رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ربيع النعمة والمعرفة الإلهية
+ حينما يأتي أوان الربيع كل شيء يبدو كأنه ولد من جديد، والأرض كلها تمتلئ بهجة بألوان الربيع المختلفة الظاهرة في الأشجار والزهور والثمار، وهكذا النعمة، فهي ربيع النفس الحقيقي، إذ أنها تأتي بالمعرفة الإلهية المُنيرة للنفس، والتي بدورها تبدأ تولد هذا الحب الصافي الذي يشد النفس نحو عريسها لتلتصق به التصاقاً فتُقيم في الشركة ثابته نامية بلا توقف. فالمعرفة الإلهية تُنير عين الذهن الداخلية فتُبصر ما لم تكن قادرة على أن تراه من خلال كل المعارف التي كانت حاصلة عليها من الكتب أو الدراسات العميقة والصحيحة، لأن معرفة الكتب تختلف عن المعرفة الإلهية الأتية من النعمة المُخلِّصة النازلة من عند أبي الأنوار، لأن المعرفة الإلهية هي فعل نعمة ممنوح مجاناً من الله لمن يُريد أن يعرفه بغرض أن يدخل في تلك الشركة المقدسة التي هي سرّ حياة النفس الأبدية. ++ حينما يمتلئ عقل الإنسان ويتكدس بكثرة المعارف الإلهية الصحيحة بسعيه الخاص بدون النعمة، فأن صوته يعلو بغيرة أمام الناس في الجدل حول الحق بكلام الإنسانية المُقنع، وهو حانق على الجميع لأنه يراهم في حالة من غباوة الفكر وظلمة العقل، لأنهم لا يقبلون الحق الظاهر لأنهم يرونه على غير حقيقته، فيبدأ النزاع على الألفاظ والنقاش حول التعبيرات، بل والتناحر بين الطرفين في شد وجذب، محاول كل طرف أن يُقنع الآخر – بأي صورة – بالحق الذي حصل عليه بوعيه المنفتح على التعليم الحقيقي، لكي يعرف ويتعلم.ومن تلك المعرفة يأتي الإفراز والتمييز في كل شيء، لأنها تملأ النفس حكمة وتجعل العقل متزناً، راكزاً، صاحياً، مُتعقلاً، فلا يُسرع في تصديق أي شيء من الناس أو حتى من الأفكار التي تأتيه، إلا بعد فحص وتمحيص في نور حكمة الله حسب المعرفة الحاصل عليها بغنى سكيب النعمة الإلهية والتي تتفق مع روح كلمة الله الحية الفعالة الباقية إلى الأبد. أما حينما يستنير العقل بنور المعرفة الإلهية الحقيقية، فأن من كنز قلبة الصالح تخرج الكلمات بحكمة الله ببرهان الروح والقوة بخبر الإيمان، بهدف دعوة الكل: تعالى وانظر وجدنا مسيا..الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا، وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح (1يوحنا 1: 3) + ففي الحالة الأولى الغرض هو المعرفة الموسوعية التي في النهاية تصل إلى العجرفة، وتعمل على الانعزال عن الآخرين إلى أن تصل لرفضهم بل واحتقارهم والتأفف منهم وعدم قبول الجلوس معهم، لأن الأنا هي المُسيطر في النهاية. + أما في الحالة الثانية حينما تكون المعرفة عمل نعمة فأنها تقود للوحدة في المحبة بوداعة وتواضع قلب، وإعلان مجد الله الحي، لأن في تلك الحالة الله هو الظاهر في النفس، وكل الأعمال الظاهرة هي بالله معموله، لذلك فأن كل من يحيا هكذا فأنه يصير منارة تُهدي الكثيرين لطريق البرّ والحياة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تأصلت وتأسست العذراء في المحبة والمعرفة الإلهية |
النعمة الإلهية |
ربيع النعمة المُخلِّصة |
النعمة الإلهية |
النعمة الإلهية |