منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 17 - 06 - 2016, 08:13 PM   رقم المشاركة : ( 81 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: صنعت خـــــــــلاصاً

3- مجمع أورانج Orange

الذي عقد حوالي 529م من بين ما قرره هذا المجمع ما يلي: "أنه عن طريق خطية الإنسان الأول إلتوت حرية الاختيار وضعفت حتى لم يعد أي إنسان بعد ذلك قادراً على أن يحب الله كما ينبغي أو يؤمن بالله أو يصنع شيئاً صالحاً من أجل الله إلا إذا سبقته نعمة (رحمة) الله".

{المرجع السابق ص41}

هذه هي أقوال الآباء القديسين صريحة واضحة لا تحتاج إلى تعليق. يستد أمامها فم الهراطقة من ينكرون عمل النعمة لكي تنال رحمة وتجد نعمة عوناً في حينه" (عب16:4).

لهذا فليس بعجيب أن نرى القديس أوغسطينوس ذلك الرجل الذي اختبر عمل النعمة يكتب كلاماً اختبارياً فيقول:

¨ دعنا نعترف أن النعمة ضرورية لنا، ولنصرخ مع بولس الذي قال: "ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت؟" هذا سؤال حائر، وإجابته: نعمة الله بالمسيح ربنا هي التي تنقذنا"

(N.P.F.1st. Ser. Vol.5 P. 142)

¨ وقال أيضاً: عندما يصلي المؤمنون يقولون "لا تدخلنا في تجربة لكن تجنا من الشرير" (مت13:6). فان كان لهم القدرة فعلا على خلاص، فلماذا يطلبون هذه الطلبة.. إن نعمة الله وحدها هي التي تخلصهم بربنا يسوع المسيح.. فلا يمكن للإنسان أن يتحرر من شهواته الجسدية إلا بنعمة المخلص.

(1 bid P. 142).

كان هذا عن جانب النعمة الإلهية في تقديس المؤمن ولننتقل إلى الجانب البشري لنري ما يستطيع أن يقدمه المؤمن من:
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 06 - 2016, 08:13 PM   رقم المشاركة : ( 82 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: صنعت خـــــــــلاصاً

2- الإمكانيات البشرية

لكي نعيش في القداسة العملية يجب أن نقدم كل إمكانياتنا البشرية وإرادتنا الشخصية تحت تصرف الروح. فلكي يقوم الروح بعمليات: التجديد والتطهير والملء، على الإنسان من جانبه واجب مثلث أيضاً هو: الأمانة، والاعتزال، والتكريس.



( أ ) الإماتة:

أي صلب الذات. فان عملية التجديد التي يقوم بها الروح القدس داخلك إنما هي في حقيقتها عملية إماتة لذاتك القديمة ليضع عوضاً عنها ذات جديدة. هي صلب الذات ليحيا المسيح كما يعبر معلمنا بولس الرسول قائلا: "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في" (غل20:2).

وعملية التجديد هذه التي يقوم بها الروح القدس لابد وأن يقابلها من جانبك عملية أخرى وهي إماتة أعضائك "أميتوا أعضاءكم التي على الأرض الزنا النجاسة الهوى الشهوة الردية الطمع.." (كو5:3). ولهذا يقول بولس الرسول أيضاً "الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" (غل24:5). ويشير إلى ذلك أيضاً في موضع أخر فيقول "احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية" (رو11:6).

حقيقة نحن في المعمودية قد متنا مع المسيح، إذ يقول بولس الرسول "أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع اعتمدنا لموته فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة. لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته. عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد أيضاً للخطية" (رو3:6-6). هذا ما يحدث في المعمودية. إماتة وقيامة في جدة الحياة … ولكن إذ يعود الإنسان للخطية يسقط الإنسان مرة أخرى تحت عبوديتها … ويعود الإنسان العتيق لسابق حياته، من أجل ذلك يحذرنا بولس الرسول قائلا: "إذاً لا تملكن الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته ولا تقدموا أعضاءكم آلات للخطية" (رو12:6،13). لهذا لزم أن تكون عملية الصلب والإماتة مستمرة بالتوبة الدائمة والسهر حتى لا تسمح للذات أن تعود ثانية للظهور بل يكون المسيح هو الكل في الكل.

ورب سائل يقول: كيف أصلب ذاتي؟! لكي نوضح هذا الأمر أسوق لك الصورة التي تخيلها أحد رجال الله.

أنى سمرت ذاتي على الصليب كأني أخذت حياة الذات بكل رغباتها، وأميالها، ومطامعها للشهوة والكمال، وتقلباتها، وحكمها على الآخرين، وبغضها، أخذتها كمجرم وقلت أنت ملعونة. يجب أن تموتي. إلهي قد سمرك على الصليب. وإني أضعك هناك باختياري وبمحض إرادتي بالإيمان وسأتركك معلقة هناك".

فعلى الإنسان أن يسلم الذات باختياره للمسيح حتى يصلبها، وهو الذي يقوم بدور إماتتها … ثم اسلك في الحياة حاسباً نفسي ميتاً "احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية"(رو11:6). فان حاولت الخطية أن تتجاذب أطراف الحديث معك لكي تسقطك في حبائلها، لا تجاوبها لأنك ميت. لا تتفاوض مع الشيطان بل اعتبر نفسك ميتا.. لا يغرنك العالم لأنك قد حسبت نفسك مائتا.. ولا يقتصر عملك على هذه النواحي السلبية بل تتجه بقلبك في الحال إلى شخص الرب يسوع الساكن فيك وقل له:
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 06 - 2016, 08:13 PM   رقم المشاركة : ( 83 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: صنعت خـــــــــلاصاً

حام عنى يوم تأتى الريح بالموج العنيف

في ظلام الليل ربي واحمني

وأمر الريح وموج البحر طراً بالوقوف

بل تعـال يا حبيبي عزيني

إن المسيح لا يمكن أن أن يملك على عرش القلب إن لم تمت الذات، فسلمها له حتى يصلبها ويميتها "لكي تظهر حياة يسوع في جسدنا المائت."(2كو11:4).



