17 - 06 - 2016, 07:34 PM | رقم المشاركة : ( 61 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
3- أما عن العلماء:
الذين خضعوا لنعمة الله المخلصة فيذكر لنا الكتاب الكثيرين، منهم القديس بولس الرسول فيلسوف المسيحية، والقديس لوقا الطبيب البشير. كما يذكر تاريخ الكنيسة شخصيات كثيرة من العلماء مثل القديس أغسطينوس فيلسوف أوروبا في العصر الوسط، والقديس جيروم والقديس يوحنا ذهبي الفم والأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك، والعالم الفلكي ديوناسيوس الأريوباغي. 4- أما الجهلاء: الذين قبلوا فيض النعمة فالكتاب يرينا بكل وضوح أن "الله اختار جهال العالم ليخزى الحكماء" (1كو27:1). فما كان تلاميذ مخلصنا الذين فاضت فيهم النعمة سوى جماعة من صيادي الجليل البسطاء. ويعوزنا الوقت لو تحدثنا عن قديسين بسطاء في تاريخ الكنيسة كان لهم نصيب في نعمة المخلص أمثال القديس بولس البسيط تلميذ القديس أنطونيوس، الذي كانت له دالة قوية على الله حتى كان بنعمته يجرى المعجزات ويخرج الأرواح الشريرة. والأنبا ديمتريوس بابا الإسكندرية، ما كان إلا فلاحاً في الكروم، ولذلك فقد عرف في التاريخ بالأنبا ديمتريوس الكرام. هذا الكرام وهبته النعمة حكمة حتى وضع التقويم القبطي المعروف بتقويم الكرمة. 5- ومن الشرفاء: الذين قبلوا نعمة الله يذكر الكتاب كرنيليوس قائد المئة (أع1:10ـ48) وسجان فيلبى (أع25:16ـ34) وتاريخ الكنيسة ملئ بمثل هذه الشخصيات كالملكة هيلانه والملك قسطنطين، ومكسيموس ودوماديوس، والقديسة دميانه ابنة والى البرلس، والقائد الروماني مار جرجس.. 6- أما عن الأدنياء: الذين تفاضلت نعمة الله عليهم حتى انطبق عليهم قول بولس الرسول "اختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود" (1كو28:1). فقد ذكر الكتاب أمثلة كثيرة منها اللص اليمين الذي قضى كل أيامه في الإجرام وفي الجرام ولكنه عزما قبل النعمة المخلصة دخل فردوس النعيم (لو40:23-43). وأنسميس الذي كان عبداً للقديس فليمون وسرق أمواله فعندما قبل النعمة تغير إلى شخص آخر حتى قال عنه بولس الرسول: |
||||
17 - 06 - 2016, 07:34 PM | رقم المشاركة : ( 62 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
"أطلب إليك لأجل أبني أنسيمس الذي ولدته في قيودي. الذي كان قبلا غير نافع لك. ولكنه الآن نافع لك ولى" (رسالة فليمون11:10). ويذكر الكتاب أيضاً مريم المجدلية والمرأة الخاطئة والتي أمسكت في زنا. ويذكر تاريخ الكنيسة الكثيرين والكثيرات أمثال القديس موسى الأسود الذي كان قاطعاً للطريق، ومريم المصرية التي باعت نفسها للاثم وعندما تلامست معها النعمة تغيرت إلى قديسة فاضلة.
