كانت ماجي الطالبة بالجامعة صريحة مع والدتها لا تخفي عنها شيئاً اتسمت بالرقة واللطف مع الشركة الحية مع الله والفرح الدائم به.
ارسلت ماجي لوالدتها خطابين في خلال اسبوع واحد تطلب في كل منهما ثلاثين جنيهاً
جاء الخطاب الاول من ماجي طويلاً جداً يبلغ ست صفحات فلوسكاب فيه تتحدث عن رغبتها في حضور عيد ميلاد احدي صديقاتها التي تسكن علي بعد حوالي 50 ميلاً عن الكلية وانها ستقضي معها فترة اجازة الاسبوع ان ارادت الام ذلك كتبت عن صديقاتها اللواتي سيحضرن الحفل ويبقن معاً بعد الحفل ...وكانت تمدح فيهن وفي سلوكهن وبين الحين والاخر تردد عبارة " ان اردتي يا أماه ان أذهب معهم ..."
ارسلت الام رداً عن خطابها بالرفض لا من اجل الثلاثين جنيهاً التي طلبتها بل لاجل ذهابها الي مكان بعيد وبياتها لدي اسرة لا تعرف الام عنها شيئاً.
ما ان وضعت الام خطابها في صندوق البريد حتي تسلمت الخطاب الاخر جاء قصيراً جداً لا يزيد عن خمسة اسطر فيها تقول ماجي ان زميلتها سميرة اصيبت بمرض مفاجىء فدفعت كل ما لديها لها وانها في حاجه الي ثلاثين جنيهاً فأرسلت لها والدتها خمسون جنيها تلغرافياً .
لقد حوي الخطاب الاول تعبير تسليم الاراده بين يدي الام لكن روحه لايحمل ذلك بينما لم توجد هذه العبارة في الخطاب القصير الثاني لكن الفتاة تدرك انها تتمم ما تشتهيه الام .
نتعلم
++ كثيراً ما نطيل صلواتنا ونعلن بلساننا دون تسليم الإرادة بين يدي الله.
ونحن نعلم ان ما نشتهيه يخالف إرادته الالهية وتأتي الاجابة بالرفض بينما نصرخ اليه بالقلب الي لحظات دون ان نرد " لتكن إرادتك لا إرادتنا" ...لكن ما نصرخ به يفرح قلب الله .
خليك دايما طوع مشيئته , اطلب منه التدبير بدون ان تملى عليه رغبتك وشهوتك