(ب) الاعتـزال:

إن عملية التنقية الداخلية التي يقوم بها الروح القدس يقابلها عمل آخر من جانب المؤمن وهو الاعتزال عن مجال الخطية ومسبباتها. فهذا هو أمر الرب لشعبه "اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجساً فأقبلكم وأكون لكم أبا وأنتم تكونون لي بنين وبنات يقول الرب القادر على كل شئ" (2كو17:6،18).

لكن وا أسفاه لقد اختلط أبناء الله بأهل العالم وما عدنا نميز بينهم، حتى أن الله اشتكى من هذه الحالة فقال: يا أبن آدم قد صار لي بيت إسرائيل زغلا. كلهم نحاس وقصدير وحديد ورصاص في وسط كور. صاروا زغل فضة." (حز18:22).



وقديما وقف ايليا وقفته التاريخية وكلم الشعب وقال "حتى متى تعرجون بين الفرقتين. إذ كان الرب هو الله فاتبعوه وان كان البعل فاتبعوه"(1مل21:18). فكن مثل ايليا لنفسك لتحديد موقفها واعتزل عن العالم ومحبة المال والشهوات، وأصدقاء السوء، والأماكن المعثرة لتتيح للروح فرصة تنقية قلبك من الداخل.

هذا هو الجانب السلبي أي تعتزل عن مجال الخطية. ولكن هناك جانب إيجابي وهو الوجود في حضرة الله ومجال النعمة.

لهذا فقد أوصى بولس الرسول تلميذه تيموثاوس قائلا: "أما الشهوات الشبابية فاهرب منها واتبع البر والإيمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي" (2تى22:2).

فعندما تتشبع نفسك بالنعمة تدوس على الخطية التي كانت كالشهد في حلقك وهكذا يقول الحكيم "النفس الشبعانة تدوس العسل" (أم7:27).
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 06 - 2016, 08:14 PM   رقم المشاركة : ( 84 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: صنعت خـــــــــلاصاً

(ج) التكريس:

هو التسليم الكامل ومعناه أن تكون إرادتنا كما يريد الرب. ويأتي هذا عندما نعتبر أننا لسنا ملكا لأنفسنا بل للمسيح كما يقول الرسول "أنتم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتريتم بثمن. فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله." (1كو20:6).


إن التكريس للقداسة لازم كلزوم التوبة للتبرير. فمن جانب الله تعمل النعمة فينا بسكب الروح القدس ليملأنا، ومن جانبنا علينا أن نسلم القلب بالكامل لله لنحصل على الملء. إن كنت تريد تكريساً كاملا اركع وقل "ضع يارب شوكة في كل متعة، ودودة في كل يقطينة تمتعني أو تعوق تكريس قلبي لك."


المفتاح الصغير:

تقابل خادم مع رجل مختبر وممتلئ من الروح القدس فقال لاحظت شيئاً غريباً فيه، لم أكن حاصلا عليه، الأمر الذي كان له منبعاً للراحة والقوة والفرح الدائم. ولم أنس منظراً رأيته في الساعة 7 صباحاً. بينما كان نور النهار يتسرب إلى غرفة نومه. رأيت الكتاب المقدس مفتوحاً أمامه وهو يقرأه على ضوء شمعة. وبعدما تناول الفطور، مشينا معا وتحدثنا على هذا النحو. قلت له "لقد لاحظت أنك استيقظت مبكراً اليوم" قال "نعم إني قد استيقظت في الساعة الرابعة. لأن سيدي المسيح يعرف عندما أنام كفاية أن يوقظني ليكون لي شرف الشركة معه" سألت "وماذا كنت تعمل؟" أجاب "تعرف أن المسيح قال إن أحبني أحد يحفظ كلامي" وأنا أطالع الكتاب كل صباح حتى أرى كم أنا أحفظ من وصاياه وكم مقدار محبتي له" سألته "وهل صرفت كل هذا الوقت من الرابعة إلى ما بعد السابعة صباحاً في مطالعة الكتاب؟" قال "نعم صرفتها في مطالعة الكتاب والصلاة" سألته "وكيف أكون نظيرك؟" أجاب "هل فتحت قلبك للمسيح لكي يملأك من شخصه؟" قلت "نعم إني فتحت قلبي له بطريقة عامة. ولست أظن أنى فعلت هذا بطريقة خاصة" قال "عليك أن تفعل هذا بكيفية خاصة".


وفي مخدعي ركعت على ركبتي في تلك الليلة. وافتكرت أنى أقدر أن أسلم نفسي للمسيح بسهولة. أعطيته حلقة حديدية مملوءة مفاتيح، حلقة مفاتيح إرادتي مع كل مفاتيح حياتي، بعد أن انتزعت منها مفتاحاً واحداً صغيراً وضعته في جيبي، فسألني الرب "هل هذه كل المفاتيح؟" أجبت "نعم يارب قد أعطيتك الكل إلا مفتاحاً واحداً صغيراً، وهو مفتاح غرفة صغيرة في قلبي يجب أن أكون أنا المسيطر عليها" قال الرب "إذا كنت لا تأتمني على الكل فأنت لا تأتمني بالمرة." وحاولت أن أنتحل لنفسي أعذاراً وأقدم شروطاً للرب. قلت "يا سيدي الرب إني نستعد أن أكرس لك كل شئ آخر. فقط أنا لا أقدر أن أعيش بدون محتويات هذه الغرفة" في ذلك الوقت كنت كمن يعرج بين الفرقتين. فلو أنني امتنعت عن تسليم مفتاح تلك الغرفة ما كان باركني الرب أو بارك خدماتي. أراد أن يتركني، إلا أني بادرت ودعوته وقلت "يارب أنا لست راضياً لكني أريد أن تجعلني راضياً" تقدم إليَّ واقترب منى ثم تناول المفتاح الصغير من يدي، وذهب توا إلى الغرفة المحبوبة وفتحها. عرفت ما سيحدث هناك كما عرف هو أيضاً. وفي الحال نظف تلك الغرفة نظافة تامة، ولم يتركها فارغة، بل ملأها بشيء آخر أفضل. عندئذ أدركت مقدار غباوتي وجهلي. إنه أراد أن يزيل الجواهر المزيفة، ليعطيني بدلاً عنها جواهر حقيقية وثمينة. لقد نقاها مما أتلف حياتي، وعوض ذلك أعطاني نفسه. من ذلك الوقت صار الرب متكلي وسندي وكان تكريسي الكامل شرطاً ضرورياً وأساسياً لنوالي كل بركاته واختبار قوته الحافظة".
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 06 - 2016, 08:14 PM   رقم المشاركة : ( 85 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: صنعت خـــــــــلاصاً

