رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موكب الرئيس.. بين تاكسى و«عربية خضار»
كان القرار الأول للرئيس المنتخب محمد مرسى، تخفيف الإجراءات الأمنية المصاحبة له، وتقليل عدد سيارات موكبه الرئاسى، وعدم إغلاق الشوارع أثناء مروره، قبل أن يتمسك بالإقامة فى منزله بالتجمع الخامس، رافضاً الانتقال إلى قصر الاتحادية، خوفاً من كراهية الشعب واستفزاز مشاعره، لكن الاختبار الأول جاء ليقلب الأوضاع، ويؤكد أن تطلعات الرئيس شىء، والواقع شىء آخر، فبات وجوده وسط المواطنين أمراً حتمياً، ومحاصرة سيارته من أجل مصافحته أو تقديم شكوى أو مظلمة مشهداً أساسياً فى أولى جولاته، فى ظل تأمين خاص بمن يحمل صفة «رئيس الجمهورية». للمرة الأولى، تجد سيارة الرئيس محاطة بتاكسى أجرة وعربة تحمل أقفاصاً وخضراوات، فى حين يحاصر سيارة «التشويش» التى تسبق الموكب طابور سيارات عالق فى زحام المواطنين، بينما تقف عناصر القناصة فوق الأسطح العالية عاجزة عن أداء عملها، فى ظل الارتباك الذى يسيطر على المشهد، ويهرول أحد أفراد الحرس الخاص تائهاً فى «حيص بيص» لا يدرى كيف يؤمن رئيساً، اعتاد فى السابق أن يبتعد عنه المارة عشرات الأمتار وتفسح له الطرق قبل مروره بساعات، لكن يبدو أنهم أمام مهمة مستحيلة لم يعرفوها من قبل. ويرى اللواء حسام سويلم، الخبير الاستراتيجى مدير مركز الدراسات للقوات المسلحة، أن «الريس مرسى» سعى لكسب شعبية، لكنه يحققها، دون أن يدرى، على حساب أمنه الشخصى، موضحاً أن مسئولية تأمين الرئيس تتوزع على عدة جهات، هى: الحرس الجمهورى، والحراسات الخاصة التابعة لرئاسة الجمهورية، ووزارة الداخلية. وأضاف: عملية التأمين تشمل إقامته فى بيته ومقر عمله وتحركاته الداخلية والخارجية، لكن عندما يتدخل الرئيس ويطلب من قوات تأمينه تخفيف الحواجز بينه وبين المواطنين، فإنه بذلك يأخذ قراراً يتحمل وحده مسئوليته، لكن رغبته فى إعطاء الانطباع بأنه أحد أفراد الشعب ولا يوجد ما يميزه عنهم، حتى لو أصبح رئيساً، قد تعرض حياته للخطر، وبالتالى فمن المتوقع تشديد الحراسة عليه لاحقاً، وتأمين موكبه بالقدر المناسب من أجل الحفاظ على حياته. الوطن |
|