رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
للقمص مرقص عزيز خليل قدماء المصريين: مما لا خلاف فيه أن ماضى أى أمة إنما هو رأس مالها المتجمع لها على مدى السنين. وبغير رأس مالها هذا لا تستطيع هذه الأمة أن تقيم لها مجدا. أو توطد لها دعامة. ولهذا ينبغى أن تراعى المحافظة على توازنها بين ماضيها وحاضرها. ولذلك كان أهم طابع تتميز به الأمة الحية الناهضة هو تقديرها لماضيها. تقديرا صحيحا. ودراسته دراسة عميقة. وبذلك تتاح الفرصة لاستخراج العبر والعظات من ثناياه. فتكون بمثابة نبراس يهتدى الجميع بهداه. ويحتذى الجميع به وبذا يتمكن أبناء هذه الأمة من استمداد الثقة بالنفس من مواقف أجدادهم المشرفه وصفحات أبائهم الناصعة. لقد أثرت الحضارة المصرية تأثيرا عظيما فى جميع الحضارات البشرية القديمة. ولذلك تدين جميع هذه الحضارات لمصر بالكثير من هذا الفضل.. وإلى قدماء المصريين يرجع الفضل فى اختراع الأبجدية التى اقتبسها الفينيقيون. ثم عمموها فى العالم بعد ادخال تعديلات شكلية طفيفة عليها. وكذلك اخترع المصريون الحبر والورق فسهلت بفضل ظهور هذين الاختراعين عملية تدوين علوم الإنسان الفعلية وثروته الذهنية. التقويم المصري: اختراع المصريين القدماء أيضا التقويم المصرى (القبطى) الذى وضعه العلامة (توت) رب العلم ومخترع الكتابة سنة 4241 ق.م. ويتفق هذا التقويم تماما مع مطلع ظهور نجمه الشعرى اليمانية (سيروس Siriuz) الذى يتفق ظهوره مع تمام وفاء النيل بفيضانه. ولذلك اتخذوه أساسا لتقويمهم. وبرهنت آلاف السنين الماضية على أنه أضبط التقاويم التى ابتكرتها الأمم حتى اليوم. كما أكد ذلك الدكتور أحمد ذكى أستاذ الفلك بجامعة عين شمس فى كتابه (مع الله.. فى السماء). والسنة المصرية (القبطية) سنة نجمية مدتها 365 يوما وست ساعات. ويعتبر الفلكيون فى العصر الحديث اليوم النجمى أضبط من اليوم الشمسى وقد أصدرت هيئة اليونسكو كتابا بعنوان (علم الفلك الحديث) جاء فيه (أن السنة النجمية واليوم النجمى أضبط من السنة الشمسية. ولذلك يستخدم جميع فلكى العالم اليوم النجمى فى أعمالهم الفلكية) . ونجم الشعري اليمانية الذى اتخذه المصريون أساسا لسنتهم المصرية يكون مع الأرض والشمس فى خط مستقيم مرة كل سنة ويشرق قبل شروق الشمس بمدة قصيرة. إذ أنه من أشد النجوم لمعانا وتلألاً. ويعطى من الضوء قدر ما تعطيه الشمس 26 مرة. وهو يعطى من الحرارة مقدارا يتناسب مع ما تعطى من ضوء. وجرم هذا الكوكب أكبر من جرم الشمس بمئتى مرة. التقويم اليوليانى: كانت السنة الرومانية شمسية وتحتوى على 365 يوما ومقسمة إلى 12 شهرا. واستمرت كذلك إلى زمن يوليوس قيصر إذ فى سنة 46 ق.م والتى تعادل سنة 708 من تأسيس روما لاحظ القيصر وجود اختلاف بين السنة الرومانية الشمسية وبين السنة القبطية النجمية. ولذلك كلف العالم الفلكى المصرى سوسيجينوس باصلاح السنة الرومانية وجعلها تتمشى مع السنة القبطية والتى مدتها 365 يوما وربع. فقام بعمله هذا سنة 46 ق.