من هو شارلي شابلن ؟
الاهمية التاريخية لشارلي شابلن :
تشارلي شابلن المعروف شعبيا باسم شارلي شابلن ويطلق عليه ايضا عدة اسماء اخرى ومنها: تشارلز سبنسر تشابلن، والسير شارلي شابلن، كما انه عرفُ بالصعلوك ، وتكمن الاهمية التاريخية لشارلي شابلن هو انه كان كوميديان ذو بصيرة ، حيث انه تمتع بمهنة ناجحة كممثل وكمخرج وككاتب، وايضا كمؤلف موسيقي في عهد الافلام الصامتة، فهو يتميز بشكله المعروف بالقبعة السوداء المستديرة والسروال الفضفاض، واستطاع شارلي شابلن ان يستولى على قلوب اوائل رواد السينما، واصبح واحد من اكثر الشخصيات المحببة ، واصبح شارلي شابلن احد الرجال الاكثر شهرة في العالم حتى سقط ضحية للمكارثية في عام 1952 والمكارثية هو اتجاه كان يتهم الناس ظلما بانهم شيوعيين فى امريكا ويخسروا سمعتهم وعملهم وكان من ضحاياها تشارلى شابلن .
طفولة شارلي شابلن :
ولد تشارلز سبنسر شابلن في 16 ابريل 1889، في جنوب لندن، والدته هي هانا شابلن ، فكانت مغنية مسرحية ووالده هو شارلي شابلن وهو ممثل مسرحى، عندما كان شارلي شابلن يبلغ من العمر ثلاث سنوات فقط من العمر، ترك والده والدته بسبب ارتكابها الزنا مع ليو درايدن، ممثل مسرحى آخر، ومع الاسف فإن علاقة والدته مع ليو درايدن انتجت طفلا آخر، وهو جورج ويلر درايدن .
وكان علي والدته ايجاد وسيلة لرعاية طفليها فواصلت هانا الغناء وايضا قامت بالعمل على الة خياطة ، ولكنها سرعان ما انتهت من مهنة الغناء فجأة في عام 1894 حيث بدأ الجمهور رمي اشياء في وجهها، وهرع شارلي شابلن البالغ من العمر خمس سنوات على خشبة المسرح وانهي الاغنية بدل والدته ، وصفق الجمهور له وقذف قطع نقدية عليه، وعلى الرغم من توقف هانا عن عملها بالغناء، الا انها واصلت ارتداء ملابس المسرح فى المنزل والتقليد للترفيه عن ابناءها، ولكنها قامت برهن ملابسها وكل شىء كانت تمتلكه لان والد تشارلى لم يكن يدفع اى شىء لاعالة ابنه، فتتدهور بهم الحال كثيرا وفي عام 1896 تم قبول الاولاد وامهم لاصلاحيه للفقراء، وفي وقت لاحق، تم إرسال الاولاد إلى مدرسة هانوي لرعاية الايتام والاطفال المحتاجين، وعاشوا الطفلين طفولة بائسة بعد ذلك حيث دخلت والدتهم هانا مستشفى الامراض العقلية ، وكانت زوجة ابيهم تكرههم كثيرا فكانت تحرمهم من الطعام .
شارلي شابلن كراقص نقرى :
وفي عام 1898، عندما كان شارلي شابلن يبلغ تسعة سنوات، خرجت والدته من مستشفى الامراض العقلية وفرح الولدين بالعيش معها مرة اخرى، وبدأ شارلي شابلن بالعمل كراقص نقرى على المسرح لكن بعدها بفترة توقف بسبب اصابته بالربو وعمل بعدها اعمال متنوعة كبائع متجول ومساعد حلاق وغيرها من الاعمال ، لكي يعيل عائلته ، ولكن لم يحالفه الحظ مرة اخري حيث فى عام 1901 توفى والده بسبب تليف الكبد لانه كان مدمن علي الكحوليات، ومع الاسف دخلت والدته مستشفى الامراض العقلية مرة اخرى .
