20 - 06 - 2012, 06:29 PM | رقم المشاركة : ( 481 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
476 - الطريق امامنا مليء ٌ بالهضاب والمرتفعات . عوائق كثيرة تملأ الطريق . ويضع الله امامنا وعدا ً رائعا ً في سفر اشعياء النبي 45 : 2 " أَنَا أَسِيرُ قُدَّامَكَ وَالْهِضَابَ أُمَهِّدُ. أُكَسِّرُ مِصْرَاعَيِ النُّحَاسِ ، وَمَغَالِيقَ الْحَدِيدِ أَقْصِفُ." لا نحتاج لأن نقفز فوق الهضاب أو تلتوي اقدامنا تحتنا بسببها . لا نحتاج الى أن نشمّر سواعدنا ، نحفر ونحطم ونسوّي ونعبّد . هو نفسه يمهّد الهضاب ويسوّي الطريق ويمهّده ُ أمامنا . لا نحتاج الى ان نحاول فتح المصاريع وكسر المغاليق . نحاس ٌ وحديد ٌ قاس ٍ لا يلين تحت طرقات ايدينا . هو نفسه يكسّر المصاريع ويقصف المغاليق ويفتح المسدود ويُسقط الاسوار ويرفع العقبات . ما ان نخطو على اول الطريق ، ونرفع ابصارنا لنرى وعورته وهضابه ومغاليقه ، لا نتردد ، لا نتراجع ، لا نخاف ، لا نُحجم . فلنتقدم بكل الثقة فيه ، الهنا الذي وعدنا . هو يسير امامنا ، هكذا يعدنا ، يعبّد ويسوّي ويمهّد الطريق بمروره فيه قبلنا . خطواته تعبّد المكان لخطواتنا . اقدامه تمهد لمواطئ اقدامنا . بالايمان نسير خلفه وهو يسير امامنا ، بالثقة بوعده نخطو في طريقنا وهو يخطو قبلنا . لا تُصدم من ارتفاع الهضاب تملأ حياتك ، لا تخشى كثرة المنحنيات والالتوائات في العالم ، فهو قد سار الحياة ، حياتك قبلك ، وعاش في العالم ، هذا العالم ، مثلك ، ومهّد الهضاب وكسر المصاريع وحطّم المغاليق .
|
||||
20 - 06 - 2012, 06:30 PM | رقم المشاركة : ( 482 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
477 - اعظم ما يصبو اليه انسان هو ارضاء الله . ارضاء الله هدف ٌ عظيم ٌ ومقصد ٌ رائع ٌ مجيد . الله يجعل كل شيء لصالحنا ، فهو يحبنا ويرعانا ويهتم بنا . ونحن بدورنا لا بد ان نسعى لنرضي الله ونتبع وصاياه . يقول النبي سليمان الحكيم في سفر الامثال 16 : 7 " إِذَا أَرْضَتِ الرَّبَّ طُرُقُ إِنْسَانٍ ، جَعَلَ أَعْدَاءَهُ أَيْضًا يُسَالِمُونَهُ." السلام اسمى ما يسعى اليه الناس ويصبون اليه . السلام يحقق هدوء ً وراحة ً ورخاء . مسالمة العدو يحقق السلام ، ولكن تحقيقه ليس سهلا ً ميسورا ً . يرسم النبي سليمان الحكيم الطريق الى ذلك بارضاء الله ، حين ترضي الله وتطيع وصاياه يحوّل اعدائك اصدقاء ، وتحقق السلام وتتفادى الصراع والحرب وسفك الدماء . ويحول العداوة صفاء والكراهية محبة في قلوب الاعداء ، وهو وحده القادر على تغيير القلوب وتصفية النفوس . جعل لابان يصفح عن يعقوب ويكرمه . وعيسو الساعي للقتل والانتقام يعانقه ويقبّله . وشاول الطرسوسي أخا ً ورفيقا ً لمن سعى اليهم ليفتك بهم . الله يستطيع ذلك ويفعله . الى كل انسان يسلك طرقا ً ترضيه . كما فعل مع النبي دانيال حين القوه في جب الاسود عقابا ً على سلوكه المرضي لله واتباعه لتعاليمه ووصاياه . وما ان سقط النبي وسط الوحوش الكاسرة والمفترسة ، حتى حولها الله الى حيوانات اليفة تلتف حوله في وداعة ومسالمة ، تداعبه وتقفز حوله وتلعق وجهه ويديه في ود ٍ وصداقة . حتى الحيوان المفترس يسالم الانسان الذي يرضي الله . اعتى اعدائك يُصبح صديقا ً يسعى لخيرك ، إن كانت طرقك مرضية لله .