اختبار راهب:
سجل راهب من الكنيسة الشرقية اختباراً جميلا فقال:

كثيرا ما يبدو يسوع سجيناً في نفسي، وكأنه بلا حراك تماماً كما كان في القبر قبل القيامة. وحجر خطاياي الكبير يجعله هكذا، كم من مرة اشتاقت نفسي أن تري يسوع قائماً في نوره وقوته! كم من مرة حاولت أن أدحرج الحجر ولكن بلا جدوى! إن ثقل الخطية مع ثقل العادات المرتبطة بها كان أقوى جداً.. وكثيراً ما قلت لنفسي في يأس: من يدحرج الحجر؟".

والآن.. لقد وجدت النسوة أن الحجر قد دحرج بطريقة لم يتوقعنها، "حدثت زلزلة لأن ملاك الرب نزل من السماء ودحرج الحجر".(مت2:28).



فلكي يتدحرج الحجر لابد من معجزة مروعة ـ زلزلة! لأن مجرد رفعه أو إزاحة بسيطة لن تكون كافية. هكذا أيضاً ذلك الحجر الذي يبدو أنه يشل حركة يسوع فيَّ يحتاج إلى زلزلة أي إلى انقلاب باطني عنيف، وتغيير جذري كامل. فالأمر يحتاج إلى قذيفة من النور لتهزني، وهكذا يقوم المسيح فيَّ إذ يختفي إنساني العتيق ليعطي مكاناً للإنسان الجديد. وهذا الأمر يتعدى التعديل والتنظيم إذ يستلزم موتاً ثم ولادة.

{كتاب حوار مع مخلص ص145}

القلعـة الأخيـرة:

إن من يقدم على عمل التكريس الحقيقي يساعده الله بأن يعمل فيه شيئاً فشيئاً إلى أن يلاشى حياة الذات منهم. وفي الغالب تتركز كل قوي الذات في نقطة وتتأصل وتصير كقلعة. وعندما تقهر تلك النقطة وتسلم تلك القلعة حينئذ تأتى النصرة. كان يمكن أن يكون إبراهيم راغباً في تسليم كل شئ، ولكن إذ لم يكن قد سلمه، فكل الأشياء التي سلمها تعد كلا شيء. فالله يريد اسحق حياتنا.

وعزيا الملك كان القلعة الأخيرة في حياة أشعياء النبي لتعلق أشعياء به، وفي السنة التي مات فيها عزيا رأى أشعياء مجد الرب. فلا بد أن يموت عزيا العزيز في قلبك.
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 06 - 2016, 08:14 PM   رقم المشاركة : ( 86 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: صنعت خـــــــــلاصاً

كثيرون من المسيحيين يظلون متمسكين بشيء عزيز في حياتهم بينما الروح القدس يطلب منهم تركه حتى يحصلوا على البركة، ربما يكون الشيء الذي تمسكه عن المسيح زهيداً جداً، وتقول أن الله لا يطلب هذا الأمر الزهيد، ولكن هذا الأمر الزهيد هو القلعة التي تحصنت فيها الخطية، وسيظل هذا الأمر الزهيد علة النزاع والصراع في حياتك. ربما يكون هذا الشيء الزهيد هو اهتمامك بنوع من أنواع الزينة يا أختي، أو التمسك بعادة معينة يا أخي تصر على الاستمرار فيها، أو صلة مع آخرين لا تريد قطعها. ولسان حالك يقول استلم يارب كل شيء، ولكنك تحتـفظ بهذا الأمر البسيط لأنك تحبه وتتعلق به، ولكن اسمع ماذا يقول المرنم: "إن راعيت إثماً في قلبي لا يستمع لي الرب" (مز18:66).

ولكن أعلم يا أخي أنه قبل مجيء البركة يجب أن يكون هناك تسليم تام كامل بدون قيد أو شرط. قال أحد القديسين "اترك الكل تأخذ الكل". عندما تسلم الإرادة القلعة الأخيرة حينئذ يحل المسيح بملء حياته بدل حياة الذات القديمة، فيتأكد المؤمن حينئذ أنه ميت عن الخطية وحي في الله بالمسيح يسوع.


خلاصـــة:

رأيت يا أخي شقيّ التقديس فالإنسان يقبل باختياره إماتة ذاته، ويعتزل عن مجالات الخطية، ويقبل تكريس نفسه للمسيح، فهو بهذا العمل الثلاثي الاختياري يسلم نفسه لله. والله من جانبه يعمل فينا مقدساً ذواتنا، فيعطينا القلوب الجديدة التي تبغض الخطية وتحتقرها، وتحب المسيح وتتعلق به، ثم ينقي ذواتنا من شوائب الشرور، ويسكب فينا روحه القدوس ليتسلم قيادة حياتنا في موكب النصرة. "فشكراً لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معروفة في كل مكان"(2كو14:2).
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 06 - 2016, 08:14 PM   رقم المشاركة : ( 87 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: صنعت خـــــــــلاصاً

إيضاحـات هامـة:

بعد أن عرفت هذا بخصوص القداسة يجب أن نستوضح بعض النقاط حتى لا تفشل في حياتك. وهذه النقاط هي القداسة والعصمة، ثم القداسة والتجربة.


