18 - 06 - 2012, 04:13 PM | رقم المشاركة : ( 501 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
الدفن والقيامة لم يبقَ جسد الرب يسوع طويلاً على صليب العار، لكن الله أعد آنيتين له للاهتمام به: يوسف الذي من الرامة ونيقوديموس. لقد وضع في قلبيهما شعوراً مشتركاً بالمحبة والتقدير للرب يسوع، في حين أنه لم يكن لرؤسائهم سوى البغضة له والاحتقار! لقد ورد ذكر يوسف الذي من الرامة في الأناجيل الأربعة، وحسب ما يقوله لنا مرقس البشير، يبدو أنه كان عضواً في مجمع السنهدريم (محكمة اليهود). ويظهر نيقوديموس ثلاث مرات في إنجيل يوحنا (3: 1-21؛ 7: 50-52، 19: 39-42). يا له من تقدم أحرزه في طريقه نحو النور منذ مقابلته الأولى مع الرب يسوع! لقد عملت النعمة إذاً في قلبي هذين الرجلين اللذين، ربما دون أن يتفقا معاً، جاءا إلى هناك في تلك الساعة الرهيبة، ليُنزلا عن الصليب جسد المخلِّص المائت. لقد أخذته تلك الأيدي التقية، ولفّته بأكفان مع أطياب، ثم وضعته في قبر يوسف الجديد المنحوت في الصخر، حيث لم يوضع أحد فيه من قبل. لقد سبق أن تكلم الأنبياء عن الآلام التي كان يتعين أن يُعانيها المسيا قبل حدوثها بوقت طويل. فأصحاح 53 من سفر إشعياء النبي مثلاً، يتحدث إلينا عن هذه الآلام بطريقة مؤثرة جداً، ولكن هذا الفصل نفسه من الكتاب المقدس يُرينا أيضاً قصد الله من جهة عبده الكامل « وجُعل مع الأشرار قبره ومع غني عند موته. على أنه لم يعمل ظلماً ولم يكن في فمه غش » (إش53: 9). وفي اليوم الثالث، اليوم الأول من الأسبوع، وُجد القبر فارغاً، والحجر الكبير الذي كان يمنع الدخول قد دُحرج. والنساء اللاتي ذهبن إلى هناك في الصباح المبكر جداً ومعهن الأطياب التي أعددنها ليُدهن بها جسد الرب يسوع، علمن من الملائكة أنه قام من الأموات. يا له من خبر مجيد كُلِّفن بإعلانه لشركائهن في الحزن! دُفن مُحيي الرميمْ في ضريحٍ كالبشرْ واختفى الدرُ النظيمْ ضمنَ مختومِ الحجرْ قام في الصبحِ المُنيرْ فجلا ليلُ الدُجى موفياً عدلَ القديرْ قاهراً جيشَ العِدى |
||||
18 - 06 - 2012, 04:14 PM | رقم المشاركة : ( 502 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
الذي صار جسداً « الله ظهر في الجسد ». هذا أعظم حق وأعجب حقيقة. جاء الله ظاهراً في الجسد حيث كان التشويش وحيث كانت الخطية. جاء ظاهراً في صورة البشر، مُشبهاً إيانا في كل شيء (ما خلا الخطية). جاء وهو مركز كل بركة. كان هو النور، وكالنور كان من الناحية الأدبية يضع كل شيء في محله ويُظهر كل شيء على حقيقته، ولقد برهن الله بحقيقة حضوره إلينا في صورتنا على أن المحبة هي كل شيء. فالله الذي هو محبة ظهر في الجسد، وحيث كانت الخطية جاءت المحبة التي تسمو فوقها. والإنسان الذي باع نفسه عبداً للخطية، رأى بعينيه نبع الصلاح والخير حاضراً عنده. وفي وسط فساد وضعف الطبيعة البشرية، جاء الله ظاهراً في الجسد، وجاء خالياً من كل شبه شر وكاملاً من كل وجه. لقد عاش في ظروف الخطاة ولكن منفصلاً عنهم أدبياً بسبب سمو طبيعته الإنسانية القدوسة. « الله ظهر في الجسد »، صار في هيئة لم تكن له لكي نصير نحن على صورة مجيدة لم تكن لنا. الكريم