الآيات (1، 2): "يوجد شر قد رأيته تحت الشمس وهو كثير بين الناس. رجل أعطاه الله غنى ومالًا وكرامة وليس لنفسه عوز من كل ما يشتهيه ولم يعطه الله استطاعة على أن يأكل منه بل يأكله إنسان غريب هذا باطل ومصيبة رديئة هو."
البخل هو إستخدام سييء لعطايا الله من المال والغني، فالمال سواء حصلنا عليه بعملنا أو كميراث من الأباء هو عطية من الله، ينبغي أن يعيش بها الشخص ويفرح بها ويفرح بها أولاده، والباقي هو للمحتاج ليفرح الكل. ولكن من يفرح بكنز أمواله وفي جشع لا يصرف على نفسه ولا أولاده، ويأتي غريب ويأخذ كل ما لديه، وهناك تفسير لهذا:-
إما أن هذا الغني الجشع أصبح لا يثق في أولاده، وأقام وكيلاً على أمواله فنهبه الوكيل. أتى لي شخصا يوما في حالة إنهيار تام ليرينى بقايا محترقة لأوراق نقدية كان قد أخفاها عن أولاده، وحدث حريق ليلا فإحترق كل شئ، وتبقى أجزاء من بعض هذه الأوراق المالية، وكان ما أخبأه ثروة كبيرة لم يتمتع بها لا هو ولا أولاده. ومن الصدمة التي حدثت له إنهار صحيا ومات بعد أيام قليلة.
يموت هو دون أن يتمتع بماله، ويترك كل شيء بعدما حرم نفسه من ماله في حياته.
لو إنحرف إنسان لطريق الزنا يسلبه عدو الخير من كل عطايا الله فيذهب ماله للغريب (أم10:5).
ونلاحظ أنه في وقت سليمان كثر الذهب والفضة أي صار الجميع أغنياء، وكانت أيام سليمان أيام سلام، ولا حرب يخاف منها الناس فيكنزوا أموالهم، ومع هذا لم يكف الناس عن جشعهم.