|
||||
20 - 06 - 2012, 06:31 PM | رقم المشاركة : ( 483 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
478 - الثمر على الشجرة يزينها ويتوجها ويجملها . الشجرة المثمرة زينة الاشجار . يقول المسيح في انجيل يوحنا 15 : 1 ، 2 " أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ. " الغصن المثمر ينقيه ويشذبه لتزداد ثماره وتكثر ، والغصن العاقر ، غير المثمر ينزعه ويلقيه فيجف ويحترق . وحين ينقّي الله الغصن يستخدم احيانا ً سكينا ً أو مقصا ً . يقطع جزء ً جافا ً أو ورقة ً صفراء تعطّل زيادة الاثمار . والقطع والقص قد يؤلم الغصن أو يجرحه ويؤذيه . لكن ظهور الثمار وانتشارها على الغصن تنسيه كل الالم ، وتجعله يسعد بالقطع والقص الذي تم بيد الكرّام الحكيم الحليم الذي يستخدم كل شيء ليصل الى اعلى درجة من الاثمار . الغصن غير المثمر يُقطع ويسقط تحت الاقدام ، لا يهتم به الكرّام وانما يُصبح لعبة للصغار أو وقودا ً للنار . أما الغصن المثمر فهو كل اهتمام الكرّام وعنايته ورعايته . ايها الغصن المثمر هنيئا ً لك هذا الاهتمام والرعاية ، حتى لو استدعى الامر بعض التنقية والتشذيب والتقليم ، فهذا كله يقودك الى الاثمار . وكلما زاد الثمر وتضاعف ، كلما سعد الكرّام بك ، وافتخرت الكرمة وزاد تمسكها بك وفرحها بثمارك . واثبت في الكرمة ، تثبت الكرمة فيك . بدون ذلك لا تأتي بثمر ، وبه هو ( الكرمة الحقيقية ) تأتي بثمر ٍ كثير .
|
||||
25 - 06 - 2012, 08:21 PM | رقم المشاركة : ( 484 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
480 - قبل ان نخطو دائما ً نتحسس مكان خطوتنا . نريد ان نعرف ونطمئن ان لاقدامنا موضعا ً آمنا ً ، فلا نخطو في النار ولا نخطو في الماء . لا بد ان يكون طريقنا آمنا ً ، صلبا ً ثابتا ً سالما ً . لكن الله احيانا ما يشق لنا طريقا ً وسط الصعب والمستحيل ، وسط النار او وسط الماء ، فيجعل الله لنا في النار طريقا ً وفي البحر طريقا ً . في البرية الصفراء الجافة والشعب يجري خوفا ً وفزعا ً من فرعون ، متفرقين مبعثرين ، فزعين صارخين . وصلوا الى البحر ، مساحات شاسعة من الماء امامهم ، لا طريق فيها . ومساحات شاسعة في الصحراء خلفهم لا طريق فيها . والشعب محصور ٌ بين العائقين ، لا يستطيعون السير . ووقف موسى النبي يواجه صرخات واعتراضات وتساؤلات الشعب الغاضب . وعلا صوته فوق صراخهم وقال : " لاَ تَخَافُوا ". كيف لا يخافون وليس لهم طريق ٌ هنا أو هناك ؟ الموت امامهم وخلفهم . وصاح باعلى صوته : " قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ " خلاص الرب ؟ وكيف يكون ؟ كيف يمكن ؟ تجمدت اقدامهم خوفا ً وعجزا ً . لا طريق امامهم . ووقفوا ، لا طاعة لموسى النبي بل حيرة ً ويأسا ً . وأمر الله موسى أن يمد يده بعصاه على البحر ، ولمس بطرف العصا الماء ، وانشق البحر ، انقسم ، ظهر قاعه ُ يابسا ً . ومد الشعب اقدامه بحرص يتحسسون مكان خطواتهم وكان لاقدامهم موضع آمن وسط البحر . جعل الله لهم في البحر طريقا ً ، وعبروا ، مروا والماء على يمينهم وعلى يسارهم ، سور ٌ يحميهم . واصبح الماء معبرا ً ، ورأوا واقدامهم على اليابسة خلاص الرب . الرب يصنع لك في البحر طريقا ً ويجعل لك في النار طريقا ً . طريقا ً آمنا ً صلبا ً ثابتا ً سالما ً . لا تخف انظر وانتظر خلاص الرب .