1- القداسة والعصمة:

لا تظن يا أخي أن القداسة هي العصمة من الخطية، فلا يوجد سوى الله وحده المعصوم منها. أما القداسة فهي الحالة التي يكون فيها المؤمن محصناً بقوة الله ضد الوقوع في الخطية كما يقول بطرس الرسول "أنتم الذين بقوة الله محروسون" (1بط5:1). ولكنه بلا شك هو معرض للسقوط في أية لحظة إن تهاون في حياته، أو نظر إلى وراثة.. فان أسمي درجات النعمة لا تجعل الإنسان غير قابل للسقوط … فمهما وصلنا من درجات الاختبار في النعمة، فان إمكانية الوقوع في الخطأ ملازمة لطبيعتنا، إلى أن نخلص من هذا الجسد الفاسد بمجيء الرب يسوع في مجده ويغير أجسادنا.

وتعرضنا للسقوط ناتج من أن الله عندما قدسنا وجدد قلوبنا لم يسلبنا حرية الإرادة وإلا أصبحنا كالحيوان. فحيث أن إرادتنا موجودة فينا إذن فالإرادة معرضة لقبول عروض الشيطان بالخطية وما لم يحذر المؤمن ويظل مخضعاً إرادته لإرادة الله، ومشيئته لمشية سيده، يعرض نفسه لخطر السقوط في الخطية، ويحتاج الأمر إلى إعادة خطوات التقديس معه. وجميل جداً أن تعرف أنه من صفات القداسة أنك إن سقطت تقوم في الحال وتنتفض، وتعود إلى حضن أبيك، ولسان حالك يقول للخطية "لا تشمتي بي يا عدوتي إذا سقط أقوم. إذا جلست في الظلمة فالرب نور لي.. سيخرجني إلى النور سأنظر بره. وترى عدوتي فيغطيها الخزي" (ميخا8:7ـ10). تقوم وتأتى إلى الله عالماً أن لك في دم الصليب كفارة، وفي قلب يسوع مكانة.



2- القداسـة والتجـربة:

إذ أن القداسة ليست هي العصمة من الخطية، لهذا فالمؤمن معرض للتجربة مهما حصل على اختبارات النعمة، ومهما نما في معرفة مخلصه ومهما تقدم إلى الأمام في حياته الروحية.

والتجربة هي عرض الخطية على المؤمن لمحاولة إسقاطه فيها. وليس في ذلك خطية إن كان المؤمن لا يستجيب لهذا العرض بل يرفضه. وهناك تجارب أخري يشنها إبليس ضد أولاد الله. ومن هنا نجد أن حياة المؤمن هي حرب دائمة مع قوي الشر. وهذه الحرب على مرحلتين.

( أ ) مرحلـة أوليـة:

(وهي الحرب الداخلية) في بداية حياة المؤمن الروحية. وتكون الحرب عنيفة والصراع مرير. صورها نيافة الأنبا إغريغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمي يقول: (لاحظوا أن الكلام الذي قاله الرسول بولس "الروح يشتهى ضد الجسد والجسد ضد الروح". فانه يصف فيه مرحلة أولية من حياة التوبة ليعبر فيها الرسول عن مرحلة (التماس) بين حالة الخطية وحالة التوبة. هذه هي المرحلة التي يكون فيها الإنسان قد خرج من حالة الخطيئة ودخل في حالة النعمة. هنا في هذه المرحلة يكون الإنسان في حالة حرب شديدة، قوة تشده من هنا وأخرى تشده من هناك. إنما هذه الحالة لا تستمر طويلا، هذا النزاع بين الروح والجسد لا يستمر طويلا. بل شيئاً فشيئاً يبدأ الإنسان في حالة النعمة ودخوله في دائرة الفضيلة يعلوا شيئاً فشيئاً عن مرحلة التماس، ويعلوا على مرحلة الصراع. ولا تكون الخطية بعد جذابة ولا يكون لها إغراء. وقد تحاول الخطيئة أن تدخل إلى حياة التقي أو القديس ولكن عن بطريقة غير واضحة – تدخل إليه مستورة. تدخل إليه لابسة لباساً غير لباسها، لأن يوم تدخل الخطية بلباسها الحقيقي تكون شنيعة جداً في نظر القديسين). (مفهوم الخلاص في الكنيسة الأرثوذكسية ص19،20 نيافة الأنبا إغريغوريوس).

(ب) مرحلـة متقدمـة:

(وهي الحرب الخارجية) وهي وإن كانت في مظهرها أعنف من الأولى، إلا أنها في حقيقتها أهون منها، لأن ميدانها خارج حدود النفس إذ انتقل العدو إلى خارج وأصبحت هجماته كصرخات اليأس. وتتخذ الحرب صورة أخرى، فبعد أن كانت في المرحلة الأولي محاربات شهوة وخطية، تكون في هذه المرحلة (أي الحرب الخارجية) عبارة عن اضطهادات، ومضايقات وشدائد.. وربما تصل إلى الضرب والسجن وقتل الجسد.. وهي في صورتها صعبة ولكن في حقيقتها هينة ولذيذة جداً لنفس المؤمن لأنها من جهة فهي لا تمس الروح، ومن جهة أخري هي شركة آلام رب المجد. فبولس الرسول يقول "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات"(فى10:3). ولهذا نراه يقول "لذلك أسر بالضعفات والشتائم والضروريات والاضطهادات لأجل المسيح".(2كو10:12).


