17 - 06 - 2016, 08:11 PM | رقم المشاركة : ( 71 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
هذه هي عظمة التبرير. ولقد قامت ضد هذا التعليم السامي هرطقات عديدة تقلل من شأن هذه النعمة وتجعل للتبرير ركيزة أخرى غير دم المسيح، الأمر الذي يهين الله، ويطعن في كفاية كفارة المسيح. لهذا قام آباء الكنيسة بردع المدعين المبتدعين وإليك بعض أقوالهم في هذا الصدد.
v يتساءل القديس أوغسطينوس قائلا: (ما معنى قول الرسول "متبررين مجاناً بنعمة" وماذا يقصد بقول "لأنكم بالنعمة مخلصون" وحتى لا يظن أحد أن الخلاص بالأعمال يضيف الرسول قائلاً "بالنعمة أنتم مخلصون بالإيمان" وخشية أن يفكر أحد أن الإيمان عمل بشرى مستقل عن النعمة، يوضح الرسول أن الإيمان هو أيضاً من عمل النعمة بقوله "وذلك ليس منكم هو عطية الله"(أف8:2) . (N. P. Frs 1st. Ser. Vol.V P. 229,230) وقال أيضاً القديس أغسطينوس: v بدون نعمة المسيح لا يمكن لصغير أو كبير أن يخلص، وهذه النعمة لا تعطى مقابل أي شئ صالح وإنما هي مجانية لهذا فهي تسمى نعمة "متبررين مجاناً بنعمته" (رو24:3 ). (P. 122 1 bid) وقال أيضاً القديس أغسطينوس: v "إن في هذا ثناء عظيما على النعمة أيها الأخوة، حتى تتعلم النفس الاتضاع، ويستد فم الكبرياء. فليجب الآن إن استطاع أولئك الذين إذ يجهلون بر الله ويطلبون أن يثبتوا بر أنفسهم لم يخضعوا لبر الله (رو3:10). إن إجابتكم تتضمن الكفر عندما تقولون أن الله قد خلقنا ونحن نستطيع أن نصير أبراراً بأنفسنا" (N.P.F. Vol.7 P. 345) وقال أيضاً القديس أوغسطينوس: دفاعاً عن نعمة المسيح أرفع صوتي قائلا: بدون النعمة لا يتبرر أحد. (N.P.F. Vol.5 P.142) v ومن أجمل أقواله في هذا الصدد ما ختم به حديثه إذ قال "وختام القول أن الإنسان لا يتبرر بمظاهر حياة القداسة وإنما بواسطة الإيمان بالرب يسوع. أي ليس بالأعمال بل بالإيمان، ليس بالأعمال الصالحة بل بالنعمة المجانية". (1 bil P. 92). والقديس يوحنا ذهبي الفم يقول: "إننا لم نتبرر بالأعمال بل بالنعمة، حتى أن جميع خطايانا قد محيت. وهذا الأمر لا يدفعنا إلى الكبرياء، لأن الكل عطية مجانية من الله." (N.P.F.1st. Ser. Vol.12 P. 334) v ومن روائع أقوال ذهبي الفم ما قاله تعليقاً على قول بولس الرسول "لأن فيه معلن بر الله بإيمان لا يمان كما هو مكتوب أما البار فبالأيمان يحيا" (رو17:1). فيقول: وحتى لا يشك أحد في إمكانية الخلاص والسلام يتكلم عن البر، ليس بر الإنسان بل بر الله، ليظهر فيض هذا البر وسهولة الحصول عليه، إذ لا يحصل عليه الإنسان بالجهد والعمل بل يقبله عطية من فوق. متطلباً شيئاً واحداً من جانبك وهو الإيمان ... وحتى لا يشك أحد في صدق كلامه بأن الزاني والشرير والسارق لا يتحرروا فقط من العقوبة بل يصيروا أبراراً، ولهم أسمى أنواع البر (أي بر الله ذاته) يدعم كلامه باستشهاد من العهد القديم من سفر حبقوق الذي قال "أما البار فبالإيمان يحيا." (حب4:2). (N.P.F 1st. Ser Vol. 12 P.349) |
||||