من هذا يتضح لك يا أخي أن نعمة الله معروضة على الجميع كما يقول الرسول "قد صارت الهبة إلى جميع الناس" (رو18:5). فليتك يا عزيزي تقبل نعمة الله المجانية لتختبر محبة الله الفائقة. حذار من أن ترفض هذه النعمة ! فان قصد الله من وراء ذلك هو مصلحتك ومصلحتك الشخصية. إن الله لا يريد أن يأخذ منك شيئاً بالمرة وإنما يريد أن يعطيك ومجاناً هذه العطية المباركة. وكم أخشى أن ترفض الآن أخذ هذه النعمة فتندم أخيراً حيث لا ينفع الندم. |
||||
17 - 06 - 2016, 07:35 PM | رقم المشاركة : ( 63 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
قصــة:
قرأت قصة عن أحد خدام الله.. أنه ذهب يوماً ما لزيارة امرأة فقيرة كان يعرف احتياجاتها. وحثه الرب أن يقدم لها مساعدة تكفي لسد هذه الاحتياجات. وعندما قرع الباب لمدة طويلة ولم يفتح أحد، انصرف ظانا أنها غير موجودة. وفي اليوم التالي تقابل معها في الكنيسة وأخبرها عن زيارته لها وغرضه من ذلك. فتأسفت المرأة جداً وقالت له "آه يا سيدي لقد كنت في المنزل وسمعت قرعاتك ولم افتح الباب. لقد ظننت أنك صاحب المنزل قد أتيت لتطالبني بالأجرة أخي الحبيب.. يسوع يقرع على باب قلبك ليعطيك النعمة فهل تفتح ؟. ثالثاً:- ليست من أعمال بشرية إذ قد وضحنا أن النعمة هي عطية مجانية، فمعنى ذلك أنها ليست من أعمال بشرية. ويؤيد هذه الحقيقة كثير من الآيات الكتابية وأقوال الآباء القديسين. فبولس الرسول يقول "فإن كان بالنعمة فليس بعد بالأعمال وإلا فليست النعمة بعد نعمة" (رو6:11). ويعود أيضاً ليزيد الأمر إيضاحاً فيقول: "لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا … حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية." (تى5:3-7). ويوضح الرسول السر في هذا، وهو منع الافتخار. لأن الإنسان إن كان يخلص بأعماله فيحق له أن يفتخر لأن ذراعه قد خلصته ولكن الرسول يقول في صراحة لا تحتمل التأويل "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان. وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد"(أف8:2،9). ويقول بولس الرسول أيضاً: "ليس لي برى الذي من الناموس بل الذي بإيمان المسيح البر الذي من الله بالإيمان." (فى9:3). ويعود فيقول: "إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس بل بإيمان يسوع المسيح آمنا نحن أيضاً بيسوع المسيح لنتبرر بإيمان يسوع لا بأعمال الناموس. لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما." (غل16:2). أخشى يا أخي أن تكون وأنت مسيحي تعيش كما كان اليهود يعيشون. فتعتمد على مجرد تأديتك لبعض فرائض العبادة دون أن تكون لك العلاقة الشخصية المبنية على بر المسيح ودون أن يكون لك الاتكال الفعلي على عمل النعمة المجاني فالرسول يقول "القوا رجاءكم بالتمام على النعمة التي يؤتى بها إليكم". (1بط13:1). اسمع ما قاله الآباء في هذا الصدد وليت الرب يعطيك نعمة لتفهم وتختبر ما اعتبروه: v .. كانوا أشراراً ومستعبدين لكنهم تحرروا ليس بمجهوداتهم الشخصية ولكن بالنعمة.. لم تكن توجد أي قوة بشرية تستطيع أن تحررنا من شرورنا لكن شكراً لله الذي أراد واستطاع أن ينجز هذا العمل الجليل. (يوحنا ذهبي الفم) (N. & P. Fathers 1st Ser, Vol. X1 P. 412). v "إن لم تشرق علىَّ رأفتك يا الله سريعاً فليس لي من أعمالي ولا رجاء واحد للخلاص" (مار افرام السرياني). [كتاب السبع طلبات لمشاهير قدسي الكنيسة ص46 طبع دير السرياني] v "وبأعمالي ليس لي خلاص … فلهذا أسأل بعين رحيمة يأرب أنظر إلى ضعفي وزلي ومسكنتي. [الأجبية صلاة نصف الليل] v "ويصبح الإنسان لابساً لله … وحينئذ تنفتح عينا قلبه وينظر النور الحقاني ويفهم أن يقول "إني بالنعمة تخلصت بالرب يسوع المسيح" (القديس برصنوفيوس بستان الرهبان ص 181.) v إن الإنسان لا يتبرر بمظاهر حياة القداسة وإنما بالإيمان بالرب يسوع، أي ليس بالأعمال بل بالإيمان، وليس بالأعمال الصالحة بل بالنعمة المجانية." (القديس أغسطينوس) (N. P. Frs 1st. ser. Vol.5 P. 92) v "لا تشك إذن فالخلاص بالإيمان وليس بالأعمال". (القديس يوحنا ذهبي الفم) (NP. Frs 1st. ser. Vol. X1 P. 378) |
||||
17 - 06 - 2016, 07:35 PM | رقم المشاركة : ( 64 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
ولكن ليس معنى هذا أن الذي يخلص بالنعمة لا يهتم بالأعمال الصالحة. فبولس الرسول إذ قال: "لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا" (تي5:3). أكمل حديثه قائلاً: "وأريد أن تقرر هذه الأمور لكي يهتم الذين آمنوا بالله أن يمارسوا أعمالا حسنة" (تي8:3). بل علي العكس فإن من يخلص بالنعمة يخلق خليقة جديدة فيترك أعماله الشريرة ويسلك في أعمال صالحة.