م وجعل السنة الكبيسة فى التقويم القبطى تعادل مثيلتها فى التقويم الجديد ومدتها 366 يوما فزاد يوما إلى شهر فبراير فأصبح عدد أيامه 29 يوما فى السنة الكبيسة و28 يوما فى السنة البسيطة وسمى هذا التقويم الذى عمل بمعرفة الفلكى المصرى باسم التقويم اليوليانى نسبة إلى يوليوس قيصر. التقويم الغريغورى: ظل التقويم اليوليانى متبعا شرقا وغربا حتى القرن السادس عشر إلى يوم 5 أكتوبر سنة 1582 إذ فى عهد البابا غريغوريوس الرومانى عدل هذا التقويم على اعتبار أن السنة تتألف من 365 يوما و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية. ومنذ هذا العام صار التقويم اليوليانى النجمى والمتمشى مع التقويم القبطى المصرى يحمل اسم البابا غريغوريوس. ونتج عن ذلك حذف عشرة أيام من السنة زادت الأن ثلاثة أيام وبذلك أصبح الفرق 13 يوما. لقد نام الناس فى 5 من أكتوبر سنة 1582 واستيقظوا فإذ بهم فى 15 من أكتوبر سنة 1582 . وكان قديما يأتى عيد ميلاد السيد المسيح يوم 25 ديسمبر (الذى كان يقابل 29 كيهك) حسب التعاليم الرسولية وهكذا بدأت السنة الغربية تتقدم (بعد العشرة أيام السابقة الذكر) عن السنة الأصلية المنسجمة مع السنة المصرية بمعدل يوم فى كل حلقة زمنية مقدارها 128 سنة. ولما كنا نحن الأن فى نطاق الحلقة الرابعة من سنة 1582م للآن. لهذا يقع 29 كيهك فى 7 يناير. وعند بدء الحلقة الخامسة يقع فى 8 يناير وعند انتهاء 30 حلقة يقع 29 كيهك فى فبراير. وبمضى الحلقات الزمنية يقع فى مارس ثم فى ابريل... الخ ثبات موقف الكنيسة القبطية: أن موقف الكنيسة القبطية فى عيد الميلاد بحسب التحديد الرسولى وتاريخها المصري ثابت وهو 29 كيهك لم يتزعزع. أما السنة الغربية فهى التى تجرى إلي الأمام كل 128 يوما. ولو طالت الحياة على الأرض. ولو جارينا التقويم الغربى وقمنا بتعديل أعيادنا وتقويمنا ليتماشى مع التقويم الغربى ستتغير الخريطة الزراعية فى بلادنا. وسيبدأ شهر توت بعد نهاية شهر بابه الحالى وتقع بداية شهر بابه بعد نهاية شهر هاتور. فى حين أن الشهور القبطية ظلت ثابتة فى مناخها ومحاصيلها إلى يومنا هذا. ومازال الفلاح المصرى يردد ما كان يقوله أخوه الفرعونى منذ آلاف السنين. توت زرع ولا فوت. بابه أدخل بابك وأقل الدرابه. أن عيد الميلاد حسب التعاليم الرسولية لا يرتبط بالتقويم الغربى منفردا بل بالتقويم القبطى الثابت أيضا. وسنعيد بانتظام انشاء الله فى 29 كيهك فى ثلاث سنوات وهى السنوات البسيطة وفى 28 كيهك فى السنة البسيطة (السنة الرابعة) سواء كان ذلك يوافق 7 يناير أو 8 فبراير. ان الخلاف بين الغرب والشرق فى موعد عيد ميلاد السيد المسيح هو اختلاف فى التقاويم وليس خلاف عقيدى. وليكن لكل أمة تقويمها. ولن يفرط المصرى فى تقويمه وإلا فقد تاريخه وتغيرت مواعيد أعياده وأصوامه وكل طقوسه. مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد المجيد فى دول العالم العالم يجرى وراء المظاهر الخارجية حتى ابتعد الاحتفال بميلاد السيد المسيح عن العمق إلى السحطيات. ليت العالم يفيق ويعود إلى ماضيه عندما كانت القلوب تفرح مع دقات أجراس الكنائس فى