ويقوّيك طوال محنتك
غالبا ً ما تؤدي خيانة أحد الاصدقاء او أحد افراد العائلة المقربين الى نقطة تحول ٍ هامة في حياة المرء . فعندها يدفعنا المنا وغضبنا الى التساؤل بتعجب ٍ ودهشة عن سبب ثقتنا بذلك الشخص . لكن الاسوأ من هذا هو ان هذه التجربة القاسية يمكن أن تؤثر على علاقاتنا المستقبلية . فهل يمكننا ان نثق بأي شخص ٍ آخر من جديد ؟ ليس من يعرف معنى الخيانة أكثر من داود نفسه ِ ، ففي المزمور التاسع والخمسين يصلي داود الى الله ملتمسا ً حمايته ُ من هؤلاء الاشخاص الذين انقلبوا عليه . أجل لقد تمت خيانته ، وهذه هي صلاته ُ ، وهي ايضا ً الحل الذي يقترحه ويقدمه لنا ، فهلم ّ نتعلم منه
مزمور 59 : 1 – 10
1 . نجني من أعدائي يا الله ، واحمني من القائمين علي .
2. نجني ممن يفعلون الإثم ، وممن يسفكون الدماء خلصني .
3. هم يكمنون للفتك بي،ويجورون علي وهم أشداء . لا معصية لي ولا خطيئة يا رب ،
4. وما أذنبت فبادروا وتأهبوا . فقم إلى لقائي وانظر،
5. أيها الرب القدير إله إسرائيل . أفق وعاقب جميع الأمم ولا ترحم أي غادر أثيم .
6. يرجعون مساء وينبحون كالكلاب ، ويطوفون في أنحاء المدينة .
7. أفواههم يسيل منها اللعاب ، وألسنتهم سيوف بين أسنانهم ، يقولون : ((ما من أحد يسمع ؟))
8. وأنت يا رب تضحك عليهم وتستهزئ بجميع الأمم .
9. إليك أسارع يا عزتي ، لأنك يا الله ملجأي .
10. تتقدمني إلى القتال برحمتك فتريني هزيمة الثائرين علي .
كان داود مطاردا ً من قبل اشخاص ًٍ تحولت محبتهم له الى غيرة ٍ مما دفعهم الى السعي لقتله ِ . فقد انقلب عليه اصدقائه ُ الذين كانوا موضع ثقته ِ وكان ابنه ُ أحدهم ، لكن رغم ان محبة هؤلاء له قد تضائلت الا ان محبة الله له كانت ثابتة ً ولا تتغير . وقد عرف داود ان بامكانه الاعتماد على الله لتخليصه ِ من اعدائه ِ .
حينما يغدر بك الناس ويؤذونك تذكر ان الله ما يزال يحبك ، وبأنه لن يغدر بك ابدا ً . لذلك استرح في محبته ِ الثابتة حتى ولو شعرت بأنه يسمح بحدوث بعض الامور السيئة لك . فحينما تنتهي العاصفة سوف تتمكن من رؤية ان الله كان معك َ ، وانه كان يدعمك َ ويقوّيك طوال محنتك َ .