منتدى الفرح المسيحىمنتدى الفرح المسيحى
  منتدى الفرح المسيحى
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث

اسبوع الالام
 أسبوع الآلام 

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين

ثوك تى تى جوم نيم بى أوؤو نيم بى إزمو نيم بى آما هى شا إينيه آمين


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 - 04 - 2016, 06:16 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,814

أنا عطشان – أعطيني لأشرب

أنا عطشان أعطيني لأشرب
+ يا الله، إلهي أنت؛ عطشت إليك نفسي
+ يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء (مزمور 63: 1)

* في الحقيقة أن كل إنسان فينا في باطنه لهيب شوق عطش عميق إلى الله الحي، يدفعه دفعاً للامتداد نحو الله مهما ما كان ساقط أو في عمق أعماق وحل الخطية متورطاً فيها حتى الآذان ويكاد أن يغرق ليموت فيها إذ أنه واقف على حافة الهاوية السحيقة، وهذا الامتداد يجعل في داخله تساؤل يشغل حيز تفكيره ولو من بعيد وهو ما قاله المُرنم في القديم: متى أجئ وأتراءى قدام الله (مزمور 42: 2)، ويتحل التساؤل لأنين عميق في النفس يزيد من الشوق والطوق للإله الحي.

* وشوق النفس هذا لا يرويه غير شخص الله وحده فقط، لأن الإنسان في تيهان قلبه عن الحق، يحفر لنفسه آباراً كثيرة لا تضبط ماء ولا تقدر أن ترويه بكونها مالحة تُسبب عطش أكبر وأعظم، لأنه تارة يبحث عن أعمال صالحة يصنعها أو شيءٌ من النسك الكثير أو القليل، أو يرتكز على الطقوس وغيرها من كل الممارسات الدينية الخارجية لكي يروي ظمأه من نحو الله الحي، أو يفتش عن إنسان يشبعه بالفكر الروحي أو اللاهوتي، ولكن هيهات أن ارتوى، لأنه يزداد جفاف أكثر ويسير في برية التيه، التي فيها لا يرى الله ولا يشعر بقربه، ويشتكي ويصرخ صرخة داخلية صامته: "من ينزل الله من سماء مجده إليَّ، أو من يرفعني إليه"، ومن ثمَّ يبحث عن وسيط ليُصالح بينه وبين الله، ولسان حاله يقول: "ليس بيننا مُصالح يضع يده على كلينا" (أيوب 9: 33)
* ولكن مع الوقت وطول الأيام تزداد المشكلة تعقيداً ويجد الإنسان نفسه أبعد ما يكون عن الله الحي بالرغم من أنه أحياناً يُمارس الممارسات الدينية ويامم الواجبات الروحية، وربما يكون خادم أو حتى ذو رتبه كنسية، ولكن كل أعماله هذه التي يعملها ليست بذات قيمة تُذكر سوى انها أراحت ضميره بعض الشيء، لكن لهيب العطش يوجع أحشاءه من الداخل، ونفسه حزينة جداً حتى الموت، حتى ولو كانت الابتسامة على وجهه ظاهره أمام الناس.

*** ولنعلم أنه من المستحيل على الإنسان أن يرى الله إلا بعد صِدام المواجهة مع الواقع ليصل للقناعة الداخلية التامة أن كل سيره الطويل في البحث عن الأماكن الصالحة ليجد فيها آبار ماء حي لا تُجدي نفعاً وليست بذات قيمة على الإطلاق والمحصلة = صفر، وليس هناك من حل على الإطلاق سوى أن تجده الحياة نفسها وتلتقيه.
* فالإنسان يظل في قلق واضطراب عظيم وروحه في أعماقه تئن فيه، لأنها تُطالب بحقها الإلهي الضائع؛ لأنه يملئها دائماً شعور بالحاجة المُلّحة للحركة والانطلاق نحو هدفها الأسمى الذي هوَّ مصدر وجودها الحقيقي.

+ كما يشتاق الآيل إلى جداول المياه
+ هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله (مزمور 42: 1)
* فطبيعة النفس البشرية أنها تواقة لما هو سماوي، وذلك لأن طبعها الأصلي شريف، لأنها مخلوقة في الأساس على صورة الله، فكل انتماء للعالم أو سقوط تحت عثراته وضغوطه المادية، وكل مطالبة السليمة والشرعية، هو غريب عن أصالة معدنها، والاهتمام الزائد به يسبب لها الضيق والقلق إلى حدّ الوصول للكآبة في ضيق شديد المرارة.

** لذلك فأن شفاء النفس الحقيقي والفعلي من المستحيل على الإطلاق أن يكون بطرق بشرية مهما كانت صحيحة، فمحاولة إدخال الفرح الكاذب بالإيحاءات أو الدراسات أو التسلية أو المسرات الجسدية أو كثرة الحديث أو كثرة الصداقات أو عن طريق المشورة أو التنمية البشرية، فهذه كلها تُزيد من هروب النفس واختفاؤها، ليبرز من بعدها الضيق والتعب والكآبة والحيرة بأشد مما كانت!!!
*** فشفاء النفس هو في حركتها الطبيعية التي خلقها الله، التي هيَّ: الامتداد في معرفته والقرب منه والالتصاق به، والنفس الواعية لسموها الروحي ومكانتها لدى الله وعمل المسيح من أجلها، لا يُمكن بل ومن المستحيل على الإطلاق أن تؤثر فيها أي ظروف معاكسة أو أي خطية تعثرت فيها. فالعودة لله والتوبة إليه عنصر أساسي في تكوينها وحركتها المخلوقة عليه، لا تقدر أن تتناساه أو يعبر عليها، بل يظل أنين في أعماقها يلح عليها إلحاحاً ويدفعها نحو حضن الله لترتمي فيه.