شارلي شابلن فى مرحلة الشباب :
ولكنه لم ييأس لحظة ، ففي عام 1903، بدأ تشارلى شابلن الحصول على ادوار صغيرة فى المسرح وقام بادماج ما تعلمه من تقليد امه للشخصيات وبين منظر ابيه السكران ، تم ادماج كل هذا فى فقراته الكوميدية، وفى البداية كان يهاب شارلي شابلن المسرح لخوفه من ان يحدث معه مثلما حدث مع امه ، وينقطع صوته فجأة لكن مع الوقت وبمساعدة اخيه الذى ترك عمله كخادم على سفينة ليتحد الاخين مرة اخرى ، وكان لدي شارلي شابلن عقدة اتجاه الكحول فلم يقترب منه ابدا ، ولكنه كان يمتلك ادمان من نوع اخر وهو النساء .
شارلي شابلن في الولايات المتحدة :
كان الهبوط في الولايات المتحدة لاول مرة لشارلي شابلن مع فرقة كارنو في عام 1910، فكان وقتها شابلن هو احد الكوميديين المفضلين، وفي جولته الثانية في الولايات المتحدة عام 1912، كانت الشخصية التى لعبها شارلي شابلن هي "الانجليزى السكران" ، وقد جذبت هذه الشخصية انظار ماك سينيت ، رئيس استوديوهات كيستون، وعلي الفور عرض على شابلن عقدا مع شركة نيويورك موشن بأجر 150 دولار في الاسبوع للانضمام إلى استوديوهات كيستون في لوس انجليوس .
و مع الانتهاء من عقده مع كارنو، انضم شابلن لاستوديوهات هاتكيستون المتخصصة فى عمل الافلام القصيرة عام 1913، و عندما وصل شارلي شابلن، اصاب صاحب الاستديوهات احباط كبير من رؤية شابلن على المسرح لانه كان يعتقد ان شابلن سيكون رجل كبير السن، وبالتالي اكثر خبرة، ولكن استطاع شابلن ذو الاربع وعشرين عاما اقناعه انه يمكن ان يبدو عجوزا كما اراد ، وعلى عكس النصوص المعقدة للافلام اليوم، كانت الافلام لم يكن لها اي سيناريو على الإطلاق، فبدلا من ذلك كانت تطرق عليه فكرة وينفذها ، فكانت الافلام صامتة ، وكان اول فيلم لشارلي شابلن بعنوان " سباقات السيارات في البندقية " ، وفي هذا الفيلم ارتدي شارلي شابلن السروال الفضفاض والمعطف الضيق، والقبعة السوداء المستديرة ، ووضع شارب ومن هنا ولدت شخصية الصعلوك، لصاحبها شارلي شابلن صاحب المقدرة على الارتجال السريع .
شارلي شابلن المخرج :
عمل شارلي شابلن في العديد من الافلام القصيرة، ولكن لم تكن جيدة جدا بالنسبة له، فكان شارلي شابلن دائم الاحتكاك بالمخرجين، لانهم لم يوافقوا ان يقوم شابلن بالتعديل علي عملهم ، فكانوا يرونه مغرورا ، ولكن افلامه كانت ناجحة نجاح باهر ، مما جعل سينيت صاحب استديوهات هاتكيستون بالسماح له بالاخراج ، فكان فيلمه الاول الذي اخرجه عام 1914 حيث لعب فيه دور ضيف سكران في فندق ، وكانت مدة الفيلم 16 دقيقة ، ونال اعجاب الجميع في هذا الفيلم كتمثيل واخراج ، وبدأ مشوار شهرته الحقيقية حينما قام بتمثيل اول فيلم طويل له وهو " الصعلوك " عام 1915 ، وكان هذا الفيلم قمة النجاح لشارلي شابلن ، و بعد ان قدم شابلن 35 فيلما مع كيستون، تم استدراجه لاستوديوهات اسيناى براتب اعلى، واقام معها 15 فيلما قبل ان يتم جذبه إلى موتوال، وهي شركة إنتاج يدعمها وول ستريت حيث قدم شابلن 12 فيلما ما بين عامى 1916 و 1917، وحصل وقتها على مبلغ ضخم 10،000 دولار في الاسبوع إضافة إلى المكافآت فكان دخله فى هذا العام حوالي 670،000 $، وكان هو اعلى الفنانين اجرا في العالم .
