(ب) السلوك بحسب الروح:
يتنازع المؤمن إنسانان. الإنسان الجسدي العتيق الفاسد. والإنسان الروحي الجديد الطاهر.
وتظل الحرب بينهما حتى ينتصر أحدهما. كما قال معلمنا بولس الرسول " الجسد يشتهى ضد الروح، والروح ضد الجسد وهذان يقاوم أحدهما الآخر "… (غل17:5).
ولذلك يوصينا الرسول قائلاً: " إنما أقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد ". (غل16:5).
ويقول أيضاً " الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات إن كنا نعيش بالروح فلنسلك أيضا بحسب الروح" (غل24:5،25).
ويقارن الرسول بين السلوك بالجسد والسلوك حسب الروح فيقول: "إن الذين هم حسب الجسد فبما للجسد يهتمون. ولكن الذين حسب الروح فبما للروح. لأن اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله … فالذين هم في الجسد (أي سالكين تحت سيطرة الجسد) لا يستطيعون أن يرضوا الله "(رو5:8-8).
ولذلك يقرر الحقيقة الآتية: " لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون. ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون. لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله ". (رو13:8،14).
وبناء على كل هذه الاعتبارات قال بولس الرسول قولته الخالدة: " إذن لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح ". (رو1:8).
اسأل نفسك يا أخي هل أنت لا زلت تسلك بحسب شهوات جسدك، خاضعاً لطلباته، مرضياً لأهوائه … أم انك تقمع جسدك وتستعبده وتضبطه، وتضع لمطالبه نهاية … وتطلق الروح من سجنها لتسبح في الأجواء العليا … إن السلوك المقدس هو سلوك تحت إرشاد الروح.