رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ان تعريف الجريمة يثير في الواقع مذاهب فلسفية ومشاكل ميتافيزيائية عديدة . فالفيلسوف الالماني كانت kant مثلا يعرف الجريمة بأنها "كل مخالف للاخلاق والعدالة" أما المشرع السوفياتي فيقول بانها "كل فعل أوامتناع عن فعل موجه ضد النظام السوفياتي" . وهذا الاختلاف في التعريف هو الذي دعا بعض المشرعين الى أن يمتنعوا عن ذكر أي تعريف. فالقانون المعمول به في سورية مثلا يكتفي بتعريف الجرائم الثلاث: الجنايات، والجنح، والمخالفات، بما يقابلها من عقوبات، ومعنى هذا ان درجة العقوبة وخطورتها هي التي تعرفنا بنوع الجريمة . عناصر الجرم الثلاثة : 1- العنصر المادي، ونعني به الفعل الذي ينم عن الجريمة . 2- العنصر المعنوي، وذلك أن الارادة والنية عنصران نفسيان يجب توفرهما في كل جريمة ، اذ لايتصف فعل أحدث ضررا اجتماعيا بأنه جريمة الا اذا أراده فاعله واراد أن يخالف به القانون . 3- العنصر القانوني . كل فعل لم يذكره القانون بصراحة لايمكن ان يعتبر جرما . ولايمكن ان يعاقب عليها القانون هي التي تتصف بسبق التصميم préméditation ثم ان خطورة هذه الجريمة تختلف حسب الظروف التي رافقتها وحسب التخريب المادي أو المعنوي الذي أحدثته ، وحسب الدافع اليها – وينبغي أن نشير بعد الى أن الجريمة قضية ذات وجهين : 1- فسبق التصميم وكيفية حدوت الجريمة ، والبحث في الظروف التي رافقتها، من اختصاص علم الجريمة الذي هو بدوره فرع من علم النفس العام . 2- وعقاب الجريمة من اختصاص علم الجريمة القانوني criminalstique الذي هو فرع من علم الحقوق . و الجريمة حادثة اجتماعية، بعض أسبابها نفسية ووراثية . ومما لاشك فيه ان التفكير في الجريمة عملية ذهنية غير أن الجريمة في حد ذاتها حادثة اجتماعية ، اذ أن ارتكاب الجريمة هو في الواقع نوع من الخروج على قواعد السلوك التي يرسمها المجتمع . وبعبارة اخرى أن المجتمع يعتبر الانسان مجرما اذا كان هذا الانسان لا يحترم قواعد السلوك التي أقرها سائر الناس . ولكل مجتمع مقاييسه الخاصة ، فما نعتبره نحن جريمة قد لايكون كذلك عند شعب أخر، ولابد من الحديث عن المسؤولية ما دمنا نتحدث عن الجريمة، إذ لابد من انزال العقاب على المجرم اذا توفرت فيه شروط تجعله مسؤولا عن اعماله. فما هي هذه الشروط؟ 1أن يكون المجرم انسانا ، وهذا الشرط يبدوا بديهيا في عصرنا الحديث ولكن لم يكن الامر كذاك في المجتمعات البدائية ، فقد كانت الحيوانات تعاقب .2 أن يكون حيا . 3 أن يكون عاقلا . 4 أن يكون راشدا . هذه الشروط وضعتها الامم المتحضرة ، غير أن الامم الغابرة كثيراما كانت تعاقب الاموات وتجلدهم وتحرق اجسامه وتنبش قبورهم . وكان الطفل والمجنون مسؤولين ايضا. ثم المجتمع كثيرا ما كان ينزل العقاب على المجرم وعلى من اتصل به من أهله واقربائه . وهذا مانلاحظه في المجتمعات العشائرية لانها تعتبر المسؤولية جماعية . اما في العصر الحديث فان المسؤولية قد أصبحت فردية أي أن المجرم وحده هو الذي ينال جزاء ما ارتكب . |
23 - 05 - 2016, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: السلوك الأجرامى وعلم النفس الجنائى
ربنا يبارك حياتك
|
||||
25 - 05 - 2016, 04:31 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: السلوك الأجرامى وعلم النفس الجنائى
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اﻷبوة الروحية وعلم النفس الحديث: أفكار للتأمّل |
السلوك الأجرامى |
علم النفس الجنائى |
علم النفس وعلم النفس الاجتماعى |
الحب الزوجي في ضوء الإنجيل وعلم النفس |