لايستطيع أحد ان يحب الله ويطيع وصاياه ويتحدث عنه باشتياق قلبه ولهفة رؤياه ولازالت نفسه عزيزة في عينه، لأن كل من يعز نفسه يُريد أن يحفظها ويكرمها، لذلك فهو يبحث عن راحتها ويعطيها كل ما تطلب حتى أنه في النهاية يجد أن محبته البسيطة التي كانت تدفعه نحو خالقه انطفأت داخله وبدأ يحيا في معزل تام عنه دون أن يشعر أو يحس وربما - في بعض الأحيان - يصل لسقوط مروع في أشر الخطايا فظاعة التي كان لا يتخيل أن يسقط فيها يوماً.
أما الذي لا يعز نفسه وينكر ويرفض كل ما هو غريب عن وصية الله وعن الإنسان الجديد فهذا يحب الله على مستوى الواقع العملي المُعاش. لذلك فإن مثل هذا الانسان يطلب مجد الله الحي وحده، لأن الذي يعز نفسه يطلب مجد نفسه، لكن كل من يحب الله يطلب مجده.
((وقال للجميع أن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني)) (لوقا 9: 23)
((فأن من أراد أن يُخلِّص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من أجلي فهذا يُخلِّصها)) (لوقا 9: 24)
((لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وأهلك نفسه أو خسرها)) (لوقا 9: 25)
(( فقال له الله يا غبي هذه الليلة تُطلب نفسك منك فهذه التي أعددتها لمن تكون. هكذا الذي يكنز لنفسه وليس هو غنياً لله)) (لوقا 12: 20، 21)
لذلك فأن كل نفس تحب الله تطلب دائماً مجده عملياً عن طريق حفظها للوصية بتواضع شديد، ودائماً ما تعطي بفرح المجد والإكرام والتسبيح بذكر الاسم الحسن الذي للخلاص (يسوع المسيح) الذي به يُستجاب لنا دوماً وبه تستقيم عباداتنا، لأن به لنا قدوماً نحو الآب أبانا وسيد كل أحد الذي يليق به المجد والإكرام والتسبيح مع الابن الحبيب والروح القدس آمين.