المجد لله فلماذا نمجد العذراء
أليس المجد لله. ونحن نقول له ” لك المجد.. “. لماذا إذن نمجد العذراء؟
ونقول في ترتيلنا ” مجد مريم يتعظم.. ملكوها في القلوب..؟
الرد:
المجد الذي يختص به الله وحده، هو مجد الألوهية. وهو الذي قال عنه ” مجدي لا أعطية لآخر ” (أش42: 8). ولكن الله يمجد أبناءه ورسله ومختاريه وشهداءه بأنواع أمجاد كثيرة.. وقد قيل إن الذين سبق فعرفهم، سبق فعينهم.. وهؤلاء دعاهم.. وبررهم.. وهؤلاء مجدهم أيضاً (رو8: 30).
كذلك فإن الرب قد وهب المجد، لكل من يتألم من أجله. وينطق هذا على الشهداء والمعترفين، ومن يتحملون الألم في الخدمة. وهكذا قيل: ” إن كنا نتألم معه، فلكي نتمجد أيضاً معه ” (رو8: 17). بل ما أعجب قول السيد المسيح للآب عن رسله: ” وأنا أعطيهم المجد الذي أعطيتني ” (يو17: 22).
فإن كان هذا قد قيل عن التلاميذ، إلا يليق المجد بالسيدة العذراء التي هي أن روحية لكل هؤلاء، بل هي أم لمعلمهم وربهم. فإن كان هذا قد قيل عن التلاميذ، إلا يليق المجد بالسيدة العذراء التي هي أم روحية لكل هؤلاء، بل هي أم لمعلمهم وربهم. على أن المجد الذي يقدم للسيدة العذراء وللآباء الرسل وللشهداء لا يمكن أن يعتبر إنتقاصاً من مجد الله الذي خلق الإنسان للمجد.
وأول مجد منحه الله لنا أنه خلقنا كشبه على صورته ومثاله (تك1: 26، 27). ثم هناك مجد آخر منحه الله للكهنوت. وهكذا قال الرب لموسي عن هرون أخيه رئيس الكهنة ” اصنع ثياباً مقدسة لهرون أخيك للمجد والبهاء ” (خر28: 2). وبالمثل قال عن أبناء هرون الكهنة “.. وتصنع لهم قلانس للمجد والبهاء ” (خر2: 40). إلا يليق بنا إذن أن نمجد العذراء، الملكة القائمة عن يمين الملك (مز45: 9)، التي جميع الأجيال تطوبها (لو1: 48).