أن لم يروَّض الفرس الصغير ليُصبح خاضعاً لمالكه، ويُهيأ للسباق ليصير ذات قيمة عالية مربحاً لصاحبه، فأنه يصبح جامحاً، غير خاضع لمدربة، يرفس ويلكم كل من يقترب منه، فلا يصلح لسباق ولا لأي عمل من الأعمال، بل ولا يقدر أن يمتطيه أحد، فيصبح بلا قيمة أو فائدة لمالكة، بل يصير دائماً مصدر مشاكل ومتاعب لا تنتهي.
هكذا كل من لا يربي جسده تربية سليمة بالصوم والصلاة ويخضعه للروح القدس، فأنه ينفلت زمامه ويصبح غير منضبطاً، بل ويظل جامحاً بالشهوة، تحركه ريحها كما تشاء، ليُصبح غير مؤهل أن يدخل في طريق الحياة الأبدية وينقاد بروح الله، فيصبح الإنسان عبداً لاحتياجاته التي تخص العالم، فيُلبي كل حاجات جسده بلا ضابط أو رابط، فيخرج من خضوع الروح ويصير سيداً لذاته وعبداً لكل شهوات قلبه التي تتحرك فيه بسهولة إذ تصير كالريح تميل به يميناً ويساراً حتى لا يعرف طريقه ويصير متخبطاً لا يعرف من أين يأتي ولا إلى أين يذهب، لذلك يقول الرسول:
[ روض نفسك للتقوى؛ لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله ] (1تيموثاوس 4: 7؛ رومية 8: 14)