منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 10 - 2016, 06:55 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الرابع)

أمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها

المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الرابع)
سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الرابع)
فأجاب وقال لهم: أُمي وإخوتي هم الذين يسمعون
كلمـــــــــــة الله ويعملـــــــون بها – لوقا 8: 21
__________

(2) عطش الإنسان إلى المطلق:
الإنسان – بطبيعة تكوينه الأساسي من جهة الخلق – عنده قناعة داخلية بالله، ليس بالمنطق العقلي، ولكن بالحس، وهذا الحس دفين في أعماق الإنسان من الداخل، وهذا واضح من سفر التكوين حينما تكلم عن خلق الإنسان على صورة الله ومثاله.
فأثر الله يبدو في أعماق القلب البشري بالرغم من التشويش الحادث بسبب الخطية والسقوط وخبرة حياة الشرّ التي عاشها، ويتجلى الله ويظهر في عطش الإنسان الداخلي واشتياقه لحياة أفضل، لأن ميله الطبيعي الذي يحركه نحو خالقه هو رغبته بأن يؤمن بما هوَّ أعظم..
+ عطشت نفسي إلى الله، إلى الإله الحي، متى أجئ وأتراءى قُدام الله. (مزمور 42: 2)
+ يا الله إلهي أنت، إليك أُبكر، عطشت إليك نفسي، يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء. (مزمور 63: 1)
فالإنسان – مهما كان – يعيش غير راضي أو قانع بحياته، لأنه لا يراها الحياة التي يتمنى أن يعيشها، أو أن هذه هيَّ طبيعة حياته المنحصرة في الحياة حسب الجسد، نأكل ونشرب لأن غداً نموت. لأنه دائماً يميل إلى تغيير حياته للأفضل والأحسن، بل وحتى أن وصل لما يتمناه، يبقى غير قانع، بل يطلب ما هوَّ أفضل، فهوَّ لا يتوقف ولا يشبع أو يقنع أبداً ويشعر أن هناك شيء عظيم ينقصه جداً!!
الإنسان يُعرَّف عند علماء النفس بأنه "حيوان قلق" وهذه الميزة يختلف بها عن سائر الكائنات الحية. فللحيوان رغبات غريزية محدودة، سهلة الإرضاء، لذلك ليست في حياته مشاكل. أما الإنسان فكلما حاول إشباع رغباته اشتدت وقويت فيه هذه الرغبات بشكل غريب مُتصاعد، وكأن هناك شيئاً في أعماق كيانه يحركه ويُعذبه، بل ويدفعه دون هوادة نحو ما يجهله ولا يعرف ما هوَّ!!
ففي الإنسان صراع داخلي بين رغباته وبين ما يملكه، وبين إرادته وقدرته، بين ما يُريد أن يكون وبما هوَّ عليه الآن، وبين ما في داخله وما في خارجه!!
فكلما حاول أن يقترب مما يرغبه أو ما يُريد، أبتعد ما يُريد عنه موقظاً في نفسه الخيبة والحسرة. وهذا ما يبدو في الخبرة اليومية وفي كل المجالات؛ فمثلاً:
1- الإنسان الذي يسعى إلى المال أو مركز اجتماعي أو مجدٍ ما، لا يكتفي بما حصل عليه. بل كلما بلغ مقصده، طمع في المزيد جوعاً، لذلك لا يعرف قلبه راحة أو استقرار (فعين الإنسان لا تشبع) كما يقول المثل السائد!!
2- والإنسان الذي يسعى إلى الجمال. فأمام منظر طبيعي بديع أو قطعة أدبية رائعة أو قصة جميله، أو لوحة فنية، أو قطعة موسيقية ساحرة، يشعر الإنسان، إلى جانب نشوة وابتهاج قلبه بها، بشيء من الحزن الشديد والشجن، ويزداد هذا الحزن بنسبة ما يكون جمال هذا المنظر أو الإنتاج الفني.
فكيف يُفسرّ هذا الحزن؟!! في الحقيقة أن ذلك الجمال الذي أدركناه أيقظ فينا حنيناً وشوقاً عميقاً لا قدرة لنا على إشباعه أو إطفائه، ومن هُنا نشأ الألم والحزن، وكم من الأدباء والشعراء والفنانين، اعترفوا بالمرارة والألم اللذان شعرا بها عندما كانوا يبدعون تحفة فنية أو مقطوعة موسيقية، أو قصة رائعة، أو قطعة شعرية.. الخ.
3- خبرة الحب. فالحب، كما هوَّ معروف، ينتظر منه الإنسان سعادة مطلقة، دائمة، وبخاصة إذا كان هذا الإنسان رومانسي بطبعه. ولكن يجد هذا الإنسان – بعد قصة حب طويلة وبعد أحلام رومانسية طويلة – أنه أُصيب بخيبة أمل في حبه، فالمحبوب، مهما سمت صفاته، بشر وليس إلهاً، لذا لا يمكنه أن يقدم لمحبوبة السعادة الفردوسية التي يحلم بها.
فتصور الإنسان عن الحب الحقيقي، أنه يسعى إلى شركة بين الحبيبين شركة كاملة، شركة تامة عميقة وخالدة، ولكنه يصطدم بالواقع العملي، واقع السأم الذي تولده العادة، وأيضاً الأنانية التي يسعى فيها المحب أو المحبوب لإرضاء نفسه دون الآخر، وتحقيق رغباته دون الآخر!!، وبذلك ينهار معنى الحب والزواج في عينيه!!