المُسربل بالجلال، صار إنساناً بلا صورة ولا جمال لكي يفتح الطريق أمامنا نحن الأشرار لنصير بلا عيب أطهاراً وأبراراً. وما كان بصلئيل بن أوري، الحائك الحاذق، إلا تلميذاً يحبو « ليعمل في الذهب والفضة والنحاس ونقش حجارة للترصيع ونجارة الخشب » (خر31: 4) أمام حكمة الله التي هيأت الجسد الإنساني لحلول صورة الله غير المنظور فيه (كو1: 15). والذين طرزوا حجاب الخيمة جاءوا بشيء صغير ويسير جداً بالنسبة لليد المُبدعة التي هيأت حجاب جسد المسيح. ولقد جاء في صلاة سليمان يوم تدشين الهيكل « هل يسكن الله حقاً مع الإنسان على الأرض؟ » (2أخ6: 18)، والجواب نجده في يوحنا1: 14 « والكلمة صار جسداً وحلّ بيننا ». والمسيح كان هو هيكل الله الحقيقي على الأرض (يو2: 19) وقبل أن نخطو خطوة إلى ما داخل الهيكل لنتفرس في جمال أسراره، ينبغي أن نقف عند مدخله أمام المذبح، وهناك نرى حَملاً ذبيحاً ـ ضحية بريئة ـ وُضعت بدلاً عنا وفي مكاننا. هناك في خشوع نقول: « هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم » (يو1: 29). |
||||
18 - 06 - 2012, 04:15 PM | رقم المشاركة : ( 503 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
الذي صنع جلس كلمة « جلس » تعني ممارسة إرادة حُرة تلقائية، أي أن المسيح يسوع الذي صنع الفداء على الصليب جلس من تلقاء ذاته وكمن له الحق في أن يفعل ذلك، الأمر الذي يتمشى مع ما جاء في إنجيل يوحنا بخصوص قيامته حيث يقول له المجد عن حياته الإنسانية « ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضا » (يو10: 18). إن قيامة المسيح من وجه كانت « بمجد الآب » بمعنى أن الله بكل صفاته المجيدة كان عاملاً في إقامته، وهي من وجه آخر من عمل إرادته التلقائية الحرة. فهو أُقيم - كما بقوة خارجة عنه - وقام كمن له الحق في ذلك وله القوة على ذلك، وكمن لم يكن للموت سلطان عليه. فلم يكن هناك ما يمنعه من أن يجلس في يمين العظمة لأنه أكمل العمل على الصليب ومجَّد الله تمجيداً كاملاً. نعم وإن مجد الله اقتضى أن الشخص الذي عظّم صفات الله تعظيماً كاملاً في الصليب، يجب أن يجلس في يمين عرش العظمة في السماوات (عب8: 1). إن قيامة المسيح وجلوسه فوق كل رياسة وسلطان يدلان على موافقة الله المطلقة على ما تم في الصليب؛ لأن اليمين هو مكان الكرامة والقوة كما هو أيضاً مكان الرضا والسرور. إذ ليس هناك ما هو أعلى ولا ما هو أكرم من عرش الله الذي يجلس فيه الآن الكاهن العظيم. إنه يجلس هناك كصاحب حق وكل شيء تحت قدميه وصولجانه فوق كل شيء. إن جلوس المسيح بعدما صنع الكفارة يعطي راحة للضمير وسلاماً للقلب. ونحن الذين نؤمن بذبيحة المسيح النيابية وكفايتها كما نؤمن بكهنوته، لنا أيضاً بالإيمان أن نجلس دون أن نحرّك يداً لعمل أي شيء في سبيل خلاصنا، لأن ما يلزم للخلاص قد صُنِع وتم عمله، ولا نستطيع أن نضيف ذرة واحدة على عمل تام وكامل. نعم يا صديقي .. إنه من الإهانة للمسيح أن تحاول إضافة مجهوداتك أو أعمالك أو مشاعرك أو استحقاقاتك إلى قيمة ذلك العمل الكامل الذي قدّره الله ورضيَ عليه وشبع به حتى أنه أجلس المسيح في عرشه بسبب كفاية وكمال هذا العمل. صموئيل ريداوت |