|
||||
25 - 06 - 2012, 08:22 PM | رقم المشاركة : ( 485 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
481 - الخوف يغزو كل قلب . مهما كانت شجاعة الشجاع لا بد ان يواجه الخوف . بعضنا يخاف من اتفه الامور وبعضنا يخاف من اقواها ، وهذا يفرّق بين الجبان والشجاع ، لكن الكل يخاف . نخاف الالم ، نخاف المرض ، نخاف الموت . الخوف سببه عدم الاطمئنان لنهاية ٍ سالمة . نخاف المرض خوفا ً من الموت . لو عرفنا ان نهاية المرض شفاء لما خفناه . ولو عرفنا ان نهاية الطريق هناء وسعادة لما خفناه . والمؤمن يواجه الخوف بايمانه ، وكلما زاد ايمانه ُ قل خوفه ، وكلما قل ايمانه زاد خوفه . الله يعدنا بالامان ، يعدنا برحلة حياة آمنة . لا يعدنا الله برحلة هادئة فقد تضطرب الحياة حولنا وتصخب ، وتعلو الامواج وتصدم السفينة وتتلاعب وتعبث بها . لكن ذلك كله لا يهدد أماننا وسلامنا فالقبطان يمسك بيده الزمام ، ويعرف ويقدر على الابحار بالسفينة وسط أعتى العواصف ، حتى يرسو بها وبنا في بر الأمان والراحة والسلام . حين الزم المسيح تلاميذه ليدخلوا السفينة ويسبقوه الى العبر . وحين هبت الريح وهاج البحر وجائت العاصفة واحاطت بهم ، ظنوا انه قد تركهم للهلاك والموت ، خافوا وارتعبوا ، وخاروا وانهاروا . لكنه رآهم وأحس بخوفهم وأدرك عجزهم وجائهم ، جائهم ماشيا ً على البحر . جاء ليحقق لهم الأمان الذي وعدهم به . واسكت الريح واسكن البحر واخرس العاصفة . فمع ان رحلتهم لم تكن هادئة لكنها كانت آمنة ونهايتها سالمة . مهما ضجت الحياة حولك وهاجت . مهما ضجّت الظروف حولك وماجت ، لا تخف ، النهاية سعيدة ، آمنة . ميناء الوصول مضمون ٌ ، سالم .
