الرجاء فضيلة هامة للإنسان بشكل عام.
فلولا الأمل لما زرع الفلاح كرمه
ولما بنى الإنسان بيته
ولما دفع المسيحيون، إبان الاضطهاد، ثمن إيمانهم بالاستشهاد،
ولما تغلّب المؤمنون على صعوبات الحياة. ذلك أن لكل فاعل هدف.
وهدف الإنسان هو نيل المكافأة وهذا ما يجعله يجازف على تحمّل الصعوبات التي يجدها رخيصة بالنسبة للمكافأة التي ينتظرها.
وإذا كانت المكافأة بشرية كان الرجاء فضيلة إنسانية
وإذا كانت عند الله أو كانت الله نفسه فيكون الرجاء فضيلة إلهية، فائقة الطبيعة.
وفقدان الأمل بالمكافأة يقود إلى هبوط العزيمة واليأس. وإذا يئس الإنسان من المكافأة العليا ألا وهي الحصول على الحياة الأبدية في السماء
وقبل ذلك- على غفران الخطايا- فمعنى ذلك أنه لا يؤمن بها أو أنه لا يجد العزيمة
للطموح إليها. فبذلك يستبدل الهدف العالي بهدف آخر أقرب منه منالاً فيستسلم للملّذات
وإذا نهته نفسه عنها عاش بقوة كبريائه يكابد حياة شاقة لا نور فيها ولا هدف
وكأنه ضحية ما يسميه القدر الذي لا يستطيع حياله إلا الاستسلام.