بتعليمات من «الرئاسة».. الاستعانة بـ«الزبالين»

[Mary Naeem]

بتعليمات من «الرئاسة».. الاستعانة بـ«الزبالين»


حصلت «الوطن» على تفاصيل المفاوضات التى يجريها الدكتور خالد فهمى، وزير الدولة لشئون البيئة، مع «الزبالين»، لاحتواء أزمة النظافة فى محافظة القاهرة، فى ظل وجود شركات النظافة الأجنبية، التى يتبقى لها فى تعاقدها مع الدولة أشهر، فى حين أنها لا تقوم بعملها المنوط بها.
وزير البيئة لـ«جامعى القمامة»: «طلباتكم إيه».. و«المقدس»: الشركات الأجنبية تعطينا على الشقة «10 قروش وبتاخد ملايين»

وزير البيئة دعا وفداً من العاملين فى مجال النظافة للقائه فى «بيت القاهرة»، التابع للوزارة، واستجاب «الزبالون»، وشكلوا وفداً ضم ممثليهم، بحضور «شحاتة المقدس»، نقيب عاملى جمع القمامة، والتقوا به مساء الخميس الماضى، فى لقاء امتد لساعتين كاملتين، أكد فيه «فهمى» أن الدولة «ستُعطى العيش لخبازه»، حسبما قال فى بداية الاجتماع، ليتولى «الزبالون» حل الأزمة مع الدولة، نظراً لخبراتهم الطويلة فى هذا المجال.
وناقش الطرفان أزمة القمامة، مشددين على أن شركات النظافة الأجنبية تسبّبت فى تفشى مشكلات القمامة، وهو ما رد عليه «فهمى»، مطالباً إياهم بكتابة تصورين كاملين لحل الأزمة، أولهما فى ظل بقاء شركات القمامة، والأخرى فى حالة عدم وجودها.
وقال «شحاتة المقدس»، نقيب الزبالين، إن وزير البيئة، قال لأعضاء نقابته، والجمعيات العاملة فى مجال القمامة، وبعض شخصيات منهم إنه يجتمع بهم بتكليف من مؤسسة رئاسة الجمهورية، ومجلس الوزراء «عشان أشوف طلباتكم إيه»، موضحاً أن الوزير أكد اتجاه الدولة إلى إقامة مصانع عملاقة لإعادة تدوير القمامة، وأن «الزبالين» طرف رئيسى فى مواجهة الأزمة؛ لذا يجب أن يشاركوا فيها عبر عرض مقترحاتهم، وآرائهم.
وأضاف «المقدس»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن الوزير أكد أن الدولة جادة فى التعاون معهم خلال المرحلة المقبلة، موضحاً أنه طالب بإعادة تربية «الخنازير» مرة أخرى، وأن الوزير أعطاه استجابة مبدئية شريطة أن يتم تربيتها فى المناطق النائية مثل «15 مايو»، إلا أنه طالب بوضع تصورات مكتوبة، ومقترحات النقابة فى مجالى عودة النظافة إلى القاهرة، وتربية الخنازير.
وأوضح نقيب الزبالين أنه واجه الوزير بمشكلاتهم، التى أسهمت فى تفاقم الأزمة، موضحاً أن شركات النظافة الأجنبية تعطى عمال النظافة «10 قروش» على الوحدة السكنية الواحدة فى مقابل ملايين الجنيهات التى تأخذها من الدولة، وأنه طالب بالضغط عليها لتعطى عمال النظافة 5 جنيهات على «الشقة الواحدة»، كما تواجهنا مشكلة كبرى بالغرامات التى يطبّقها علينا «المرور» بسبب زيادة العمالة على سيارات النقل، والتى تصل إلى «سحب الرخص»، موضحاً أن سيارات القمامة تحتاج إلى عدد من العمالة حتى تقوم بدورها.
وعن مصير مقترحاتهم بعد صياغتها، قال «المقدس» إن «فهمى» أكد أنه سيعرض تلك المقترحات على مجلس الوزراء، مردفاً: «وقال لى هتكون موجود وقت عرضها على معالى دولة رئيس الوزراء».
وأوضح نقيب الزبالين أنه تجرى حالياً مشاورات مع مختلف فئات الزبالين، موضحاً أنهم يعملون فى مجالات عدة، ويحتاج إلى معرفة حدود ما يستطيعون تقديمه للدولة لحل الأزمة، من باب الواجب الوطنى لهم، وبما لا يضرهم فى «أكل عيشهم»، لافتاً إلى أنه سيقدم التصورات لـ«فهمى» عقب عودته من باريس نهاية الأسبوع الحالى.
وأردف «المقدس» أن هناك اتجاهاً للاستفادة من القمامة فى إنتاج كميات كبيرة من السماد العضوى، وإنتاج الكهرباء، وهو ما سيعود بالنفع على الزبالين.
ولفت إلى أنه سيتم تخصيص قطعتى أرض فى محافظتى القاهرة، والإسكندرية، مساحة كل منهما 50 فداناً، لإقامة مصانع تدوير مخلفات عملاقة.
وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات، إن لقاء «فهمى» مع ممثلى عمال النظافة يأتى لخبراتهم المتراكمة التى تزيد على 60 عاماً فى هذا المجال، وليعبر عن رغبة الحكومة للتعاون معهم، بعدما كان الاتجاه القديم إنشاء شركات شبابية لجمع القمامة، موضحاً أن الخبرات المتراكمة لدى «الزبالين» تجعل عملهم أفضل من الشركات الشبابية الناشئة، خصوصاً مع إنشاء جهاز مختص بإدارة المخلفات بالوزارة خلال المرحلة المقبلة، مما يتطلب وجود تعاون وشراكة مع عمال النظافة لحل الأزمة، وتحسين الوجه الحضارى لمحافظات الجمهورية.
فى سياق متصل، قالت وزارة البيئة، فى بيان لها أمس، إن «فهمى» التقى بأمين حسن، النقيب العام للعاملين بالنظافة، والنائبة البرلمانية نشوى الديب عن دائرة إمبابة، لمناقشة إدارة المخلفات الصلبة فى مصر، ودور وزارة البيئة فى تحويل المخلفات من مشكلة إلى فرص استثمارية تُدر عائداً اقتصادياً.

الوطن