******* عموماً باختصار *******
إن للإنسان المحدود أماني متسعة جداً لا محدودة، يسعى جاهداً لكي يُحققها، رغم جهله بمصدرها وما يُشبعها إشباع حقيقي، لذلك يعيش في توترّ وقلق دائم مصحوب بحزن داخلي موجع انفسه جداً.
ولكن ما هوَّ سرّ هذا التفاوت الصارخ الذي في حياة الإنسان؟ من أين أتى هذا السعي إلى اللامتناهي والمطلق، رغم أن خبرته في الحياة تُقدم لهُ المحدود الزمني أي المحدود النسبي، الذي لا يُشبعه على الإطلاق، بل يزيده قلق وجوع؟
في الحقيقة، أن في أعماق الإنسان المحدود، في الداخل، صورة أصلية لكائن غير محدود، لذلك فأن سعي الإنسان إلى المطلق هو تعبير عن حنينه وشوقه لأصل الصورة، فالصورة تحن لأصلها!!
فخيبة الإنسان وخطأه الدائم، هوَّ أنهُ لا زال يبحث عما يروي عطشه ويُسدد احتياجاته في هذا العالم الحاضر بين المخلوقات والمجتمع، وطلب كل ما هوَّ على الأرض، فهوَّ يطلب حياة كريمة ومعقولة ليس فيها شرّ، ويتمنى عملاً يبعده عن التفكير بالشرّ وحياة تجعله يهدأ لنفسه أو حب يُشبع قلبه، وزوجة صالحة تهتم به وتعطيه احتياجه، وكلها طلبات عادية ومشروعة، ولكن مهما ما كانت عظيمة وشريفة لكنها تخص الأرض والحياة الطبيعية في المجتمع، ومع أن كل هذا طبيعي وجيد جداً لكل إنسان، لكن هيهات أن أشبع قلبه وأعطاه السلام الذي يرجوه، أو يعطيه ضمان الحياة الأبدية.
فمصيبة الإنسان أنه يبحث عن الذي يروي عطش قلبه غير الله، أو بجانب الله، أو أنه يسعى بكل قوته في أن يصلي ويطلب بدموع من الله أن يُشبع قلبه في حياة مريحة وهادئة بلا صراع على الأرض، ولكن هيهات من أن يستريح الإنسان في الأرض مهما ما فعل أو صنع.
فكما أن المدّ يفترض وجود القمرّ الذي يجذب إليه ماء البحر، ولو كان مختفياً وراء السحب، كذلك مدّ النفوس وسعيها المتواصل إلى ما تُشبهه أو إلى ما خُلقت عليه، لأن من المستحيل أن يوجد في الوجود كله ما يُشبع النفس ويرويها غير المُطلق المتسع الذي لا حدود لهُ، أي الله الذي هوَّ وحده الذي يجذب النفس حتى ولو اختفى عن نظرنا وإدراكنا، لأن الله خلقنا متجهين إليه، لأنه أصل الصورة المخلوقين عليها التي تجذبنا وتشدنا إليها، لأن ما يُشبع النفس فعلاً ويرويها ليس كل ما هو محدود لأنها لم تخلق على صورة المحدود الزمني بل على صورة الأزلي الأبدي، لذلك لن تجد قلوبنا راحة ولا سلام ولا مسرة ولا سعادة حقيقية ثابتة لا تزول إلا إذا استقرت في ملكها ورأسها المسيح الرب، بل والتصقت به التصاقاً حتى تصير معه روحاً واحداً:
+ التصقت نفسي بك، يمينك تُعضدني. (مزمور 63: 8)
+ وأما من التصق بالرب فهو روح واحد. (1كورنثوس 6: 17)
__________ يتبع __________
رد مع اقتباس
قديم 07 - 10 - 2016, 07:51 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 366,566

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk متواجد حالياً

افتراضي رد: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الرابع)

ربنا يبارك خدمتك الجميلة يا مرمر
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 10 - 2016, 06:02 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Rena Jesus Female
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية Rena Jesus

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1424
تـاريخ التسجيـل : Sep 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 73,462

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Rena Jesus غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الرابع)

متابعه معاكى
جميله جدااااااا
ميرسى ربنا يفرح قلبك
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 10 - 2016, 10:03 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الرابع)

شكرا على المرور
  رد مع اقتباس
قديم 15 - 10 - 2016, 07:36 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
MenA M.G Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية MenA M.G

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 123114
تـاريخ التسجيـل : Aug 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 109,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

MenA M.G غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الرابع)

دائماً مُشاركاتَكْ رائْعة
موضوعك مُمَيز
ربنا يبارك خدمتك
  رد مع اقتباس
قديم 15 - 10 - 2016, 01:54 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الرابع)

شكرا على المرور
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الأول)
سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الثاني)
سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الخامس)
المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء السادس والأخير)
سلسلة موضوع: المسيحية حياة فعل وعمل (الجزء الثالث)


الساعة الآن 10:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024