حقيقة طلب أوباما تفويض الكونجرس للتدخل عسكريا فى سيناء
نقلا عن الفجر
مان بدر – سارة حسين صقر
حينما أعلن تنظيم بيت المقدس الإرهابى فى سيناء مبايعته لداعش، ناشد بعض الخبراء وسائل الإعلام، بعدم إطلاق إسم "ولاية سيناء"، الذى إتخذه التنظيم لنفسه، حتى لا نمنح ذريعة للولايات المتحدة، كى تأتى لتضرب مصر بحجة محاربة "داعش"، كما يفعل التحالف الذى يقوده أوباما فى سوريا والعراق منذ شهور.
وفى هذا السياق ليست مصادفة أن يخرج علينا الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى هذا التوقيت؛ ليطلب من الكونجرس تفويض لمحاربة داعش فى بعض أجزاء من دول عربية من بينها شبه جزيرة سيناء فى مصر.
فى البداية قال محمد مصطفى شردى الإعلامى والكاتب الصحفى، إذا طلب أوباما هذا التفويض من الكونجرس فسوف يحصل عليه، ولكنه لن يستطيع أبدا أن يتدخل خطوة واحدة داخل حدود مصر، ولا توجد دولة تستطيع أن تتدخل عسكريا دون أن تستاذن ويسمح لها، إلا إذا طلبت منه السلطات المصرية ذلك، وهو ما لن يحدث؛ لأنها سيادة دولة.
وأشار شردى إلى أن الإدارة الأمريكية تريد أن تتدخل عسكريا فى بعض الدول لمحاربة تنظيم ،يعتبر من أبناء المخابرات الأمريكية ،لافتا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية،هى أغبى دولة سياسيا فى العالم ،ولا تمتلك سوى الأموال والإصرار على إنجاح أى خطة فاشلة .
وشدد القيادى بحزب الوفد على أن تدخل الولايات المتحدة هو الذى حول التطرف الدينى إلى إرهاب ،وأستخدموه ضد الروس فى أفغانستان ،ثم أستخدموه لإسقاط الدول العربية ، وإنقلب السحر على الساحر.
وفى سياق متصل قال الدكتور طارق فهمى ،أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية وجامعة القاهرة ،إن الأمر لايعد أكثر من جدل بين الجمهوريين والديموقراطيين ،حول المخاطر والتهديدات التى تواجه إدارة أوباما والإنجازات المنتظرة من تلك الإدارة فيما تبقى من عمرها.
وأشار فهمى إلى أن الرئيس الأمريكى كان قد طرح إستراتيجية حكومته لمحاربة الإرهاب فى بعض الدول، وبعض المناطق، لافتا إلى أن سيناء لم تكن ضمن أولويات تلك الخريطة.
وشدد الخبير السياسى على أنه لم يتبقى من عمر إدارة اوباما ما يسمح لها بتحريك قوات، ومن ثم تعتمد على وكلاء لتنفيذ إستراتيجيتها فى المنطقة.
ومن جانبه نفى اللواء حسام سويلم، رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا، ما تردد حول طلب أوباما بالتدخل عسكرياً فى سيناء وبعض الدول العربية، مشدداً على عدم جدوى هذا التدخل وأنه لامعنى له، لافتاً أنه لم يقوم بهذا التصرف فى العراق وسوريا فى ظل الظروف التى تمر بها، موضحاً أن هذا الطلب "إن صح الخبر" يحتمل أن الرئيس الأمريكى يريد التدخل فى الدول والمناطق العربية بشكل عام.
وأضاف" سويلم " أن الكونجرس لن يوافق على طلب أوباما، مشيراً إلى أن سياسته الأصلية هى عدم التورط فى حرب مباشرة وعدم إرسال قوات خارج حدود بلاده، مشيراً إلى أن مصر لن تسمح بذلك حتى فى حالة موافقة الكونجرس على هذا الطلب.
فى حين صرح اللواء أحمد عبد الحليم ،الخبير العسكرى،وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أنه لن يتم السماح لأوباما أوغيره بالتدخل فى سيناء أو الدول العربية، مشيراً إلى أنه عندما شكل تحالف ضد داعش لم يذكر الإرهاب بشكل عام.
وتابع "عبد الحليم" أنه لن يستطيع التدخل فى سيناء دون موافقة مصر، لإنه إذا فعل ذلك سيواجه مخاطرة غير محسوبة.