ثقافة الحب

[tito227]

ثقافة الحب

القمص يوسف حنا كاهن كنيسة الشهيد العظيم أبي سيفين بالمهندسين

١ يوليو ٢٠١٥

جاء السيد المسيح ينشر ثقافة الحب فقالها بصريح العبارة ” الله محبة” فمن يعرف الله يعرف الحب.. ومن لا يعرف الحب لا يعرف الله.هناك ثقافة قديمة وهى حب من يحبك وأكره من يكرهك.. وهذه ثقافة إنسانية عالمية فلكل فعل رد فعل من نفس النوع مساو له فى القوة ومضاد له فى الاتجاه.

وهناك ثقافة شيطانية وهى ثقافة الكراهية إذ تكره الجميع ولا تحب إلا نفسك.. الثقافة الشيطانية تصل إلى أن تكره من يحبك.. لأن الشيطان لا يعرف معنى الحب.. فكيف نعيش الحياة الأفضل التى قال عنها السيد المسيح جئت ليكون لهم أفضل..
الحياة الأفضل شعارها ليس حب أعظم من هذا أن يبذل الإنسان نفسه عن احبائه.. هكذا سلك السيد المسيح وقال تعلموا منى..


الحياة الأفضل أن تضئ للعالم.. فأنت نور لكل من يحيط بك.. سواء كان بارا أم شريرا.. الحياة الأفضل.. هى أن تذوب وتتعب لأجل الكل فكان مثل السامرى الصالح الذى صنع رحمة بعدو له. الحياة الأفضل هى أن تذوب لأجل الآخرين كالملح الذى يذوب لكى:

1. يصلح الطعم فيصير مستساغ.
2. يمنع من الفساد.. فساد الحياة والخطية.. لذلك كان السيد المسيح يجول يصنع خيرا فلم ينال ممن أحبهم إلا الصليب.

الحياة الأفضل هى شعارها أن تختفى أنت وليظهر الآخرين فالسيد هو الذى ينحنى ويغسل أقدام تلاميذه- ويعيش ومبدأه إذ الضرورة موضوعة على فويل لى إن كنت لا أبشر- ومع أنه أى بولس أختطف إلى السماء الثالثة إلا أنه قال عن نفسه كأنه للسقط ظهر لى أنا أصغر جميع الرسل..
الحياة الأفضل شعارها اختيار المتكأ الأخير.. كما أمرنا السيد المسيح.. وكما عاش هو خلال تجسده معنا فى الأرض.. فمن منا ولد فى مذود للبقر؟ ومن منا هرب من الشر رغم أنه قادر أن يمحوه بكلمة منه. من منا لا يستعمل سلطانه فى الدفاع عن نفسه.. لكن السيد المسيح وضع ذاته بإرادته الكاملة.. عنا حتى الصليب.

ثقافة الحب تجعل من الأعداء أصدقاء.. ف بولس الرسول الذى كان مضطهدا للكنيسة يتحول إلى مضطهد لأجل الإيمان.. بل ويموت بإرادته الكاملة.. مع أنه كان بصفته رومانيا أن يهرب من الصليب.. أو يخفف العقوبة.. إن شاء.. ثقافة الحب هى التى جعلت بطرس يصلب منكس الرأس.. مع أنه أتيحت له فرصة للهرب.. لكنه لم يشأ..
ثقافة الحب هى أن لا أنظر إلى أخطاء الأخرين يل إلى خطاياى الخاصة فواجبى أن أطرد القذى من عينى قبل ألوم الآخر.. لذلك نزل العشار مبررا دون الفريسى الذى كان يصوم ويصلى..
ثقافة الحب تعنى أنه إن فعلنا كل البر فنقول فى أنفسنا أننا عبيد بطالون.. وليكون مقياس روحياتنا هو الله بذاته.. لذلك قبل أن تدين غيرك حاول أن تجد له المبررات.. وتذكرأن المرأة الخطئة نالت الغفران بعكس سمعان الفريسى نال اللوم من السيد المسيح.


ثقافة الحب مبدأها لا تدينوا لكى لا تدانوا ونهرب من إدانة الآخرين ونحن نردد فى أنفسنا وأنا مالى.. خلينى فى حالى
ثقافة الحب يا عزيزى ثقافة السمائيين فالكل مشغول بتسبيح الله..
ثقافة الحب معناها أن يموت الأنا ليحيا الله داخل الإنسان.. فلا أحيا أنا بل المسيح يحيا فى عندئذ نتحول إلى مسيح ونتجول بين الناس كسفراء كأن الله يعظ بنا.

[Mary Naeem]

مشاركة جميلة جدا

ربنا يبارك حياتك