وقد تكلم أيضاً نيافة الأنبا إغريغوريوس أسقف الداسات والبحث العلمي فقال: (وربما يصل الإنسان في حالة الفضيلة إلى مرحلة معها تسقط عنها الحرب الداخلية لكن ليس معنى ذلك أن الإنسان يصل إلى مرحلة تسقط عنه كل الحروب، فالروحانيون حربهم في الغالب أصبحت حرباً خارجية. بعد أن يكونوا بالمجاهدات الروحية قد طردوا الشهوات من حياتهم ووصلوا إلى مرحلة الاتحاد بالله، وبعد أن يكونوا قد وصلوا إلى الإماتة بأن يموت الإنسان عن نفسه ويصل إلى المرحلة التي عبر عنها الرسول "فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في " يكون قد مات بمعنى الإماتة الجسمانية، هذه الإماتة، فعل الإماتة معناه أن يموت الإنسان نهائياً عن رغباته فتسقط عنه كل شهوة وتصبح إرادة الله هي إرادته ومشيئة الله هي مشيئته وتصبح شهواته كلها صالحة. إن كبار الروحانيين يصلون إلى هذه المرحلة فمعها تسقط الحرب الداخلية ولكن مع هذا تكون هناك حرب من الخارج. والشيطان يحاربهم عن طريق مشورات خارجية لكنها قد لا تكون لها أثر عليهم، وأيضاً عن طريق الاضطهادات، أو عن طريق الحروب، أو عن طريق المعاكسات من الناس، أو معاكسات من أي قوة خارجية، أو أنواع من الضيق والشدائد التي يقعون فيها، أو أنواع من الظلم الذي يصيبهم من الناس. ممكن أن يصل كبار الروحانيين إلى مرحلة معها تسقط عنهم الحروب الداخلية أو على الأقل تقل جداً إلى الدرجة التي تصبح معها تكاد أن تكون معدومة … ولكن مرة أخرى لا يفهم هذا أن الإنسان يصل إلى حالة العصمة.) {المرجع السابق صفحة 20،21.}

هذا عن عمل النعمة في المرحلة الثانية من حياة المؤمن وهي التقديس. بقي أن نعرف المرحلة الثالثة عن عمل النعمة وهي:
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 06 - 2016, 08:14 PM   رقم المشاركة : ( 88 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: صنعت خـــــــــلاصاً

ثالثـاً:- التمجيـد

يقول معلمنا بولس الرسول "متى أظهر المسيح حياتنا فحينئذ تظهرون أنتم أيضاً معه في المجد" (كو4:3). هذا هو التمجيد الذي سيحصل عليه المؤمن بالنعمة يوم ظهور الرب، حيث يتم قول الرسول "الذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضاً" (رو29:8،30).

هذا هو الرجاء الذي ينتظره المؤمن على أحر من الجمر "منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح"(تى13:2). يوم يأتي ليخطف المؤمنين "لأن الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولا. ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء. وهكذا نكون كل حين مع الرب" (اتس16:4ـ18).

في ذلك اليوم تكون عطية النعمة لنا:

1- أجساد غير فاسدة:

فهذا الجسد الفاسد الذي كان سبب متاعبنا في نضالنا المرير ضد الخطية سيتغير إلى جسد غير فاسد. هذا ما وضحه بولس الرسول بقوله "هو ذا سر أقوله لكم. لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير. فانه سيبوق فيقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغير. لأن هذا الفاسد لا بد أن يلبس عدم فساد. وهذا المائت يلبس عدم موت. ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ولبس هذا المائت عدم موت فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت إلى غلبة … ولكن شكراً لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح" (1كو51:15ـ57).

2- أجسـاد ممجـدة:

فأجسامنا هذه الترابية الفاسدة التي ألبستنا الهوان ستتغير إلى أجساد ممجدة، إذ يقول الرسول "إن سيرتنا نحن هي في السموات التي منها ننتظر مخلصنا هو الرب يسوع المسيح الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده"(فى5:3،21). ويقول أيضاً "يزرع في فساد ويقام في عدم فساد. يزرع في هوان ويقام في مجد"(1كو42:15،43).


3- أجساد روحانية:

نحن الآن في أجساد مادية حيوانية، ولكن في ذلك اليوم ستكون أجسادنا روحانية كما قال الرسول بولس "يزرع جسما حيوانياً ويقام جسما روحانياً. يوجد جسم حيواني ويوجد جسم روحاني ... لكن ليس الروحاني أول بل الحيواني وبعد ذلك الروحاني."(1كو44:15،46).

4-أجساد كجسد المسيح السماوي:

يقول يوحنا الحبيب "أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سيكون. ولكن نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو" (1يو2:3). ويضيف بولس الرسول قائلا "كما لبسنا صورة الترابي (آدم) سنلبس أيضاً صورة السماوي (المسيح)" (1كو49:15).

هذا هو عمل النعمة البحت ولا دخل للإنسان في ذلك، فالرب نفسه هو الذي سيغير أجسادنا يوم مجيئه بعمل نعمته ولهذا يقول معلمنا بطرس الرسول "فالقوا رجاءكم بالتمام على النعمة التي يؤتى بها إليكم عند استعلان يسوع المسيح" (1بط13:1).

وعندما نلبس الأجساد غير الفاسدة الممجدة الروحانية التي هي كجسد المسيح السماوي نستطيع أن نتمتع بشخصه المبارك وبالحياة معه في المجد.


هذا هو عمل النعمة الفائقة.(2كو14:9). من تبرير وتقديس وتمجيد "فشكراً لله على عطيته التي لا يعبر عنها"(2كو15:9).
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 06 - 2016, 08:16 PM   رقم المشاركة : ( 89 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: صنعت خـــــــــلاصاً

مجــال النعمــة
صنعت خـــــــــلاصاً

"لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات … لأجل الفجار" (رو6:5)


أولاً :- دائرة الأشرار.

ثانياً :- دائرة الضعفاء.

