كان حدث انتظرته البشريه الاف السنين انتظرته ملايين من البشربمختلف اديانها وطوائفها واجناسها انتظرت هذا المخلص الاتي وتنبأ به الكثير من الانبياء تنبئت بهذا المخلص تنبئت بالله الذي يكون معنا تنبئت بالولد الذي يولد ويكون اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام
ميلاد قسم التاريخ الي نصفين واصبح يعرف بما قبل هذا الميلاد وما بعده ميلاد عجيب غير وجه التاريخ الانساني كله .
لذلك جاء هذا الميلاد مختلف عن اي ميلاد علي وجه الارض وعلي مر التاريخ جاء هذا الميلاد ليملاء العالم بالمحبه والسلام والفرح بعد ان امتلاء بالشرور والحزن والكراهيه نتيجة خطية الانسان وعمل الشيطان فيه لذلك جاء السيد المسيح بالجسد جاء لكي يخلص ما قد هلك جاء ليحمل اعظم رساله للبشريه كلها .وهكذا
نحتفل بهذه العيد المجيد الذي به يمتلئ العالم بالبهجه والسرور حيث انه عيد الفرح والسرور حقا وكما انشدت الملائكه نشيدها الخالد قائله : المجد لله في الاعالي وعلي الارض السلام وبالناس المسره لوقا 14:2 .
فقد تجلت هذه الحقائق الثلاث بوضوح بهذا الميلاد الالهي وهي المحبه والسلام والفرح
فهنا الملائكه تقول المجد لله في الاعالي فهو علي الارض قد اخلي ذاته من كل مجد اخذا شكل العبد وولد كطفل ولد في مزود فقير حيث لم يكن له موضع حتي في منزل لافقر انسان ولكنه ولد في مزود للحيونات هذا الاله العظيم الذي لا تسعه الارض والسماء يولد في مكان كهذا وهكذا تجلت محبة هذا الاله العظيم الذي من اجل خلاص الانسان وفداءه فعل كل هذا فهي ليست محبه بالكلام ولكنها محبة بالفعل محبة البذل والعطاء بغير حدود محبة بذل فيها الاب ابنه الوحيد وبذل فيه الابن ذاته محبه جاء بها السيد المسيح لينشرها في عالم الشر والانانيه والصراع جاء لينشر المحبه لكل انسان باختلاف دينه او عقيدته او جنسه او لونه محبة شملت حتي الاعداء والمضطهدين
محبه زرعها السيد ونمت وانتشرت هذه المحبه من خلال تلاميذه والمؤمنين به علي مدار التاريخ في العالم كله ليعرف الجميع ويشعر بهذه المحبة الباذله .
وكما جاء السيد المسيح برساله المحبه جاء ايضا بالسلام كما قالت الملائكه وعلي الارض السلام وبالطبع المقصود هنا ليس مجرد سلام وقتي او سلام نتيجة حدث يمضي بعد قليل ولكنه السلام نفسه حيث ان هذا الطفل الالهي هو ملك السلام ورئيس السلام وواهب السلام ايضا فبميلاده حل السلام علي الارض وانتشرت نتائجه في كل مكان سلام شعر به الرعاة البسطاء والمجوس الحكماء سلام حقيقي حيث ان مصدره هو رئيس السلام نفسه جاء به الهنا المخلص وكما قال لنا سلامي انا اعطيكم حيث انه مصدر كل سلام وليس احد لا يعرفه يعرف اي سلام وهكذا انتشرت هذه الديانه الساميه بالسلام والحب وملئت العالم كله بهذا السلام فرئينا السيد المسيح لم يتعامل باي عنف اطلاقا ولم يقابل اي شر بشر او شتيمه بشتيمه بل كان رجل سلام لم يعد الجيوش ويغزو ويحارب من اجل نشر تعاليمه ولكنه قال لتلاميذه اذهبوا و وكل بيت دخلتموا قولوا اولا سلام لاهل هذا البيت لو 10:5
وهكذا كانت الرساله الاولي لتلاميذ المسيح هي السلام وبالسلام ايضا ملئت المسيحيه المسكونه واصبحت تعاليم السيد المسيح هي المصدر للسلام الحقيقي سواء سلام النفس او سلام الانسان مع اخيه الانسان وكل من حوله .
وكما حمل ميلاد المسيح المحبه والسلام حمل ايضا الفرح والبهجه للانسان وكما نظر الرعاة الملائكه تشدو ففرحوا وكما رأي المجوس نجم المشرق وتبعوه الي ان جاءوا لهذا المولود فسجدوا له وقدموا له هدايهم بفرح كبير هكذا كل نفس تتعرف علي هذا الاله تعرف طعم الفرح والبهجه الحقيقه .
فرح يملاء القلب والنفس مهما كانت الظروف والمتاعب والضيقات فرح حقيقي وليس فرح عالمي وقتي زائل فرح بلقاء السيد المسيح والبقاء معه والتمتع به شعر به التلاميد وفرحوا اذ رأور الرب . يو 20:20 بعد قيامته بعد ان ملاء الحزن نفوسهم وهكذا نفرح ايضا نحن ايضا بلقاء السيد المسيح والتمتع بذكري الميلاد العجيب .
وهكذا في وسط الاضطهادات والضيقات في وسط الاعتداءات والصراع في وسط الحروب والشرور تاتي ذكري الميلاد الالهي العجيب لتذكرنا بما فعله المسيح من اجلنا ونعيش في اجواء هذه الاحداث المفرحه احداث ميلاد الرب يسوع .
وليملاء الرب قلوبنا بالمحبه والسلام والفرح الدائم امين
