الأساس الحقيقي الراسخ
لِذلِكَ هكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ الإله:
هأَنَذَا أُؤَسِّسُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرًا، حَجَرَ امْتِحَانٍ،
حَجَرَ زَاوِيَةٍ كَرِيمًا، أَسَاسًا مُؤَسَّسًا: مَنْ آمَنَ لاَ يَهْرُبُ.
تكلم النبي أشعياء في الشاهد أعلاه نبوياً عن "الحجر" الذي سيضعه السيد الرب في صهيون، وأُريدك ان تُلاحظ طريقة وصف هذا "الحجر". فيُشير إليه أولاً بأنه "حجر امتحان"، ويدعوه ثانياً "حجر زاوية كريماً (ثميناً)"، ثم يُشير إليه ثالثاً بأنه "أساساً مؤسساً (أكيداً)". وبكونه "حجر امتحان" يعني أنه قد أُختبر وأُثبتت صلاحيته؛ ثم كونه "حجر زاوية كريماً" يعني أنه أهم حجر في البناء؛ أما كونه "حجراً أساساً مؤسساً (أكيداً)" يعني أنه يمكنك أن تُعلق حياتك عليه
وهذا هو يسوع؛ هو الأساس الوحيد الحقيقي الذي يجب أن تبني حياتك عليه. فلا عجب أن قال في لوقا 47:6-49 "كُلُّ مَنْ يَأْتِي إِلَيَّ وَيَسْمَعُ كَلاَمِي وَيَعْمَلُ بِهِ أُرِيكُمْ مَنْ يُشْبِهُ. يُشْبِهُ إِنْسَانًا بَنَى بَيْتًا، وَحَفَرَ وَعَمَّقَ وَوَضَعَ الأَسَاسَ عَلَى الصَّخْرِ. فَلَمَّا حَدَثَ سَيْلٌ (فيضان) صَدَمَ النَّهْرُ ذلِكَ الْبَيْتَ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُزَعْزِعَهُ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ. وَأَمَّا الَّذِي يَسْمَعُ وَلاَ يَعْمَلُ، فَيُشْبِهُ إِنْسَانًا بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دُونِ أَسَاسٍ، فَصَدَمَهُ النَّهْرُ فَسَقَطَ حَالاً، وَكَانَ خَرَابُ ذلِكَ الْبَيْتِ عَظِيمًا
فالأساس الذي تبني حياتك عليه له أهميته. ويقول الكتاب المقدس "فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ الَّذِي وُضِعَ، الَّذِي هُوَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ." (1كورنثوس 11:3)، فهو الأساس الحقيقي والراسخ. فاجعله اليوم أساس نجاحك بأن توظف مبادئ كلمته في كل تعاملاتك. وبهذه الطريقة، عندما تهب الرياح المُضادة عليك، ستظل راسخاً لأنك مؤسس على الصخرة، المسيح يسوع! وستظل راسخاً في مواجهة أي أمر مضاد أمامك لأنك تقف على المسيح الصخرة القوية
وتذكر أن الأساس هو الذي يصنع الفرق. فكلا البيتين في مثل يسوع في لوقا 47:6-49 واجها نفس الفيضان؛ ولكن انهدم من لا أساس له. فلا عجب أن كتب كاتب الترنيمة، "على المسيح الصخرة القوية أقف؛ فكل أرض سواك رمال غائرة! كل أرض سواك هي رمال غائرة
فاجعل المسيح، الصخرة الراسخة هو أساس ومرساة حياتك! وكُن عاملاً بكلمته، لأنه هكذا تبني حياتك على الصخرة القوية. وهذا ما سيجعلك واقفاً عندما يسقط كل الآخرين. وهذا ما سيجعلك على طريق النجاح والازدهار كل حياتك
صلاة
أبي الغالي، لقد انتشلتني من طين الحمأة، وثبَّت رجليّ على الصخرة، يسوع المسيح. والآن أنا أعلم أنني ساظل راسخاً حتى عندما تُحاول عواصف الحياة أن تهب عليّ، لأنني قد تأسستُ راسخاً على الأساس الحقيقي – يسوع المسيح الصخرة. لذلك فلا يمكن لأي موقف أن يغلبني في هذه الحياة لأنني لستُ سامعاً لكلمتك فقط بل عاملاً بها. آمين