تعليما مرموقا. وفي الوقت المناسب , أسند اليه الأمبراطور الحاكمية العسكرية لبلاد الكبادوك, ولكل الأمبراطورية, فيما بعد . لم يستغل قديسنا هذه الامتيازات لمتعته ومجده بل جعل منها أدوات للفضيلة. وقد لمع وسط اضطراب العالم كزنبقة وسط الشوك وكالذهب في الأتون.
لم يحفظ عفة جسده وحسب ولكن عفة أفكاره أيضا. لم يكن ليسمح لعينيه أن تمعنا النظر في وجه امرأة. واقتنى, على هذا النحو النقاوة اللازمة ليمثل طاهرا أمام الله. والى هذه العفة, أضاف وفرة من ثمار المحبة والرأفة حيال الفقراء والأرامل والأيتام حتى صار اناء مختارا حقانيا لنعمة الله وايقونة حية للفضيلة. لم يكن يدانى لمحبته للقريب. يفر من الاغتياب كمن الطاعون. لا يتحفظ وحسب في شأن اصدار الاحكام, ايا تكن, على سواه, بل يجد أيضا ما يمنع به الآخرين من التفوه بما يجرح القريب, كان يعلم أن يعتد السماع أكثر من الكلام. هذا أثبته عمليا بوضعه موضع التنفيذ , في تعامله مع الآخرين, دون كلام كثير, كل الوصايا الالهية.
أصابته علة صعبة, وهو في الثلاثين , فأعد نفسه وصرف أقرباءه وتحول الى الصلاة الى ربه. سأل العلي ألا يمجد بعد موته. رغم تمنيه, لم يبق السراج تحت المكيال. فحالما أودع القبر حرر به ممسوس من روح غريب أقام فيه, وقام ولد مخلع صحيحا معافى. تضاعفت العجائب بقرب ضريحه, خصوصا بزيت القنديل الذي بقي مشتعلا ليل نهار. حتى للبعيدين كان يؤخذ للمرضى تراب من قبره تفرك به مواضع الألم في أبدانهم فيشفون. فتح قبره بعد ثمانية عشر شهرا من رقاد المغبوط, بناء لطلب والدته , فوجد الجسد غير منحل تنبعث منه رائحة عجيبة. نقلت رفاته, فيما بعد, الى القسطنطينية وأودعت كنيسة على اسم والدة الاله شيدها ذووه