جريمة بشعة تهز قرية بالشرقية
شهدت قرية «الديدامون» التابعة لمركز فاقوس في محافظة الشرقية، مقتل شاب حرقًا على يد «سائق توك توك» وإصابة شقيقه، بسبب لهو الأطفال، حيث استغل الجانى وجود المجنى عليه وشقيقه في الشارع، وقام بسكب البنزين على ملابسهما، وإشعال النيران في جسديهما أمام عيون الجميع، ما أسفر عن وفاة أحدهم، وإصابة الآخر.
حديث الأم
«منه لله حرمني من ابني وسندي أنا ووالده وشقيقاته».. بهذه الكلمات بدأت والدة المجنى عليهما حديثها معنا، قائلة: إن أن ابنها «محمود فندود محمود الباز» (25 عاما –سباك) قُتل بطريقة بشعة، تاركًا خلفه والديه وشقيقاته الثلاثة اللاتي كان يعولهم، ويساعدهم في الحياة لمواجهة غلاء المعيشة.
وأضافت «عفاف محمد مرسي» (50 عاما- ربة منزل): «عمري ما تخيلت أن ممكن ييجي يوم وربنا يحرمني من ابني محمود، ويموت قدام عيوني بهذه الطريقة البشعة».
وتابعت الأم المكلومة والدموع تنهمر من عينيها: «المجرم قلب بنزين على ابني محمود وشقيقه، وأشعل النيران بهما وسط الشارع ولم يستطع أحد أن يتدخل أو ينقذهما، حتى أٌصيب محمود بحروق بدرجة 70% أسفرت عن وفاته عقب الحادث بأيام، فيما أُصيب شقيقه محمد بحروق بنسبة 20% فقط وجار علاجه منها».
مشاجرة الزوجات
تذكرت الأم المكلومة يوم الحادث قائلة:«إن الجاني أشرف محمد السيد يعمل سائق تو توك وهو جار لنا، ومعروف أنه إنسان سيئ الخلق ويٌحب المشكلات، ورغم ذلك فابني محمود عندما طلبه أشرف ليقوم بإصلاح أعمال السباكة بمنزله، ذهب إليه وأصلحها له بدون أي مقابل، ورفض أخذ أموال منه لاعتبار الجيرة، ولكن مثل هؤلاء لا يعملون حسابا للجيرة أو الزمالة، فعقب مساعدة ابني لهم بأيام، قامت زوجته بالمشاجرة معي ومع زوجة نجلي محمد بسبب قيامي بإبعاد أطفالها من أمام منزلنا لإثارتهم للضجة، وقامت بسبنا ولم نرد عليها لأننا نعلم أنهم "ناس بتوع مشكلات"، ولن نقدر عليهم، فأولادي غلابة وطيبين ومش بيحبوا المشكلات».
وتابعت الأم:«عقب ذلك بأيام تشاجرت معنا بدون سبب، وظلت تسبنا بوسط الشارع، وتهددنا وتقول لنا بس لما أشرف ييجي أنا هخليه يربيكم وأنا أولادي يلعبوا في المكان اللى هم عايزينه، فيما حاول الجيران إبعادها عنا».
وأضافت أنه:«أثناء تواجد الأهالي الذين يسعون للصلح بين الطرفين حضر نجلاي "محمود ومحمد" من عملهما، وفوجئنا بالمتهم يغادر شقته مسرعا متدرجا على السلالم، وأثناء توجه شقيق زوجى لمعاتبته دفعه وأحضر زجاجة ممتلئة بالبنزين من التوك توك الخاص به وألقى البنزين عليهما».
صراخ الأم
وتابعت والدموع تنهمر من عينيها:«لم أصدق نفسي عندما رأيت النيران تشتعل بمحمود ومحمد، وظللت أصرخ أنا ومرات محمد، وكانت النيران مشتعلة بجسد محمود بأكمله، بينما اشتعلت النيران بيد محمد فقط، والأهالي يقفون ولم يحرك أحد منهم ساكنًا، حتى استطاع محمد إطفاء النيران من يده بمياه راكدة بالشارع، وذهب لمساعدة شقيقه وأخذه إلى الحمام ووضعه تحت الدش وتم إطفاء النيران، ثم قمنا بنقل محمود ومحمد إلى مستشفى فاقوس العام، وتم علاج محمد، فيما تم نقل محمود لمستشفي الأحرار لخطورة حالته، وتوفى بها متأثرًا بجراحه».
عرس الأخت
وتابعت أم المجنى عليه: «ابنى محمود كان بيجهز شقة أخته عشان كان فرحها بعد يوم وفاته بأيام، وكان فرحان واشترى الملابس اللى كان هيحضر بيهم الفرح، منه الله، ربنا يحرق قلبه، زى ما حرق قلبى على ابنى، وحول فرح بنتى لجنازة»، وأمسكت الأم الثكلى بملابس نجلها، وتوقفت عن الحديث، وأطلقت العنان لدموعها التي سالت كالأنهار على خديها.
وأضافت أيضًا: «أنا مش عايزه حاجة من الدنيا غير أن ربنا ينتقم لي من الجاني، أنا عايزة أشوفه بيموت بالنيران كما قتل ابني عقابًا له على جريمته البشعة».
بداية الواقعة
كان مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارا من العميد أحمد عبد العزيز رئيس مباحث المديرية، يفيد بتلقى مركز شرطة فاقوس بلاغا بقيام "أشرف محمد السيد عطية" (30 عاما) مقيم بقرية الديدامون التابعة لمركز فاقوس، بإشعال النيران بكل من "محمود فندود محمود الباز" 25 عاما "سباك" وشقيقه "محمد" حاصل على بكالوريوس تربية جامعة الأزهر" بسبب خلافات الجيرة، وتم نقل المصابين لمستشفى فاقوس المركزى، وخروج الثانى عقب تلقى العلاج اللازم، وتحويل الأول لمستشفى بلبيس واحتجازه لمدة شهر بقسم الحروق بالمستشفى، وتوفى متأثرا بإصابته بحروق بنسبة 70%.
وتحرر محضر بالواقعة، وتم ضبط المتهم الذي اعترف بارتكاب الواقعة، وتم إحالته للنيابة للتحقيق معه، بإشراف المستشار وليد جمال المحامى العام الأول لنيابات شمال الشرقية، التي قررت حبسه 15 يوما على ذمة التحقيق.
هذا الخبر منقول من : موقع فيتو