مختلف أنحاء العالم لتعلن فى ليلة الميلاد ذكرى ميلاد السيد المسيح وتسرى فى القلوب فرحة وتغمر النفوس موجة من البهجة الصادقة والأمل الباسم. لأنها ذكرى مولد المحبة والسلام. ولكن للأسف أصبحت القلوب واجمة والاحتفالات جافة روحيا ومنتعشة عالمياً. وتقتصر احتفالات الشرقيين بعيد الميلاد المجيد على الصلاة بالكنائس ليلة العيد والابتهال إلى الله أن يجعل العام الجديد عاما سعيدا. وكثير من الأسر تقوم بعمل مذود صغير (مغارة) . تذكرهم بأحداث الميلاد. ولشعوب العالم فى الاحتفال بعيد الميلاد تقاليدهم الخاصة. وان اختلفت لكن جميعها تتفق فى أن هذه الاحتفالات انما هى ذكرى مقدسة لميلاد السيد المسيح. فى بيت لحم: حيث ولد المسيح يكون للاحتفال طابع خاص. حيث يصل إليها آلاف السياح من كل أنحاء العالم فيصعدون فى الطريق الجبلى الملتوى بين القدس وبيت لحم. ويدخلون كنيسة المهد. وهو المكان الذى ولد فيه السيد المسيح. فيحضرون صلاة القداس الكبير. وبعده يخرجون ليشتروا منتجات بيت لحم المعروفة من مسابح وصدف وخشب زيتون. في النمسا: تستمر الاحتفالات بعيد الميلاد لمدة شهر كامل. تبدأ يوم 6 ديسمبر الذى يوافق عيد ميلاد القديس نيقولا (بابا نويل). ويقيمون مغارات صغيرة خارج البيوت. كل مغارة لها 14 نافذة وراء كل منها ملاك. يفتحونها واحدة فواحدة فيظهر وراءها الملاك . وآخر نافذة تفتح عشية عيد الميلاد فيظهر وراءها تمثال للسيد المسيح والعائلة المقدسة. والبعض يصنعون تمثالا للسيدة العذراء يطوفون به من بيت إلى بيت على ضوء الشموع. ويحمل بعض الأطفال صورة لميلاد السيد المسيح يزفونها فى الطرق. ثم يعودون ليدوروا حول شجرة عيد الميلاد وهم ينشدون ترانيم دينية. ليلة مباركة. ليلة هادئة.. ويتناول الجميع العشاء المكون من السمك والسلطة. ثم يتوجهون لحضور صلاة القداس بالكنيسة فى منتصف الليل وتنتهى الاحتفالات يوم 6 يناير حيث تضاء شجرة الميلاد لآخر مرة فى هذا العام. فى قبرص: يهتمون بعيد الميلاد فيأخذون أطفالهم إلى الكنيسة. حيث تظل صلاة القداس قائمة حتى الفجر ثم يعودون حاملين شمعداناتهم التى أشعلوها فى الكنيسة وهم يبذلون جهدهم لحماية لهيبها من نسيم الصباح . فى روما: يحتفل الرعاة فى تلال ابروزى فينشدون الترانيم الدينية على ايقاع المزامير بالقرب من النافورات وفى الشوارع المزدحمة. وقد ظل الرعاه يحافظون على هذه العادة منذ مئات السنين. فى الولايات المتحدة: يعتبر هذا العيد موسما للعطايا. إذ يفتح فيه الجميع قلوبهم وبيوتهم للأصدقاء والغرباء فى بلادهم ومن بين مظاهر الاحتفال بهذا العيد الاكتتاب الشعبى بشراء كوبونات عيد الميلاد وتخصص حصيلتها لمكافحة الأمراض المستعصية. وهذه الكوبونات تلصق على الخطابات والهدايا المتبادلة خلال أيام العيد. وفى اسكتلندا: فيه يخرج الناس إلى الميادين والشوارع العامة والنوادى حيث تمتلئ بالكرنفالات حتى الصباح. فى بلجيكا: تقوم البلدية بتنظيم الاحتفال بالعيد. تجتمع الفرق الموسيقية فى الميادين وتعزف ألحان الميلاد وتصدح الموسيقى فى كل مكان بواسطة