لهذا فقد حرص بولس الرسول أيضاً بعد قوله:"بالنعمة أنتم مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد". (أف8:2،7) ... أكمل قائلا "لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها." (أف10:2). ومن أجمل ما قاله بولس الرسول: "لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس معلمة إيانا أن نكرر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر." (تى11:2،12). فغاية ما نريد أن نوضحه أن الخلاص لا يكون بواسطة أعمالك فأعمالنا لا تستطيع أن توفي عذل الله وذلك لأنه: إذ أخطأنا إلى الله غير المحدود صارت خطيتنا غير محدودة والخطيـة غيـر المحــدودة تستلزم عقوبة غير محدودة والعقـوبة غيـر المحــدودة تحتاج لكفارة غير محدودة وأعمالنا الصالحة مهما كانت فهي محدودة. لهذا فهي لا تستطيع أن تكفر عن خطيتنا غير المحدودة. فمن ذلك نستخلص أنه لا توجد كفارة لخطايانا سوى المسيح غير المحدود الذي يخلصنا من عقوبة خطايانا الغير محدودة "ليس بأحد غيره الخلاص لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغي أن نخلص." (أع12:4). هذا ولا يمكن أن تكون هناك مغفرة للخطايا بدون سفك دم كما يقول الكتاب "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب22:9). والأعمال البشرية ليس فيها سفك دم! حتى وإن سفك الإنسان دماً،كأن يقدم ذبيحة حيوانية، فهذا أيضا لا يصلح لمغفرة الخطايا إذ يقول بولس الرسول "لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا" (عب4:10). أما الذبائح الحيوانية قديماً فكانت رمزاً لذبيحة المسيح علي الصليب، فماعدا الذبائح الحيوانية في العهد القديم قيمة في غفران الخطايا. فمن هذا يتضح لنا أن الأعمال البشرية مهما عظمت لا تستطيع أن تكفر عن أية خطية مهما صغرت. فلا يوجد سوى "وسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع" (1تى5:2،6). فشكراً لله الذي إذ وجد أن أمر خلاصنا يتطلب سفك دمه، بذل ابنه الوحيد ليتمم لنا هذا العمل الجليل. كان هذا عن استحالة الخلاص من قصاص الخطية بواسطة أية أعمال بشرية. أما بخصوص الخلاص من سلطان الخطية وقوتها، التي كثيراً ما يشكو منها الجميع فنقول أيضاً أن الأعمال البشرية لا تستطيع أن تخلص منها. كثيرون يقولون إننا نؤمن أن المسيح غفر خطايانا، وأنه مستعد أن يغفر كل زلاتنا، ولكن ما يحزننا هو عدم استطاعتنا السلوك بالقداسة. فكلما حاولنا أن ننتصر نجد أنفسنا ساقطين تحت سلطان الخطية تماماً كما قال بولس الرسول "الإرادة حاضرة عندي وإما أن أفعل الحسنى فلست أجد" (رو18:7). وهذا هو ما يفشلنا من الحياة مع المسيح. أقول لك يا أخي إن محاولة تهذيب نفسك بالوسائل المختلفة، لا يجدي نفعاً مع طبيعتنا الفاسدة الساقطة، إذ سرعان ما تعود النفس إلى قيئها. يتضح ذلك من القصة الآتية التي قرأتها في بستان الروح. |
||||
17 - 06 - 2016, 07:35 PM | رقم المشاركة : ( 65 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
القصة تقول:
ذكر عن أب راهب كان ساكناً في دير، مداوماً على الصمت، لكنه كان يغضب في بعض الأحيان أثناء اتصالاته ببعض الاخوة. فقال في نفسه "أمضى واسكن وحدي في مغارة وحيث لا يكون هناك أحد ساكناً معي فسوف أهدأ ويخف عني وجع الغضب". فخرج وسكن وحده في مغارة. وفي إحد الأيام ملأ (القلة) ماء ووضعها على الأرض، ولوقتها تدحرجت وانسكب ما فيها. فأخذها وملأها ثانية ووضعها. فانسكبت كذلك، وهكذا مرة ثالثة. فغضب وأمسكها وضربها على الأرض فتحطمت. فلما هدأ ورجع إلى ذاته … وقال لنفسه "هوذا قد انغلبت وأنا في الوحدة كذلك. فلأذهب إلى الدير لأنه في كل موضع يحتاج الإنسان إلى معونة من الله." [بستان الروح الجزء الأول ص 368- تأليف الراهب القمص شنوده السرياني.] من هذه القصة يتضح لنا حقيقة النفس البشرية فلقد حاول الراهب أن يهذب نفسه بالصمت والابتعاد عن الناس وعاش في وحدة، ورغم ذلك فلا زالت طبيعته في الداخل كما هي، لم تتغير. فتحقق أخيراً أنه محتاج إلى معونة الله أي إلى النعمة المخلصة. فالنعمة تقوم بتغيير القلب من الداخل حتى تصدر منه الصالحات، كما قال رب المجد "الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصالحات"(لو45:6). ولهذا فقد وضح أيضاً الرب حقيقة في غاية الأهمية بخصوص هذا الموضوع إذ قال "لا تقدر شجرة ردية أن تصنع أثمار جيدة" (مت18:7). لهذا فمن العبث أن نطلب من القلب الردئ أن يصنع أثماراً جيدة، إذ يلزم تغييره أولا ومن أجل ذلك قال رب المجد "اجعلوا الشجرة جيدة (لتكون) ثمرها جيداً" (مت22:12). وهنا يعترضنا سؤال جوهري: فكيف يمكن تغيير هذا القلب؟ حقاً إنها مشكلة عويصة! فلا يمكن أن يتغير القلب إلا بمعجزة إلهية! نعم الأمر يحتاج إلى معجزة ينزع بها الرب القلب القديم ويضع عوضاً عنه قلباً جديداً. هذا العمل هو الذي وضحه بقوله "أعطيكم قلباً جديداً وأجعل روحاً جديدة في داخلكم. وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم. وأجعل روحي في داخلكم" (حز26:36). هذا العمل لازم لكل نفس تريد أن تسلك في وصايا الله وتحيا بالقداسة. وإذ قد عرف هذا الأمر داود النبي نراه يصرخ للرب طالباً إجراء هذه العملية المعجزية فيقول "قلباً نقياً اخلق في يا الله وروحاً مستقيما جدد في داخلي" (مز10:51). ولا ولابد أن داود قد سمع بما حدث مع شاول الملك عندما دعاه الرب إذ قال له على لسان صموئيل النبي "يحل عليك روح الرب … وتتحول إلى رجل آخر" (1صم6:10). ويسجل الكتاب إجراء هذه العملية له فيقول "وكان عندما أدار كتفه لكي يذهب من عند صموئيل أن الله أعطاه قلباً آخر" (صم9:10) ولكن كيف تجرى هذه العملية؟ يوضح الكتاب الطريقة التي بها تتم في معرض حديثه عن الجماعة التي تبعت شاول الملك بعد التغيير فيقول "وذهب معه الجماعة التي مس الله قلبها" (1صم26:10). آه يا أخي ليت الله يمس قلبك الآن فتتحول إلى رجل آخر!! |
||||
17 - 06 - 2016, 07:35 PM | رقم المشاركة : ( 66 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
قصــة:
هناك أسطورة تقول إن أحد الملوك اصطحب وزيره في نزهة خلوية فمرا على بركة بها خنازير تتمرغ في الوحل وتأكل الرمم. فقال الوزير للملك هل تستطيع يا جلالة الملك أن تغير طبع الخنزيرة حتى تبغض الوحل وتكره الرمم. فأجاب الملك بأن ذلك أمر هين، فإذا تعودت الخنزيرة على النظافة تهذب طبعها وأبغضت القاذورات. فطلب الوزير من الملك أن يجرى هذه التجربة. فأرسل الملك واستحضر خنزيره، وأمر بأن تطعم من أطايب الملك ومن طيب مشروبه، وأن تغسل بالماء والصابون يومياً، وتكسى بأفخر الثياب. وبعد مدة من الزمن ظن الملك أن الخنزيرة قد تغيرت طبيعتها، وتعودت