|
||||
25 - 06 - 2012, 08:24 PM | رقم المشاركة : ( 486 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
482 - في سكون الليل يشق الصمت صوت الكروان . يعلو يمزق الظلام ، يتموج ، الملك لك ، لك ، لك . الملك لك ، لك ، لك . يترجم الطائر ، سفير الخليقة الاعتراف بملك الله . الله وحده صاحب الملك . المُلك لله وحده ، لأن له الملك والقوة والمجد الى ابد الآبدين . كم من جبابرة ٍ علا مقدارهم وتطاولوا حتى السحاب وبعد أن علوا سقطوا . بعد ان تجبروا انكسروا ، وبعد أن ملئوا الكون زالوا . اما الله فكما يجيء الصوت من البداية الى النهاية عبر الزمان ، الملك له ، له ، له . وكم من ملوك ٍ ملكوا باموالهم ، سادوا البر والبحر، الارض والجو . استعبدوا الجماد والحيوان والانسان . اشتروا ما لا يباع وما لا يُشترى ، ثم فجأة ذاب الذهب وتبعثر المال وزال المُلك وهوت العروش . اما الله وكما يُعلن الطائر السابح وسط الكون : الملك له ، له ، له . وكم من طغاة قطعوا الرقاب وقيدوا الشباب ، ومزقوا قلب الحرية ، فينسل سيف ٌ أقوى يقطعهم أو حق ٌ اسمى يسحقهم ، أو موت ٌ اسود يحصدهم . ويبقى الله الاقوى ، الاسمى ، الاعلى ، الاعظم . يا رب الملك لك ، لك . ارفع نظرك الى فوق ، الى السماء . ارفع قلبك الى اعلى ، الى العلاء . ارفع ظلمات الشك الاسود عن روحك ، تجده . صد غزوات الشر القاتم لقلبك ، تره . الله القائم يملأ السماوات والارض بملكوته . الله المتربع على عرش الحياة والخلود بسلطانه . يشارك داود النبي الكروان ويرنم : " اَلرَّبُّ قَدْ مَلَكَ . لَبِسَ الْجَلاَلَ . لَبِسَ الرَّبُّ الْقُدْرَةَ " ( مزمور 93 : 1 ) ويلحق دانيال بهما ويعترف : " آيَاتُهُ مَا أَعْظَمَهَا ، وَعَجَائِبُهُ مَا أَقْوَاهَا ! مَلَكُوتُهُ مَلَكُوتٌ أَبَدِيٌّ " ( دانيال 4 : 3 ) ويرنم الشعب كله ويقول : " لِتَفْرَحِ السَّمَاوَاتُ وَتَبْتَهِجِ الأَرْضُ وَيَقُولُوا فِي الأُمَمِ : الرَّبُّ قَدْ مَلَكَ. " ( 1 اخبار 16 : 31 ) هو المَلك ، والمُلك له وحده . وهو السيد ، والسيادة والسلطان له وحده . هو الرب والخضوع والعبادة له وحده . نعم يا رب ، المُلك لك ، لك ، لك . نعم يا رب لك المُلك والقوة والمجد الى أبد الآبدين ، آمين .
|
||||
29 - 06 - 2012, 06:37 PM | رقم المشاركة : ( 487 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
483 - البعض يكره الانتظار ويبغضه ويستثقله . يقولون وقوع البلاء اهون من انتظاره . هذا في انتظار البلاء والشقاء لا الفرج والهناء . انتظار الفرج فرح ، انتظار الهناء سعادة . حين تقدم ابونا يعقوب لزواج راحيل ابنة خاله ، كان مهرها سبع سنوات يخدم فيها خاله . سبع سنوات طوال . لم تكن في نظره ِ طوال . يقول الكتاب المقدس : " وَكَانَتْ فِي عَيْنَيْهِ كَأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ لَهَا." ( تكوين 29 : 20 ) ينتظر محبوبته ، وانتظار الحبيب ، محبوب . الحب يطوي السنين ويقصّرها ويجعل الانتظار حلوا ً مقبولا ً . انتظار الفرح يجعلنا نعيش الفرح المنتظر كل ايامه ونحياه . ونحن في انتظار مجيء المسيح ثانية ً ، نرى ايام الانتظار قليلة ولذيذة . يقول الوحي المقدس في رسالة العبرانيين 10 : 37 " لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيل جِدًّا سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ. " وقد أكّد الملاكان للرسل ولنا وللعالم أمر مجيئه ، فقالا : " إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ . " ( اعمال 1 : 11 ) وكل مؤمن ينتظر هذا المجيء ، الرجاء المبارك بسعادة ٍ وفرحة . ومهما طالت فترة الانتظار فهي قصيرة بالمقارنة بابدية اللقاء الذي لا ينتهي . رجاء الشركة مع المحب الفادي ، وقضاء الابدية في رفقته ، يجعل سنوات الانتظار كأيام قليلة . وفي سنوات الانتظار نعيش اللقاء ، نتصور ، نتخيل ، نحلم ، نرسم ، نستعد . فيلذ الانتظار ويحلو ويخف ويبدو جميلا ً رائعا ً . انتظار الفرح يجعل ما حولنا مفرحا ً . انتظار الفرج يجعل كل الضغوط خفيفة ً محتملة . فنسعد بالانتظار سعادتنا باللقاء ، وتبدأ شركتنا بالحبيب المنتظر من الآن . وتنظم فترة الانتظار فتلتحم بوقت البقاء الابدي معه . فاسعد بانتظارك " لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيل جِدًّا سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ. " .