||||
18 - 06 - 2012, 04:16 PM | رقم المشاركة : ( 504 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
الراعي الصالح وخرافه لقد كان الرب في مُباينة كاملة مع أولئك الرؤساء الذين كانوا معروفين في إسرائيل في القديم. فقد كانوا يعتبرون القطيع غنيمتهم، وكانوا كاللصوص. ولقد قال عنهم الرب « السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك، وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل » (يو10:10) . كان المسيح هو الحياة وفيه كانت الحياة وليس النور فقط، إنه لم يرسل من الآب لينير فقط، ولكنه أتى ليكون للخراف حياة وأراد أن يعطيهم حياة أفضل؛ الأمر الذي يتناسب مع مجده الشخصي وعمله الذي كان أمامه دائماً. ومن ثم فإنه بعد القيامة نفخ في تلاميذه (يو22:20) . فكما نفخ الرب الإله في آدم فصار آدم نفساً حية بنوعية حياة تختلف عن كل الكائنات الحية التي على الأرض، كذلك فعل الإنسان الـمُقام والإله الحقيقي بنفخة حياة أفضل في أولئك الذين آمنوا به، وهى حياة أبدية تأسست على الإيمان بموته. وهكذا وبصفة واحدة بسيطة استطاع الرب أن يقارن بين نفسه وبين الأجراء الكذبة الذين سبقوه. إنه الراعي الصالح. و « الصلاح » في معناه المطلق لا ينطبق سوى على الله فقط (لو19:18) ، فلا يوجد بين الناس مَنْ هو صالح .. ليس ولا واحد (رو12:3) . لكن صلاح راعى إسرائيل كان بالدرجة التي يمكن بها أن يثبت أمام أعظم امتحان فلن تسمو أية محبة على محبته في نوعها ودرجتها، فهو الذي وضع نفسه لأجل الخراف، وكانت المحبة باعثاً على عمله. والعبارة « يضع نفسه » إنما هي تعبير عن المحبة العميقة. وهى تميز كتابات يوحنا، وتتكرر أكثر من مرة في إنجيله، ونجدها أيضاً في رسالته الأولى (يو11:10، 15، 17، 13:15،1يو16:3). ونفس هذا العمل الفائق مُعلن أيضاً في رومية 8:5لكي يكون إعلاناً عن محبة الله الفريدة « الله بيَّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا ». يمكننا أن نلاحظ بوضوح الاختلاف في وجهة النظر لكل من الرسول بولس والرسول يوحنا في عرضهما لذلك الحق. فبولس رسول البر الإلهي يشدد على الخطية وذنب الإنسان، وبينما كنا بدون إله خطاة أعداء، مات المسيح لأجلنا، وبذلك فهو يوضح جمال نعمة الله في سموها على الخلفية الـمُظلمة للشر الإنساني. ولكن يوحنا رسول المحبة الإلهية أسهب في الكلام عن الشخص الذي مات هكذا موجهاً كلامه للتأمل فيمن هو في ذاته وليس عما هو في الإنسان. |
||||
18 - 06 - 2012, 04:17 PM | رقم المشاركة : ( 505 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
الرب يسوع أمام هيرودس كون هيرودس « فرح جدا » يُرينا قلب الإنسان وكم يمكن أن يتحول إلى البرودة، لأن أي قلب بقى فيه أثر من عاطفة إنسانية، لا يمكن أن يجد في منظر « رجل الأحزان » موضوع فرح. لكن ها هو هيرودس رجل خاوي القلب يطلب أن يجد في ابن الله الذي صار جسداً، غرضاً يشبع نهمه للترفيه واللهو الذي لا ينتهي. وأقل مشاركة في هذه النوازع الفاسدة، لا تتفق مطلقاً مع كرامة وعظمة ذاك الذي في اتضاعه ظل هو هو الله. « وسأله بكلام كثير فلم يُجبه بشيء ». ومن أجل هذا الصمت، وقف رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه باشتداد. فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزأ به وأرسله إلى بيلاطس بعد أن ألبسه لباساً لامعاً. وفى ذلك اليوم صار بيلاطس هيرودس صديقين مع بعضهما لأنهما كانا من قبل في عداوة بينهما. لقد اتفقوا جميعاً. وهكذا يحدث في بعض الأحيان أن العداوة لله والتمرد عليه يوحدّان الناس مع بعضهم! وماذا كان يعنى ذلك اللباس اللامع، الذي يبدو أن هيرودس شخصياً هو الذي لفه حول الرب؟ يُقال إن هذا اللباس الأبيض اللامع في ذلك الوقت كان يدل على أن لابسه يطمع في مركز سياسي عظيم، وطبعاً كان هذا من جانب هيرودس تهكماً مراً ومُجازاة للادعاءات اليهودية ضد الرب يسوع. « قائلاً إنه هو مسيح ملك ». على أن الرب لم يكن الشخص الذي يرشح نفسه لهذا المركز لأنه هو صاحب الحق الشرعي في عرش داود والعالم. ولم ينكر هذه الحقائق، وكان في سلطانه أن يؤكد حقوقه، لكنه بالنعمة شاء أن يصمت وسوف يستمر ساكتاً « إلى أن يدخل ملء الأمم » (رو25:11) وحينئذ سوف وولي إلى هذه الأرض « بقوة ومجد كثير » (مت30:24) حينذاك لن يكون بعد « مكروه الأمة عبد المتسلطين » (إش7:49) . بل « يتعالى ويرتقى ويتسامى جداً .... من أجله يسد ملوك أفواههم لأنهم قد أبصروا ما لم يُخبروا به وما لم يسمعوه فهموه » (إش13:52، 15). وكما تحمَّل بصبر تهكمات هذا الملك، هكذا من أجله يسد ملوك أفواههم. وكلما اجتهد الإيمان أن يتبعه في تواضعه العميق، كلما ابتهج في ذلك اليوم - وهو ليس ببعيد - حينما نكون مع جميع المفديين شهود غلبته ونُصرته. |
||||
18 - 06 - 2012, 04:18 PM | رقم المشاركة : ( 506 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
السابق لأجلنا في هذه العبارة يُطلق على الرب يسوع وصف « السابق لأجلنا » الذي دخل إلى مكان معين؛ إلى ما داخل الحجاب، أي إلى ذلك المكان المجيد الأبدي الذي يمكن أن نقول عنه « سماء السماوات ». الذي منه جاء ليصنع تطهيراً للخطايا، أو كما قيل في نفس هذه الرسالة، « ليُبطل الخطية بذبيحة نفسه » (عب9: 26). كان رئيس الكهنة قديماً يدخل مرة واحدة كل سنة إلى قدس الأقداس إلى ما داخل الحجاب. وقدس الأقداس الأرضي لم يكن إلا مثالاً صغيراً للأقداس السماوية. والكتاب المقدس يوضح بصورة مباركة أن ربنا يسوع بعد أن أكمل العمل الذي أعطاه الله الآب ليعمله على صليب الجلجثة، دخل كسابق لأجلنا كاهناً وشفيعاً لشعبه. وماذا كان يكون حال شعب الله بدون هذه العبارات المُشبعة التي تتلألأ في هذه الرسالة، والتي تؤكد أن ربنا يسوع هو السابق لأجلنا وأنه موجود في المجد كالإنسان المُقام من الأموات، وأنه يحيا هناك لأجلنا، وأن المحبة العظيمة التي جاءت به إلينا هي نفس المحبة العظيمة التي بها يحبنا الآن. كيف يمكن لمسيحي أن يستمتع بسلام الله وبركة الإنجيل، وأن تكون له قوة ونُصرة في حياته الخاصة والعامة إن لم يُمسك إيمانه يومياً بهذه الحقيقة وهي أن المسيح في السماء كسابق لأجلنا. المسيح هناك لأجلي أنا. ما أكثر ما تغيب عني هذه الحقيقة. وما أكثر ما ننظر إلى أسفل بدلاً من أن نتطلع إلى فوق، في هذه الأوقات بالذات تتبخر سعادتنا وتقترب منا