منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 06 - 2016, 08:01 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

حسبان بر المسيح
حسبان بر المسيح


إن للتبرير معنى أعظم بكثير من مجرد الغفران والمحو، وعدم حسبان الخطية علينا، فهذه كلها أمور سلبية لتطهير المؤمن من نتائج الخطية. فإن أسمى ما في التبرير هو الناحية الإيجابية أي حسبان بر المسيح لنا. يوضح ذلك معلمنا بولس الرسول في قوله "جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا. لنصير نحن بر الله فيه" (2كو20:5).

وقد علق على ذلك القديس يوحنا ذهبي الفم بقوله: (إن الرسول لم يقل "جعل البار خاطئاً. ليصير الخطاة أبراراً ولكنه قال ما هو أسمى من ذلك بكثير. ولم يقل جعل الذي لم يخطئ بل الذي لم يعرف خطية. جعله لم يقل خاطئاً بل جعله خطية لنصير نحن ليس أبراراً بل براً وبر الله. فهذا هو بر الله أننا لم نتبرر بالأعمال بل بالنعمة حتى أن جميع خطايانا قد محيت. وهذا الأمر لا يدفعنا إلى الكبرياء، إذ أن الكل عطية مجانية من الله، وفي نفس الوقت ترينا عظمة ما حصلنا عليه)

(N.P.Frs 1st. Ser. Vol. X11 P. 33)



ويعود معلمنا بولس الرسول فيقول: "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السابقة بإمهال الله وإظهار بره في الزمان الحاضر ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع" (روو24:3-26).



ويعلق على ذلك القديس يوحنا ذهبي الفم قائلا ما هو إظهار البر؟ إن إظهار البر يشبه إظهار الغنى، فالغنى هو ليس أنه غنى فحسب بل أنه يغنى الآخرين. ومثل إظهار الحياة، ليس أنه حي فحسب بل إنه يعطى الأموات حياة. ومثل إظهار قوته، ليس أنه قوى فحسب بل إنه يعطى الضعفاء قوة.

فهكذا أيضاً في إظهار بره، ليس أنه بار فحسب، بل إنه جعل المملوئين فساداً ونتانة أن يصيروا أبراراً ...

ولكي يوضح ذلك أي (إظهار بره) أضاف قائلا: (ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع) فلا تشك إذن لأن التبرير ليس بالإعمال بل بالإيمان فلا يفوتك بر الله، إذ أنه امتياز له صفتاه:

v سهولة الحصول عليه.

v وعموميته للجميع.

فلا تتوان ولا تخجل، فإذ قد أظهر أنه هو نفسه الذي يقوم بهذا العمل، وهو بالتأكيد يجد فيه مسرة وفخراً، فلماذا تغتم أنت وتخزى من الأمر الذي يتمجد به سيدك؟!

(N.P.Frs 1st. Ser. Vol.X1 P.377, 378)



هذه هي عظمة التبرير. ولقد قامت ضد هذا التعليم السامي هرطقات عديدة تقلل من شأن هذه النعمة وتجعل للتبرير ركيزة أخرى غير دم المسيح، الأمر الذي يهين الله، ويطعن في كفاية كفارة المسيح. لهذا قام آباء الكنيسة بردع المدعين المبتدعين وإليك بعض أقوالهم في هذا الصدد.

v يتساءل القديس أوغسطينوس قائلا: (ما معنى قول الرسول "متبررين مجاناً بنعمة" وماذا يقصد بقول "لأنكم بالنعمة مخلصون" وحتى لا يظن أحد أن الخلاص بالأعمال يضيف الرسول قائلاً "بالنعمة أنتم مخلصون بالإيمان" وخشية أن يفكر أحد أن الإيمان عمل بشرى مستقل عن النعمة، يوضح الرسول أن الإيمان هو أيضاً من عمل النعمة بقوله "وذلك ليس منكم هو عطية الله"(أف8:2) .

(N. P. Frs 1st. Ser. Vol.V P. 229,230)

وقال أيضاً القديس أغسطينوس:

v بدون نعمة المسيح لا يمكن لصغير أو كبير أن يخلص، وهذه النعمة لا تعطى مقابل أي شئ صالح وإنما هي مجانية

لهذا فهي تسمى نعمة "متبررين مجاناً بنعمته" (رو24:3 ).

(P. 122 1 bid)



وقال أيضاً القديس أغسطينوس:

v "إن في هذا ثناء عظيما على النعمة أيها الأخوة، حتى تتعلم النفس الاتضاع، ويستد فم الكبرياء. فليجب الآن إن استطاع أولئك الذين إذ يجهلون بر الله ويطلبون أن يثبتوا بر أنفسهم لم يخضعوا لبر الله (رو3:10).

