رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أُقيم لأجل تبريري! الذي أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا (رو4: 25)كانت ذبيحة المسيح لأجلنا، أي لأجل جميع المؤمنين. هؤلاء المؤمنون لهم كل الحق لأن يعتبروا المسيح المخلص بديلهم، ولكل منهم أن يقول ما جاء في رومية4: 25 بصيغة المفرد « الذي أُسلم من أجل خطاياي وأُقيم لأجل تبريري ». إنه أُسلم للموت والدينونة بالنظر إلى خطايانا، وأُقيم ثانية من الأموات بالنظر إلى تبريرنا. وكثيرون عند هذه النقطة يبترون الإنجيل ويتجاهلون الشق الثاني من هذه البشارة لخسارة نفوسهم. لأنه لا يمكن التمتع باليقين الكامل من الخلاص إذا نسينا أو تجاهلنا معنى قيامة المسيح. صحيح وبكل تأكيد قد تم حمل خطايانا وتحمل عقوبتها في موت المسيح، لكن الدليل على إعفائنا والصفح عنا والتصريح العلني عن ذلك كان في القيامة. وبدون هذا الشق الأخير لا يمكن التمتع بسلام ثابت وراسخ. نُصور ذلك بمثال: لنفرض أن شخصاً حُكم عليه بالحبس ستة شهور لجريمة ما وسُمح لشخص آخر أن يكون بديله في قضاء العقوبة، فعندما تنفتح أبواب السجن ليدخل إليه ذلك البديل وليخرج منه ذلك المجرم، فإن هذا الأخير يمكنه أن يشير إلى بديله قائلاً: هذا أُسلم للسجن من أجل جريمتي. لكنه لا يستطيع أن يستمر في كلامه قائلاً: ولذلك لا يمكن أن أرى أبداً جدران السجن من الداخل كعقوبة على ما فعلته. كلا، لأن هناك احتمال عدم وفاء العقوبة، وإلا فماذا يكون الحال إذا لفظ هذا البديل أنفاسه الأخيرة بعد شهرين فقط من مدة العقوبة؟ تاركاً أربعة أشهر لم تستوفها العدالة؟ إن من حق السلطة في هذه الحالة إعادة القبض على المجرم الأصلي ليستوفي بنفسه مدة العقوبة. لكن لنفترض أنه قبل انقضاء الستة شهور بأسبوعين أو ثلاثة، وجد بديله يمشي في الشارع حراً وعلم أنه بسبب حسن سيره وسلوكه حصل على عفو وأُسقطت عنه المدة الباقية من العقوبة وخرج حراً، فحينئذ يكون من حقه أن يقول في الحال : إنك أُطلقت من السجن لأجل تبرئتي. نعم، له أن يحدّث نفسه قائلاً: إن كان بديلي قد سقطت عنه قوة الحكم وأخلى سبيله فيما يختص بجريمتي، فأنا فعلاً قد بُرئت وأنا فعلاً حُر وقد أُخلى سبيلي. وعلى ضوء هذا المَثل تُعتبر قيامة المسيح بمثابة الإعلان الإلهي للعفو الشامل عن كل مَنْ يؤمن بموت المسيح. |
|