مجال النعمة


قد تقول في نفسك أنى غير مستحق لنعمة الله لأني خاطئ وشرير. وربما يقودك هذا الفكر إلى الابتعاد عن عمل النعمة وعدم الانتفاع ببركات الفادي.

ولكن اعلم يا أخي أنك بهذا الشعور أنت في مجال عمل النعمة. وإليك توضيحاً لهذه المجالات:


أولاً :- دائرة الأشرار

من الخطأ أن تظن بأن عمل النعمة قاصر على الأبرار والقديسين. ولكن اعلم أن النعمة لا تعمل إلا في وسط الأشرار والفجار. أما أولئك الأبرار في أعين أنفسهم، فالنعمة بعيدة كل البعد عنهم ما لم يقروا أنهم خطاة محتاجين إلى نعمة الله. وفي مثل الفريسي والعشار نري هذه الحقيقة واضحة بكل جلاء. فالفريسي كان باراً في عيني نفسه وأخذا يعدد أعمال بره من أصوام وصدقات وتقوى ..ولكنه مسكين لم ينتفع بنعمة الله. أما العشار الخاطئ فوقف شاعراً بخطيته واحتياجه إلى النعمة قائلا "اللهم ارحمني أنا الخاطئ". فذهب إلى بيته مبرراً. (لو13:18).

فمجال النعمة المخلصة هو دائرة الأشرار، فقد قال السيد "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضي … لأني لم آت لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة" (مت12:9،13). فلا تظن أنك لا تستحق النعمة لأنك شرير، فالواقع أنه لا أحد يستحق النعمة إلا الشرير الذي يشعر بأنه فاجر"ويؤمن بالذي يبرر الفاجر" (رو5:4). وما أعجب ما قاله أليهو أحد أصدقاء أيوب موضحاً هذه الحقيقة فقال "أخطأت وعوجت المستقيم ولم أجاز عليه. فدي نفسي من العبور إلى الحفرة فتري حياتي النور" (اى27:33،28).

قصـة تجديد فيلسوف:

سيظل تجديد أوغسطينوس من الحوادث البارزة في التاريخ، فقد كان شاباً خليعاً مستهتراً. ومع أن والدته كانت مسيحية بقى هو وثنياً، وكان يجتهد في العثور على المبادئ التي باعتناقها يتشجع على أعمال الإثم والفجور. على أنه كان يتمتع بالرغم من هذا على امتيازين عظيمين: الأول.. أم تقية مصلية طالما سكبت دموعاً غزيرة أمام الرب لأجله. وكان يتمتع بامتياز آخر هو أصدقاء أفاضل انتهزوا كل فرصة ليشجعوه على التفكير الصالح وإلى إرجاعه عن غوايته. وبينما كان في صراعه مع قوات الشر وهو تارة يقوم وتارة يسقط، جاء إلى مدينة ميلان حيث كان يقود الكنيسة رجل صالح من أعلامها هو الأسقف أمبروز، وقد بلغت أزمة أوغسطينوس النفسية إلى أقصى مداها. ويقص هو قصته فيقول أنه كان جالساً مع صديق له ونفسه تضطرم بنيران المعركة الداخلية، معركة محاولة الإفلات من العادات القديمة ومن تكثير قيودها مع ترك كل الرفاق الأردياء وإقامة الحياة المسيحية التي يجب أن يحياها بفقرها ومتاعبها. قال: وبينما أنا أجلس مع صديقي وإذا التفكير يقودني إلى تكويم كل بؤس أمام نفسي، فثارت في داخلي عاصفة من الألم سببت أمطاراً غزيرة من الدموع. وترك صديقه حتى يمكنه أن يطلق لنفسه العنان في البكاء وهو في الوحدة. فجلس تحت شجرة التين في الحديقة، وهو يصرخ في مرارة روحه: "إلى متى ؟ غداً؟ لماذا ليس الآن؟_ لماذا لا توضع في هذه الساعة النهاية لنجاستي؟" قال: "كنت أتكلم هكذا وأبكي وأنا منكسر القلب، عندما سمعت من بيت مجاور صوت طفل يغني ويكرر كثيراً هذه العبارة: "خذ واقرأ! خذ واقرأ!" وحالاً تغير حالي وبدأت أفكر عما إذا كان الأطفال متعودين أن يلعبوا بإنشاء مثل هذه الكلمات. كما أنني لم أستطيع أن أذكر أنى سمعت شيئاً كهذا قط. فكفكفت دموعي وقمت متخذاً هذا الأمر من الله أن أفتح الكتاب وأقرأ أول إصحاح أجد. فرجعت بشوق إلى المكان الذي كنت جالساً فيه مع صديقي حيث كانت رسالة بولس الرسول إلى رومية، وكان قد بدأ يدرسها، فأمسكتها وفتحتها. وبسكوت قرأت الفصل الذي وقعت عليه عيناي: "لا بالمضاجع والعهر، لا بالخصام والحسد، بل البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيراً للجسد لأجل الشهوات" (رو13:13،14). فلم أستطع أن أقرأ أكثر من ذلك ولم تكن لي حاجة إلى أكثر مما قرأت، لأنه في الحال عندما وصلت إلى هذه الجملة شع نور وضاح إلى داخل نفسي وإذ بكل ظلمات الشدة تنقشع!" وهكذا تجدد أوغسطينوس فترك كل مسلك سيئ، وعمده الأسقف أمبروز وخرج من المعمودية وهما يرنمان معاً، وفرح قلب أمه وصار أوغسطينوس من أبر آباء الكنيسة وقد ترك بحياته وكتبه آثاراً طيبة بركة لكل الأجيال أكثر من أي رجل بعد عصر الرسل.

أرأيت إذن أن الله قد جاء لكي يبرر الفاجر، فهو لم يخلصنا لأننا أبرار بل ليجعلنا نحن الفجار أبراراً. هذا ما وضحه معلمنا بولس الرسول بقوله "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من اجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله. لإظهار بره في الزمان الحاضر ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع" (رو24:3ـ26).