إن إجابتكم تتضمن الكفر عندما تقولون أن الله قد خلقنا ونحن نستطيع أن نصير أبراراً بأنفسنا"

(N.P.F. Vol.7 P. 345)

وقال أيضاً القديس أوغسطينوس:

دفاعاً عن نعمة المسيح أرفع صوتي قائلا: بدون النعمة لا يتبرر أحد.

(N.P.F. Vol.5 P.142)

v ومن أجمل أقواله في هذا الصدد ما ختم به حديثه إذ قال "وختام القول أن الإنسان لا يتبرر بمظاهر حياة القداسة وإنما بواسطة الإيمان بالرب يسوع. أي ليس بالأعمال بل بالإيمان، ليس بالأعمال الصالحة بل بالنعمة المجانية".

(1 bil P. 92).



والقديس يوحنا ذهبي الفم يقول:

"إننا لم نتبرر بالأعمال بل بالنعمة، حتى أن جميع خطايانا قد محيت. وهذا الأمر لا يدفعنا إلى الكبرياء، لأن الكل عطية مجانية من الله."

(N.P.F.1st. Ser. Vol.12 P. 334)

v ومن روائع أقوال ذهبي الفم ما قاله تعليقاً على قول بولس الرسول "لأن فيه معلن بر الله بإيمان لا يمان كما هو مكتوب أما البار فبالأيمان يحيا" (رو17:1). فيقول:

وحتى لا يشك أحد في إمكانية الخلاص والسلام يتكلم عن البر، ليس بر الإنسان بل بر الله، ليظهر فيض هذا البر وسهولة الحصول عليه، إذ لا يحصل عليه الإنسان بالجهد والعمل بل يقبله عطية من فوق. متطلباً شيئاً واحداً من جانبك وهو الإيمان ... وحتى لا يشك أحد في صدق كلامه بأن الزاني والشرير والسارق لا يتحرروا فقط من العقوبة بل يصيروا أبراراً، ولهم أسمى أنواع البر (أي بر الله ذاته) يدعم كلامه باستشهاد من العهد القديم من سفر حبقوق الذي قال "أما البار فبالإيمان يحيا." (حب4:2).

(N.P.F 1st. Ser Vol. 12 P.349)





ملحوظة:

إن اختبار التبرير هذا لا يمكن أن يفهم منه أن الإنسان طالما قد تبرر بالإيمان، وحسب له بر المسيح، فيستبيح لنفسه الخطية ويتمادى فيها … أو على الأقل يشجعه على الكسل والتراخي وعدم الاكتراث هذا فكر خاطئ ولا يمكن أن يحدث للإنسان قبل المسيح حقاً.وبولس الرسول قد ناقش هذا الموضوع فقال: "حيث كثرة الخطية ازدادت النعمة جداً .. فماذا نقول. أنبقى في الخطية لكي تكثر النعمة. حاشا. نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها" (رو20:5).

وكقاعدة عامة: تبرير بلا تقديس يجعل الإنسان أشر من إبليس. وما أجمل ما قاله القديس يوحنا ذهبي الفم في هذا الصدد. (لا تستسلم للكسل بحجة أن الكل بالنعمة، فالرسول يسمى الأعمال الصالحة أيضاً نعمة لأنها تحتاج إلى قدرة علوية للقيام بها)

(N. P.F 1st. Ser Vol X1 P.345).

2- التبرير أمام الناس
فالخاطئ الذي حصل على التبرير لا بد وأن تظهر نعمة الله في حياته الجديدة، وأعماله الجديدة، وبهذا يتبرر أمام الناس فزكا العشار بعد أن تقابل مع المسيح وقبله فرحاً، قال للرب "هاأنا يارب أعطى نصف أموالي للمساكين وإن كنت وشيت بأحد أرد له أربعة أضعاف" (لو1:19-8). فكان هذا دليلا على خلاصه، لذلك قال له رب المجد "اليوم حصل خلاص لهذا البيت" (لو9:19).