|
||||
29 - 06 - 2012, 06:40 PM | رقم المشاركة : ( 488 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
484 - وصلني بالامس خبر صديق زلت قدمه وهو يسير وانكسر كاحله . الطريق دائما ً خطر وارجلنا تغوص في كل لحظة ارضا ً وعرة . كلما نزلنا الى الطريق دعونا الله ان يحفظ اقدامنا . ويقول الله في سفرصموئيل الاول 2 :9 " أَرْجُلَ أَتْقِيَائِهِ يَحْرُسُ " الله القادر القدير يحرس ارجل اتقيائه ، يصون ارجل المؤمنين به ، يحفظها من الزلل ومن الكسر . الطريق الذي نسلكه زلق ٌ موحل ٌ ، خطر ٌ ، وعر ، وارجلنا ضعيفة ٌ ، هشة ٌ ، عاجزة ، رعناء ، غبية . لهذا يحرس الله ارجلنا ، يقويها ، يحميها من السقوط . الله لا يسمح ان يسقط اتقيائه فتتلوث ثيابهم وتتنجس طهارتهم . وسط تيارات الشر يحمينا . وسط طريق الآلام يحفظنا . برغم جبروت الشيطان والاعيبه وجولانه حولنا ، الله يحوطنا بعنايته ، فيحمي ارجلنا ويحرسها لتبعد عن طريق الشر وتسلك في طريق البر . ويحرس الله ارجلنا فلا تعيا ولا تتعب ولا تكل . لا تنوء تحت ثقل المشاكل واحمال الهموم والمتاعب . يمد يده فيحمل احمالنا ويرفع اثقالنا ويخفف الضغط على ارجلنا فلا تتورم من وعورة الطريق ولا من مشقة الاحمال . ويحرس اقدامنا من ان تجرحها الاشواك وتدميها العقبات ، ويحفظها من عقارب الطريق وحياته ِ السامة . العالم الذي نعبره مليء ٌ بالاعداء اللذين يسعون لهلاكنا ، لكن الله حليف المؤمن وحافظه ، يدافع عنه ويصد عنه الهجمات ويسلح اقدامه بالقوة وارجله بالأمان ، ويحرس ارجلنا من الفخاخ المنتشرة حولنا . مهما كان خطر الطريق ومهما كان ضعف رجليك ، الله يحرسها ويحرسك ، يفرش تحت قدميك بساطا ً ، بساطا ً ناعما ً لدنا ً يحملك ويرفعك فوق كل الاخطار . انت في رعاية الله وعنايته . انت حبيبه وتقيه . وهو يحمي اتقيائه ويحرس ارجلهم ، فلا تخف وسر مطمئنا ً ، هو يعتني بك .