إن حقيقة موت المسيح نيابة عن البشرية حقيقة قديمة، ولكنها تصبح اكتشافاً جديداً له وقعه عندما يخصص الإنسان هذا العمل له شخصياً. وما أفدح الخسارة التي تلحق بمن لا يخصص لنفسه هذا الخلاص. ومبدأ تخصيص الفداء للنفس قد وضحه معلمنا بولس الرسول إذ خصصه لنفسه شخصياً بقوله "أحبني وأسلم نفسه لأجلي" (غل20:2).

آه يا أخي ليتك تقبل يسوع مخلصاً شخصياً لك.


ثانياً:- دائرة الضعفاء
ربما تتباعد عن الله وتضطرب عظامك بسبب ضعفاتك ظنا منك أن الله يبغض الضعفاء الذين أنت منهم،لأنك لا تستطيع أن تعيش بالقداسة، وكما تريد أن تتقدم في التقوى تجد نفسك هابطاً في لجة الخطية.. ولهذا تحسب نفسك أنك غير مستحق لنعمة الله!.

ولكن اعلم يا أخي أن المسيح قد جاء من أجل الضعفاء أمثالي وأمثالك، إذ يقول الكتاب "لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين لأجل الفجار" (رو6:5). فمن هذا نرى أن المسيح يرثي لضعفاتنا كما قال بولس الرسول "لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا بل مجرب في كل شئ مثلنا بلا خطية. فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة، ونجد نعمة،عوناً في حينه" (عب15:14،16).

هذا عن سر مجيء المسيح،وهو سر مجيء الروح القدس أيضاً لكي يعيين ضعفاتنا، إذ يقول بولس الرسول "فأننا نعلم أن كل الخليقة تئن وتتمخض معاً إلى الآن وليس هذا فقط بل نحن الذين لنا باكورة الروح نحن أنفسنا أيضاً نئن في أنفسنا … وكذلك الروح أيضاً يعيين ضعفاتنا" (رو22:8ـ26).

ويعلن لنا لوقا الرسول هذا السر في قول السيد المسيح لتلاميذه "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم" (أع8:1).

وقد وضح لنا بولس الرسول حكمة الله من اختياره للضعفاء، فمن جهة لكي تظهر نعمة الله وتكمل قوته فيهم. لأنه إن اختار قوما أقوياء فكيف تظهر قوة الله فيهم. لهذا قال الرب لبولس "تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل"(كو9:12). ومن جهة أخري اختار الله الضعفاء ليخزى الأقوياء إذ قال الرسول "اختار الله ضعفاء العالم ليخزى الأقوياء" (1كو27:1). فلماذا تتباعد والرب لا يختار إلا الضعفاء لكيي يتمجد فيهم؟!.

علاوة على ذلك فان كان الرب يوصي الناس أن يسندوا الضعفاء بقوله على لسان بولس الرسول "اسندوا الضعفاء" (1تس14:5). أفلا يسندهم هو بالأولي!! لهذا نراه يشجع الضعفاء قائلا "ليقل الضعيف بطل أنا" (يو10:30).

لقد أدرك بولس الرسول سر معاملة الله للضعفاء ولهذا نراه يفتخر بضعفاته إذ يقول "سأفتخر بأمور ضعفي" (2كو30:11). وأيضاً "لا أفتخر إلا بضعفاتي" (2كو5:12). ثم يكشف لنا الستار عن سر هذا الافتخار فيقول "بكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل على قوة المسيح.. لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي" (2كو10:9) .؟

فلماذا تتباعد يا أخي الضعيف عن الله؟ أقول لك إنك تتباعد لأنك تريد أن تأتى إلى الله كاملا ظنا منك أنه لا يقبل الضعفاء والمساكين، وعندما تكتشف ضعفك ونقصك تظن أنه يبغضك ولن يقبلك!! اعلم يا عزيزي أنك تفهم الموضوع عكسياً!! فقد جاء المسيح من أجل الضعفاء والفجار "لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين من لأجل الفجار" (رو6:5). تأمل في ذلك جيداً لتري أن الله مستعد أن يرحب بك رغم ضعفك. بل أن الله يريد الضعفاء ليعطيهم القوة فيتمجد فيهم.

اذكر يا أخي بطرس الرسول الذي كان ضعيفاً وأمام الجارية ينكر المسيح. (مت70:36). فهل رفضه المسيح أم أعطاه قوة حتى يقف أمام الرؤساء والمجامع ويتكلم بكلام المسيح بكل مجاهرة. (أع14:2ـ36). واذكر بولس الرسول الذي عانى كثيراً من ضعفاته أمام الخطية حتى صرخ صرخته الشهيرة "الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحسنى فلست أجد … ويحي أنا الإنسان الشقي

من ينقذني مكن جسد هذا الموت" (رو18:7،24). هل رفضه الله ولم يقبله أم وشحه بالقوة حتى قال "أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني" (فى13:4). واذكر داود النبي الذي بسبب ضعفه سقط في أشنع الخطايا، فهل رفضه الله أم رفع عنه خطيته وعندما طلب منه القوة بقوله "بروح منتدبة (الروح القدس) أعضدني" (مز12:51). يستجيب له الرب حتى أننا نسمعه يقول "أحبك يارب يا قوتي" (مز17:59). ولهذا نجد أشعياء النبي يقرر هذه الحقيقة بقوله "هو ذا الله خلاصي فاطمئن ولا أرتعب لأنه ياه يهوه قوتي وترنيمتي وقد صار لي خلاصاً" (أش2:12).

