رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إسحاق كرمز للمسيح فأخذ إبراهيم حطب المُحرقة ووضعه على إسحاق ابنه وأخذ بيده النار والسكين. فذهبا كلاهما معاً.. فقال إبراهيم: الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني (تك22: 6،8)ربما لا توجد صورة رمزية مُعبرة ومؤثرة مثل صورة إبراهيم ذاهباً مع ابنه إسحاق إلى جبل المُريا. ومع أن يد إبراهيم المرفوعة بالسكين قد أمسكت، ومع أن الضربة القاضية لم تقع فعلاً على إسحاق، إلا أن الصورة واضحة المعالم جداً وتعبر عن أن « الله لم يُشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين » (رو8:32). ومكتوب أيضاً أن ابن الله ربنا يسوع المسيح « بذل نفسه لأجل خطايانا » (غل1: 4). كان هذا على صليب الجلجثة. هناك ذُبح بالفعل إسحاق الحقيقي الذي لم يكن إسحاق ابن إبراهيم إلا ظلاً ضعيفاً له. على صليب الجلجثة انهالت ضربات العدل الإلهي على حَمَل الله الوديع. كان المسيح، بسبب كماله الشخصي، هو حَمَل الله الكُفء لأن يحمل دينونة العدل الإلهي ضد الخطية والخطايا بكيفية رائعة تكفي وتوفي وتزيد على كل مطاليب العدل الإلهي، حتى أن قداسة الله بدلاً من أن تقف ضد الخاطئ الذي يؤمن بكفاية موت المسيح، تتحول لتقف إلى جانبه، وهذا هو معنى التبرير. كانت مشيئة الله الآب أن يقدم ابنه الحبيب مبذولاً على الصليب لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به. واتفقت مشيئة الابن المبارك في هذا الفكر الأزلي لإتمام هذا القصد الإلهي. إنه قصد المحبة العميقة في الله من نحو الإنسان المسكين. كانت النية في قلب إبراهيم حاسمة من جهة تقديم إسحاق. وذهب وفي يده الحطب والنار والسكين. وكانت الطاعة مُطلقة وعميقة في قلب إسحاق، فقدم نفسه في تسليم كامل بكل خضوع لمشيئة أبيه. هذه هي الصورة الرمزية وهي رائعة وعجيبة حقاً حسب المقاييس البشرية. لكن الأروع والأعجب هي الحقيقة المرموز إليها في قلب الله الآب وفي الإنسان يسوع المسيح « الذي بروح أزلي قدَّم نفسه لله بلا عيب » (عب9: 14). إنه « بالمسكن الأعظم والأكمل غير المصنوع بيد (أي الذي ليس من هذه الخليقة) وليس بدم تيوس وعجول، بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبديا » (عب9: 11). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المن كرمز للمسيح |
داود كرمز للمسيح |
أليشع كرمز للمسيح |
نحميا ... كرمز للمسيح |
داود كرمز للمسيح |