|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سؤال عن ركوب الرب على جحش ابن أتان هل يجوز أن نتأمل ونقول أنه يعبر عن الإنسان
+ بالنسبة للسؤال المرسل (في صفحة الفيس بوك الخاصة بالكتاب المقدس) عن تفسير موضوع الجحش اللي الرب اراده لكي يركب عليه ليدخل أورشليم والتأمل فيه على اساس أنه الإنسان، حبيت أنقل إجابته هنا لعلها تكون مشبعه لأحد، مع ملاحظة أن هذا رأيي الشخصي حسب رؤيتي للكتاب المقدس في إطار إعلان الله:+++ أنا عن نفسي لا استسيغ التفسير الذي يتكلم عن تمثيل الإنسان بالجحش والرب يُريد أن يركب عليه، هذا تأمل سيء حسب رأيي الشخصي، لأن الله لم يُشبه الإنسان بالجحش ولا يُريد ان يركب فوقه مثل البهيمة أو الحمار الذي لا يفهم أو يعي، فالله أن كان شبهنا بالخراف فهو بالطبع لا يقصد اننا خرفان مثل الحيوانات، بل كان مجرد تشبيه لصفة مُعينه وقد وضح القصد من هذا التشبيه، لأن كلامه كان بأمثال وليس علانية لكي يفهم الناس ويستوعبوا القصد: + هذا كله كلم به يسوع الجموع بأمثال وبدون مثل لم يكن يكلمهم، لكي يتم ما قيل بالنبي القائل: سأفتح بأمثال فمي وأنطق بمكتومات منذ تأسيس العالم (متى 13: 34، 35)لكن موضوع الجحش موضوع آخر تماماً، لأنه لم يكن مثال قط، والقصد منه أن يظهر مجد تواضعه الخاص بكونه ملك متوج ليس حسب العالم في كبرياءه وتعاليه، بل حسب تواضعه وإخلاء ذاته لأنه: "لم يحسب خُلسة أن يكون مُعادلاً لله، لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس. وإذ وُجِدَ في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (فيلبي 2: 6 - 8)، غير أنه لما أرسل ليطلب وقال عندما يسألكم أحد قولوا الرب محتاج إليه، هنا يظهر طلب الرب والاستجابة الفورية من جهة الطاعة وإعطاء كل ما يطلبه دون تردد، ده اللي نقدر نطلع بيه من الموضوع حسب القصد. +++ ابتهجي جداً يا ابنة صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم، هوذا ملكك يأتي إليكِ، هو عادل و منصور، وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان (زكريا 9: 9) أما التأملات التي تخرج عن الإطار الذي فيه أتى الحدث والكلام (حسب ما أُعلن في كلمة الله بالنبوة السالف ذكرها)، أنا عن نفسي لا أُعطيها اهتمام ولا اعتبار حتى لو كان شكلها جميل ومُريح للناس، لأن الناس يُريحها جداً أن تهين جسدها لأنها تراه - بقصور الرؤيا - أنه سبب ومصدر الخطية، ولا يصح أن ينعت الإنسان نفسه بصفات لا تليق لأنه مخلوق على صورة الله ومثاله، فيليق بنا أن نحترم صورة الله فينا ونقدرها جداً، ولا نهين أنفسنا لأننا نهين من خلقنا على صورته كشبهه، هذا أن كنا نؤمن حقاً بما أُعلن لنا في سفر التكوين. ولنا أن نعي أن الله لا يُريد طاعة لا تبصر، بل يُريد طاعة إنسان واعي منتبه فاهم ماذا يفعل على وجه التحديد، ويسير نحو هدف واضح أمام عينيه باختياره دون غصب ولا إكراه، لأن الله لا يسوقنا مثل الجحش ولا البهيمة، لأنه يُريد أن يجعلنا ابناء فيه، فالعبد لا يعرف ما لسيده بل يطيعه مُرغماً لأن وضعه عبد تحت رحمة السيد المتسلط عليه، كما أن الجحش أو البهيمة تخضع قسراً وتُقاد بلا وعي أو فهم وليس بيدها حيلة لأنها لا تسير من جهة طاعة بل بسبب تدريبها على السير وفق ما يسوقها صاحبها لأنها مسلوبة الإرادة تماماً، وأن عصت فيا إما تُضرب أو تُذبح او تُعدم وتُستبدل بغيرها، أما الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله فوضعه عند الله يختلف عن الحيوان تماماً، فهو لا يَتبدَّل بغيره ولم يُخلق للهلاك ولا للموت ولا للجحيم، بل حسب اختياره لطريقة فأنه يحدد نهايته ومصيره. كما أن دعوة الله لنا في المسيح هي دعوة تبني وحياة بنوة، لا ليركبنا ويسوقنا مثل الحيوان الأبكم أو يشوينا في النار أن عصيناه أو يعذبنا ويقهرنا ويسحقنا ويستهلكنا ويذبحنا ويُهلكنا، بل هدفه كله أن يكون بشخصه فينا ويجعلنا مقرّ هيكله الخاص، فكيف لمن يقول: "أنا فيهم وأنت فيَّ ليكونوا مُكملين إلى واحد وليعلم العالم أنك أرسلتني وأحببتهم كما أحببتني" (يوحنا 17: 23)، يعتبرنا مجرد جحش راكباً عليه، فكيف اتصور أن الله اتحد بجسم بشريتي ويدعوني جحشاً: + إني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً (2كورنثوس 6: 16)فلنفكر في هذا الكلام ونضعه أمام أعيننا، لأن بسهولة سنفهم قصد الكتاب المقدس في وضعه الصحيح. |
|