![]() | ![]() |
|
![]() |
|
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أنا عطشان – أعطيني لأشرب
![]()
* في الحقيقة أن كل إنسان فينا في باطنه لهيب شوق عطش عميق إلى الله الحي، يدفعه دفعاً للامتداد نحو الله مهما ما كان ساقط أو في عمق أعماق وحل الخطية متورطاً فيها حتى الآذان ويكاد أن يغرق ليموت فيها إذ أنه واقف على حافة الهاوية السحيقة، وهذا الامتداد يجعل في داخله تساؤل يشغل حيز تفكيره ولو من بعيد وهو ما قاله المُرنم في القديم: متى أجئ وأتراءى قدام الله (مزمور 42: 2)، ويتحل التساؤل لأنين عميق في النفس يزيد من الشوق والطوق للإله الحي.
* ولكن مع الوقت وطول الأيام تزداد المشكلة تعقيداً ويجد الإنسان نفسه أبعد ما يكون عن الله الحي بالرغم من أنه أحياناً يُمارس الممارسات الدينية ويامم الواجبات الروحية، وربما يكون خادم أو حتى ذو رتبه كنسية، ولكن كل أعماله هذه التي يعملها ليست بذات قيمة تُذكر سوى انها أراحت ضميره بعض الشيء، لكن لهيب العطش يوجع أحشاءه من الداخل، ونفسه حزينة جداً حتى الموت، حتى ولو كانت الابتسامة على وجهه ظاهره أمام الناس.
* فالإنسان يظل في قلق واضطراب عظيم وروحه في أعماقه تئن فيه، لأنها تُطالب بحقها الإلهي الضائع؛ لأنه يملئها دائماً شعور بالحاجة المُلّحة للحركة والانطلاق نحو هدفها الأسمى الذي هوَّ مصدر وجودها الحقيقي.
* فطبيعة النفس البشرية أنها تواقة لما هو سماوي، وذلك لأن طبعها الأصلي شريف، لأنها مخلوقة في الأساس على صورة الله، فكل انتماء للعالم أو سقوط تحت عثراته وضغوطه المادية، وكل مطالبة السليمة والشرعية، هو غريب عن أصالة معدنها، والاهتمام الزائد به يسبب لها الضيق والقلق إلى حدّ الوصول للكآبة في ضيق شديد المرارة.
*** فشفاء النفس هو في حركتها الطبيعية التي خلقها الله، التي هيَّ: الامتداد في معرفته والقرب منه والالتصاق به، والنفس الواعية لسموها الروحي ومكانتها لدى الله وعمل المسيح من أجلها، لا يُمكن بل ومن المستحيل على الإطلاق أن تؤثر فيها أي ظروف معاكسة أو أي خطية تعثرت فيها. فالعودة لله والتوبة إليه عنصر أساسي في تكوينها وحركتها المخلوقة عليه، لا تقدر أن تتناساه أو يعبر عليها، بل يظل أنين في أعماقها يلح عليها إلحاحاً ويدفعها نحو حضن الله لترتمي فيه.
فيحق لنا الآن بأصالة الوعي الروحي أن نقول: العقل المستنير والإدراك الوعي والتفكير العاقل هو في النفس السليمة، والنفس تكون سليمة كلها صحة وعافية في علاقتها الروحية الصحيحة بمصدر حياتها وخلاصها الله القدوس الحي.
+++ عموما باختصار، الذي لا يهتم بنفسه ويوفر لها مطلبها الأساسي في امتدادها نحو خالقها الذي هو منتهى راحتها وصحتها، فإنه سيقع حتماً تحت عقوبتها، أي مرضها الروحي والنفسي، حتى يؤثر على الجسد نفسه بأمراض غريبة، فالنفس إن مرضت لا ترحم، ولا يعود للحياة كلها أي معنى بالنسبة للإنسان إن هي اعتزلت الحياة وأصابها اليأس والإحباط، لأن هذا كله يدفعها يا اما للجنون وعدم التعقل والشطط، يا أما لليأس المُدمر، حتى تتمنى الموت لأن ليس لها أي رجاء في الحياة الحاضرة ولا الآتية.
والقادر أن يحفظكم غير عاثرين ويوفقكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج يملأ حياتكم بكل نعمة وبركة وسلام وافر؛ "ومن يثبت في تعليم المسيح فهذا لهُ الآب والابن جميعاً" (3يوحنا 9)؛ كونوا معافين باسم الثالوث القدوس آمين. |
#2
|
||||
|
||||
ميرسي على مشاركتك الجميلة مارى
|
#3
|
||||
|
||||
شكرا على المرور
|
#4
|
|||
|
|||
(البسطاء يسمعون الكلمة ويعملون بها عن حب للحق وشوق في قلوبهم، فينالون من الله نعمة الروح؛ أما الحكماء الذين يسعون وراء بلاغة الكلام بلا حب للحق فإنهم يهربون... ولا يتقدمون)
|
#5
|
||||
|
||||
شكرا على المرور |
#6
|
||||
|
||||
أمين
ربنا يبارك خدمتك |
#7
|
||||
|
||||
شكرا على المرور |
#8
|
||||
|
||||
ربنا يبارك خدمتك
|
#9
|
||||
|
||||
شكرا على المرور |
![]() |
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
وهو يسعى إلينا (أعطيني لأشرب)، يعطش لنفوسنا ويجوع لخلاصنا | Mary Naeem | قسم المواضيع المسيحية المتنوعة | 0 | 19 - 03 - 2023 03:37 PM |
أعطيني لأشرب (محاولة لاهوتية) | Mary Naeem | قسم الرب يسوع المسيح الراعى الصالح | 0 | 06 - 02 - 2023 03:41 PM |
أعطيني لأشرب! | Mary Naeem | تأملات فى الكتاب المقدس | 2 | 05 - 04 - 2021 10:43 AM |
إختراع LifeStraw الماء مهما كان غير صالح للشرب أو ملوث، يستخرج منه ماء صالح للشرب فورًا | Mary Naeem | الصور العامة والمتنوعة | 0 | 26 - 03 - 2015 06:39 PM |
أنا عطشان..عطشان الى المحبة عطشان الى الصلاة عطشان الى الخدمة | nasser | مواضيع وتأملات روحية مسيحية | 4 | 22 - 09 - 2014 03:00 PM |