17 - 06 - 2016, 08:11 PM | رقم المشاركة : ( 72 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
ملحوظة:
إن اختبار التبرير هذا لا يمكن أن يفهم منه أن الإنسان طالما قد تبرر بالإيمان، وحسب له بر المسيح، فيستبيح لنفسه الخطية ويتمادى فيها … أو على الأقل يشجعه على الكسل والتراخي وعدم الاكتراث هذا فكر خاطئ ولا يمكن أن يحدث للإنسان قبل المسيح حقاً.وبولس الرسول قد ناقش هذا الموضوع فقال: "حيث كثرة الخطية ازدادت النعمة جداً .. فماذا نقول. أنبقى في الخطية لكي تكثر النعمة. حاشا. نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها" (رو20:5). وكقاعدة عامة: تبرير بلا تقديس يجعل الإنسان أشر من إبليس. وما أجمل ما قاله القديس يوحنا ذهبي الفم في هذا الصدد. (لا تستسلم للكسل بحجة أن الكل بالنعمة، فالرسول يسمى الأعمال الصالحة أيضاً نعمة لأنها تحتاج إلى قدرة علوية للقيام بها) (N. P.F 1st. Ser Vol X1 P.345). 2- التبرير أمام الناس فالخاطئ الذي حصل على التبرير لا بد وأن تظهر نعمة الله في حياته الجديدة، وأعماله الجديدة، وبهذا يتبرر أمام الناس فزكا العشار بعد أن تقابل مع المسيح وقبله فرحاً، قال للرب "هاأنا يارب أعطى نصف أموالي للمساكين وإن كنت وشيت بأحد أرد له أربعة أضعاف" (لو1:19-8). فكان هذا دليلا على خلاصه، لذلك قال له رب المجد "اليوم حصل خلاص لهذا البيت" (لو9:19). فتبرير المؤمن أمام الناس هو انطباعات تبريره أمام الله. فكما غفر له الله خطاياه عليه أن يغفر للآخرين أيضاً "اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا" (مت12:6). وكما نال من الرب نعمة وإحسانا، لا بد وأن يعطى هو للآخرين أيضاً بحسب مقدوره. وهذا ما وضحه معلمنا يعقوب في رسالته إذ قال "إن كان أخ وأخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي فقال لهما أحدكم امضيا بسلام استدفئا واشبعا، ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد فما المنفعة" (يع15:2،16). وبهذا يكمل حديثه قائلا "ترون إذن أنه بالأعمال يتبرر الإنسان لا بالإيمان وحده." (يع24:2). وقد وضح معلمنا بولس الرسول اتجاهي التبرير هذين (أمام الله وأمام الناس) في معرض حديثه عن تبرير أبينا إبراهيم فوضح قائلاً: v التبرير أمام الله بالإيمان في قوله: "لأنه ماذا يقول الكتاب. فآمن إبراهيم بالله فحسب له براً ... أما الذي يعمل فلا تحسب له الأجرة على سبيل نعمة بل على سبيل دين. وأما الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يحسب له براً. كما يقول داود أيضاً في تطويب الإنسان الذي يحسب له الله براً بدون أعمال. "طوبى للذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم. طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية" (رو3:4ـ8). |
||||
17 - 06 - 2016, 08:11 PM | رقم المشاركة : ( 73 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
v تبرير أمام الناس بالأعمال في قوله:
