الإنسان العاقل الذى أعد نفسه لكى يتحرر ( يخلص ) بظهور ربنا يسوع يعرف نفسه فى جوهره العقلى , لأن الذى يعرف نفسه يعرف تدابير الخالق و كل ما يعمله وسط خلائقه .
يا أعزائى المحبوبين فى الرب ( أنتم ) أعضاؤنا و الورثة مع القديسين . نتوسل ( لأجلكم ) باسم يسوع , أن يعطيكم الله روح التمييز , لكى تدركوا و تعرفوا عظم المحبة التى فى قلبى من نحوكم , و تعرفوا أنها ليست محبة جسدية بل روحية إلهية . لأنه لو أن الأمر بخصوص أسمائكم الجسدية لما كانت هناك حاجة لأن أكتب إليكم بالمرة لأنها ( هذه الأسماء ) مؤقتة . لكن إذا عرف إنسان اسمه الحقيقى فسوف يرى ( يعرف ) أيضا اسم الحق . و لهذا السبب أيضا عندما كان يعقوب يصارع طوال الليل مع الملاك كان لا يزال اسمه يعقوب , لكن عندما أشرق النهار دعى اسمه إسرائيل أى ” العقل الذى يرى الله ” ( تك 32 : 24 – 30 ) .
و أعتقد أنكم لا تجهلون أن أعداء الفضيلة يتآمرون دائما ضد الحق . لهذا السبب فقد افتقد الله خلائقه ليس مرة واحدة فقط , بل من البدء كان هناك البعض مستعدين لأن يأتوا إلى خالقهم بواسطة ناموس عهده المغروس فيهم , هذا الناموس ( الداخلى ) الذى علمهم أن يعبدوا خالقهم باستقامة . و لكن بسبب انتشار الضعف و ثقل الجسد و الإهتمامات الشريرة جف و توقف الناموس المغروس ( فى البشر ) و ضعفت حواس النفس , حتى أن البشر أصبحوا غير قادرين أن يجدوا أنفسهم على حقيقتها بحسب خلقتهم , أى كجوهر ( طبيعة ) عديم الموت لا يتحلل مع الجسد …..