الهزيمة. فما أحوجنا بأن نتذكر على الدوام هذه الحقائق الثمينة التي هي جزء من الإيمان المُسلَّم مرة للقديسين. إنها حقائق يُعلنها الروح القدس لتعطر الجو الذي نتنفس فيه صباحاً ومساءً، ولتكون القوة الرافعة في حياتنا اليومية. ما أمجد هذا! فهو قد دخل إلى هناك كسابق لأجلنا. وهو هناك لنا. ونحن موضوع محبته وعنايته. وهو ظاهر في حضرة الله لأجلنا. وهو قادر أن يحفظ وأن يعين وأن يعضد وأن يخلِّص إلى التمام (عب4: 14؛ 7: 24،25؛ 9: 24). هو عظيم الرأفة والعطف، ويمارس - آذار - رأفته وعطفه لأجلنا. يحسّ ويشعر بضعفاتنا. وكل ما نحتاج إليه هو الإيمان الذي يُمسك بهذه الحقائق كل يوم. |
||||
18 - 06 - 2012, 04:19 PM | رقم المشاركة : ( 507 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
الشاهد الأمين الصادق إن أول رجل في التاريخ، حاول أن يبرر نفسه أمام الديان العليم بكل شيء (تك12:3) . أما الإنسان الثاني البريء، فلم يبرر نفسه أمام قاضى ظالم من البشر. لقد سكت. ونقرأ عن سكوته في الأناجيل سبع مرات: « وأما يسوع فكان ساكتا » (مت63:26) . « لم يُجب بشيء » (مت12:27) . « فلم يجبه ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جدا » (مت14:27) . « أما هو فكان ساكتاً ولم يُجب بشيء » (مر61:14) . « فلم يُجب يسوع أيضاً بشيء حتى تعجب بيلاطس » (مر5:15) « وسأله بكلام كثير فلم يُجبه بشيء » (لوقا9:23) . « وأما يسوع فلم يُعطه جوابا » (يو9:19) . ما أعظمك ياربنا المعبود! يا مَنْ قيل عنك « الذي إذ شُتم لم يكن يشتم عوضاً، وإذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلـِّم لمن يقضى بعدل » (1بط23:2) . ثم يفقد رئيس الكهنة أعصابه، فيلجأ إلى إجراء حاسم، هو القسم، لإجبار هذا الصامت المهيب الواقف أمامه على الكلام. « فأجاب رئيس الكهنة وقال له أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله؟ » (مت63:26) . لقد أتى الله بتلك اللحظة لكي يستعلن الدوافع الحقيقية في قلب الإنسان لرفض ابن الله. لأن إدانة الرب يسوع لم تُبن على شهادات من شهود الزور، كلا، فإن اتهاماً واحداً من جانب الإنسان لم يكن سبباً في هذه الإدانة، لكنها كانت بسبب شهادة الحق التي نطق بها ذلك الذي هو « الحق » (يو17:1،يو6:14،يو37:18). فإذ قد استُحلف وأُلقى عليه القسم، لم يكن ممكناً أن يظل صامتاً وإلا كان ذلك مخالفاً للشريعة. فعبارة « أستحلفك بالله » تضمنت صيغة القسم، وحين يلقيها القاضي فهي تُلزم الـمُستحلف أن يؤدى الشهادة (لا1:5) . فما أعظم شخصه وهو يقف في وسط كل هذا الخبث والكذب! في سكوته كان هو الإنسان الخاضع. وفى كلامه كان هو « الشاهد الأمين الصادق ». وقد أجاب يسوع قائلاً « أنا هو » (مر62:14) ، وقال له يسوع « أنت قلت » (مت64:26) . وهكذا نطق بشهادته التي بسببها أُدين كمُذنب ... إنه كالخاضع لناموس الله والـمُسلـِّم لمشيئة الله الكاملة « وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب » (فى8:2) . |
||||
18 - 06 - 2012, 04:20 PM | رقم المشاركة : ( 508 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