"إن كان إبراهيم قد تبرر بالأعمال فله فخر. ولكن ليس لدى الله"(رو2:4). علماً بأن القيام بأعمال البر هذه لا يقوم بها المؤمن من ذاته وإنما بعمل النعمة فيه إذ يقول رب المجد "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً"(يو5:15). وبولس الرسول يؤكد هذه الحقيقة بقوله "لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة" (فى13:2). وقد أيد الآباء القديسون هذا المفهوم بكل جلاء كما نرى. v يقول القديس أغسطينوس (فليجب أصحاب الأخلاق الرفيعة الذين يظنون أنهم ليسوا في حاجة لله للقيام بالأعمال الصالحة! ألا يقاوم الحق أولئك الناس الفاسدة أذهانهم، والمرفوضون من جهة الإيمان. (2تى8:3). ما هذا الذي تقولونه يا من تخدعون أنفسكم؟). لماذا تقولون أن الإنسان يستطيع أن يعمل البر بنفسه؟. فإن هذا هو قمة غروركم … ولكن الحق يناقض قولكم ويعلن "أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة". ومن يتوهم أنه يستطيع أن يأتي بثمر من ذاته فهو ليس في الكرمة، ومن ليس في الكرمة فهو ليس في المسيح، ومن ليس في المسيح فهو ليس مسيحياً. (N. P. F. 1st. Ser. Vol. 7P. 345) v وقال أيضاً تفتخرون بأعمالكم الحسنة كما لو كانت من صنعك، لأن الله هو العامل فيك هذه الأعمال الصالحة "الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة" (فى13:2).. (N. P. F. 1st. Ser. Vol 5P. 452) v وقال أيضاً: "هذه الأعمال الصالحة التي تقوم بها ونكافأ عليها ترجع أيضاً إلى عمل نعمة الله فيينا إذ قال الرب يسوع "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً" (1 bad P. 451) v ولقد قرر مجمع آرليس Arles الذي انعقد حوالي سنة 473م. ما يلي: (لابد من أن يقترن عمل الإنسان وسعيه بنعمة الله). {مذكرات الكلية الإكليريكية ـ هرطقة بيلاجبوس ص29 للقمص باخوم المحرقي (نيافة الأنبا إغريغوريوس). v وما أجمل ما قاله القديس يوحنا ذهبي الفم (إن الحديث عن النعمة لا يقلل من شان العزيمة البشرية وإنما يهدم روح الكبرياء. إذن لا تستسلم للكسل بحجة أن الكل هو بالنعمة، فان الرسول يسمى الأعمال الصالحة أيضاً نعمة لأنها تحتاج إلى قوة علوية للقيام بها). (N.P.Frs 1st. Ser Vol.X1 P. 345) |
||||
17 - 06 - 2016, 08:11 PM | رقم المشاركة : ( 74 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
ثانياً :- التقديس
التقديس هو عملية مستمرة في حياة المؤمن تبدأ من وقت تبريره، وتستمر طيلة أيام حياته على الأرض.وفي الوقت الذي نرى فيه التقديس نعمة إلهية موهوبة، ترى في نموه يحتاج إلى مشاركة الإمكانيات البشرية التي يستطيع الإنسان أن يقدمها من جانبه. فعندما نناقش هذين الجانبين. 