النظافة، فصحب الوزير وأخذا الخنزيرة إلى البركة، وما أن اقتربت الخنزيرة من البركة حتى اندفعت بكل قوتها لتتمرغ في الطين والوحل الذي حرمت منه هذه المدة الطويلة. فاندهش الملك وطلب من الوزير أن يجرى تجربة على الخنزيرة نفسها … وفي اليوم المعين توجه الملك مع الوزير وأخذا الخنزيرة بعد أن قضت في بيت الوزير أياماً قليلة. اقتربوا من البركة وأبت الخنزيرة النزول. أمر الملك بدفعها إلى الوحل فقاومت الخنزيرة وأسرعت إلى الشاطئ لتنفض عن جسمها ما لحق بها من الطين. فتعجب الملك وسأل من الوزير عن سر ذلك. فأجاب الوزير بأنه قد أجرى عملية جراحية للخنزيرة واستأصل قلبها الفاسد ووضع محله قلب حمل وديع. وبهذا تغيرت الخنزيرة وأبغضت القذارة. أخي.. لعلك تدرك أنه لا فائدة من تهذيب القلب القديم الفاسد بل الحاجة ماسة إلى إجراء عملية لاستئصاله وزرع قلب جديد. لهذا حرص آباء الكنيسة على وضع هذه الطلبة في بداية كل صلاة من صلوات النهار السبعة عندما يصلى المؤمن المزمور الخمسين (51 في طبعة بيروت) فيطلب قائلا "قلباً نقياً اخلق في يا الله وروحاً مستقيماً جدد في داخلي". فليتك تطلب من الرب إجراء هذه العملية لقلبك وهو مستعد أن يعطيك كل ما تطلب. ومتى حصلت على هذا القلب الجديد ستتغير ميولك وأهدافك، وتصرفاتك ستحب المسيح بكل قلبك. وستبغض الخطية وتتجنبها وتبتعد عنها. ستقاوم إبليس وتغلبه بقوة المسيح وإن تعثرت تقوم في الحال ولا تستسلم للسقوط بل يكون شعارك "لا تشمتي بي يا عدوتي (الخطية) إذا سقط أقوم" (مى8:7). هذا القلب الجديد سيحب الله والمسيح ويتعلق به، ولن يشبع من الحديث معه وسماع صوته ومجالسته. هذا القلب الجديد سيحب الناس ويشتاق إلى خلاص نفوسهم، لن توجد بين هذا القلب وبين الناس خصومات، بل يسعى إلى خلاصهم والتفاني في خدمتهم. آه يا أخي ليتك تختبر هذا الأمر العجيب. ونصيحتي لك أن تصارع مع الرب كما صارع يعقوب لأخذ البركة ولا بد أن يعطيك الرب. |
||||
17 - 06 - 2016, 08:10 PM | رقم المشاركة : ( 67 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
عمــل النعـمة "بالنعمة أنتم مخلصون"(أف5:2). أولاً :- التبـريـر ثانياً :- التقديـس ثالثاً :- التمجيـد في بداية القرن الخامس الميلادي ظهرت في بريطانيا الهرطقة البيلاجية Pelagianism نسبة إلى مبتدعها الراهب الإنجليزي Pelagius الذي نادى بعدم احتياج البشر للنعمة المخلصة، وبأن للإنسان قدرة ذاتية طبيعية تمكنه من الخلاص والوصول للكمال بمجهوداته الشخصية دون تدخل من جانب النعمة. وقد عقدت عدة مجامع كنسية شجبت هذه البدعة، وأكدت أن الإنسان في مسيس الحاجة لنعمة المسيح التي بدونها لا يستطيع أحد أن يخلص. وقد انبرى القديس أوغسطينوس مفنداً هذه الهرطقة ومثبتاً أنه لا خلاص إلا بالنعمة الموهوبة من الله. وقد جمعت كتاباته ضد هذه الهرطقة في مجلد بلغ حجمه 750 صفحة. (N.P.Fars Ser. Vol. 5) . وعلى منوال هذه البدعة نسج كثيرون من المدعين على مر العصور، محاولين إنكار عمل النعمة كلية أو التقليل من شأنها. وحتى لا نحيد عن جادة الصواب دعنا نرجع إلى الكتاب المقدس وأقول آباء الكنيسة القديسين لنعرف عمل النعمة المخلصة ويشمل: v التبرير : v التقديس: v التمجيد : |
||||
17 - 06 - 2016, 08:10 PM | رقم المشاركة : ( 68 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