الشخص العجيب لقد جمع الرب يسوع في شخصه العجيب كل صفات الجمال والكمال. فالإنسان الكامل يسوع المسيح كان ينمو في النعمة عند الله والناس (لو52:2) . وكان قلبه مستعداً دائماً لخدمة الجميع. فعند قراءة الأناجيل، كان الشيء الذي استرعى انتباهي هو أنى وجدت شخصاً لم يطلب ما هو لنفسه ولا فعل شيئاً واحداً لأجل نفسه. ويا له من أمر مدهش أن تجد شخصاً على الأرض لا يطلب ما هو لنفسه ولا يعيش لأجل ذاته. فقد أخذ الله كنصيبه الصالح. فالأناجيل تستعرض لنا شخصاً فريداً، غير مشغول بذاته على الإطلاق، وتُرينا القلب الصالح المستعد لخدمة الكل. فمع عمق أحزانه، إلا أنه كان مهتماً ومشغولاً بالآخرين. فاستطاع أن يحذر بطرس من ذاته في جثسيمانى، ويعزى اللص المنسحق فوق الصليب. فلقد كان قلبه دائماً فوق الظروف، مرتفعاً عن كل الأحزان، لا تؤثر الظروف عليه، بل كان دائماً يسير تماماً وفق إرادة الله وسط الظروف المختلفة. فآدم رغم كونه ضعيفاً مسكيناً مقرصاً من الطين، إلا أنه ارتفع وعصى الله، أما المسيح القدير صاحب السلطان، استخدم قوته وسلطانه في عمل الخير للبشرية المعذبة. ومع كونه العالي والمرتفع أخذ مكان الطاعة والخضوع وأخلى نفسه. فيا لروعة طرق هذا الإنسان الكامل الفريد. فعلى قدر ما كان أميناً لله، هكذا احتُقر من الناس. وعلى قدر وداعته واتضاعه، هكذا أيضاً لم يُعتّد به. وكل هذا لم يكن ليؤثر في خدمته لأنه كان يفعل كل شيء لمجد الله. فكل تصرفاته أمام الجموع وأمام تلاميذه كانت في تمام الكمال واللياقة واضعاً نصب عينيه مجد الله. فماذا كانت حياة يسوع، رجل الأوجاع ومُختبر الـحَزَن، إلا شعلة من النشاط رغم وجوده في عالم الأتعاب والظلمة؟ وبقلب مليء بالمحبة ذهب إلى كل طبقات المجتمع مُسدداً الأعواز المختلفة والاحتياجات. فهذا الفريد لم يقف أمام تعاسة المجتمع والعالم الموقف السلبي وعزل نفسه عن العالم، بل لقد كان الرب يسوع إيجابياً لتخفيف أعباء المتعبين، متداخلاً في ظروفهم، مسبباً السعادة والخير لهم. فيا لروعة هذا الكامل في كل طرقه! |
||||
18 - 06 - 2012, 04:21 PM | رقم المشاركة : ( 509 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
الشخص المجيد المرتفع مَنْ هو الشخص المجيد المرتفع فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يُسمّى ليس في هذا الدهر فقط، بل في الآتي أيضاً؟ هو المسيح، المُقام من الأموات، الإنسان يسوع، الذي تألم وصُلب ومات ودُفن. ومَنْ هو الذي صعد فوق جميع السماوات لكي يملأ كل شيء؟ مَنْ هو غير الذي نزل أولاً إلى أقسام الأرض السُفلى؟ وهكذا أعلن الرب يسوع نفسه لتلاميذه قبل ارتفاعه أن كل سلطان في السماء وعلى الأرض قد دُفع ليديه، أي أن الآب قد أعطاه إياه كالابن المتجسد الذي أطاع وتمم مشيئة الله المتعلقة بالخلاص. وقد صعد يسوع إلى إلهه وإلهنا وأبيه وأبينا، وهناك عندما ظهر لتلميذه المحبوب في سفر الرؤيا في المجد السماوي، أعلن نفسه كالبكر من الأموات « الحي وكنت ميتاً وها أنا حي إلى أبد الآبدين ». إن يسوع المسيح يُقدم لنا في الكتاب كالرب والعبد في وقت واحد. كالملك الذي نكرمه كما نُكرم الآب، وفي الوقت نفسه كمقدام العابدين الذي يشفع فينا باستمرار في المجد