1- النعمـة الإلهيـة فالتقديس نعمة موهوبة من الله لكل المؤمنين فان مقامهم أمام الله قديسون يتضح من قول بولس الرسول لأهل روميه "إلى جميع الموجودين في روميه أحباء الله مدعوين قديسين" (رو7:1). وقد علق على ذلك القديس يوحنا ذهبي الفم بقوله (هذا هو أعظم امتياز، ويظهر منه كيف تم التقديس. فيوضح أنه تم بالمحبة، إذ بعد أن قال الرسول (أحباء) قال (مدعوين قديسين) ليظهر أن المحبة هي مصدر التقديس. لهذا فهو يدعو جميع المؤمنين قديسين) (N.P.F. 1st. Ser. Vol X1 P. 341). ويكمل حديثه في هذا الموضوع عندما علق على قول الرسول (الله أبينا) في نفس الآية (رو7:1). فيقول (عجباً ما أعظم حب الله، نحن الذين كنا أعداء، وكنا في خزي، أصبحنا فجأة at once قديسين وأبناء.. وبما أن القداسة والتبني هما هبة من الله فلا يمكن أن تزول حتى بالموت، وإنما تميز الإنسان على الأرض، وتصحبه في رحلته إلى الأبدية) (1 bid P. 342) وحيث أن المؤمن قد حسب له بر المسيح، فقد حسب له أيضاً قداسة المسيح. أي أن المسيح قد أصبح له (براً وقداسة) كما يقول بولس الرسول "ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبراً وقداسة وفداء" (1كو30:1). وقد علق على هذه الآية القديس يوحنا ذهبي الفم بقوله: "هذا الشرف لم يكن مصدره الإنسان بل المسيح الذي صيرنا أبراراً وقديسين فهذا هو ما يعنيه بقول (صار لنا بر وقداسة).. فقد صيرنا أبراراً وقديسين بإعطائه لنا الروح القدس. فمن المسيح تصدر كل الأشياء". ( N. P.F. Vol, X11 P.24). . من هذا نرى أن المؤمن يعتبر قديس لا لأنه قديس في ذاته بل على أساس تبريره وحسبان قداسة المسيح له إذ يقول الرسول "فبهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع مرة واحدة" (عب10:10). والمؤمن قديس لأنه عضو في جسد المسيح، فقد تقدس بهذه العلاقة إذ يقول الرسول "لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه" (أفسس30:5). ولهذا نقول في القداس الإلهي (القدسات للقديسين). {القداس الباسيلي}. وهناك عديد من الآيات تؤيد ذلك: ¨ "إلى كنيسة الله التي في كورنثوس المقدسين في المسيح يسوع المدعوين قديسين. مع جميع الذين يدعون باسم ربنا يسوع المسيح في كل مكان لهم ولنا"(1كو2:1). وقد علق على هذا القديس يوحنا ذهبي الفم بقوله: "يذكر الرسول الكورونثيين بنجاستهم التي خلصهم المسيح منها، ويقودهم إلى الاتضاع إذ يظهر لهم بأنهم لم يتقدسوا بأعمالهم الصالحة بل بمحبة الله المترفقة". (N.P.F. 1st. Ser, Vol X11 P. 3). . ¨ "بولس رسول يسوع المسيح بمشيئة الله إلى القديسين الذين في أفسس والمؤمنين في المسيح يسوع" (أف1:1). وقد علق أيضاً على هذه الآية القديس يوحنا ذهبي الفم بقوله: (لاحظ أنه يدعو الرجال والسيدات والأطفال والعبيد قديسين، فهذه الفئات التي يدعوها قديسين قد وضحها في نهاية الرسالة إذ يقول "أيها النساء اخضعن لرجالكن" (أف22:5). وأيضاً "أيها الأولاد أطيعوا والديكم" (أف9:6). وأيضاً "أيها العبيد أطيعوا سادتكم" (أف5:6). فالعلمانيون أيضاً يدعون قديسون) ( N.P.F. 1st. Ser. Vol.X111 P. 50). . |
||||
17 - 06 - 2016, 08:12 PM | رقم المشاركة : ( 75 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
هذا هو مقام المؤمن أمام الله، معتبر قديس في المسيح، لأنه أخذ مقام المسيح الذي قد أخذ كل موقف الإنسان المدان (إذ صار خطية لأجلنا) وأعطاه موقفه الكامل من بر وقداسة (لنصير نحن بر الله فيه) (وصار لنا بر وقداسة).
