رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا فرنسيس سنقوم من الموت بأجسادنا كما قام المسيح بجسده
“الفاتيكان/ أليتيا (aleteia.org/ar) منطق المسيحي هو منطق “بعد غدٍ” الذي لا يتوقّف عند الحاضر بل ينظر بثقة إلى قيامة الأجساد” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، وحذّر المؤمنين من التقوى المنغلقة على اليوم والحاضر. قال البابا فرنسيس: “إِن كانَ المَسيحُ لَم يَقُم، فَتَبشيرُنا باطِلٌ وَإيمانُكُم باطِل”، استهلّ الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءة الأولى التي تقدّمها لنا الليتورجيّة اليوم من رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل كورنتس ليتوقّف في عظته عند منطق الفداء، وأشار بحزن إلى أننا وعندما نعلن قانون الإيمان نسرع في إعلان الجزء الأخير منه لأننا نخاف من أن نفكّر بالمستقبل وبقيامة الأموات. تابع الأب الأقدس يقول من السهل لنا جميعًا أن ندخل في منطق الماضي لأنه ملموس، كما من السهل لنا أيضًا أن ندخل في منطق الحاضر لأننا نراه ولكن عندما ننظر إلى المستقبل نفكر في ذواتنا أنه من الأفضل لنا ألا نفكّر بهذا الأمر إذ ليس من السهل لنا أن ندخل في منطق المستقبل بشكل كامل. إن منطق الأمس سهل وكذلك منطق اليوم ومنطق الغد أيضًا لأننا جميعًا سنموت؛ وأما منطق بعد غدٍ فهذا منطق صعب. وهذا ما يريد بولس الرسول أن يعلنه لنا اليوم منطق بعد غد، كيف سيكون؟ كيف ستكون القيامة؟ المسيح قام وهذا أمر واضح بالنسبة لنا بأنه لم يقم كشبح وهذا الأمر يخبرنا عنه الإنجيلي لوقا في رواية القيامة عندما ظهر يسوع لتلاميذه وقال لهم: “أُنظُروا إِلى يَدَيَّ وقَدَميَّ. أَنا هو بِنَفْسي. إِلمِسوني وانظُروا، فإِنَّ الرُّوحَ ليسَ له لَحمٌ ولا عَظْمٌ كما تَرَونَ لي”. قالَ هذا وأَراهُم يَدَيهِ وقدَمَيه غَيرَ أَنَّهم لم يُصَدِّقوا مِنَ الفَرَحِ وظَلُّوا يَتَعَجَّبون، فقالَ لَهم: “أَعِندَكُم ههُنا ما يُؤكَل؟” فناوَلوهُ قِطعَةَ سَمَكٍ مَشوِيّ. فأَخَذَها وأَكَلَها بِمرأًى مِنهُم. وبالتالي فإن منطق بعد غد هو منطق يدخل فيه الجسد أيضًا. أضاف الحبر الأعظم يقول نتساءل دائمًا كيف ستكون السماء؟ وهل سنكون جميعًا هناك؟ ولكننا لا نفهم أبدًا ما يريدنا بولس الرسول أن نفهمه أي منطق بعد غد هذا، فيطغي علينا نوع من الغنوصيّة إذ نفكّر بأنَّ كل شيء سيكون بشكل روحي لأننا نخاف من الجسد. لكن لا يجب علينا أن ننسى أن هذه كانت الهرطقة الأولى والتي أجاب عليها يوحنا الرسول قائلاً: “كُلَّ رُوحٍ يَشهَدُ لِيَسوعَ المسيح الَّذي جاءَ في الجَسَد كانَ مِنَ الله؛ وكُلَّ رُوحٍ لا يَشهَدُ لِيَسوع لم يَكُنْ مِنَ الله ذاكَ هو رُوحُ المسيحِ الدَّجَّال الَّذي سَمِعتُم أَنَّه آتٍ”. تابع البابا فرنسيس يقول نحن نخاف من قبول واقع جسد المسيح هذا، من الأسهل بالنسبة لنا أن نتبع تقوى روحانيّة منغلقة من أن ندخل في منطق جسد المسيح. هذا هو منطق بعد غد: نحن سنقوم من الموت بأجسادنا كما قام المسيح بجسده. وأشار البابا في هذا السياق إلى أن المسيحيين الأولين كانوا يتساءلون حول كيفيّة قيامة يسوع وأكّد أن أعمال الرحمة تجد جذورها العميقة في الإيمان بقيامة الأجساد لأن هناك رابط متواصل، لكن ومن جهة أخرى كما يؤكّد القديس بولس فإننا سنتحوّل وأجسادنا ستتحول أيضًا. وذكّر الأب الأقدس في هذا السياق أن بعد قيامته دعا الرب تلاميذه كي يلمسوه وأكل أمامهم وبأن هذا هو منطق بعد غد الذي نجد محن اليوم صعوبة في فهمه. وختم الأب الأقدس عظته بالقول إنها علامة نضوج أن نفهم منطق الماضي وأن نتحرّك في منطق الحاضر وأن نرى بحذر منطق المستقبل، ولكن لكي نفهم منطق بعد غد فنحن بحاجة لنعمة كبيرة من الروح القدس، لنطلب من الرب إذًا نعمة هذا الإيمان! هذا الخبر منقول من : اليتيا |
|