السماوي. وفي سفر الرؤيا، الذي هو إعلان يسوع المسيح، بهذا المعنى أيضاً يتكلم المخلص عن الله كإلهه. ويا له من حق مبارك، أن ذاك الذي هو الأول والآخر، وحيد الآب، قد صار العبد الممسوح، رأس الكنيسة، وأن الآب قد أعطاه لنا إلى الأبد. وأنه وهو على عرش المجد يقرن نفسه بإخوته مُصلياً معهم ولأجلهم، وأنه حتى الآن منتظر رجوعه إلينا وإقامة مُلكه معنا كما نحنُ نشتاق لظهوره. إننا في ضياء مجده الإلهي الأزلي غير المحدود، نرى اتضاعه العجيب وتنازل محبته الغريب. وكنتيجة ومكافأة لطاعته، نرى جلاله وسلطانه وملكوته. هذا الحق مليء بالتعزية المؤثرة المنشطة إلى أقصى حد. إن يسوع هو مثالنا، هو مقدامنا، هو محط أنظار جميع قديسي الله. هو البكر بين إخوة كثيرين. فنحن كذلك سندخل المجد عن طريق الآلام. قد استهان بالخجل فعن يمين الله بالمجد قام وانفصل ذاك عن الخطاة وصار أعلى من سماو اتٍ مُكللا وضامناً عهداً سما جداً وأفضلا |
||||
18 - 06 - 2012, 04:22 PM | رقم المشاركة : ( 510 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
الصخرة المضروبة كما أن المن يرمز إلى المسيح، كذلك الصخرة أيضاً. فالصخرة قد ضُربت قبل أن تفيض المياه. قيل لموسى أن يأخذ العصا - العصا التي ضربت بها النهر - وهناك حيث يقف الله أمامه على الصخرة في حوريب يضرب الصخرة « فيخرج منها ماء ليشرب الشعب ». إن العصا تُشير إلى قوة الله، ففي ضرب الصخرة إذاً نرى رمزاً إلى ضرب المسيح بقوة على الصليب. الصخرة المضروبة هي المسيح المصلوب. لاحظ أن خطية الشعب هي التي أدّت إلى ضرب الصخرة، وهذا إيضاح للحق القائل « وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا » (إش53: 5). ما أجمل هذا المنظر الذي يلزم كل الخطاة والمؤمنين التأمل فيه. فالخطاة يرون المسيح على الصليب حاملاً دينونة الخطية. وبتأملهم في هذا المنظر يعلمون مقدار شناعة الخطية في نظر الله. وإذ يعلمون هذا يتأكدون أن الله سيقضي عليهم قضاءً مُريعاً إن هم استمروا في عدم توبتهم وعدم إيمانهم. لأن الله الذي لم يُشفق على ابنه الوحيد عندما كان نائباً عن الخطاة، ابنه الوحيد الذي هو مسرة قلبه، ابنه القدوس الطاهر المنزه عن الخطية والذي لم يفعل شيئاً في غير محله، كيف أن الله الذي لم يُشفق على ابنه الذي هذه صفاته يرحمهم ويغض الطرف عن شرورهم؟ كذلك المؤمنون ينظرون إلى منظر المسيح المصلوب فتمس وتخشع وتذوب قلوبهم عندما يستطيعون بالنعمة أن يقولوا « الذي حَمَل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة » (1بط2: 24). إنهم طوال الأبدية لا ينسون أن خطاياهم هى التي تطلبت هذا الموت، بينما لا ينسون أيضاً أن الله قد تمجد بهذا الموت في كل مظهر من مظاهر صفاته. إنه من الحقائق الهامة والجميلة أن الصخرة كان يجب أن تُضرب قبل أن يُتاح للشعب أن يرتوي. وهكذا الأمر مع المسيح لم يكن لتنحدر بركات الله قبل ضرب المسيح على الصليب. إنه بسبب الخطية كانت مراحم الله ونعمته ومحبته محجوزة فيه. ولكن بمجرد أن تمت الكفارة التي بها اكتفت المطاليب الإلهية إلى الأبد، نرى أبواب قلب الله قد انفتحت ففاضت منه ينابيع النعمة والحياة إلى العالم. |
||||
|