إن مقامنا السامي هذا لا يقودنا إلى الكبرياء،بل إلى التواضع إذ أن هذه الامتيازات لم يحصل عليها المؤمن بأعماله، وليست هي من ذاته، وإنما هي نعمة موهوبة مجاناً. لهذا قال القديس يوحنا ذهبي الفم (يقود بولس الرسول أهل كورنثوس إلى الاتضاع إذ يظهر لهم أن اعتبارهم قديسين ليس هو نتيجة أعمالهم الصالحة، بل نتيجة محبة الله المترفقة). (N.P.F.1st. Ser. Vol 12. P. 3). . ويقول بولس الرسول أيضاً في هذا الصدد"أين الافتخار. قد انتفى. بآي ناموس (تبررنا) أبناموس الأعمال؟. كلا. بل بناموس الإيمان"(رو24:3-28). ومقامنا السامي هذا هو مصدر تعزية وقوة مشجعة في نضالنا المقدس وحربنا الروحية. فان من أكبر المفشلات، أن يشغلنا الشيطان بحالتنا الردية وحياتنا الضعيفة، ويحاول أن ينسينا مقامنا السامي في المسيح، فهذا كفيل بأن يؤدى إلى الخيبة والفشل. كما أن هذا المقام السامي يقودنا إلى الحرص والحذر في كل ما نفتكر أو نتصرف أمام الله والناس، بما يتناسب مع مقامنا ويطابق مركزنا. وهذا هو المبدأ الذي يجب أن نسير عليه دوما. |
||||
17 - 06 - 2016, 08:12 PM | رقم المشاركة : ( 76 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
قصــة:
بينما كان إحدى الأمراء ممتطياً جواداً له في حديقة القصر، عثر الجواد، فرقع الأمير من عليه، إلا أن الضابط الذي كان سائراً بجانبه تلقاه على زراعة، فلم يلحق الأمير أذى. نظر الأمير إلى الضابط الذي كان برتبة (صول) وقال له "أشكرك يا بك" فسمع الملك وأسرع في الحال لرؤية نجله وهنأه بنجاته، ثم سأله "ماذا قلت لمن أنقذك؟" أجاب الأمير "قلت له أشكرك يا بك" قال الملك "لقد منحته لقب البكوية لأجل خاطرك. ولكن لا تنطق فيما بعد بعبارة مثل هذه، لأنك أمير وولى عهد، وكل ما تقوله محسوب عليك. اذكر مقامك يا ابني" هذه نصيحة الملك لابنه "اذكر مقامك ومركزك" أي تكلم وتصرف بما يليق ومركزك السامي ومقامك الكبير. هذا ما يجب أن يتذكره كل مؤمن، فهو ابن الله بار وقديس في المسيح يسوع. فيجب أن يسلك بالقداسة في حياته العملية. أما عن القداسة العملية في حياة المؤمن فهي أساساً من عمل المسيح في داخلنا بالروح القدس، كما يقول يوحنا ذهبي الفم "صيرنا المسيح أبراراً وقديسين بإعطائه لنا الروح القدس. فالمسيح هو مصدر كل شئ". (N.P.F.1st. Ser. Vol.12 P. 24). وقد أوضح الرب هذه الحقيقة قديماً بقوله "أنا الرب مقدسكم" (لا8:20). |
||||
17 - 06 - 2016, 08:12 PM | رقم المشاركة : ( 77 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
وعمل النعمة في التقديس يشمل:
( أ ) التجديد: التجديد هو أول خطوة في التقديس، فلا يمكن أن توجد قداسة بدون تجديد القلب. فان محاولات تهذيب النفس العتيقة عملية فاشلة. لهذا لزم تجديد الطبيعة كلية. وهذا التجديد هو عمل النعمة البحت، إذ يقول الكتاب "لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تى5:3). وهذا التجديد يحدث كما هو واضح في المعمودية. ولكن بعد أن يخرج الإنسان من المعمودية يكون عرضة للسقوط وبهذا يعود قلبه إلى حالة الفساد بسب الخطية الجديدة. ومن أجل ذلك يحذرنا بولس الرسول قائلا: "من يفسد هيكل الله فسيفسده الله"(1كو17:3). وبطرس الرسول أيضاً يقول:"هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة."(2بط4:1). وبناء على ذلك فقد قرر الآباء في مجمع قرطاجنة أن "دموع التوبة معمودية ثانية" أي أنها تجدد القلب من الفساد الذي لحق به بعد المعمودية. ومن أجل ذلك أيضاً رتبت الكنيسة أن نصلى في كل صلاة من السبع صلوات اليومية قائلين في المزمور "قلباً نقياً اخلق في يا الله"(مز10:51). فان كان قلبك قد أفسدته الخطية اطلب من الروح القدس أن يجدده مرة أخري. |