|
||||
29 - 06 - 2012, 06:43 PM | رقم المشاركة : ( 489 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
485 - امر الله موسى نبيه ان يذهب الى مصر ، ويكلم فرعون ويدعوه ان يترك شعبه ليخرجوا من مصر . تعلل موسى ووضع امام الله حججا ً كثيرة . وقال من ضمن ما قال : " لَسْتُ أَنَا صَاحِبَ كَلاَمٍ ..... أَنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ " ( خروج 4 : 10 )
وقال له الله : " مَنْ صَنَعَ لِلإِنْسَانِ فَمًا ؟ .... أَمَا هُوَ أَنَا الرَّبُّ ؟ " ثم امره بالذهاب قائلا ً : " فَالآنَ اذْهَبْ وَأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَأُعَلِّمُكَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ " وذهب وواجه فرعون وحكمائه وتكلم بكلام الله واخرج شعبه من مصر . ونواجه في حياتنا من يصارعوننا بكلامهم ومنطقهم وفلسفاتهم . ونقف بلساننا العاجز وفمنا الثقيل خائفين مرتبكين ، ونحن نخشى ان يضيع الحق ويسود الباطل بسبب قصورنا . لكن الله يقول لنا : " َأَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَأُعَلِّمُكَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ " فيحمل لساننا حكمة الله ، ويخرج فمنا علم الله . هو يتكلم بنا . وحين وقف اسْتِفَانُوسَ امام مجمع اليهود وكهنتهم يحاورهم ، لم يقدروا ان يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به لأن الله كان يتكلم به . الله يتكلم بي وبك . حين تقف امام اعداء الله ويحاججونك ويهاجمونك ، لا تخشى شيئا ً ، لا تهتم فإن المسيح قال : " أَنَا أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا. " ( لوقا 21 : 15 ) الله سبحانه وتعالى كلي ّ الحكمة ، وهو يعطي المتواضعين حكمة كما قال سليمان الحكيم . ويعدنا الله على لسان يعقوب الرسول : " إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ. "( يعقوب 1 : 5 ) روح الله فيك ، روح الحكمة . كلام الله فيك ، كلام العلم والفهم . فلا تخف من يناظرك بالباطل ، أي يحاججك بالغش . لا تخف منطق الاشرار ، ولا تخشى فلسفة الكفار ، فالله يحطم حججهم ويهدم فلسفتهم ويقطع منطقهم بسيف الحق ، فمك . كما يقول اشعياء النبي : " جَعَلَ فَمِي كَسَيْفٍ حَادٍّ." ( اشعياء 49 : 2 ) . |
||||
30 - 06 - 2012, 07:18 PM | رقم المشاركة : ( 490 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
486 - بعض الناس تقبل صحبتنا وتبقى معنا وقت الراحة والهناء . ويهجروننا ويتركوننا ويبتعدون عنا حين يحل التعب والشقاء . ما الذي يدعوهم لتحمل اثقال الحياة معنا ؟ لا شيء يجعلهم يضحون براحتهم من اجلنا . حتى اقرب الناس يتركوننا ويهملوننا وقت الضيق والاحتياج . الاخوة والاهل والاقارب والاصدقاء واحيانا ً الاب والام . هكذا الحياة ، خصوصا ً في هذا العصر الصعب . وكل انسان ٍ معذور ٌ في ذلك ، يكفيه قسوة حياته . الا الله ، ابانا ، ليس مثل الناس ، كل الناس ، هو ابدا ً لا يهملنا ولا يتركنا . بعد موت موسى النبي ، وشعب الله الكثير بحمله الثقيل ، تائه ٌ في الصحراء ، يختار الله يشوع خادم موسى ليحمل الراية بعده . ويعده الله ويقول له : " كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ . لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ. تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ " ( يشوع 1 : 5 ، 6 ) مهما تركوك ، لا اتركك ، ومهما قاوموك لن ينالوا منك " لاَ يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. " ونحن نقف تائهين وحدنا وسط صحراء ضحلة واسعة قاتلة ، وعلى اكتافنا اطنان من المشاكل تُحني هامتنا ، يعلو صوت الله : أنا معك ، لا اهملك ولا اتركك . حين نتصور ان لا احد معنا ، الكل يبتعد عنا ، ولا نرى الا ظل عودنا الهزيل . خطٌ داكن ٌ شاحب ٌ وسط الصحراء . يتدخل الله ، ويحول وجوده الصحراء جنة ً خضراء ، ويملأ حضوره الكون كله حولنا ، فتشدو ترانيم محبته . ونعيش لحن ثقة ٍ وايمان ويقين ٍ وامان . ومع ان الخطر والحزن والالم والموت ، يطرد الاصدقاء ، الا انها بكل ما بها من اسباب الهجر ، تُسرع بحضور الله . تلفت حولك وسط ظلام العاصفة . ابحث عن الله داخل ظلال الغيوم ، تجده يُقبل مع ضوء الفجر ، تره ُ يأتي مع سحاب الصباح . هو امين وامانته ُ دائمة ًٌ الى الابد ، وهو لا يهملك ولا يتركك .
|
||||
|