الميكروفونات المثبتة في الشوارع. في ولاية كلورادو: بعد ظهر يوم الأحد السابق لعيد الميلاد يدور مناد بنفير يدعو محبى المرح إلى قاعة البلدية. وبعد أن يقوموا بدورات يرتلون خلالها أغانى العيد ويخرج قاطعوا الأشجار بقبعاتهم الحمراء والخضراء من غابة تغطيها الثلوج وقد عادوا فرحين ممسكين بأشجار العيد ويترنمون بأغنية خاصة عن شجرة الميلاد. وترتدى (ملكة الاحتفال) رداء ناصع البياض وتحيط بها فتيات الشرف. وتضع فوق هامتها تاجا تزينه الشموع المضيئة. ويختم الاحتفال بمأدبة يتخللها الغناء. وتقوم العائلات بعمل مأدب ويقوم رب الأسرة بتوزيع كعكة العيد على أبنائه وسط الغناء والمرح والرقص إلى ساعات متأخرة من الليل وتمثل ظاهرة الكتابة بالقطن فى الواجهات الزجاجية للمحلات قطع الثلج التى تغطى نوافذ المنازل الزجاجية فى البلاد باردة المناخ. في أمريكا الجنوبية: لديهم عادة تقديم الهدايا للأطفال داخل جمال مصنوعة بالأيادى. وذلك لأنهم يعتقدون أن الحكماء الذين زاروا السيد المسيح عند مولده كانوا يركبون الجمال فى رحلتهم الطويلة. فى اسكندنياوه: يربطون حزما من القمح ويعلقونها خارج الأبواب لتأكلها الطيور فى فصل الميلاد. فى أيرلندا: يرفعون وعاء مملوءا بالحنطة فى أعلي مكان بالمنزل وحوله اثنتا عشرة شمعة تمثل رسل السيد المسيح وفى الوسط شمعة كبيرة ترمز إلى السيد المسيح (نور العالم). فى ريف جبال الألب: يبدأ أبعد ساكن في القرية بإضاءة مشعلة. ويحمله إلى أقرب جار له فيضئ هذا مشعله من مشعل جاره. ويركض إلى أقرب جار له. وهكذا دواليك إلى أن تضاء مشاعل القرية كلها ويسير الجميع فى موكب حافل إلى كنيسة القرية لإقامة صلاة العيد. شجرة الكريسماس (شجرة الميلاد) فى كثير من بلدان العالم وخاصة فى الغرب تقام فى كل بيت ليلة عيد الميلاد شجرة تسمى شجرة الكريسماس (شجرة الميلاد) يجملونها بالهدايا والتحف ويتخذون منها سببا لبهجتهم وسرورهم وهى من نوع دائم الخضرة لا تسقط أوراقه فى أى فصل من فصول السنة . وأصل هذه الشجرة كما يقولون هو أن القديس (بونيفاس) عندما أدخل المسيحية إلى احراش ألمانيا تجاسر وقطع (البلوطة المقدسة) وهى شجرة كانوا يذبحون حولها أولادهم للآله (تور). ثم طلب من الشعب الواقف فى حيرته ودهشته أن يقطعوا شجرة (شربين) صغيرة ويحملونها إلى قصر الملك ويقولون له هذه الشجرة انما تعبر عن ميلاد السيد المسيح الذى أوضح لنا أن عبادتنا للآله (تور) انما هى عبادة وثنية. ثم بدأت تنتشر قصة شجرة الميلاد. فدخلت فى 0شرسبورج) عام 1605م وبعدها إلى (فرنسا وانجلترا) بواسطة هيلانة أميرة ونبنرج والبرنس البرت زوج الملكة فيكتوريا . الذى ساعد مع زوجته على تعميمها. وقد وضعا فى القصر أول شجرة كريسماس وحملاها بالهدايا لجميع أفراد بيتهما وخدامها.. وقيل أن أصلها أنهم كانوا يمثلون قصة آدم وحواء فى عيد الميلاد وكانوا يأتون بشجر السرو الذى يخضر فى الشتاء ويحملونه بالتفاح تمثيلا لشجرة معرفة الخير والشر. وهناك قول ثالث أنها تمثل الشجرة التى صعد عليه القديس نيقولا (بابا نويل). منقول |
|