||||
17 - 06 - 2016, 08:13 PM | رقم المشاركة : ( 78 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
(ب) التطهير:
وهو تنقية النفس من شوائب الشرور وآثار الخطية، وهي عملية تستمر مع المؤمن مدى حياته على الأرض ويقوم بها الروح القدس نفسه لهذا فنحن نصلى في القداس الإلهي قائلين "وصيرنا أطهاراً بروحك القدوس". [القداس الباسيلي - صلاة التقديس] فان السر في عدم نقاوتنا أننا لم نسلم أنفسنا للروح القدس لكي ينقينا بالإيمان كما قال معلمنا بطرس الرسول "معطياً لهم الروح القدس إذ طهر بالإيمان قلوبهم" (أع9:15). ولكن إذ نسلم ذواتنا للروح القدس يقوم هو بتطهيرها وتنقيتها حتى أن الخطية تصبح مكروهة جداً ومبغوضة ولا تطيقها نفسك. ولقد صور هذه الحالة نيافة الأنبا إغريغوريوس بقوله "في حالة القداسة، التي أصبح إليها المولود من الله، تمسى الخطية غير مقبولة إليه، وتمسى مكروهة جداً لديه، وتمسى شنيعة في عينيه، وتصير عفنة وقذرة لا يقدر أن يتطلع إليها بعينيه، خذ مثلا لذلك قطعة من اللحم المتعفن. فحينما تكون هذه القطعة من اللحم يتحرك فيها الدود، ولها هذه العفونة، هل تقدر أنت أن تقبل إليها. بالطبع لا. لو أن واحداً قربها إلى فمك لأشحت عنها وجهك، وتريد أن تسد أنفك لأنك لا تقدر أن تقبلها، وقد تكون جائعاً ومع ذلك لا يمكن أن تقبلها ولا تستسيغها، ولا تقدر أنت أن تأكلها، وتمسى أنت غير قادر على أن تأكلها. فبهذه الشناعة تمسى الخطية شنيعة، تمسى الخطية مكروهة للإنسان المولود من الله، والذي يحتفظ بحالة الولادة من الله ويحتفظ ويصون وسائط الخلاص المعدة في الكنيسة. لو أن واحداً من الناس رأى شيئاً من المأكولات العفنة في المذبلة، فهل يليق به أن ينحني ليأخذ من المزبلة شيئاً ليأكله؟ … هذه هي مشاعر القديسين عندما يكونون في حالة الروحانية العادية إذ تصبح لهم الخطية مكروهة جداً. [مفهوم الخلاص في الكنيسة الأرثوذكسية ص19 للقمص باخوم المحرق الأنبا إغريغوريوس]. |
||||
17 - 06 - 2016, 08:13 PM | رقم المشاركة : ( 79 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
(جـ) المــلء:
إن حياة القداسة حياة دائمة النمو، فهي وإن كانت تبدأ عند التجديد، لكنها تنمو بالتدريج في اختبارات العمق. والملء هو المرحلة التي فيها يمتلك الروح القدس كلية زمام المؤمن، ويقتاده عبر نهر الأعماق، نهر السباحة الذي لا يعبر، الذي خاض فيه حزقيال النبي ودون اختباره قائلا: "وقاس ألف ذراع وعبرنى في المياه والمياه إلى الكعبين. ثم قاس ألفاً وعبرنى في المياه والمياه إلى الركبتين. ثم قاس ألفاً وعبرنى والمياه إلى الحقوين. ثم قاس ألفاً وإذا بنهر لم أتستطيع عبوره. لأن المياه طمت. مياه سباحة نهر لا يعبر" (حز3:47-5). آه يا أخي ليتك تختبر عمل النعمة هذا