استوديوهات شارلي شابلن :
بين عامى 1917 و 1918، اقامت شركة ناشونال بيكتشرز اول عقد بمليون دولار فى تاريخ هوليود مع شارلي شابلن ، وانضم له شقيقه كمستشارا ماليا له، واقام وقتها شابلن الاستوديوهات الخاصة به ، وتم هناك انتاج العديد من الاعمال الفنية الرائعة ، وفي عام 1919، شارك شارلي شابلن في تأسيس شركة توزيع افلام (الفنانين المتحدين) مع الممثلين ماري بيكفورد ودوغلاس فيربانكس جنبا إلى جنب مع المخرج دبليوغريفيث ، وكانت هذه وسيلة جيدة لفرض سلطتهم على توزيع افلامهم، بدلا من وضعها في ايدي موزعو الافلام والممولين، وفي عام 1921، نقل شابلن والدته من مستشفى الامراض العقلية الى منزل اشتراه لها في ولاية كاليفورنيا حتى وفاتها في عام 1928 .
شارلي شابلن والنساء الاصغر سنا :
كان شابلن ذو شعبية كبيرة ومعجبينه كانوا يتدافعوا لمجرد لمسة منه او حتي مصافحته خاصة النساء وكان لشارلي شابلن سمعة فى الزواج من الفتيات القاصرات وكان اخر زواج له من اونا اونيل البالغة من العمر 18 عاما ، وهو كان فى الخمسينيات من عمره .
شارلي شابلن ورفض إعادة دخوله إلى الولايات المتحدة :
كان مدير مكتب التحقيقات الفدرالي ادغار هوفر ولجنة انشطة الامم المتحدة يشكون فى شابلن خاصة بعد اتهامه من جهة المكارثية ، فهناك فترة في الولايات المتحدة وجهت فيها الاتهامات لبعض الاسماء بانهم شيوعيين وكان من ضمنهم شابلن ، وعلى الرغم من ان شابلن كان قد عاش في الولايات المتحدة لعدة عقود، الا انه لم يقدم ابدا طلب الحصول على الجنسية الامريكية، مما اعطى هذا الشك لمكتب التحقيقات الفيدرالي وبالفعل قاموا بفتح التحقيق مع شابلن، ونفى شابلن كونه شيوعيا وقال انه على الرغم من انه لم يصبح مواطنا امريكيا، الا انه قد دفع كل الضرائب الامريكية، ومع ذلك، مشاكله وزيجاته المتعدد من بنات قاصرات وطلاقه اثر بالسلب على القضية واتهمه انه شيوعي، وفي عام 1952، اثناء تواجده في الخارج في رحلة إلى اوروبا مع اونا والاطفال، تم رفض إعادة دخول شابلن وعائلته إلى الولايات المتحدة ، فاستقر شابلن في نهاية المطاف في سويسرا .
الموسيقى التصويرية، الجوائز، ولقب فارس :
عندما بدأت تكنولوجيا صنع الافلام لتشمل الصوت في اواخر العشرينيات، بدأ شابلن كتابة الموسيقى التصويرية لجميع افلامه ، وكانت هناك اغنية واحدة معينة اسمها "ابتسم"، التي كانت اغنية فيلم "العصر الحديث" ، هذه الاغنية نجحت نجاح ساحق ، وكانت سببا هي وغيرها من الاعمال القيمة في رجوعه الي الولايات المتحدة حيث تم تكريمه عام 1972 وحصوله علي جائزة اوسكار لافلامه التى شكلت الفن وكان شابلن يبلغ من العمر 82 عاما وكان يتحدث بصعوبة حين تلقي الجائزة ، وفي عام 1975، اصبح رسميا السير شارلي شابلن من قبل ملكة انجلترا لخدماته فى عالم الترفيه .
موت شارلي شابلن وسرقة جثته :
جاءت وفاة شارلي شابلن لاسباب طبيعية ، فتوفي في عام 1977 في منزله في سويسرا محاط باسرته ، ودفن عن عمر يناهز 88 عاما فى مقبرة بسويسرا ، وبعد ما يزيد على شهرين من وفاته، حفرت سيارتين مقبرة شابلن، وقاموا بدفنه في مكان سري، واتصل المختطفين هاتفيا بارملة شابلن واخبروها انهم يحتجزوا الجثة للحصول على فدية وتتبعتهما الشرطة حتى تم القبض عليهما وتوجيه تهمة الابتزاز لهما وانتهاك حرمة الموتى، وتم ارجاع الجثة لمكانها فى المقبرة فى سويسرا .