فتبرير المؤمن أمام الناس هو انطباعات تبريره أمام الله. فكما غفر له الله خطاياه عليه أن يغفر للآخرين أيضاً "اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا" (مت12:6). وكما نال من الرب نعمة وإحسانا، لا بد وأن يعطى هو للآخرين أيضاً بحسب مقدوره. وهذا ما وضحه معلمنا يعقوب في رسالته إذ قال "إن كان أخ وأخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي فقال لهما أحدكم امضيا بسلام استدفئا واشبعا، ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد فما المنفعة" (يع15:2،16). وبهذا يكمل حديثه قائلا "ترون إذن أنه بالأعمال يتبرر الإنسان لا بالإيمان وحده." (يع24:2).

وقد وضح معلمنا بولس الرسول اتجاهي التبرير هذين (أمام الله وأمام الناس) في معرض حديثه عن تبرير أبينا إبراهيم فوضح قائلاً:



v التبرير أمام الله بالإيمان في قوله:

"لأنه ماذا يقول الكتاب. فآمن إبراهيم بالله فحسب له براً ... أما الذي يعمل فلا تحسب له الأجرة على سبيل نعمة بل على سبيل دين. وأما الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يحسب له براً. كما يقول داود أيضاً في تطويب الإنسان الذي يحسب له الله براً بدون أعمال. "طوبى للذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم. طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية" (رو3:4ـ8).



v تبرير أمام الناس بالأعمال في قوله:

"إن كان إبراهيم قد تبرر بالأعمال فله فخر. ولكن ليس لدى الله"(رو2:4). علماً بأن القيام بأعمال البر هذه لا يقوم بها المؤمن من ذاته وإنما بعمل النعمة فيه إذ يقول رب المجد "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً"(يو5:15). وبولس الرسول يؤكد هذه الحقيقة بقوله "لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة" (فى13:2).

وقد أيد الآباء القديسون هذا المفهوم بكل جلاء كما نرى.

v يقول القديس أغسطينوس (فليجب أصحاب الأخلاق الرفيعة الذين يظنون أنهم ليسوا في حاجة لله للقيام بالأعمال الصالحة! ألا يقاوم الحق أولئك الناس الفاسدة أذهانهم، والمرفوضون من جهة الإيمان. (2تى8:3). ما هذا الذي تقولونه يا من تخدعون أنفسكم؟). لماذا تقولون أن الإنسان يستطيع أن يعمل البر بنفسه؟. فإن هذا هو قمة غروركم … ولكن الحق يناقض قولكم ويعلن "أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة".

ومن يتوهم أنه يستطيع أن يأتي بثمر من ذاته فهو ليس في الكرمة، ومن ليس في الكرمة فهو ليس في المسيح، ومن ليس في المسيح فهو ليس مسيحياً.

(N. P. F. 1st. Ser. Vol. 7P. 345)

v وقال أيضاً تفتخرون بأعمالكم الحسنة كما لو كانت من صنعك، لأن الله هو العامل فيك هذه الأعمال الصالحة "الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة" (فى13:2)..

(N. P. F. 1st. Ser. Vol 5P. 452)

v وقال أيضاً: "هذه الأعمال الصالحة التي تقوم بها ونكافأ عليها ترجع أيضاً إلى عمل نعمة الله فيينا إذ قال الرب يسوع "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً"

(1 bad P. 451)

v ولقد قرر مجمع آرليس Arles الذي انعقد حوالي سنة 473م. ما يلي: (لابد من أن يقترن عمل الإنسان وسعيه بنعمة الله).

{مذكرات الكلية الإكليريكية ـ هرطقة بيلاجبوس ص29 للقمص باخوم المحرقي (نيافة الأنبا إغريغوريوس).

v وما أجمل ما قاله القديس يوحنا ذهبي الفم (إن الحديث عن النعمة لا يقلل من شان العزيمة البشرية وإنما يهدم روح الكبرياء. إذن لا تستسلم للكسل بحجة أن الكل هو بالنعمة، فان الرسول يسمى الأعمال الصالحة أيضاً نعمة لأنها تحتاج إلى قوة علوية للقيام بها).

(N.P.Frs 1st. Ser Vol.X1 P. 345)






رد مع اقتباس
قديم 17 - 06 - 2016, 08:06 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,798

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk متواجد حالياً

افتراضي رد: حسبان بر المسيح

ميرسي على مشاركتك الجميلة مارى
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 06 - 2016, 01:23 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حسبان بر المسيح

شكرا على المرور
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
"حشبون" اسم موآبي يعني "حشبان" أو "تدبير"
حشبون : اسم موآبي معناه "حسبان" في الكتاب المقدس
ثلاثة أمور كانت في حسبان يوسف
دموع تنهمر بدون حسبان
دُبان من فصيلة أشيبات يقتتلان.


الساعة الآن 10:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024