+++ ويفيدنا جداً معرفة أن علاقة النفس علاقة صحيحة بالله هي مصدر الحياة للإنسان وفرحه الدائم واستمرار حياته بهدوء وسلام في أشد الظروف إزعاجاً وضيقاً مهما ما كانت شدة الآلام، فنحن نحتاج – اليوم - لقوة جديدة، التي هي قوة المسيح القائم من الأموات، الذي هو أمس واليوم والغد بل وإلى الدهر، فليتنا اليوم وكل يوم نلمس بالإيمان شخصه لتخرج منه قوة ويقول من لمسني لأن قوة خرجت مني (لوقا 8: 46)
فيحق لنا الآن بأصالة الوعي الروحي أن نقول: العقل المستنير والإدراك الوعي والتفكير العاقل هو في النفس السليمة، والنفس تكون سليمة كلها صحة وعافية في علاقتها الروحية الصحيحة بمصدر حياتها وخلاصها الله القدوس الحي.

* فالعناية – يا إخوتي – بالنفس البشرية أولى من العناية بالجسد ألف مرة، فهي سرّ صحته وعافيته وحياته وقوته. فالنفس في الإنسان أعظم من جسده، بل والنفس بعلاقتها الوثيقة بالله أعظم من الذات التي تنتمي للجسد أي روح الكبرياء والتباهي بالأعمال: "ولكن بنعمة الله أنا ما أنا، ولكن لا أنا بل نعمة الله التي معي" (أنظر 1كورنثوس 15: 10)
+++ عموما باختصار،
الذي لا يهتم بنفسه ويوفر لها مطلبها الأساسي في امتدادها نحو خالقها الذي هو منتهى راحتها وصحتها، فإنه سيقع حتماً تحت عقوبتها، أي مرضها الروحي والنفسي، حتى يؤثر على الجسد نفسه بأمراض غريبة، فالنفس إن مرضت لا ترحم، ولا يعود للحياة كلها أي معنى بالنسبة للإنسان إن هي اعتزلت الحياة وأصابها اليأس والإحباط، لأن هذا كله يدفعها يا اما للجنون وعدم التعقل والشطط، يا أما لليأس المُدمر، حتى تتمنى الموت لأن ليس لها أي رجاء في الحياة الحاضرة ولا الآتية.

*** ولننبته في بساطة قلب لأن: (البسطاء يسمعون الكلمة ويعملون بها عن حب للحق وشوق في قلوبهم، فينالون من الله نعمة الروح؛ أما الحكماء الذين يسعون وراء بلاغة الكلام بلا حب للحق فإنهم يهربون... ولا يتقدمون) ((من عظة 43 عن النمو للقديس مقاريوس الكبير))
+ وحقاً طوبى للذي يعطش الآن لأنه زمان الملء، وطوبى لمن يشرب ويمتلئ كقول الروح: "من يعطش فليأتِ، ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجاناً" (رؤيا 22: 17)
والقادر أن يحفظكم غير عاثرين ويوفقكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج يملأ حياتكم بكل نعمة وبركة وسلام وافر؛ "ومن يثبت في تعليم المسيح فهذا لهُ الآب والابن جميعاً" (3يوحنا 9)؛ كونوا معافين باسم الثالوث القدوس آمين.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 - 04 - 2016, 01:31 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
walaa farouk walaa farouk غير متواجد حالياً
..::| الإدارة العامة |::..
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
الدولة: مصر
المشاركات: 376,472

ميرسي على مشاركتك الجميلة مارى
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20 - 04 - 2016, 04:10 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,814

شكرا على المرور
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 - 04 - 2016, 12:33 PM
توماس جمال توماس جمال غير متواجد حالياً
فرحتى انى انضميت معاكم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2016
الدولة: مصر
المشاركات: 12

(البسطاء يسمعون الكلمة ويعملون بها عن حب للحق وشوق في قلوبهم، فينالون من الله نعمة الروح؛ أما الحكماء الذين يسعون وراء بلاغة الكلام بلا حب للحق فإنهم يهربون... ولا يتقدمون)
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 - 04 - 2016, 03:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,814

شكرا على المرور
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 - 04 - 2017, 10:17 PM
الصورة الرمزية MenA M.G
MenA M.G MenA M.G غير متواجد حالياً
..::| VIP |::..
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
الدولة: مصر
المشاركات: 109,860

أمين
ربنا يبارك خدمتك
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 - 04 - 2017, 12:26 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,814


شكرا على المرور

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 - 04 - 2017, 12:39 PM
الصورة الرمزية sama smsma
sama smsma sama smsma غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركات: 91,915

ربنا يبارك خدمتك
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 - 04 - 2017, 01:01 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,814


شكرا على المرور

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وهو يسعى إلينا (أعطيني لأشرب)، يعطش لنفوسنا ويجوع لخلاصنا Mary Naeem قسم المواضيع المسيحية المتنوعة 0 19 - 03 - 2023 03:37 PM
أعطيني لأشرب (محاولة لاهوتية) Mary Naeem قسم الرب يسوع المسيح الراعى الصالح 0 06 - 02 - 2023 03:41 PM
أعطيني لأشرب! Mary Naeem تأملات فى الكتاب المقدس 2 05 - 04 - 2021 10:43 AM
إختراع LifeStraw الماء مهما كان غير صالح للشرب أو ملوث، يستخرج منه ماء صالح للشرب فورًا Mary Naeem الصور العامة والمتنوعة 0 26 - 03 - 2015 06:39 PM
أنا عطشان..عطشان الى المحبة عطشان الى الصلاة عطشان الى الخدمة nasser مواضيع وتأملات روحية مسيحية 4 22 - 09 - 2014 03:00 PM


الساعة الآن 02:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025