أولاً:- التبريـر
للتبرير اتجاهان : تبرير أمام الله، وتبرير أمام الناس. 1- التبرير أمام الله وهو من عمل النعمة البحت ولا دخل لعمل الإنسان في تبريره أمام الله، فما عليه إلا أن يتوب ويثق في بر المسيح حتى ينال هذه النعمة. والتبرير أمام الله نعمة فائقة تشمل: ( أ ) ستر خطايانا: أي مغفرتها. فكلمة ستر هي نفس كلمة (غفر).{كتاب صلاة الشكر لقداسة الأنبا شنوده الثالث ص19} ففي صلاة الشكر نرفع قلوبنا لله شاكرة نعمته (لأنه سترنا) أي غفر خطايانا. وغطاها فلم تظهر أمام العدل الإلهي. وعن هذه النعمة قال الكتاب "طوبى للذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم" (رو7:4). فالغفران إذن هو ستر خطايانا بحجاب الفادي، فيغض الله الطرف عنها لأن المسيح "كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم" (1يو2:2). (ب) محو خطايانا: فالتبرير لا يشمل فقط الغفران بمعنى ستر الخطية فحسب، وإنما يشمل أيضاً محوها وهذا من عمل النعمة أيضاً إذ يقول داود النبي "استر وجهك عن خطاياي وامح كل آثامي" (مز9:51). وقال الرب عن لسان أشعياء النبي "قد محوت كغيم ذنوبك وكسحابة خطاياك" (أش22:44). وأيضاً "أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي، وخطاياك لا أذكرها" (أش25:43). وهذا أيضاً هو عين ما وضحه بطرس الرسول إذ قال "توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم" (أع19:3). وبولس الرسول يصف عمل المسيح الفدائي بقوله "محا الصك الذي علينا" (كو14:2). ونعمة محو خطايانا تتم في دم المسيح إذ يطهرنا من كل خطية "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم"(1يو9:1). فشكراً لله على هذه النعمة العظيمة. |
||||
17 - 06 - 2016, 08:10 PM | رقم المشاركة : ( 69 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
قصــة:
تعاملت النعمة مع أحد الخطاة حتى سقط تحت التبكيت، واعتراه الحزن واليأس. وفي الليل كشف الرب عن عينيه ليرى هذه الرؤيا … نظر فوجد أمامه لوحة كبيرة سوداء. ولما اقترب منها عرف أن ما كتب عليها بالأسود هي خطاياه الكثيرة. فصار يبكى وينتحب. وبينما هو على هذا الحال، إذ به يرى يداً مثقوبة تسيل بالدماء وتسير على اللوحة من فوق إلى أسفل، فلاشت كل ما كان مكتوباً عليها، وصارت بيضاء كالصوف النقي. وقد كتبت عليها "محوت كغيم ذنوبك وكسحابة خطاياك" وقام من نومه وإذا بشمس الأحد تمزق ستائر الظلام، فأسرع إلى الكنيسة وتقدم إلى أبيه الروحي الذي قدمه إلى سر الشركة المقدسة بعد أن استمع إلى اعترافه وأعطاه الحل من خطاياه. وصار له سلام في الداخل "وفرح لا ينطق به ومجيد" (1بط8:1). (جـ) عدم حسبان خطايانا علينا: تأمل يا أخي هذا الامتياز المدهش فالله لا يستر خطايانا فقط، ولا يمحوها فحسب، بل ما هو أعظم من ذلك، إذ أنه لا يحسبها علينا مطلقاً. فمعلمنا بولس الرسول يقول "إن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم" (2كو19:5). كيف يكون هذا؟ ولماذا لا يحسبها الرب علينا مع أننا نحن قد ارتكبناها؟ إن السبب في ذلك هو أن خطايانا قد حسبت على المسيح شخصياً. كما يقول أشعياء النبي "كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا"(أش6:53). وبولس الرسول يقول "لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه"(2كو21:5). أنسيمس العبد: أنسيمس هذا كان عبداً عند أحد تلاميذ بولس الرسول ويدعى فليمون. سرق هذا العبد بعض الأموال من سيده وهرب. ثم تقابل مع بولس الرسول وتجدد على يديه معترفا بخطاياه تائباً عنها. فكتب بولس الرسول رسالة إلى فليمون وسلمها لأنسيمس لتوصيلها. وقد كتب فيها "إن كان (أنسيمس) قد ظلمك بشيء، أو لك عليه دين. فاحسب ذلك على. أنا بولس كتبت بيدي أنا أوفي" (فليمون18). فهل بعد هذا يعود فليمون ويطالب أنسيمس بالدين؟ كلا. فقد دفعه بولس، ونحن نعلم أن الدين لا يدفع مرتين. هذا ما صنعه يسوع معنا، فإذ كنا مديونين للعدل الإلهي وفًّي يسوع الدين كله على خشبة الصليب. فلا يحسب الرب علينا خطية. |
||||
17 - 06 - 2016, 08:10 PM | رقم المشاركة : ( 70 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صنعت خـــــــــلاصاً
( د ) حسبان بر المسيح:
إن للتبرير معنى أعظم بكثير من مجرد الغفران والمحو، وعدم حسبان الخطية علينا، فهذه كلها أمور سلبية لتطهير المؤمن من نتائج الخطية. فإن أسمى ما في التبرير هو الناحية الإيجابية أي حسبان بر المسيح لنا. يوضح ذلك معلمنا بولس الرسول في قوله "جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا. لنصير نحن بر الله فيه" (2كو20:5). وقد علق على ذلك القديس يوحنا ذهبي الفم بقوله: (إن الرسول لم يقل "جعل البار خاطئاً. ليصير الخطاة أبراراً ولكنه قال ما هو أسمى من ذلك بكثير. ولم يقل جعل الذي لم يخطئ بل الذي لم يعرف خطية. جعله لم يقل خاطئاً بل جعله خطية لنصير نحن ليس أبراراً بل براً وبر الله. فهذا هو بر الله أننا لم نتبرر بالأعمال بل بالنعمة حتى أن جميع خطايانا قد محيت. وهذا الأمر لا يدفعنا إلى الكبرياء، إذ أن الكل عطية مجانية من الله، وفي نفس الوقت ترينا عظمة ما حصلنا عليه) (N.P.Frs 1st. Ser. Vol. X11 P. 33) ويعود معلمنا بولس الرسول فيقول: "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السابقة بإمهال الله وإظهار بره في الزمان الحاضر ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع" (روو24:3-26). ويعلق على ذلك القديس يوحنا ذهبي الفم قائلا ما هو إظهار البر؟ إن إظهار البر يشبه إظهار الغنى، فالغنى هو ليس أنه غنى فحسب بل أنه يغنى الآخرين. ومثل إظهار الحياة، ليس أنه حي فحسب بل إنه يعطى الأموات حياة. ومثل إظهار قوته، ليس أنه قوى فحسب بل إنه يعطى الضعفاء قوة. فهكذا أيضاً في إظهار بره، ليس أنه بار فحسب، بل إنه جعل المملوئين فساداً ونتانة أن يصيروا أبراراً ... ولكي يوضح ذلك أي (إظهار بره) أضاف قائلا: (ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع) فلا تشك إذن لأن التبرير ليس بالإعمال بل بالإيمان فلا يفوتك بر الله، إذ أنه امتياز له صفتاه: v سهولة الحصول عليه. v وعموميته للجميع. فلا تتوان ولا تخجل، فإذ قد أظهر أنه هو نفسه الذي يقوم بهذا العمل، وهو بالتأكيد يجد فيه مسرة وفخراً، فلماذا تغتم أنت وتخزى من الأمر الذي يتمجد به سيدك؟! (N.P.Frs 1st. Ser. Vol.X1 P.377, 378) |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ترجم سيماخوس "خيرًا صنعت..." "حسنًا صنعت مع عبدك" |
أنا صنعت الأرض |
اذا صنعت |
كيف صنعت؟ الكماشات |
كيف صنعت آلة البيانو hd |