المبارك. إنك في الميرون قد أصبحت مسكنا للروح القدس الذي حل فيك بالسر. ولكنك قاومت الروح مراراً (اع51:7) وأحزنت الروح أيضاً(أف30:4) وربما يا أخي تكون قد أطفأت الروح من داخلك. (1تس19:5). إن هذه الموهبة التي أخذتها عندما تضرمها(2تى6:1) في الداخل تنعشك وتمتلك حياتك ملكية تامة. هل أنت مشتاق إلى عمق هذا الاختبار، إذن ارفع صوتك مرنماً... لقـد تشــوقت لقـد تعطشـت لهذا ربي رجـوت أدخل إلى العمق خذني إلى العمـق خذني إلى العمق نهر سباحة لا يعبر هذا هو العمـق هذا هو الروح الناري الذي أشتاق الأنبا أنطونيوس أن يحصل تلاميذه عليه فقال لهم: "ذلك الروح الناري العظيم الذي قبلته أنا اقبلوه أنتم أيضاً .. اطلبوا باستقامة قلب هذا الروح الناري وحينئذ يعطي لكم بالصلاة .. وهو يكشف لكم الأسرار العلوية، وأشياء أخر أمسك عن قولها، ويكون لكم فرح سماوي ليلا ونهاراً." {حياة الصلاة الأرثوذكسية ص24 نشر دير السريان} هذا هو عمل النعمة في حياة المؤمن. فبدون النعمة لا يستطيع أن يسير مع الله أو أن ينفذ وصاياه ولقد حرمت المجامع الكنسية كل من يقلل من شان النعمة. وقبل أن أعرض قرارات هذه المجامع، أناجيك من كل قلبي أن تخضع ذاتك تحت إرشاد الروح القدس وتطلب من الله أن يسكب نعمته فيك حتى تنجو من الهلاك. |
||||
17 - 06 - 2016, 08:13 PM | رقم المشاركة : ( 80 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
واليك قرارات بعض تلك المجامع:
1- مجمع قرطاجنة: المنعقد سنة 417م وحضره (200) أسقفاً. ¨ (من قال أن نعمة الله التي بها يتبرر الإنسان بواسطة يسوع المسيح ربنا لا تفيد إلا في غفران الخطايا التي ارتكبت بالفعل، وأنها لا تعين في منع ارتكاب الخطايا، فليكن محروماً. فمن هذا يتضح أن المجمع يقرر بأن النعمة تعمل على غفران الخطايا وتعين في منع ارتكابها ومن يقول غير ذلك فهو محروم. ¨ من قال بأن هذه النعمة.. تعيننا فقط لكي نتجنب الخطية … وأن بها قد أعطينا.. فهما لوصايا الله.. ولكنها لا تمنحنا أيضاً اللذة في فعل ما عرفنا.. ولا القوة لفعله، فليكن محروماً. وبهذا يقرر المجمع أن النعمة تعين في تجنب الخطية، وتعطي فهما للوصية، وتمتع لذة في السلوك بالروح، وتهب قوة لذلك. ومن يقول غير ذلك فيكن محروماً. ومن قال أن نعمة التبرير أعطيت لنا حتى يمكن أن نفعل بالنعمة ما أمرنا بفعله.. وأنه كان يمكننا أن نتمم تلك الوصايا بدون هبة النعمة.. فليكن محروماً. وبهذا يقرر المجمع أيضاً أن النعمة تبرر، وتعين في تنفيذ وتتميم الوصايا ومن يقول غير ذلك فهو محروم. وبهذا فقد نصوا على وهنية (ضعف) الإرادة الإنسانية إذا كانت بغير عون من نعمة الله وأننا في حاجة أساسية وحيوية إلى النعمة لنتمكن بها من إتمام وصايا الله). {مذكرات الكلية الإكليريكية الأرثوذكسية - لاهوت مقارن - هرطقة بيلاجبوس "للقمص باخوم المحرقي" ص27 إلى 29}. 2- مجمع آرليس Arles v الذي انعقد حوالي 473م أصدر التصريح التالي: "لابد من أن يقترن عمل الإنسان وسعيه بنعمة الله" {المرجع السابق ص37}. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ترجم سيماخوس "خيرًا صنعت..." "حسنًا صنعت مع عبدك" |
أنا صنعت الأرض |
اذا صنعت |
كيف صنعت؟ الكماشات |
كيف صنعت آلة البيانو hd |