رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قداس عيد الظهور الإلهي
كاتدرائية القديس جاورجيوس-الزاهرية، طرابلس في 6/1/2011 باسم الآب والإبن والروح القدس، آمين. نحن اليوم، أيُّها الأحبَّاء، في ذكرى وإحياء لهذا العيد العظيم!، عيد الظهور الإلهي أو بالعاميَّة “الغطاس”. هذا الظهور الإلهي الذي تجلَّى يوماً ما في التاريخ على ضفاف الأردن. وهذا العيد، في كنيستنا، هو عيدٌ سيِّديٌّ كبير إلى جانب الأعياد السَّيِّديَّة الكُبرى إبتداءً من الفصح. هذه الأعياد يتجلى فيها سرُّ الثالوث القدوس الإلهي وكلّ شيء في الكنيسة. وإن كانت هذه الأعياد منظَّمة في ترتيب بشريٍّ حسب الأوقات في السنة، فهذا إنَّما هو في النتيجة يومٌ واحدٌ عند الله! هو سرٌّ واحدٌ. عندنا، في إيماننا نحن المسيحيين، انكشف لنا هذا السِّرُّ الواحد وهو سرُّ موت المسيح وقيامته. هو سرُّ محبَّة الله. هذا هو جوهرُ إيماننا. وقاعدةُ إيماننا أن نؤمن أنَّ ابن الله الوحيد، أحد أقانيم الثالوث، قد تجسَّدَ وأتى عبداً يُشارِكنا آلامنا وتألمَّ هو نفسه ومات على الصليب وقام من بين الأموات لكي يخلِّصنا. هذا انكشاف لمحبَّةِ الله الفائقة. وهذا السرُّ يبدأ في الميلاد. هذا المقطع الإنجيلي، الذي سمعتموه اليوم، يتكلم عن حادثة معموديَّة يسوع على يد يوحنَّا المعمدان. هذه المعموديَّة، التي نحن نعيشها أيضًا في معموديتنا، حيث أتى الرَّبّ يسوع المسيح كعبدٍ لكي يعتمد على يد عبدٍ فنزل في مياه الأردن هي صورةٌ عن موتهِ وعن تواضعهِ الأقصى. ثم صعد من الماء، ويقول الإنجيل، عند مرقس، أنَّ السماوات قد انشقَّت ونزل الروح القدس مثل حمامةٍ واستقرَّ على رأس الرَّبّ يسوع. هذا يعني أنَّه بهذه الصورة أي صورة موتِه وقيامته من الموت، التي يرمز إليها النزول إلى المياه والصعود منها حيث انشقَّت السماوات وانفتحت، لم يعد هناك حاجزٌ بين السماء والأرض. عند هذه المبادرة التي أخذها ابن الله المتجسد ومع نزول الروح القدس، نزلت نعمةُ الله وفاضت على المسيح وعلى كل المؤمنين بالمسيح كما تقول هذه الترنيمة الجميلة التي نرتِّلها اليوم: “أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم المسيح لبستم، هلليلوييا”. هذه الترنيمة نرتِّلها أيضًا في المعموديَّة، عند معموديتنا، حين نطوفُ بهذا الزياح الفرِح. هذا يعني أنَّنا نحن منذ لحظة معموديتنا قد لبسنا المسيح، وإذ لبسنا المسيح فقد لبسنا نعمة الله. هذه النعمة، كما يقول القديس يوحنَّا الذهبي الفم، التي انسكبت على رأس المسيح في مياه الأردن هي تنسكب في قلوبنا منذ لحظة المعموديَّة، وهذه بذرةٌ نأخذها مجَّاناً عند معموديتنا. ولكن، نحن في حياتنا من خلال إيماننا وأعمالنا نعيشُ هذه المعموديَّة. نعيشها بهذا التواضع، التواضع الأقصى الذي فعله المسيح الذي خلقنا وجاء بصورةِ عبدٍ. فلماذا نحن نتكّبر؟ لماذا نحن المسيحيين لا نتشبّهُ بإلهنا ومخلِّصنا؟ ويقول الكتاب: “كلّ من تواضع يرتفع” على شبه المسيح، يرفعهُ الله ويعطيه نعمة فوق نعمة. هذا هو معنى المعموديَّة، هذا هو معنى هذا العيد الظهور الإلهي. كلُّ شيء قد فعله المسيح من أجلنا، من أجل خلاصنا حتى نحيا حياةً سلاميَّة فرِحة، حتى يُعطينا الروح القدس الذي يجدِّدنا ويجعلُ منَّا خليقة جديدة. نحن نستقي من هذه المياه المقدّسة لتقديسنا، ونطلب من الله الذي ظهر على ضفاف نهر الأردن أن يظهر أيضًا في حياتنا يوما بعد يوم وإلى الأبد، آمين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عيد الظهور الإلهى ! |
عيد الظهور الإلهي |
عيد الظهور الإلهى ! |
عيد الظهور الإلهي |
الظهور الإلهي |