وهنا يعترضنا سؤال: كيف نحصل على هذه القوة؟

ويرينا بولس الرسول الوسيلة التي بها نحصل على القوة بقوله "بسبب هذا أحنى ركبتي لدى أبي ربنا يسوع المسيح لكيي يعطيكم بحسب غني مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن. ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم" (أف14:3ـ17).

فليتك يا أخي تحني ركبتيك لكي تتأيد بقوة الروح في الداخل، ويحل المسيح بالإيمان في قلبك. اصرخ مع داود النبي قائلا: "ارحمني يارب لأني ضعيف" (مز2:6). ولا بد أن يستجيب الرب لأنه جاء من أجل الضعفاء ليعطيهم القوة.
  رد مع اقتباس
قديم 17 - 06 - 2016, 08:18 PM   رقم المشاركة : ( 90 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: صنعت خـــــــــلاصاً

وسـائط النعمـة
صنعت خـــــــــلاصاً

أولاً :- الإيمــان
ثانياً :- الأســرار
ثالثاً :- الممارسات الروحية

وسـائط النعمـة
عرفنا مما سبق أن النعمة هي عطية مجانية معروضة على جميع الناس. ولكن ما يهمنا توضيحه هو كيف يحصل الإنسان على هذه النعمة. ومن قلوبنا نشكر الله الطيب لأنه إذ أعد لنا النعمة، وضح لنا وسائل الحصول عليها وهي:

الإيمان. الأسرار. الممارسات الروحية.

أولاً :- الإيمـان
معلمنا بولس الرسول يقول "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد" (أف8:2). فيوضح أن الإيمان هو وسيلة نيل النعمة، لذلك نراه يقول "إذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله" (رو1:5). فالتبرير الذي هو أول أعمال النعمة يحصل عليه الإنسان بالإيمان.

تشبيـه:

لقد شبه أحدهم النعمة والإيمان بتشبيه جميل إذ قال (يمكننا أن نشبه الإيمان بالماسورة، ونشبه النعمة بالنبع الفائض الذي تتدفق منه المياه داخل الماسورة وتروى بنى البشر العطاش. إنها مأساة كبرى حين تنكسر الماسورة. ينبغي أن تكون الماسورة سليمة حتى تتمكن من توصيل المياه. وهكذا الإيمان، ينبغي أن يكون صحيحاً ومتينا، يتجه إلى الله مباشرة، ثم يرجع إلينا محملا بمراحم الله من جهتنا. دعني أذكرك مرة أخري أن الإيمان ليس إلا القناة أو الماسورة، ولا ينبغي أن تنظر إليه طويلا لدرجة أنك ترفع من شأنه أكثر من النعمة التي هي مصدر كل بركة إلهية. أحذر من أن تصنع من إيمانك مسيحاً، أو تنظر لأيمانك وكأنه مصدر الخلاص. نحن نحصل على الحياة حينما ننظر إلى يسوع وليس بالنظر إلى إيماننا).

فانظر يا أخي إلى يسوع بعين الأيمان والثقة في أنه المخلص الوحيد الذي يستطيع أن يخلصك من كل خطاياك وهو يسكب نعمته المخلصة في قلبك خلال هذه النظرة الواثقة في قوة شخصه.

تشبيـه آخـر:

لقد قصدت أن أضع أمامك هذه التشبيهات حتى تستطيع أن تدرك ما هو المقصود من الإيمان. تأمل إذن هذا التشبيه.

إذا ذهبت إلى شاطئ البحر فانك ستجد كثيراً من الحيوانات الرخوة مختبئة داخل الصخر. هذه الحيوانات الضعيفة إذا ديست بالقدم فأنها تتحطم، لكنها متى احتمت في الصخرة فلا توجد قوة تستطيع أن تصل إليها. ومع أنها لا تعرف شيئاً عن جغرافية الصخور، إلا أنها تعرف كيف تلتصق بالصخر وتحتمي فيه لأمنها وسلامها. إن حياتها هي في الاحتماء في الصخر والالتصاق به، وكذلك حياة الخاطئ هي في الالتصاق بيسوع المخلص. آلاف مؤلفة من شعب الله لا يزيد إيمانهم عن ذلك، عن كونهم يلتصقون بالمسيح بكل قلوبهم وأنفسهم، وفي ذلك الكفاية للسلام في الحاضر، وللأمان في الأبدية. فالمسيح لهم مخلص قوى مقتدر، صخر ثابت لا يتزعزع، وهم يلتصقون به لأن فيه حياتهم، وهذا الاحتماء يخلصهم. فليتك يا عزيزي تلتصق به وتحتمي فيه.

ثقة المريض في الطبيب:

عندما يثق المريض في أحد الأطباء وفي مهارته يذهب إليه ويلقى بنفسه بين يديه، ويكشف عن موطن المرض، فيجري الطبيب له العملية الجراحية ويستأصل المرض من جسمه. ويقوم المريض ليشكر الطبيب بعد أن يستفيق من البنج وقبل أن تظهر نتائج العملية. لأنه واثق أن العملية ناجحة لثقته في مهارة الطبيب.

هذا هو الإيمان المطلوب. فتأتى بهذه الثقة إلى يسوع طبيب الروح وتمثل بين يديه وتكشف له سر تعبك وخطيتك التي تشعبت في قلبك. وثق أن يسوع يستطيع أن يستأصل سرطان الخطية من قلبك. وتقوم في الحال وتشكره لأن العملية قد نجحت فعلا لأنه الطبيب القادر على كل شئ والمحب الذي يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون. فبعد أن ترفع قلبك له ليخلصك من ضعفاتك تقوم وتشكره لاستجابته الطلبة مستنداً على وعده الصادق "وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه (وفي الأصل اليوناني: قد نلتموه)". (مت22:21).



  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ترجم سيماخوس "خيرًا صنعت..." "حسنًا صنعت مع عبدك"
أنا صنعت الأرض
اذا صنعت
كيف صنعت؟ الكماشات
كيف صنعت آلة البيانو hd


الساعة الآن 04:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024